فضاء الرأي

ما الفرق بين 22 دولة عربية حاليا أو 30 قادمة؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طرحت تطورات السنوات الأربعة الأخيرة في أكثر من دولة عربية مسألة " المؤامرة الكونية" ضد هذه الدول، وأهم ما ترافق من متلازمات هذه المؤامرة الترويج لمسألة نية المتآمرين تقسيم دول عربية، وشاعت مقولة " تقسيم المقسّم وتجزئة المجزأ ". وأصحاب هذه المقولة يتظاهرون أو يدّعون أنّه كانت هناك أمة عربية واحدة بجغرافيا واحدة، وجاء المستعمران سايكس &- بيكو وقسّموا هذه الوحدة الواحدة لأمة ذات رسالة خالدة. وللعلم الموثق أنّ اتفاقية سايكس بيكو عام& 1916 لتقسيم ما كان يسمى الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا تمت بموافقة صريحة من الإمبراطورية الروسية آنذاك التي يسعى حفيدها اليوم فلاديمير بوتين لإحتلال سوريا تحت غطاء محاربة داعش.

والسؤال المهم هو: كيف كان الهلال الخصيب قبل الإتفاقية؟
هل كانت توجد وحدة حقيقية بإرادة شعوب المنطقة؟ أم كانت المنطقة كلها تحت احتلال حقيقي تحت مسمّى " الخلافة العثمانية "؟. وهذه الخلافة وما سبقها من خلافات عباسية وأموية هل كانت حكومات ديمقراطية جاءت بإرادة الشعوب أم حقيقة احتلال عائلي طبقي سيطرت من خلاله بالقوة والقمع والدم عائلات معينة على سائر المنطقة مصادرة حريات شعوبها وسارقة ثروات شعوبها، ويكفي ذكر مثالين من هذه الخلافات اللصوصية الدموية:

1 . سيرة وحياة الخليفة العباسي الخامس " هارون الرشيد" الذي تعتبره بعض المصادر العربية تقيا ورعا قام بالحج عدة مرات وكان يصلي بشكل مستمر ويبكي عنمد سماع القرآن، ومصادر عربية أخرى توثق ما لا يقل عن ألفي جارية كانت في قصوره، يتمتع بهن ويخصي العاملين في قصوره كي لا يمارسوا الجنس مع تلك الجواري، فنكاحهن حلاّلا له فقط إلى درجة أنّ ابنه الثاني " عبد الله المأمون " ولد نتيجة نكاح هارون الرشيد لجارية فارسية اسمها "مراجل".

2 . الجرائم التي ارتكبها حكام وولاة الخلافة العثمانية بحق الشعوب العربية المستعمرة والمحتلة بإسم الخلافة، ويكفي ذكر ما يتذكره ويعرفه الجميع من جرائم الوالي التركي " أحمد باشا " والي العديد من مدن بلاد الشام، إلى حد أن المصادر العربية ألحقت بإسمة صفة " الجزار " لذلك في غالبية المصادر التاريخية العربية يذكر إسمه " أحمد باشا الجزار " في حين أنّ اسمه الحقيقي " أحمد البوشناقي " عندما ولد في البوسنة عام 1734 م ، ولم تسلم غالبية بلاد الشام& من جرائمه حيث حكم بإسم الخلافة العثمانية ساحل فلسطين والشام أكثر من ثلاثين عاما. هذا بالإضافة للمجازر الجماعية التي مارستها تلك الخلافة بحق الشعب الأرمني حيث ما زال عليها خلاف كبير إذ يعترف بها غالبية دول العالم بينما ترفضها تركيا المعاصرة.

ثم جاء الرفيقان سايكس و بيكو،
ليقسّما المنطقة العربية بالمسطرة والمقص حسب مصالح دولتيهما وبموافقة روسيا التي كان نصيبها السيطرة على أغلب أراضي أرمينيا العثمانية آنذاك. ومن نتائج هذه القسمة أن ظهرت بعد تفكك وهزيمة الدولة العثمانية وانتهاء& الحرب العالمية ألأولى نتائج القسمة البريطانية الفرنسية ، حيث كان نصيب بريطانيا فلسطين والعراق ونصيب فرنسا سوريا التي كان لبنان جزءا منها إلى أن استقل في مايو 1926 . واستمرارا لسماع أفكار الرفيق البريطاني وزير الخارجية " انتوني إيدن " اتفقت سبعة دول عربية مستقلة شكلا أن تؤسس في مارس 1945 الديكور بلا أدعمة "جامعة الدول العربية". وتطور عدد الدول الملتحقة بهذا الديكور ليصبح اليوم 22 دولة من ضمنها دولة " جزر القمر" التي تقع في المحيط الهندي ولا حدود لها مع أية دولة عربية وعدد من يعرفون عدة كلمات عربية فيها لا يتجاوز عشرين شخصا.

