العربي والسوبرمان الغربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
لا يخلو مكان عمل في دول الخليج بشكل عام من الموظفين الغربيين، وأغلبهم في مراكز عالية برتبة مدير او رئيس. ظاهر الامر ثقة عالية بالخبرات الغربية، وأيضا تحفظ تجاه الوافدين العرب. لكن خلف هذه الثقة أيضا أسباب نفسية عربية عامة.
فالمتتبع للنظرة العربية تجاه الغربي، يلاحظ ان للأخير هالة في النفسية العربية، تميزه عن الاخرين، خصوصاً ان كان الغربي اشقراً وأزرق العينين.
فهل منبع هذا عقدة نقص؟!
اذكر في طفولتي كنّا نسمع في البيت والمدرسة ومن الاصحاب كلمة "الأجانب"، وفي الأغلب تدل على الحضارة والرقي والفهم والتفوق في كل شيء. مثلا نستخدم مقولات مثل "الأجانب لا يفعلون هذا و ذاك او الأجانب يأكلون هذه الأكلات". ومثلي كالكثيرين من أبناء جيلي غلب على مخيالي البشرة الشقراء والعيون الزرق حين يذكر الغربي، لم أتصورهم الا بثياب جميلة وأنيقة، لم أتخيل أن هناك غربياً غير مثقف، أو قليل التحضر وفاقد الذوق والمدنية. تلك الأفكار بنيت منذ الطفولة، وتقريباً تمثل تصوراً جمعياً لكل البيئة الاجتماعية العربية. فالاجنبي يعني "كائنا فوق بشري" ومتفوقاً في كل شيء.
لكن المعاشرة للمجتمعات الغربية، ومعايشة للانسان "الأجنبي" في البلدان الأوربية وأمريكا، تصنع شعوراً عالياً بالتساوي والتشابه بالانسانية، والادراك بأنها ايضا تحتوي على على طبقات وشرائح، على يمين ويسار، على فقر وغنى، على ثقافة وجهل، على تدين وعلمانية... هناك من يرتدون أسوأ الملابس، وهناك انيقون الى حد تجميل الثياب، يوجد محافظون ويوجدون متمردون... انهم بشر مثلنا ولكنهم يختلفون عنا بالثقافة والعادات.
نعم، وبسبب قيم الحضارة التي تنتمي لحقوق الانسان، توجد حساسية انسانية عالية في العديد من المرافق الاجتماعية. وايضا بسبب النظم الديمقراطية والانتماء لفكرة التناقل السلمي للسلطة وسيادة القانون، توجد دول أكثر حداثة من دولنا. فالنظرة يفترض أن توجه لهذه الجوانب، الى الغرب باعتباره قيمة حضارية انسانية، وليس الى الغربي باعتباره انسانا سوبرمان. بينما نحن لا ننظر الى هذا الجانب المهم، لأسباب دينية وسياسية، ونقتصر على نظرة عقدة النقص.
هي نظرة خشية أكثر من احترام. فمن السهل أن يمارس العربي الشراسة والعنصرية تجاه اخيه، لكن خوفه يمنعه من ان يكون كذلك امام الغربي، بل حمل وديع الا اذا كان الدافع سياسي او عقائدي.. هذه العقدة امتدت الى الشباب العربي، فتجد نفسك أحياناً تجلس مع شلة من الاصدقاء العرب تجمعهم اللغة العربية لكنهم يفضلون ان يتكلموا نصف الكلام بالانكليزيّة وان دخل على جلستهم شخص غربي ستتحول الأنظار له و يصبح مركز الاهتمام. بل ان اللغة الانجليزية او الفرنسية أو الالمانية معيار تقييم المثقف من غيره لدى شرائح سطحية من الشبان.&
من اكثر الأمثلة التي يمكن تسجيلها في عملية التوظيف العربي هي، أن يكون البريطاني مثلا، أعلى مرتبة من أي عربي آخر، خصوصا اذا كان عربيا من بلد اخر، حتى لو كان حاملاً لخبرات وشهادات اعلى من نظيره "البريطاني ـ الاجنبي".&
الاعلام الغربي أيضاً يلعب دوراً كبيراً حيث نشاهد هذا العالم البعيد يعيش حياة رفاهية، جميل المظهر، انيق، مثقف، حضاري. والأفلام الأميركية وكليبات الأغاني تظهر لنا كل شيء على أنه ايجابي وجميل. مما جعلنا نعتقد بل نؤمن على سبيل المثال ان القارة الأميركية هي وطن الأحلام حيث تستطيع ان تحقق نفسك وتكسب المال خلال فترة قصيرة.
في الواقع، العالم الغربي متطور جداً و حضاري ويحترم الفرد وبحفظ حقوقه لكنه أيضاً يحمل العديد من السلبيات التي قد لا نراها او لا نشعر ان بنيت نظرتنا فقط من خلال السينما. ولدينا نحن ايضا من الكفاءات ما يمكن أن يبني أوطاننا، لكن الذهنية السياسية والنظرة الاجتماعية، تدمر الخبرات العربية وتجعلها تهرب بعيداً الى أوطان الاحلام، والغريب أن بعضهم في تلك الاوطان يكونون في الاعالي، لأنه لا يواجه ذات الكوابح والمحطمات التي واجهها في وطنه.
