فضاء الرأي

«داعش».. تنظيم فَقَد عقله!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&منذ تفجيرات باريس الأخيرة، التي أودت بحياة ما يقرب من 200 فرنسي، وجرح عدد لا يقل عن عدد هؤلاء القتلى، والعالم الغربي بدأ يشعر بخطورة تنظيم "داعش الإرهابي"، بعد أن تذوق مرارة إرهابه وخروجه عن النص، ونجح في الوصول إلى عواصم أوروبية، ليقتل ويفجر ويذبح، دون تفرقة بين االجنسيات المختلفة..

هذا التفجير الذي هز وأدمى قلوب الفرنسيين، دفع الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى اتخاذت حزمة من الإجراءات الحازمة، منها فرض قانون الطوارئ، ترحيل أي شخص خارج الدولة من المشتبه بهم، غلق كافة حدود الدولة، ووضع الشرطة في حالة تأهب قصوى..

ورغم غلاظة هذه الإجراءات، إلا أن المواطن الفرنسي، استقبلها بأريحية ورضا تام، لأنه يتفهم خطورة الأمر، ويعلم أنها خطوات تستهدف حمايته من الوحش الداعشي الذي انطلق من المنطقة العربية نحوه، ليعكر صفو حياته ويحرمه من الأمن والأمان الذي وفرته له دولته على مر السنين..

ومع زيادة المخاطر التي تحوم حول أوروبا، قررت إنجلترا الدخول في الحرب ضد داعش، وكأنها تشعر أن الدور سيأتي عليها يوماً ما، فاختارت مهاجمة العدو في عقر داره، حتى لا تمنحه الفرصة ليتسلل إلى مدنه ويرتكب إحدى جرائمه وحماقاته ضد مواطنين أبرياء وعزل من السلاح..

الخطوة التي اتخذتها انجلترا، ليست بالدرجة الأولى تضامناً مع باريس، بل هي محاولة من جانب لندن لحماية شعبها، فرفعت شعار "خير وسيلة للدفاع الهجوم"، بعد أن أيقنت مدى خطورة هذا التنظيم الإرهابي على مستقبل الشعوب، وبعد أن آمنت أن الوحش الذي قامت بتربيته بالاتفاق مع أمريكا وغيرها، قد خرج عن السيطرة، وبدأ يهاجم أصحابه بدلاً من عدوه، وكأنه فقد عقله، بعد أن خرج عن النص، وبدأ في توجيه سلاحه نحو صدر من رباه ورعاه..!

فيما يبدو أن دول الغرب، شعرت أنها في مرمى نيران تنظيم داعش، ولن تسلم من رصاصه الذي كان موجهاً نحو بشار الأسد، بهدف إسقاطه وتدمير سوريا، تماشياً مع مخطط تقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة نتيجة تناحر فصائل مختلفة داخل البلد الواحد، مثلما حدث في العراق، وسيحدث في ليبيا واليمن قريباً..

وطالما تحدث بعض القادة العرب عن الإرهاب، ووصفوه بأنه "لا دين ولا وطن له"، وطالبوا الغرب بالتدخل للقضاء عليه، قبل أن يستفحل أمره، لكن الغرب كعادته لا يتحرك إلا بعد أن يتعرض لهجمات أو تفجيرات ينجم عنها عشرات الضحايا.. هنا فقط يبدأ في التحرك بجدية خوفاً على مستقبله، ودفاعاً عن وجوده، وحقه في الحياة الآمنة..

الطريف أن النفاق العربي، بلغ مداه بعد تفجيرات باريس، وكأنه انتقل من المحلية إلى العالمية، بعد أن كان مقتصراً على شعوبنا فقط، حيث تسابقت دول وشعوب على رفع العلم الفرنسي في أماكن عدة، كما تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى &"سرادق عزاء كبير&"، في نفس الوقت الذي لم نتعاطف فيه كعرب مع لبنان أو فلسطين أو مصر أو سوريا أو ليبيا، رغم أن الضحايا هنا وهناك ينتمون إلى نفس الجنس البشري..

وهل سنشهد نفس هذا التعاطف مع ضحايا مدينة العريش المصرية أمس، الذين فقدوا أرواحهم نتيجة عمل إرهابي خسيس استهدف فندق "سويس إن" بمدينة العريش والذى تقيم به اللجنة القضائية المشرفة على الانتخابات البرلمانية، ونتج عنه مقتل قاضي وجنديين من الشرطة وإصابة 12 من الشرطة المدنية والقوات المسلحة والمدنيين، بعد انفجار عربة مفخخة وحزام ناسف خارج وداخل الفندق.

