فضاء الرأي

أزمة الوعي العراقي(4)

الوعي العراقي ونزوعه للإستبداد

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يمتاز الوعي العراقي بنزعته الاستبدادية ورغبته في التسلط على الآخرين، وهو في كل مرة ومرحلة من مراحل التاريخ يجد لنفسه حجة وتخريجة جديدة ليبرر بها هذا الإستبداد، ويحاول شرعنته بإستغلال مبدأ ومصطلح الأكثرية كالحرباء، سواء في زمن الانظمة الشمولية أو الديمقراطية، مرة بأسم الأكثرية القومية بحجة أن غالبية سكان العراق عرب لذا هم أصحاب الحق بحكمه وجعله دولة عربية لا بل ورمزاً للعروبة وبوابتها الشرقية! ومرة بإسم الأكثرية الدينية بحجة أن غالبية سكان العراق مسلمين لذا هم أصحاب الحق بحكمه وجعله دولة إسلامية لا بل ومركزاً للإسلام ورمز علمه عبارة الله أكبر! واليوم وأخيراً وربما ليس آخراً باسم الطائفة بحجة أن غالبية سكان العراق شيعة لذا هم أصحاب الحق بحكمه وجعله دولة ذات طابع وملامح شيعية صرفة لا بل وقبلة للتشيع وساحة وميداناً لشعائره وطقوسه!

وإذا كان دستور النظام الملكي قد حاول معالجة هذه النزعة والتعامل معها بحكمة لعلمه بخطورتها على مستقبل العراق قبل قرن من الزمن ونص بأن العراق وشعبه بمختلف طوائفه وقومياته أمة واحدة، مكتفياً بالإشارة الى أن العربية والإسلام هما لغة الدولة ودينها الرسميين، مع ضمان حقوق القوميات والطوائف الاخرى بتعليم عقائدها ولغاتها دون الجَزم بعربية العراق وإسلاميته، فإن النظم الجمهورية قد تخبطت في التعامل مع هذا الأمر تبعاً لطبيعة النزعة التسلطية النزقة لدكتاتورييها وتماشياً مع إتجاه الهوى الإستبدادي لوعي الشارع العراقي الجمعي، فدستور قاسم المؤقت مثلاً أقر بأن"العراق جزء من الأمة العربية" وبأنه "شراكة بين العرب والأكراد" أما باقي القوميات فلهُم الله! ثم جاء عارف والقوميون ليزيدوا الطين بلة بأن أقروا أن "الجمهورية العراقية تستمد أسسها من التراث العربي والدين الإسلامي" وبأن "الشعب العراقي جزء من الأمة العربية هدفه الوحدة العربية وتلتزم الحكومة بالعمل على تحقيقها بأقرب وقت ممكن مبتدأة بالوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة" أما باقي الأديان والقوميات فلهُم الله! ثم جاء البعثيون ليُعدلوا عليه قليلاً بإضافة بنود تتلائم مع إتفاقية آذار التي لم ترى النور ولم تطبق مع الأكراد، وأخيراً وليس آخراً جاء الأسلاميون مطلع القرن الواحد والعشرين ليعودوا بالعراق ودساتيره وقوانينه قروناً الى الوراء ويُثبّتوا في الدستور العراقي أن "الإسلام دين الدولة الرسمي ومصدر أساس للتشريع" وبأنه "لا يجوز أن يُسَن قانون يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام " وأن"هذا الدستور يضمن الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي" مع إضافات شكلية ترقيعية تخص الأديان والطوائف الأخرى لم تلامس الواقع لأن أتباعها أخذوا ينقرضون من العراق نتيجة لمخطط تصفية وتهجير منظم يمارس بحقهم منذ سنوات.

