مناورات التحالف الدولي ضد الإرهاب في مناورة جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لنبدأ حيث إنتهوا، دون خجل أو حياء، بمناوراتهم السياسية القديمة، ونتدارس الأمر في جولة أخرى من عراق تنسيق التحالف الدولي الى تنسيق التحالف الرباعي ومناورات المشاركين فيهما. التحالف الدولي يشمل 60 دولة "حسب الإدعاء الإعلامي الدولي والعربي"، والتحالف الرباعي يشمل 4 دول هي العراق وإيران وسوريا وروسيا، حسب الإدعاء الإعلامي الدولي والعربي.
قوائم عراقية طويلة بأسماء أحزاب سياسية ودينية دخلت أو أدخلت نفسها " كسجين أفكار واهمة" لحماية بلاد الرافدين من مأسي الأرهاب بتحالف رباعي وخماسي وسداسي و مشاركة 60 دولة لمحاربة داعش وإستئصال جذوره بإدعاء الحنكة السياسية التي تدفع بقادة العراق "المتخاصمون فيما بينهم" للتحالف الخارجي قبل الإقدام على التحالف الداخلي المسمى "المصالحة الوطنية" وهم في خلاف و شكّ دائم مع أنفسهم ومكوناتهم وبرلمانهم.
الحقيقة الخافية للإرهاب الذي إتخذ موطنه في أرض العراق وإتخذ الحيّز الأكبر من حياة أهله هي حقيقة مناورات البعض للبقاء في السلطة الساسية لأطول مدة ممكنة وكيفما تتطور الأمور وتتراكم الأزمات.&
تتوارد مباحثات منسقوا ومخططوا التحالف الدولي في الحرب ضد داعش، من قادة أحزاب العراق المختلطة أفكارهم بقذارة السياسة الأقليمية والدولية وبخبرة أدهى بقليل من رواد المقاهي الشعبية ومن لايدرك عواقب هذه الحرب المدمرة الى الآن.&
هذه الحرب وأخطبوط تحالفاتها لاتصب في مصلحة العراق إطلاقاً، ولحد كتابة هذه الكلمات تدور مباحثات جانبية ذات مستوى عامي ركيك بين قيادات السلطة العراقية ومجموعة المتقاعدين من الجيش الأمريكي كالجنرال الأمريكي جان آلن بصحبة السفير الأميركي في العراق جونز ومسؤولين أميركيين آخرين في مهمة غرضها تحرير أرض العراق. وتدور طاولة المناورات مع رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري بنفس الصورة والطريقة القديمة التي جرت مع قبله من رؤساء البرلمان العراقي، وتنتهي حرب تحرير المحافظات بكلمات منمقة وأخذ الصور الفوتوغرافية الوظيفية.&
ومن التطورات على الساحة السياسية والعسكرية لمواجهة التنظيم والتي أصبحنا نشمئز من طريقة التصريح بها وسذاجة مُدعيها وسماع جهلهم الحزبي المتوارث، إدعى أياد علاوي زعيم القائمة العراقية خلال حديثه لبرنامج بثته "السومرية الفضائية" (( إنه طلب من دولة خليجية "رفض تسميتها" أن تزود العراق بأسلحة لمواجهة تنظيم داعش"، مبيناً أنه "من كثرة الالحاح عليهم اضطرت تلك الدولة الى ارسال المدرعات وعددها 76 مدرعة بالطائرات وليس البحر)) وعندما سأل وزير الدفاع خالد العبيدي عن وصولها أخبره بأن الوزارة لم تتسلم أيّ مدرعات من تلك الدولة الخليجية ".&
هذه التصريحات الطائشة و مباحثات الجنرال جون آلن مع رئيس مجلس النواب الجبوري و وزير الداخلية الغبان أوصلتني كقارئ الى أقتباس نص قولهم للصحافة (( نتوقع تحرير الرمادي عاصمة المحافظة التي يحتلها "داعش" منذ منتصف آيار (مايو) الماضي في القريب العاجل)). علماً ان المباحثات المذكورة مع الجنرال المتقاعد والسفير الأمريكي، ومن نص قولهم (( كانت لبحث موضوع تدريب الشرطة العراقية في مختلف المجالات وعلى امتداد مناطق التماس مع تنظيم "داعش" في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار التي يحتل تنظيم داعش مناطق واسعة منها)).