لا أعتقد أن هؤلاء الضحايا المصريين أو غيرهم من العرب، سينالون شرف هذا التعاطف، لأنهم لا ينتمون إلى الجنس الغربي الأشقر ذات العيون الملونة، لأننا ببساطة مواطنين من الدرجة الثانية، حتى داخل أوطاننا، بعد أن رخصت دماؤنا وأرواحنا في سوق البشر.. وأصبحنا بلا ثمن.. كل هذا جاء نتيجة استلقائنا على ظهر المهانة، وانتظار من يمنحنا حريتنا، وكرامتنا، ويضعنا على طريق الديمقراطية، لكي نمارس حقوقنا كبشر أمام العالم المتقدم، والذي قد قد يفكر في احترام آدميتنا يوماً ما، ويحدد لنا سعراً مناسباً في سوق الحياة الكبير.

&

كاتب مصري

sultanhajaar27@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سوريا الى اين؟؟
متابع--خليجي-اشتراكي -

بصراحة لو عملنا استفتاء وقلنا ايهما تفضل قبل 2011م او الان—–النتيجة صادمة الى المعارضة–لان 90 % من السوريين يقولون قبل–بعدين ماذا استفتم من تدمير بلدكم–وهو فقير أصلا—يكفي ان التعليم حتى الجامعة والصحة مجاني والاكل متوافر- وسوريا البلد الوحيد بالعالم ليس عليه دولار دين خارجي–والبلد بسيط وحياة امان حتى ان دراسة غربية اثبتت ان سوريا قبل الاحداث ثاني دولة بالعالم امان- بل اني اعرف صديق استرالي يحب السفر -قال لي احسن بلد زرته هي سوريا افضل من اوربا وغيرها وقال ممكن قريبة لنفسي إيطاليا فقط —اعتقادي –ان المؤامرة بدأت 2008م–وزير خارجية فرنسا دوما — قال بمقابلة ان الامريكان والانجليز طلبوا من فرنسا الاشتراك بعمل مخطط لتدمير او معاقبة سوريا لموقفها التحرري الشجاع– لكن فرنسا رفضت

واحنا مالنا طيب ؟!
فؤاد علم الدين -

: أربعة من الانتحاريين في عملية #تفجيرات_باريس من مغنين الراب ! احدهم يمتلك بار ؟! هل هو بسبب شرح فقه الراب في مناهجنا!أم بسبب وجود قسم الراب في كلية الشريعة! مثلما أنتجت اوروبا من ابنائها اليساريين الفوضويين المتطرفين الذين كانوا يفجرون في قلب اوروبا الغربية ويقتلون ويختطفون ويغتالون ، فهؤلاء الجهاديين نقول لألمانيا وبلجيكا وغيرهما هؤلاء أبناؤكم مواطنيكم مولودين عندكم وهم نتاج بيئتكم. درسوا في مدارسكم الكاثوليكية وهم أوروبيين مثلكم وقد حصل منهم تطرف فراجعوا مناهجكم واعلامكم ربما كان هناك خلل واكيد فيه ، انهم أبناؤكم مواطنيكم لماذا تحسبونهم علينا ، هل لأنهم من جذور مسلمة ؟ او عرقية عربية وإن يكن ؟! هذه عنصرية بغيضة. ولماذا لا يشار الا الى ديانة المسلم او اصله العربي اذا ارتكب فعل عنف بينما لا يأت ذكر لديانة أوروبي آخر ارتكب عملاً ارهابياً كما في السويد مثلاً ؟! هذا ليس عدلاً هذا استفزاز مقصود له ما بعده وهو مرفوض

الاٍرهاب صناعة دولة العسكر
............... -

انهم القضاة المجرمون الذين اصطفوا وأيدوا الانقلاب العسكري المجرم ، في الغالب انه عملية قام بها النظام او احد اجنحته الفنادق التي ينزل فيها اتباع النظام بتتحول الى قلاع او انها تكشف عن ثغرات أمنية بسبب الترهل والفساد الذي اصاب مصر في كل جانب لابد من العودة عن الانقلاب ويعود العسكر الى ثكناتهم وتعود الشرعية المدنية المنتخبة الى مكانها فيتوقف ما يسمى الاٍرهاب الذي تصنعه دولة العسكر لتخيف به مواطنيها بدون ذلك الطوفان والهلاك ونبقى زي سوريا وليبيا .

التي تجتاح عالمنا العربي
الفوضى الهدامة -

الفوضى الهدامة التي تجتاح عالمنا العربي من مشرقه الى مغربه،، منذ زمن طويل ناتجة من عمائم الأيرانيين اللصوص ملالي طهران ..عصابات المعتوه بشار .. عديمي الشرف و الأخلاق، تأتون بأشنع الأفعال و الموبقات ؟ ، فهؤلاء يثيرون علامة استفهام كبرى. هل كونوا قناعتهم بناء على قصص عمائم الأيرانيين أم تأثروا باالسموم الطائفية؟ - مزج ما بين الخرافات والأحداث التاريخية، في الواقع أن من يعتمد على الكراهية والضعينة والطائفية والمذهبية بسبب رجال المرجعية المشعوذين وافكارهم الرجعية والدجل مهمتها السرقة والسطو على مقدرات الشعب والبلد في العراق و سورية و لبنا ن و اليمن

