كتَّاب إيلاف

متى تُقبرُ الجامعة العربية الى مثواها الأخير؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



كثيرا مانُسائل انفسنا ما الذي يجعلنا نهيم ونتعلق بشخوص وآثار صنمية وأفكار متحجرة عفا عليها الزمن وصارت في عداد الخردة غير النافعة والمصابة& بالعقم ونلطم على الخدود ونشقّ الصدور حزنا ونحيبا على فكر ولد ميتا ونظرية لم يكتب لها ان تتآلف مع ما نحن نعيشه الان من تغييرات مدنية وانظمة حكم راقية وسامية ونماء يسود العالم ونظريات فكرية وسياسية اثبتت جدارتها ورقيها كان من اللازم ان نتشبث بها ونمسك بتلابيبها وصولا الى مانصبو اليه لنكون في المكان الصحيح حالنا كحال الشعوب المتطلعة لآفاق التقدم والازدهار ؛ بينما نحن بطيئو الخطى ونتعثر بماضٍ كله مطبات واوحال وعثرات
متى نتوقف عن تمجيد افكار لم تقدم لنا شيئا وهي في اوج نهوضها ورسوخها في عقولنا ، أتراها تدفعنا الى النهوض والارتقاء وهي في هزيع عمرها الاخير وتكاد تلفظ انفاسها الاخيرة ؟
انا هنا اتحدث عن الجامعة العربية التي كمدت على صدورنا عقودا طوال دون ان نلمس منها انها كانت القول الفصل او الفعل الجدير بالحزم والقوة والمنعة لنا نحن العرب التي ظلمتنا تلك الجامعة دون ان ترتقي ببلدانها التي انضمّت اليها الى مدارج الرقي والمكانة اللائقة لبلداننا بين الامم والشعوب في هذه المعمورة
فمنذ ان ظهرت التيارات القومية العربية بعد الحرب العالمية الاولى وانتهاء الحكم العثماني بدولته العجوز وسحقها الى غير رجعة مع اولى بوادر الثورة العربية في شبه الجزيرة العربية التي دعت الى تكوين كيان عربي موحّد واستثمار فوز الحلفاء وسقوط العثمانيين لتحقيق هدف الدولة العربية المبتغاة ، لكن هذه المساعي لم تتحقق مثلما ارادتها التيارات العروبية لتشكيل دولة عربية منشودة حيث انبثقت كيانات عربية مجزّأة هنا وهناك بعد انتهاء الحرب الاولى مع وجود المستعمر الاجنبي وظلّت الارض العربية تنجب كيانات صغيرة وكبيرة ؛ ممالك وإمارات وسلطنات ثم جمهوريات في خمسينيات القرن المنصرم ومابعدها والتي توزعت من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي
وبعد ان استقلّت هذه الدول والممالك والإمارات ؛ بقيت الحاجة ملحّة الى تكوين كيان واحد يجمع تلك الكيانات في منظمة بعد ان استحال التوحيد ؛ تتمثل فيه كل دولة فتمّ انشاء جامعة الدول العربية في اعقاب الحرب العالمية الثانية لاجل تحقيق الحدّ الادنى من العمل العربي المشترك وتكوين مظلّة سياسية تجمع العرب معاً في كيان واحد لامتصاص الزخم القومي المتصاعد وقتذاك تحت مسمّى " جامعة الدول العربية " بعد ان عجزت الدول العربية عن تكوين اتحاد فعلي رغم المشاريع والمساعي والشعارات القومية والعروبية التي دوّخت رؤوسنا ابان القرن الفائت
ومع ظهور الحقبة الذهبية للتيارات القومية وسيطرتها على الحكم في بعض الكيانات العربية منذ اوائل الخمسينات والسنوات التي أعقبتها ؛ برزت الاحزاب القومية وركزت أقدامها في الكثير من الاراضي العربية ( المدّ الناصري في مصر ، نموّ حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا والعراق ولبنان، حركات القوميين العرب من غير الناصريين كالحزب القومي السوري ) ورغم رسوخ تلك الأحزاب وتجذّرها في ارضنا لكن الجامعة العربية بقيت ضئيلة الدور وفشلت في تحقيق ماكان يصبو اليه الشارع العربي الذي كان يغلي عروبةً وظلّت مكبّلة بالانقسامات والتوجهات المتنوّعة وكل كيان عربي يرى مالايراه شقيقه الكيان العربي الاخر
ومع انبثاق الربيع العربي& وصعود بعض التيارات الاسلامية ووصولها الى دفّة الحكم في عدد من الدول العربية بصناديق الاقتراع سدّا للفراغ بعد زوال الدكتاتوريات وانبعاث حالة اليأس من الفكرة القومية التي لم تقدّم شيئا ملموسا من الارتقاء رغم ان مشاركة دعاة الاسلمة& في ثورات الربيع العربي غير ذات شأن يذكر ولكنها& اكتسحت الساحة السياسية اول الامر كما حدث في مصر عندما صعد الاخوان للسلطة وتونس الى حد ما في نهوض الغنوشي وحزبه وقد حاولت الاحزاب الاسلاموية ان تروّض نفسها وتتكيّف مع النهج الديمقراطي وتساهم في العمليات الإنتخابية كشريك فعّال يحسب له الف حساب ، اما التيارات القومية فقد تضاءل دورها بشكل ملفت للنظر حالها حال التيارات اليسارية والليبرالية ويوحي بان مستقبل الجامعة العربية والتيار القومي آيل للزوال وتكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة لانها كانت تنتعش وتتغذى على التيار القومي الذي جفّ ضرعه وخفتَ صوته
وهناك مؤشرات توحي وتدلل بان الجامعة العربية الان بصدد حفر قبرها بأيدي الاسلام السياسي .. اما الحديث عن الوحدة العربية في ظل هذه الاجواء انما هو ضرب من الأوهام ومغازلة المستحيل وربما أضغاث أحلام لاتوجد الاّ في مخيلة ماتبقى في عقول بعض تركة القوميين الهرمين مهما حاولوا من تحشيد عواطف الجماهير واستثارة مثل تلك النزعات المتهالكة لدى البقية الباقية من رعاة القومية
غير اننا نستشفّ بان التيارات الاسلامية لن تكون قادرة حتى& لو رسخت اقدامها في السلطة امدا قصيرا لانها لاتحسن ترويض نفسها وتنسجم وتتصالح مع التيارات المدنية الحديثة وتتغازل مع العلمانية في مجتمعنا مثلما نرى الان في ماليزيا او تركيا على سبيل المثال لا الحصر ، اما الوحدة التي نعرفها ونفهمها منذ السابق مثل (مشاريع الجمهورية العربية المتحدة / سوريا ومصر والعراق ، ومجلس التعاون العربي والاتحاد المغاربي وغيرها ) فسوف تظل مجرد سطور كتبت على صفحة الماء كما يقول اديبنا الكبير جبران خليل جبران وماهي الاّ احلام عصافير ضيّعت طريقها نحو اعشاشها باستثناء مجلس التعاون الخليجي الذي بقي الى الان واقفا على قدميه وهو مشروع قريب من المسار الوحدوي الاكثر نضجا من المشاريع السابقة التي ولدت ميتة اصلا ونؤكد يقينا ان الجامعة العربية ربيبة الفكر القومي الراقد الان على تخت الموت السريري سوف تودّع الحياة السياسية وتنقطع انفاسها وسيقوم دعاة القومية على حمل نعش الجامعة العربية الى مثواها الاخير في غضون السنوات القليلة المقبلة وربما يتم تحويلها الى مومياء حداثوية يجري تقديسها في مكمن ضريحها كعاداتنا المتوارثة في عبادة الامكنة والمزارات الدينية ولَمَ لا فالمزارات المقدسة القومية لها حق علينا في تقديم واجبات الطاعة والبكاء على موروثاتنا في هذا الزمن الممتلئ بالأصنام الجديدة& وقداسة الماضي وإحياء الموتى وانتظار المنقذ والصبر على البلاء والرضوخ للاستكانة مادمنا ننشد ابطالا اسطوريين وشخوصا خرافية ستأتي لاحقا لنجدتنا وتخليصنا
عفوك ايها الانسان العربي العائش هنا ؛ كم من العجز والارتخاء والهوان تدّخر
ما أثقل عبئك ولا أظنّه سينزاح عن كاهلك ولو بعد عقود طويلة من السنين
لأنك آثرت واستسغت أحمالك ولم تنزع الى العلى بسبب ثقل ماتحمل وبقي اليأس يلازمك&