لهذا سَبَق وكتبت مقالاً قبل سنوات عنونته وإقترحت فيه "لنختار مسيحياً وإيزيدياً وصابئياً لرئاسة وزراء وجمهورية وبرلمان العراق" بهدف كسر نزعة الشعور بالغرور والتفوق على الآخرين لدى الفرد العراقي بأشكاله الإستبدادية الثلاثة البارزة، الإسلامي أولاً، والعربي والكردي والتركماني ثانياً، والشيعي والسني ثالثاً، التي يجب أن تتعلم بأنها ليست بأفضل من غيرها من سكان العراق الأصليين الذين باتوا اليوم أقلية فيما باتت هي أكثرية تتسَيّدهم بالعدد، لأن الغالبية منها، التي لم تطالها رياح التمدن والتحضر، بقيت تفكر بعقلية الصحاري والأرياف والبوادي والجبال التي جاءت منها الى سهول العراق ومدنه قبل مئات السنين، وتعوّدت أن تُنجب 10 أولاد! فيما هم بقوا يفكرون بعقلية المدن التي أنشأوها والحضارة التي أسّسوها في العراق موطن آبائهم وأجدادهم قبل آلاف السنين، وتعودوا أن يُنجبوا 2 أو 3 وعلى أكثرتقدير 4!

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عنصرية ترامب
فول على طول -

دونالد ترامب أعلن أنة يرغب فى عدم دخول المسلمين - الوافدين - الى أمريكا وهاج الذين امنوا ضدة واتهموة بالعنصرية مع أن الأمريكان اكتووا بنار الارهاب الاسلامى ..,ايضا وجد من يعارضة من الامريكان أنفسهم بحجة أن هذا الكلام يخالف الدستور والمبادئ الأمريكية ...فى المقابل نسمع حديث يقول : لا يبقى دينان فى الجزيرة والذين امنوا يرون أنة كلام منزل من اللة ولا يوجد بة أى عنصرية ويعمل بة حتى تاريخة ويمجدونة ويدافعون عنة ..ماذا لو قال ترامب لا يبقى اسلام فى امريكا ؟ أليس هذا هو نفس المعنى السابق ؟ وهناك أقول كثيرة من عينة أمرت أن أقاتل الناس جميعا حتى ينطقوا الشهادتين ويرونها أنها كلام مقدس وكلام اللة ولا يوجد بها أى عنصرية ...ودساتير الذين امنوا تقول : الاسلام دين الدولة أى أن الذين لا يدينون بدين الدولة هم أغراب ولا مكان لهم فى اوطانهم ولا يرى المؤمنون أى عنصرية فى ذلك بل يرون عنصرية ترامب فقط الذى يحاول أن يحمى شعبة ضد غدر المؤمنين الوافدين ...ربنا يشفى . انشر يا ايلاف .

على المرء يبدأ من نفسه
عبد اللطيف البغدادي -

نحن العراقيين كما معروف عنا ــ بارعون في إسداء نصائح و توجيه نقد و أثناء ذلك يستطيع المرء ـــ غير العراقي ــ استشاف وملاحظة نبرة الإهاب النفسي و الاستبدادي االتي تُمارس من خلال توجيه هذه النصيحة أو ذلك النقد و إبرازها كحقفيقة مطلقة حصريا ، لذا ومثلما قال أحد حكماء الصين على المرء أن يبيدأ بإصلاح نفسه أولا و إصلاح بطانته ثانيا و المجتمع ثالثا ..

مهمة داعش ومهمة حكومة منط
Rizgar -

مهمة داعش ومهمة حكومة منطقة الخضراء , لو لا العنف والاستبدادا لما كان هناك دو لة باسم العراق .تم انتاج الكيان المنبوذ عن طريق الهمجية القصوى .

