كتَّاب إيلاف

هل تريد اميركا الإنتهاء فعلا من "داعش"؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كشف احراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة غياب المنطق الأميركي في شأن كلّ ما له علاقة بالحرب على "داعش". بعد إحراق الطيّار، يتصدّى الأردن وحده تقريبا بإمكاناته المحدودة لهذا التنظيم الإرهابي الذي دلّت تصرفاته على أن هناك من يريد الإساءة إلى الإسلام والمسلمين.
في الواقع، لم يكن الأردن وحيدا تماما، ذلك أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة سارعت إلى إرسال سرب من طائراتها إلى المملكة الأردنية الهاشمية لتأكيد أنّ هناك بين العرب من يسعى إلى أن تكون هناك استراتيجية متكاملة في شأن كلّ ما له علاقة بتخليص المنطقة من وباء "داعش" والدواعش...
لعب التحالف الدولي دوره في التصدي لـ"داعش" والحد من تمدّده. نجح في ذلك نسبيا. ما لم ينجح به هو الخروج بأجندة& حقيقية تؤدي إلى اقتلاع "داعش" من جذوره. ولذلك، بات على العرب الشرفاء والواعين لخطر الإرهاب الذي يتلطّى بالدين البحث عن استراتيجية مختلفة تأخذ في الإعتبار أن التخلّص من "داعش" مصلحة إسلامية وعربية أوّلا وأخيرا.
ثمّة حاجة إلى مثل هذه الإستراتيجية العربية بعدما تبيّن أنّ الإدارة الأميركية غير مستعجلة على القيام بجراحة تؤدي الهدف المطلوب وذلك في إطار مقاربة شاملة لظاهرة الإرهاب. هذا يعني في طبيعة الحال رفض المنطق الأميركي القائم على الضربات الجوية العشوائية من دون هدف واضح ومحدّد في الوقت ذاته.
اعتمدت الإدارة الأميركية، أقلّه إلى الآن، على توجيه ضربات إلى مواقع لـ"داعش" من دون أخذ في الإعتبار للإسباب التي مكنت هذا التنظيم الإرهابي من ايجاد بيئة حاضنة له في سوريا والعراق. أكثر من ذلك، هناك رغبة أميركية، ظهرت من خلال& تصرّفات المسؤولين في الإدارة، في اقتصار الدور العربي على ما تطلبه واشنطن وما يخدم توجّهاتها فقط. يبدو مطلوبا، أميركيا، من العرب توفير الغطاء لضربات جوّية اميركية من دون أي مشاركة فعلية في القرار السياسي.
بكلام أوضح، مطلوب من العرب أن يكونوا تابعين للولايات المتحدة وليس شركاء لها. وهذا ظهر بوضوح عندما أسرت "داعش" الطيار الإردني. كشف ذلك، غياب ما يمكن وصفه بإجراءات يمكن أن توفرّها الإمكانات العسكرية الكبيرة التي تمتلكها الولايات المتحدة من أجل حماية الطيارين المشاركين في ضرب "داعش".
هناك بإختصار رفض عربي للعب دور التابع المساهم في المماطلة التي لا تخدم سوى النظام السوري من جهة والميليشيات التابعة للأحزاب المذهبية العراقية التي تلعب دورا مهما في إنتعاش "داعش". همّ هذه الميليشيات يبدو محصورا في تطهير بعض المناطق العراقية، على رأسها بغداد والمناطق المحيطة بها من أي وجود سنّي تحت غطاء محاربة "داعش".
&يعبّر عنه السرب الإماراتي الموجود في الأردن عن رفض لكلّ هذه التوجّهات الخاطئة. هذا السرب يؤكّد وجود قرار عربي مستقلّ يخدم المصلحة العربية التي لا تفرّق بين إرهاب وإرهاب بغض النظر عن توجّه الإدارة الأميركية الحائرة التي تعتبر أنّ الملف النووي الإيراني يختزل كلّ قضايا المنطقة ومشاكلها.