فماذا حققت دول الجامعة العربية غير الفرقة،
والاقتتال والبغضاء المتبادلة بينها شعوبا وحكومات، ودارت بين بعضها حروب وقصف بالطائرات لم يشهد مثيلا له الإحتلال الإسرائيلي ، ويكفي التذكير بإحتلال نظام صدام حسين لدولة الكويت عام 1990 وحرقه لآبار نفطها قبل اضطراره للهروب منها مهزوما.& ومن مظاهر الفرقة والإنقسام والتشتت العربي طوال سبعين عاما من عمر هذه الجامعة المفرّقة:

_ لم يتحقق فتح الحدود بين هذه الدول وإلغاء التأشيرات المطلوبة لتنقل مواطنيها، بينما دول الإتحاد الأوربي الذي اكتملت ملامح وتفاصيل تأسيسه عام 1993 أي بعد تأسيس " متفرقة الدول العربية " ب 48 عاما ، يضم اليوم 28 دولة يتنقل مواطنيها بين كافة الدول بدون تأشيرة دخول ولهم حق الإقامة والعمل والتأمين الصحي الشامل.

_ لم يتحقق بين دول متفرقة الجامعة العربية أي نوع من الوحدة الاقتصادية والجمركية أو حتى الدفاع المشترك.

فلماذا الخوف من تقسيمات جديدة،
خاصة عندما نتذكر أنّ انفصال جنوب السودان بناءا على رغبة ناخبيه وإعلانه دولة مستقلة في يوليو 2011 لم يؤثر لا سلبا ولا إيجابا لا على السودان ولا باقي الدول العربية. بالعكس الإيجابية الوحيدة لهذا الإنفصال أنه أنهى حربا داخلية استمرت سنوات طويلة قتل فيها ما يزيد على مليوني مواطن تخللتها إبادات جماعية خاصة في إقليم "دارفور" تمّ نتيجة لها الحكم بجلب الرئيس الإنقلابي عمر حسن البشير لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي بهولندا. ونتيجة لهذه الفرقة والتشتت العربي القائم رفضت جمهورية إرتريا الانضمام للدول العربية عند استقلالها عن إثيوبيا عام 1991 رغم حدودها المشتركة مع دول عربية وغالبية سكانها يتحدثون اللغة العربية، وكذلك لم تفكر جمهورية جنوب السودان المستقلة حديثا في هذا الانضمام. يعني لو انضمت هاتان الدولتان لأصبح عدد دول متفرقة الدول العربية 24 دولة، وما كان سيطرأ أي تغير على واقع التشتت والفرقة والبغضاء، وماذا سيضير العراق انفصال إقليم كردستان الذي هو واقعيا دولة مستقلة منذ عام 1991 ؟.

انفصالات وتقسيمات سلمية خير من وحدة بالقوة والدم
وخلفية هذا الرأي هو توقف القتل والإبادة الجماعية في السودان منذ تصويت الجنوبيين للأستقلال وإعلان دولتهم في عام 211 وكم ألاف من القتلى كانوا سيقعوا في الأعوام الأربعة الماضية لو لم يتم الانفصال والاستقلال؟. وكذلك رضوخ الحبشه لإستقلال دولة إرتريا قد أنهى حربا لسنوات طويلة وأوقف مقتل ألاف من المواطنين. وعربيا أعلنت وحدة اليمن شماله وجنوبه عام 1990 وظلت وحدة ديكورية استمر فيها تهميش الجنوب مما أعاد نزعة ورغبة الانفصال للحياة واستمرت هذه الرغبة حتى اندلاع الحرب اليمينة أخيرة التي ما زالت مستمرة. لذلك فانفصالات وتقسيمات سلمية أفضل من وحدة شكلية تتواصل بالقوة والقمع وسيطرة جزء من البلد على جزء آخر بالدم والعنف.والدول المرشحة للإنفصال والتقسيم الطوعي أو بقوة السلاح والدم هي: العراق، سوريا، اليمن، ليبيا..فلتكن دول متفرقة الجامعة العربية ثلاثون دولة مثلا فلن تطرأ سلبيات على الواقع العربي أكثر مما هي الآن، فقط ايجابية وحيدة هي وقف الدم والبراميل المتفجرة والقمع والتهجير...فلننتظر القادم رغم أنّ ما سبق ليس أمنية أو رغبة شخصية لي بقدر ما هو تشخيص لواقع عربي قائم ومستمر من سنوات طويلة.
www.drabumatar.com
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صح
كلكامش -

خير الكلام ما قل ودل ,,,,, يحتاج العرب سبعون سنة ضوئية حتى يفهموا هذه المعادلة

لن تكون عربية
Ahed -

الآن لدينا ٢٢ دولة عربية ولكن مستقبلاً ستكون ٣٣ دولة غير عربية لأن الغالبية كفروا بالعروبة