jawadghalom@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحقيقة المرة
عابر سبيل -

مع شكري وتقديري لكاتب المقال وكل القراء لكن الحقيقة المرة والتي يهرب عنها الكثيرون ان الجامعة العربية ماتت وشبعت موتا منذ ولادتها .. والسبب انتهازية دولة المقر و احتكارها كل مناصب الجامعة ولو نظرنا دولة المقر عين صادقة لوجدنا انها نموذج حقيقي للدولة الفاشلة في كل المناحي فكيف لفاشل بأن يقود أمة ؟؟؟ إذا اراد العرب التقدم عليهم اولا الصدق مع انفسهم و إعطاء المثل في الحكم الراشد وتوزيع الثروة والسلطة بين مكونات الدولة الواحدة وبسط العدالة و عدم المتاجرة بمصير الشعوب واخيرا احترام حق الآخر في إبداء الرأي وعدم التستتر خلف شعارات اكل الدهر عليها وشرب ... لو كانت مصر هي قدوتكم فأنتم والجهل والمرض والفقر سوف تعيشون للأبد ولا داعي بأن تبكوا علي جامعة عربية لأنها هي العدم سواء ... انظروا حولكم لتروا بأن كل ادول تتوحد وتنمو وانكم اها العرب تنتحبون علي الماضي وتدعون ه بأن يعود.