"عروبة العرب العراقيين" .
تقي جاسم صادق -

ليس مصطلح "عروبة العرب العراقيين" .. هو مصطلح انساني.. وطني .. يطالب بحماية والحفاظ على الخصوصية للعرب العراقيين بالعراق.. بدل ان يرفع شعار ذا نزعة عنصرية تنبع من (التعريب) القسري اي (عروبة العراق).. اليس مصطلح (كوردية الكورد العراقيين) و (تركمانية التركمان العراقيين)... و (عروبة العرب العراقيين).. هي الافضل والامن .. لاستقرار العراق.. . صراع كركوك.. كشف زيف القوى القومية.. وكيلها بمكيالين.. فهي من جهة تريد فرض هوية قومية بشكل عنصري.. على عموم الهوية الوطنية العراقية.. في العراق المتعدد القوميات.. ومن جهة ثانية.. نجدها ترفض ضم كركوك لكوردستان العراق.. على اساس ان (كركوك هويتها عراقية... لكل العرب والكورد والتركمان) العراقيين.. بمعنى انها القوى القومية تفهم ما معنى " الوطنية العراقية الجامعة بهوية عراقية خالصة).. ولكن لكركوك فقط.. اي .. ان فقط (كركوك) عن القوميين هي (عراقية).. اما العراق الذي هو كركوك مكبرة.. بتعدد اثنياته.. فهو (عربي) ؟؟؟؟؟؟ فاليس هذا تناقض ما بعده تناقض.. اذا كانت نظرية (الاكثرية).. هي التي يعتمد عليها القوميين بفرض هوية قومية على العراق.. على اساس ان اكثرية العراق اثنيا هم من العرب العراقيين.. فوفق ذلك.. سوف نطالب بجعل العراق بهوية مذهبية شيعية جعفرية.. حسب نفس نظرية الاكثرية..لان اكثرية سكان العراق هم من الشيعة العراقيين الجعفرية.. فاذا ما ادعى البعض خوفة من النزعة الطائفية اذا ما اعلن العراق بلد شيعي جعفري.. لتعدد الاطياف المذهبية بالعراق.. فنتسائل اليس اعلان العراق بهوية قومية (عربية) في بلد متعدد القوميات ... سوف يثير العنصرية.. علما ان تونس مذهبها الرسمي سني مالكي.. والسعودية مذهبها الرسمي سني حنبلي ..للعلم فقط.. اذا ادعى البعض.. ان الهوية القومية (العربية) .. لا تثير العنصرية لانها (تعترف بالاخرين) ؟؟ نتسائل هل يعني ان (القوميات الكوردية والتركمانية) مثلا.. هويات عنصرية .. وفقط هويتنا كعرب عراقيين هي (الغير عنصرية) ؟؟ ثم من اقترف جريمة حلبجة والانفال ضد الكورد العراقيين. من مارس ابشع الجرائم ضد التركمان بكركوك وغيرها.. وهل يمكن ان نختزل تلك الجرائم (بنظام).. بدون الاعتراف بحقيقة ان ذلك النظام لم يقترفها لولا النزعة العنصرية التي تثار عندما تفرض هوية قومية على عموم هوية دولة متعددة القوميات كالعراق..

عدونا الفرس
كامل -

ايران تبث في اعلامها افتراءت كثيرة ومنها ان العراق هو تابع للفرس ويجب ضمه اليها وتقول ان بلاد الشام هو امتداد لها ويجب ان تحتل الشام لكي تصل للبحر المتوسط وثم تقول ان الاقليات المحرومة في السعودية واليمن ومصر ولبنان يجب ان يكون لها حامي ومدافع عنها وهو ايران اي انها اختلقت دور لها في الهيمنة واحتلال كل تلك البلاد بمزاعم وهمية مزيفة,,,ثم ان ايران هي دولة تحتل المرتبة الاولى في التخلف وعدد الفقراء والمشردين وليس لديها صناعة او مكانة اقتصادية بل هي تسرق نفط العراق وتعتاش على تجارة كسب المال والصدقات من زيارة الاضرحة ويفرض السيستاني وبعض اعوانه في العراق والشام المال على المخمس على فقراء الشيعة لكي يغتني بها الملالي الاغنياء ويشتروا قصور ومواكب وحشم ليخدموهم وبلغ الامر الوضيع ان السيستاني باع مكانته لاجل مئتي مليون دولار من بريمر لكي يصدر فتوى تسمح لاميركا باستباحة العراق وابادة شعبه وقتل العرب تحديدا او سجنهم في غوانتانمو وفي ابو غريب