&
التعليقات
احذري التيار الانعزالي
الكنسي في ايلاف -احذري من ان تقولي عن الغربي المسيحي ان له سلبيات فالتيار الانعزالي الكنسي في ايلاف سيأكلك ،. واستعدي لسيل من السباب على الاسلام وشتائم للمسلمين منه ومن اخوانه في الدين الشعوبيين والملاحدة .
هجرة العقول العربية
غسان -الفقرة الأخيرة للكاتبة تحوي نظرة متوازنة الى حد كبير. فبعيداً عن جلد الذات وعقدة التفوق الحضاري الشامل، فان ظاهرة هجرة العقول العربية وارتحال العديد من الكفاءات العربية المتميزة الى الغرب يلخص الجانب الأكبر من القضية. لدينا مشكلة مزمنة ومتعاظمة في توطين الكفاءات الوطنية وفي توظيفها ولا توجد برامج ومشروعات تنموية ونوعية ناجحة حتى الآن في معظم الدول العربية لأداء هذه الرسالة، سوى ممارسات الواسطة والمحسوبية واستنساخ التجارب الدولية الفاشلة للأسف. في بناء الامم، لا يوجد "استيراد" ل"حزمة" القيم والحلول. لان القيم لا يمكن اشتقاقها من خلال سوبر كمبيوتر ضخمة جداً أو بترحيل المشكلة الى فريق من أساتذة وعباقرة هارفارد واكسفورد وكامبريدج أو الى خبراء صندوق النقد والبنك الدوليين. هذا غير متاح وغير عملي. وانما بالامكان استنبات الحلول المثلى ضمن بيئة أو ظروف معينة من خلال الخبرات المحلية القوية الأمينة، وكل محاولات فرض أجندة أجنبية باءت بالفشل منذ ماضي الاستعمار العسكري الفظ حتى حاضر الاستعمار الثقافي الناعم.
الانسان العربي
ابراهيم -الانسان العربي ايضا له من الذكاء مايجعله متفوقا في اي مجال علمي او معرفي يتخصص فيه لذلك ينبغي الكف عن تحقير الانسان العربي والمقال لامس لب هذا الموضوع فشكرا للاستاذة على تحليلها المتميز
العربي يعبد الغربي الأبيض
والصيني يسجد للأبيض -العرب كلهم بلا إستثناء ومعهم الصينيون يعبدون الإنسان الأبيض عبادة حقيقة وينظرون إليه كشخص يجب أن يسجدوا له : اللبناني يقلد الغربي ويستورد قشور الثقافة الغربية لبلده قبل أن يطبق الغربي هذه القشور الثقافية في بلده الغربية ، والخليجي يقيم الإنسان الغربي أكثر وأعلى من تقيمه لنفسه وذاته ، والمصري عنده الخواجة إله نازل من السماء ، والجزائري والمغاربي يفخر بقشور الثقافة الفرنسية ويعتد بها أكثر من إعتداده بأصوله. وكل العرب ، كل العرب بلا إستثناء يعبدون الغربي الأبيض تماماً مثلما يفعل الصينيون.وأنظروا إلى حالكم يا عربان ، هذه هي حقيقتكم شئتم أم أبيتم.
لافرق بين عربي او غربي الا بالبيئة
بهجت -رقم واحد انت مريض بداء الغيرة والحقد شفاك الله ، وبدوري اشكر الكاتبة على مادونته من الحقائق ، جميعنا أتينا الى الحياة بنفس الكيفية لكن البيئة تختلف والمشكلة التي كسرت ظهر العربي وحطمت ثقته في نفسه هي البيئة الحاضنة لكل فرد ما، قل لي أين ولدت ولمن تقرأ ومن هو قدوتك لأقول لك من انت . الحق أقول لكم ان عدوا العرب بصورة خاصة والمسلمين بصورة عامة هي تقاليدهم الموروثة وتدينهم الزائف والمظهري وعدم احترامهم للآخر مما جعل العالم كله يتكالب عليهم لإرجاعهم الى نقطة الصفر التي أبتدأوا منها .
المؤمن مخلوق ارتكازى
فول على طول -الدكتورة وفاء سلطان وصفت الانسان المؤمن بأنة مخلوق ارتكازى أى مثل الترس فى الماكينة ..يدور دون أن يعرف لماذا ؟ يدور حسب الأوامر وخاصة لو كانت هذة الأوامر الهية دون أن يفكر أو يشغل عقلة . فى بلاد المؤمنين فان المؤمن يعتمد على العنجهية وعلى العشيرة والقبيلة وكل تفكيرة فى الأكل بالنهار والنكاح بالليل أو القتل والتفجير طمعا فى الحوريات ..هذة هى الفكرة التى تملأ عقول المؤمنين ولا شئ اخر . اذن ماذا تبقى فى عقل المؤمن كى يعطية للعمل ؟ يظل طوال يومة يردد أقوال المشايخ السفهاء ..كلها أقوال لا ترقى لمستوى الخرافات ولكن تجد أرضا خصبة لتدويرها ..هذا ملخص كلام الدكتورة وفاء سلطان وهى مسئولة عنة . تحياتى .
ليست التقاليد
بل غياب الفرص -لو كانت التقاليد الموروثة هي السبب الرئيسي لما تمكنت العقول المهاجرة من التميز ضمن بيئتهم الجديدة. المشكلة الحقيقية هي في غياب الفرص ضمن البيئة الحالية، وهذا يعزى الى ضعف الادارة الاقتصادية وغياب التحفيز للمجد واعلاء قيم الشطارة والفهلوة وقلة الحياء و"ماكل الجو" وما شابه.