مع قبر اخر نظام عربي
عمر الفاروق -

متى ؟ عندما نقبر آخر نظام عربي مستبد علماني او عسكري او طائفي او عشائري ، ونترك للناس حرية اختيار النظام الذي يحكمهم بدون وصاية من علماني او اسلامي

ولدت ميته
حسين -

الجامعة العربية ولدت ميته ، منذ تاسيسها، لانها ولدت من رحم قامت بتوليده المخابرات البريطانية. وهذا ليس امر بجديد. ومنذ ولادتها الميته لحد الان ، لم تقم باي عمل جدي في توحيد الصف العربي ، بسبب خضوعها لارادات واحدة ومعينه . وبسبب تولي امناءها العامون ، من دولة واحدة . فقط لمرة واحدة عندما نقل مقرها من القاهرة الى تونس ، تولاها شخصية تونسية. ولكن استمر استحواذ المناصب الاساسية والمهمة فيها من مصر . ومن يديرها هم . لذلك فان وجودها او عدمه لن يؤثر على مجل الاوضاع في الدول العربية ، سوى التصريحات الرنانة من امينها العام التي تخضع في فحواها الى دولة المقر وتسلط بعض الدول التي تدفع . القضايا التي تهم الامة ، ومنها القضية الاساسية ، فلسطين ، ماذا حل بها واين هي ؟ التشذرم العربي والارهاب المدعوم باسم الاسلام من دول عربية معروفة وما يقوم به القتلة المجرمون الارهابيون في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها . على الشارع العربي ان ينسى ان لديه منظمة تهتم بشؤونه، كما ذكرت انها ولدت ميتة

لسه فاكر؟
احمد الاحمد -

ماتت من زمان من يوم ولادتها

Knowledge is Power
صومالية مترصدة وبفخر-USA -

from your mouth to God''s ears I always wondered what are these African countries are doing in that place in the first place?? it done nothing and will do nothing but zero things done wasted money on just sitting and drinking bottled water what did they do for the crisis of Syrian refugees at least make them safe areas what did they do for the famine in Somalia?? maybe made fun of them if anything was done or said or the 20 years civil war in Somalia?? I really careless but just saying Thank God the plan of ridding us from our language Somali failed no one in Somalia really speak Arabic we don''t hate it don''t get me wrong but it is to read the holy Koran and then it stops there again we in Somalia speak many languages which helps my dad and granddad spoke English Arabic and my dad spoke Italian too that helped us so much to get our ideas across and less problems when you come to the west again America this year only we still have 2 months took in thousands of Somalis as new comers we never heard of Somalis in Albuquerque New Mexico now several families settled there which is great now tell me which Arabic or even Muslim country that does that?? no one God Bless America

التطهير العرقي
Rizgar -

الجامعة العربية منظمة عنصرية عربية وجدت لتحقيق النزوات العرقية العربية والدفاع عن الكيانات العربية المنبوذة في المنطقة. لقد نجح الجامعة في نشر الا كاذيب العربية وتز وير التاريخ -شمال افريقيا ارض الطوارق والا مازيغ والبر بر - يسمى بالمغرب العربي !!!!ونجح الجامعة في حملا ت التطهير العرقي ضد الكورد وابادة المسيحيين , الجامعة العربية سكت عن حرق الا طفال الكورد ١٩٦٣ في عامودا حيث حرق النظام ٣٦٥ طفلا لا سباب عرقية في غرب كوردستان ...وشارك الجامعة في السكوت عن عمليات الانفال والا غتصاب ١٨٢ الف خلال الثمانينات , وشارك الجامعة في عمليات التعريب وانفال هلبجة ... عندما فشل ت النازية العربية في تحقيق النزوات العنصرية العربية consequently فشلت الجامعة العربية في تحقيق نفس الاهداف اللا اخلاقية الخبيثة .

Standards of excellence
Salman Haj -

For an organization to have a chance to succeed it must have a charter specifying and listing of standards of excellence that have to be met for any member aspiring to join. .. The Arab league does not have standards of excellence as a prerequisite to join. Hence Somalia, Sudan, Yemen, and many other apply and are accepted with much fanfare and noise, but without qualifications. Arabs believe in numbers, and Muslims likewise on a bigger scale. They never get tired of reciting we are 300 million strong, then 350 million, and 450 million. And Muslims, it is 1000000000 BILLION, then it is 1.2 Billion, and soon it is 1.758 BILLION. in this age 450 MILLION or 2 BILLIONS of semi zeros are zeros. If 1 million Arabs or Muslims could have kicked Israel out into the sea they would have kicked it out long ago. ... My suggestion to revive this dysfunctional and comatose organization is to start a new. First write a charter. Second, set standards of excellence for membership. Write a mission statement. Set reasonable objectives which may be changed with time. Include a United Nations charter on human rights. And so on. Make the barter compatible its fundamental human rights, freedom, liberty, and dignity of each human being, every one equally under law, under God. Initially may be none of Arab countries will qualify to join. But with time maybe one or two or three may qualify, and with time may be few more will qualify. But don''t abort it with likes of Somalia, Sudan, Yemen, Iraq, and the daw''ish type states. Quality is fundamental to success. Huge numbers are meaningless, and are worthless if they represent the corrupt, the incompetent, the inept, the dysfunctional, the extremely violent, the deniers of equal justice and equal rights, the publicly pious and virtuous and secretly debauched and corrupt. May God bless Arabs.