لا لداعش.. لا للربيع العربي.. نعم للحكومات العادلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
لا أعتقد ان هناك من كان يحلم بمسقبل زاهر للعالم العربي لم ينتش لمنظر خروج المارد من القمقم عام 2011 يزبد ويرعد ويثير الذعر والفزع في نفوس الفاسدين والظالمين، ما جعل بعضهم يفر بجلدته وآخر يستسلم لطلقات تائهة فترديه وثالث يمضي بقية حياته وراء القضبان وهكذا.
لا يراودني ادنى شك ان كل الذين كانوا ينتظرون اللحظة الحاسمة، للبدء بالعد العكسي لحل مشاكل شعوبنا غمرتهم السعادة عندما رأوا ان الجماهير تخرج في عام 2011 الى الشوارع كالموج الهادر، لايردعها الرصاص ولا الجنود المدججون بأنواع الأسلحة والعتاد، ولا حتى الدبابات والمصفحات.
&بمقدار ما كانت الصرخة المليونية التي أطلقها الشباب والشيوخ والاطفال (الشعب يريد أسقاط النظام) تدخل البهجة والسرور على قلوب المخلصين لأوطانهم فانها كانت تزلزل قصور الظالمين والفاسدين، وبالفعل تهاوت الكيانات الفاسدة بالصرخة المليونية، وغمرت الفرحة قلوب المضطهدين والمظلومين.
ولكن هل الأحداث التي تلت السقوط ويأتي في مقدمتها الذين تربعوا على كراسي الحكم كانت ما تريده الجماهير الثائرة، فهل هؤلا الذين حكموا هم أنفسهم الذين وضعت الشعوب آمالها فيهم، أم أن بين هؤلاء وبين من كان يحلم بهم الشعب بونا شاسعا؟&
لقد كان الربيع العربي رائع الجمال، وبالرغم من أنه اختلط ببحيرات من الدماء وأطنان من الآلام والآهات ولكنها في نفس الوقت كانت كآلام وجراحات الولادة التي سرعان ما تهدأ وتلتئم بأول صوت يخرج من فم وليدها، ولكن ياترى هل الشعوب الثائرة تحملت الآلام والجراح والمئات من الضحايا ليعيشوا وضعا أسوأ من الوضع السابق؟
ليس هناك من خرج الى الشوارع متحديا كل الاخطار المحدقة به، كان يريد أن تحل الفوضى العارمة محل الأمن والاستقرار (وان كان نسبيا وجزئيا) ولا لكي تغيب الخدمات حتى وان كانت ضعيفة، ولا أن ينفلت معدل التضخم عن عقاله وتتبخر السلع الضرورية من الأسواق، ولا أن يصحو على تفجير مدو ثم يتلوه آخر في الضحى وثالث في الظهر ورابع عصرا وخامس في الليل وهكذا تمضي كل أيامه.
شئنا أم أبينا فان هذه الفوضى الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية تزامن ظهورها مع ثورات الربيع العربي، ولكن هذا لا يعني بتاتا انها الوليد الشرعي له، بل على العكس فان الربيع العربي هو الوليد الجميل لحمل طبيعي امتزج بالام ومعاناة استمرت بعضها عقود، غير أن هذا الوليد الجديد لم يتم توفر الغذاء والبيئة المناسبة لنموه، لذلك لم يأت ثماره.
تزامن ظهور التطرف الديني الذي أولد داعش وأخواتها، وظهور النعرات الطائفية بعد عام من انطلاق ثورات الربيع العربي، وتعاضدت عدة عوامل جعلت ظاهرة النعرة الطائفية والتطرف الديني تبرز الى السطح، وتأتي في مقدمة هذه العوامل هي عدم أهلية الذين أمسكوا بزمام الأمور بعد ثورات الربيع العربي، فنتيجة لسياساتهم اطلق العنان للمتشددين دينيا ليفعلوا ما يشاؤوا، ثم ظهرت النعرات الطائفية.
التشدد الديني والنعرات الطائفية ليست وليدة اليوم ولا السنوات الأخيرة وانما كانت منذ قرون وظهرت أحيانا كحركات منظمة ولكن ما نشهده اليوم، خطر داهم يفزع الجميع.
أما العامل الآخر، فهو الأيادي التي شاءت دفع ودعم داعش وأخواتها وكذلك النعرة الطائفية لكي تنفجر الفوضى، وما كانت ترمي اليه هذه الأيادي توجيه رسالة غير مباشرة لكل الشعوب التي تحلم بالربيع العربي انها اذا فكرت يوما باطلاق ربيعها فسيكون مصيرها كمصير من جرب الربيع العربي وكانت الحصيلة المزيد من الدماء والانفلات الأمني والتضخم الاقتصادي.