متفائل جدا ياعزيزي
OMAR OMAR -

انت متفائل جدا ياعزيزياتصور تحتاح اكثر 70000 سنه

حقا انك رائع
kamal -

ألأستاذ الجليل الف شكر وتقدير لمقالتكم وجرأتكم في كتاباتكم دوما ,حقا انكم رائع بأمتياز حضرتكم قدرتم عدد الدول العربية ب 30 دولة انني اطالبكم ان استطعكم بقراءة مقالات الخبير لويس برنارد من جوجل حيث توقع بل خطط ل72 دولة عربية وعلى سبيل المثال سودان الى 4 ومصر الى 3وليبيا الى 4 وسوريا الى 5 أما لبنان الى 8 واليمن الى 4 والعراق الى 3وفلسطين الى 2والسعودية والجزائر والمغرب وغيرها يكملون التقسيم .انني اتساءل من فخامتكم اليس من ألأفضل ان يعيش ألأخوان المتزوجين من اب وام واحدة ان يعيش كل عائلة في بيت مستقل ويبقون اخوانا وقت الشدة .شكرا لكم وللموقع بتكرمه بنشر التعليق .

لهم وحدة من نوع آخر
خوليو -

أعتقد بأنه لا أحد يعارض بما جاء في المقالة فهو واقع مر ،، غير أن الحلاوة تأت عندما يفرح الجميع بأنهم أمة من مليار ونصف تنجرح مشاعرها لنقد بسيط أو صورة أو رأي مخالف أو هروب إمرأة منهم مع حبيبها ،،أي أن الجروح توحدهم وتهز مشاعرهم ،، فهل هناك وحدة أقوى وأعظم ؟ وهناك مفهوم آخر تتوحد الجامعة العربية حوله وهو تأكيدهم على ذهابهم لجنة الوهم ومن أجله يتفرقون في الأرض إلى 72 فرقة لتكتمل النبوءة فالعدد 30 أظن أنه خطأ فهناك من قال قبل لويس برنارد المشار إليه في تعليق السيد كمال -4- حيث قال بأنّ أمته ستنقسم إلى 73 فئة على الأرض،، كلهم في النار ما عدا واحدة في الجنة ،،أي أن الوحدة الحقيقية المنشودة هي بالجنة ،، ضمن كل هذه القروح الآنقسامية على هذه الفانية يوجد عامل توحيد وهو قولهم بأن هناك إله واحد ورسول أعظم هو رسوله وهناك حساب وعذاب ويوم آخر وهناك صوم وحج يتوحدون فيه بارتداء أقمشة بيضاء ويتدافعون لرجم الشيطان ويستشهدون ،، فهل نجد أمة أخرى موحدة أكثر من ذلك ؟

خوليو
خوليو الحاقد المريض -

إخرس يا مريض النفس

الفرق هو : اضعاف المستضعف
فهد سالم الشحي -

الاموية والعباسية والفاطمية والعثمانية وحدة المنطقة بقوة السلاح والدين ، وفي النهاية تآمرت هذه المنطقة مع الدول الكبرى ضد العثمانيين وكان هديتهم بأن يكونوا دول تحمل شعار القومية العربية عن الاسلامية ، ولهذا تشكلت جامعة الدول العربية فيما بعد وتم الاعلان عنها بمباركة الدول الكبرى و التي رفعت شعار القومية العربية ولكن بدون سلطة بل اداة تشاورية صورية شكلية .... والذي يعيب على هذه الدول انها لم تتوحد سياسياً واقتصادياً وأمنياً خلال سبعين سنة ماضية والاسباب كثيرة داخلياً وخارجياً حتى اصبحت دول ضعيفة ومهدده ومتزعزعة ، وما نعانيه حالياً هو نتاج الماضي وسوف نعاني خلال السنين القادمة أكثر من هذا بكثير ، والفرق بين 22 دولة عربية من 30 دولة عربية هو زيادة حدة التوتر بين الدول والانقسامات في المنطقة يعزز تدهور الأمن المتزعزع حالياً مما يساعد على إضعافها أكثر من ضعفها الحالي الذي لا يساعدها على النمو والتقدم والازدهار ... لست جداً متشائم باستقرار المنطقة ولكن الحلول صعبه جداً ويحتاج تكاتف الاغلبية عسكرياً وأمنياً وسياسياً واقتصادياً وسد جميع ابواب التطرف والارهاب وتعليم وتثقيف المواطن وجعل ولائه لوطنه فقط وفتح باب الحريات وحقوق الفرد ومحاربة الفساد ومحاسبتهم وردم فوهة الاستبداد ( جميع ذلك يحتاج فترة من الزمن ليعود استقرار المنطقة ويكون له قوة في مواجهة الأطماع الاقليمية والدولية الذي يهدده من كل جانب ) نعم ليس مستحيلاً ، ولكن اتمنى بوادر التحالف العربي العسكري الحالي هو اول خطوة نحو ما ذكرته سابقاً .

السباق ضد الزمن
o/ottonnoh -

..لاهده ولاتلك انما مدارس اشبال الامة لعمال وزارة الصحة ثم عظام الساسة والاجتماع ثم القادة ثم المهن الخطرة حتى التقويم المناسب الثاني.صيدليتنا فضيحتنا عام2091.