هذه المفاوضات الشكلية ومناوراتها التي تجري في مكاتب ألإشادة بالاستعدادات العسكرية لدول التحالف لاتتعدى الحديث عن ضرورة دعم التحالف ورفدها بالمدربين والمستشارين وتوسيع مشاركتهم.أنها حرب تحرير أرض لم تُحرر. حرب متاهات لاطريق لها. أنها حرب مردودها خسائر ودمار للعراق. حرب وقودها شباب العراق ومحصورة في حدود تضحياتهم ودمائهم وبحكومة تخصص ميزانيتها لشراء السلاح والعتاد لأستمرار الحرب، دون مشاركة وحدة عسكرية فعلية على الأرض من 60 دولة تناور بتصريحات.&
الناحية المعروفة ان تنظيم داعش يسيطر على مدن الموصل وصلاح الدين والرمادي منذ حزيران (يونيو) عام 2014. وان مقياس أي عمل عسكري منسق وقوته تخضع لإعتبارات وجهود ميدانية خارقة ونسبة النجاح والتفوق تقررها الطاقة الفنية الإدارية في إسترجاع الأرض وإحراز النصر بسرعة خاطفة دون إستنزاف الموارد البشرية والمالية الوطنية كما هي الحالة الآن. وعندما يعجز القادة العسكريون في تفسير عدم نجاح أستراتيجية قتال داعش بمشاركة 60 دولة فإننا لن نعير أهمية بدء ماكنة التحليلات العسكرية الأعلامية المتلفزة في بغداد وعواصم عربية وأمريكية، وألإشادة بالاستعدادات والتحضيرات العسكرية أو بدء عمليات تحرير قريبة.&
طبيعة الثقاقة العراقية السياسية المتدنية حاليأ حزبية عقيمة، وعقلية المدرسة العسكرية المتراجعة عنيدة وغبية وملفوفة بالجهل وتصديق الكذب والقبول بمناوراته. ومن يصدق أن 60 دولة متحالفة مع العراق ضد داعش و بنية دحرها، يقرأ صحافة ماكنة الخداع ويغرف من ماء ملطخ بالدم.
كلما أدخلنا حقيقة العقيدة العسكرية المتبعة حالياً لإنهاء مايسمى بداعش تدخل أبواق عربية مسنودة بمناورات عراقية لتشوه حقيقة الصراع العسكري ويشارك معها مستشارون أجانب في مناورة غرضها إبقاء الصراع مستعراً وإنجاح سيل وتدفق الأسلحة والعتاد الى الأطراف المتنازعة الخاسرة أولاً وأخيراً لمصالح دول.&
وختاماً، في بيئة التأخر والتكفير السياسي وسلوكية سجناء أفكار أحزاب سياسية ودينية لم تعاصر العصر فأن التحالف والعمل العسكري ضد داعش وبمشاركة 60 دولة زائداً التحالف الرباعي الجديد ليس إلا شعاراً حزبياً كشعارات الماضي في الوحدة والحرية والأشتراكية، ومناورات سياسية ولافتات احزاب دينية ترفع شعار الدولة الديمقراطية للأشادة بقيمها وأفكارها ومذاهبها وتمجيد قادتها وهم قعود في مجالسهم.&
هذه هي الحقيقة المقروءة لمن يراها ويدرك مناوراتها، وينبغي معرفتها قبل اي حديث عن الوطنية والإخلاص والوفاء للوطن.&
&
باحث وكاتب سياسي مستقل
&التعليقات
تعليق
ن ف -. أن تحقيق الإنتصار على داعش أصبح عسيراً سيما وأن الناس في هذه المدن (الأنبار، الموصل وصلاح الدين) تفضل وجود داعش على حكم النظام المافيوزي في بغداد. وهي محقة في رأيي ذلك لأن المواطن العراقي من زاخو إلى الفاو كان يتوقع أن يعمّ الخير والعدل والحرية في العراق بعد سقوط الصنم، إلا أنّ الرياح جرت بما لا تشتهي السفنُ. و لا بد من أن أُلفت عناية الكاتب إلى أن أقل من 300 داعشي دخل الموصل على متن سيارات تويوتا رباعية الدفع فسقطت المدينة تلتها المدن الاخرى مضافاً إليها ديالى. وهنا لا أتّهِم الشعب العراقي في هذه المدن بالدعشنة وإنما بعض الشر أهون بالنسبة لهم. وخير ما يعبر عن لسان حال الناس في المدن المذكورة هو قول الشاعر: لا تسقني ماء الحياة بذلةٍ بل فاسقني بالعز كأس الحنظل ِ. ماء الحياة بذلةٍ كجهنم وجهنم بالعزِ أطيب منزلِ. الناس في المدن المذكروة عانت الأمرين على يد ((مختار العصر)) وشعرت بتهميش مقصود وصل حد المذابح في الحويجة والرمادي و ديالى أيضاً. وللأمانة فإن حال الشعب، لا سيما في المدن الوسطى والجنوبية لم يكن أفضل والدليل أنهم خرجوا متظاهرين محتجين بعد أن فاض بهم الكيل وبدأوا يشعرون بشظف العيش. الحل ليس بيد التحالف الستيني ولا حتى بيد التحالف الرباعي المشبوه، إنما هو بيد الشعب. .