واضح ان هناك من يدفع الأمور لتوسيع الأزمات وتعقيدها وعدم حلها ليكون هو ومصالحه في منأى عن حدوث أي تغيير أو ثورات أو ماشبه ذلك، وربما نجح هؤلاء في تحقيق ما سعوا اليه، ولكن ما حدث يجب أن يكون عبرة للجميع وخاصة للحكومات، بأن الشعوب اذا تحركت فلن يقف امامها شيء، وهذه الشعوب لا تريد شيئا مستحيلا، بل غاية ما تريده هو ان يكون الحكام عادلون ويحلوا مشاكل الشعب لا أن يقوموا بمضاعفتها وتعقيدها.
الشعوب لا تريد الفوضى ولا التطرف الديني ولا ربيع في الظاهر ولكنه خريف في الباطن، وانما تريد على الدوام أن تتغير أوضاعها نحو الأحسن، واذا فعلت حكوماتها ذلك فبها، والا فلن يكون هناك خيارا آخرا غير الانفجار.
&التعليقات
طرح فكري متوازن
لن يعجب هؤلاء -طرح جيد ومتوازن سيقابله التيار الانعزالي الكنسي والالحادي الشعوبي بالرفض والتسفيه والتعليقات السمجة والقول دائماً ان المشكلة مع الاسلام حتى ولو كانت الدولة عادلة وغير متدينة وغير مذهبية انه سرطان الحقد وسفلس الكراهية وايدز الحسد استاذنا الكريم فهؤلاء الانعزاليين لديهم قناعات مصمته واكليشيهات مصبوبة في أدمغتهم لا يفيد معها الحوار والنقاش والإقناع فالج لا تعالج .كما يقول المثل الشامي
نعم لصدام وحافظ وبشار ؟؟؟
برجس شويش -حسب مبدا السيد الكاتب الذي جماعته يحكمون العراق ولولا (امريكا كوردستان) الربيع العربي لما كانوا في الحكم اليوم ولكان عدي او قصي صدام رئيسا لكل العراقيين بما فيهم السيد الكاتب , ولكن الكاتب هو ضد حكومة صدام حسين بينما هو مع حكومة بشار الطائفية والعنصرية والمجرمة, وهو بكل مثالية يطالب بان تكون الحكومة عادلة اي انه يطالب من صدام حسين المجرم ان يكون عادلا وبشار الطائفي والمجرم ان يكون حنونا ومنصفا لشعبه الذي اباد اكثر من 250 الف وشرد الملاين ودمر مئات الالوف من البيوت والمدن والقرى. فاذا انت يا ايها السيد الكاتب تقول نعم لبشار والسيسي وغيرهما من المجرمين فعليك ان تقول نعم لصدام حسين ايضا و تعيد عقارب الساعة الى الوراء وتطلب من جماعتك الذين يحكمون العراق اليوم بالتخلي عن السلطة وتسليمها الى احد احفاد صدام لان صدام وعدي وقصي ماتوا ولا يمكن تسليم الحكم للموتى. شكرا على الاذدواجية ومعاداة الربيع الديمقراطي ومع انظمة استبدادية مجرمة كل ما تتمناه هو ان تكون هذه الحكومات عادلة . هكذا يسقى الابل ؟؟؟؟
الى متى ياعبيد الاستخفاف
nabil mahjoubah -كفى استخفافا بالشعوب العربيه
احتار دليلى مع الكاتب
فول على طول -سيدنا الكاتب لم يلاحظ أن النظام العلمانى الظالم هو الذى سمح بالثورات - ليبيا ومصر وتونس على سبيل المثال - والنظام الوحيد الذى لم ولن يسمح بالثورات هو نظام مولانا البشير ومن على دربة من الحكومات الدينية العادلة - من وجة نظر الكاتب - ونحن لا ننسى بالطبع مطالبات سيدنا الكاتب بحكومات من رجال الدين المعصومين وربما لا يريد الاعتراف بأن داعش حكومة دينية ورجالها معصومين على الأقل من وجهة نظرهم ولا أعرف هل الكاتب يؤيدهم أم لا ؟ وهل حكومة مرسي التى ثار ضدها المصريون حكومة عادلة أم لا ؟ وأريد أن أعرف ما معنى كلمة : التشدد الديني ؟ يعنى اية تشدد دينى ؟ ولماذا فى الاسلام فقط حينما يعرف المسلم دينة ويتمسك بة يصبح ارهابى ؟ نحن نعرف أن الذى يتمسك بالدين أى المتشدد فى الدين - أى دين ماعدا الدين الأعلى - يصبح أكثر سماحة ورقة وزهد فى الدنيا ..لكن التشد فى الدين الأعلى يجلب الكوارث ..ربنا يرحم .