في العراق ولبنان وسورياواليمن والبحرين
...................... -

ليش ايران ماتنجب وتنطمر بلدها شعدها تتدخل في العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين .يطوروا بلدهم ويكففوا شرهم عن الناس.ياخي خليهم يلتهوا بالخمس والمتعه ويربوا اولاد المتعه.او يحاربوا زراعة المخدرات في بلدهم ويخلصوا شعبهم من هذه الافه.يوجد اكثر من 2مليون امرأة مدمنه حسب التقارير الايرانيه ومثل العدد من الاطفال واضعافهم من الرجال .وهم ملالي شعبهم اولى ليش هذا النفاق. -

الاٍرهاب صناعة
شغل فبريكه -

ان الاسلام موجود منذ اكثر من الف واربعمائة عام ، والمسلمين موجودين كذلك ، وموجود قبلهم وبعدهم ملايين البشر والاف الكنايس والمعابد في هذا الجزء من العالم ، لماذا لم يكن هناك ارهاب ومسلمين ملء السمع والبصر كما هو الان قبل أربعين سنة مثلاً ؟! لأن الغرب كان لديه عدو منشغل به هو الاتحاد السوفيتي والمنظومة التابعة له ، كانت الخلايا الشيوعية تضرب في قلب اوروبا الغربية تفجر وتخطف وتغتال وكنتم تصفقون لها لانها تضرب في الرأسمالية المتوحشة عدوة الشعوب التواقة للحرية ، فلما اسقط الغرب دولة الالحاد ومنظومته كان لابد من عدو جديد يلاعبه ويخيف به مواطنية فنظر الى الصين فوجد ان التنين مزوّد بالقنابل النووية ومليارات البشر ونظر الى منطقتنا العربية المسلمة فوجد انه من الممكن ان يلاعبها فهنا أنظمة مستبدة متخلفة وارث تاريخي وصراع ديني قديم بين الشرق والغرب وكلها بهارات جيدة للطبخة فبدأت مراكز البحث المرتبطة بالاجهزة الاستخباراتية العالمية في إعداد الطبخة بالتعاون مع الانظمة العربية ومخابراتها ومؤسساتها الدينية ورموزها التابعة لها بما في ذلك النخبة المثقفة اليسارية العميلة للغرب لصناعة ما يسمى بالارهاب الاسلامي .لكن يبدو ان الوحش فرانكنشتاين الذي صنعه الغرب في مختبراته وعلى عينه قد تمدد واستقوى حتى انه ضرب صانعيه وعملاءَهم

عن اي عقل تتكلم ؟
ج. ب -

ومتى كان للدواعش والمتعاطفين معهم عقل ...؟

عدونا الفرس
كامل -

شركة تويوتا اليابانية صرحت بان نوري المالكي اشترى منهم شخصيا ودفع نقدا لهم عدة الاف من السيارات التي تم اعطائها وتوزيعها لاحقا لمقاتلي داعش..ونوري المالكي نفسه هو من اصدر اوامر للجيش العراق للانسحاب من نحو عشرون موقع عسكري وسهل وصول واحتلال داعش لتلك المواقع وكل اوامر تلك العمليات التي تسببت بقتل مئات المجندين العراقيين كان بتنسيق بين المالكي وايران...ولا ننسى ان اغلب التفجيرات التي اصابت الاماكن المقدسة في العراق من حسينيات ومراكز دينية كانت ايضا بتخطيط ايراني ولاجل التسبب بخوف الشيعة العراقييين وحثهم للجوء للحماية الايرانية ولجعل ايران الحامي لكل شيعة العالم

تعليق
ن ف -

سلطان الحجار.. يعني مفيش أثقل من كده! ومع ذلك فهو لم يفهم حقيقة داعش بعد. لا ألوم الرجل، لأن داعش أصبح طلّسم. شخصياً لا أستغرب أن يأتي أحدهم ويقول لنا أن داعش هم جماعة من الجن أو هم مخلوقات من كوكب آخر. كلّ شيء يمكن حدوثه في شرقنا البائس، ولكن ليس كل شيء يمكن أن يُصدّق أو يؤخذ على محمل الجد. معلومة أُقدّمها للكاتب دون مقابل وهي أنّ داعش صناعة محلية (مدد يا سيدي مدد). نعم، داعش هي وليد زواج المُتعة بين إيران وسوريا. أما العبقري ذو الوجه الحسِن (نوري المالكي) فهو عرّاب هذا التنظيم. رُفعت الأقلام وجفّت الصحف. كيف؟ ولماذا؟ ممممممممم! يا سلطان. أنت عاوز تقلّب المواجع ليه؟ للحديث بقية. ملاحظة: جميل أن يظهر التعليق كاملاً دون تقطيع أو ترشيق! تحياتي للجميع.

تبا للعرب
عراقي -

يقول المقال في نفس الوقت الذي لم نتعاطف فيه كعرب مع لبنان أو فلسطين أو مصر أو سوريا أو ليبيا، أنتهى. فلا تعاطف مسموح به مع ضحايا العراق واليمن. تبا للعرب إنهم ينقرضون لكنهم لا يعلمون.