ليس سرّا أنّه سبق للعرب الواعين أن رفضوا سيطرة الإخوان المسلمين على مصر خلافا لتوجّه إدارة أوباما التي كانت تمتلك كمّية لا بأس بها من الأوهام في شأن دور الإخوان وما يمثّلونه في الدول العربية، خصوصا في مصر.
كان رأي إدارة أوباما، وربّما لا يزال، أنّ في استطاعة الإخوان لعب "دور إيجابي" على صعيد تعزيز الديموقراطية في كلّ دول المنطقة. كان لا بدّ من ثورة مصر كي يتبيّن أن هذا ليس صحيحا وأنّ المصريين يرفضون، بأكثريتهم الساحقة، رفضا قاطعا حكم الإخوان الذي لا يختلف في شيء عن حكم العسكر. بل إنّه أكثر تخلّفا بكثير من حكم العسكر. الفارق الوحيد بين الإنقلابات العسكرية وحكم الإخوان يتمثّل في أنّ العسكر يستولون على الحكم عن طريق الإنقلابات والبيان الرقم واحد، في حين أنّ الإخوان يتسللون إلى السلطة عبر صناديق الإقتراع، ويرفضون بعد ذلك أيّ تبادل سلمي لها...
&كان تأييد ثورة الشعب المصري بمثابة نقطة تحوّل على الصعيد العربي. كشف هذا التأييد الذي جاء على الرغم من الموقف الأميركي المؤيّد للإخوان أنّ هناك موقفا عربيا مستقلّا. هذا الموقف قادر على مقاومة الضغوط الأميركية وتأكيد أنّ لا شيء يعلو على الأجندة العربية، مهما فعلت إدارة أوباما ومهما مارست من ضغوط.
ما نشهده حاليا هو متابعة لتكوين القرار العربي المستقلّ في ما يخصّ الحرب على "داعش". ليس هناك من يستخفّ بالدور الأميركي والقدرات العسكرية للولايات المتحدة. على العكس من ذلك، سيكون هناك دور أميركي حاسم في هزيمة "داعش" ولكن لا يوجد هناك، بين العرب الواعين، من لديه أيّ وهم في شأن الحاجة إلى مقاربة شاملة للحرب على هذا التنظيم الإرهابي المتخلّف. مثل هذه المقاربة تتطلّب أوّل ما تتطلّب الإعتراف بأنّ "داعش" جزء من المشكلة وليس كلّ المشكلة. لا يمكن عزل تمدّد "داعش" من دون معالجة الأساس. هذا الأساس متمثّل في وجود نظام سوري لا يقلّ خطورة عن "داعش" ووضع عراقي يساهم، بدعم من ايران طبعا وتشجيع منها، في إثارة الغرائز المذهبية.
ليس أمام العرب الواعين، على رأسهم دولة الإمارات والأردن، سوى أخذ العلم بذلك وبأنّ لا مجال للإكتفاء بلعب دور الغطاء لسياسة أميركية ليس معروفا هل هي مع "داعش" أو ضدّه.
جاء إحراق الطيّار الأردني، لحسن الحظ أو لسوئه، ليكشف كم الحاجة كبيرة إلى أجندة عربية مستقلّة وإلى دور أميركي مختلف في حال كان مطلوبا إجتثاث "داعش" بدل الرهان على إحتوائها خدمة لأهداف أخرى. من بين هذه الأهداف تفتيت سوريا بدل السعي إلى لملمة الوضع فيها عن طريق حلّ سياسي يؤمّن أساسا قيام دولة مدنية بعيدا كلّ البعد عن& النظام الطائفي القائم الذي لا مستقبل له.
في النهاية، ليس ما يخدم النظام الذي أخذ على عاتقه الإنتهاء من الكيان السوري بشكله الحالي، سوى إطالة عمر "داعش". هذا ما يفعله الأميركيون وهذا ما يفرض البحث عن بدائل...بدائل عربية طبعا، بدائل عربية أوّلا وأخيرا. هذه الدائل لا يمكن& أن& تتجاهل واقع أنّ الولايات المتحدة لا تزال عسكريا وإقتصاديا القوّة العظمى الوحيدة في العالم. إنّها بالفعل قوّة عظمى، بل القوّة العظمى من دون أن يعني ذلك الإنقياد الأعمى لما تريد فرضه في الشرق الأوسط وحتّى خارجه.&
&&&&
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ثلاث تحايا لك
شاهد -

هذا المقال يشهد بأنك مخضرم وتستحق أن ترفع لك القبعة. لا أردي لماذا يصنفون أفذاذ من أمثالك تحت نفس تنصيف عمود (آراء) مع ولد كردي غاضب على الوجود وسيدة فلسطينية تعيش في إنجلترا هاربة من ذاتها وقضية شعبها الأساسية ، ومهرج صعيدي لم يزل مندهشاً بجنة الجنسية الأمريكية ، وأردني لندني باع هويته وكل إنتماءته فيما عدا العزف بين يدي أصحاب الجلالة ، وعراقي يمتطي الموجة العالية كانت ما كانت يسارية يمينية فاشية المهم إرتفاعها ومدى بقاءه على ظهرها.

من داعش التي تكتبون عنها!
د.وفاء -

الاردن بقي لوحده في المعركة لمحاربة (داعش) من ضربه على يده ! داعش مجموعة من الزعران التائبين الفارين وهم بحاجة ماسة جداً للعلاج النفسي أفلتتهم أمريكا على أراضي العراق الحبيب وبمساعدة من النظام الايراني لتلبية مصالحها في المنطقة . امريكا بعد ما (ربربتهم) بإمكانها إنهائهم خلال وقت محدود بس امريكا حابة تجر المنطقة في حرب استنزاف .لا أريد التكلم كثيراً عن الموضوع لأنه ما بيستاهل ، وداعش كسبت قوى كبيرة من الاعلام العربي اكتر ما كسبت قوتها من السلاح والمال .يعطيك العافية أستاذي.

ماذا تريدون من أمريكا ؟
فول على طول -

الذين امنوا لا يعرفون بالضبط ماذا يريدون من العالم وخاصة من الكفار ؟ لكم 4 سنوات تحاربون الأسد ودمرتم سوريا ومازلتم تحرضون على الأسد بحجة أنة طاغية ..-وكأن صدام لم يكن طاغية وقامت أمريكا بازاحة صدام ..ماذا فعلتم بأمريكا فى العراق ؟ تعالت أصوات المؤمنين بخروج أمريكا ونفذتم ضدها هجمات ارهابية أو دفاعية - لا يهم الاسم - وخرجت أمريكا وتركت لكم العراق ..مذا فعلتم بأنفسكم فى العراق ؟ صار الحكم الى داعش ...بسم اللة وماشاءاللة ..هاهم يطبقون شريعتكم ويلقون تأييدا عارما من الذين امنوا - أغلبة علنى والبقية ضمنى - لماذا تصرخون الى أمريكا الان ؟ الدواعش هم أبناءكم وأخوتكم وبناتكم وأهلكم ويطبقون شريعتكم ..لماذا تصرخون ؟ لماذا لا تحاربونهم أنتم بجهودكم وجيوشكم ؟ أين أمة المليار ؟ لماذا تريدون من أمريكا التدخل ؟ وما الذى يجبر أمريكا على ذلك ؟ ولماذا يدخل الأمريكان حربا برية ؟ أسئلة بسيطة ولكن هل من عاقل يرد حتى على نفسة ؟

امريكا لا تقدر
نبيل -

سياسة امريكا في الشرق الاوسط لا تخطط في امريكا او لمصلحتها بل تخطط بدول في المنطقه ولمصالحها , ليس هناك مصلحه لأمريكا لمحاربة داعش وأمثالها في الشرق الأوسط بل مصلحتها أن تعرف عن خطط اعمالهم الارهابيه ضد امريكا وعليها أن تجهضها , ولكن تدخلها المباشر يساعد داعش والاسلاميين ويعطيهم الكثير من الشرعيه ( ما دامت اقاتل امريكا , فأنا على حق وأنا شريف ) , هناك حرب على الأمه العربيه يقودها الاسلاميون بكل اطيافهم المستفيد منها ايران وتركيا واسرائيل و كوردستان والخاسر الوحيد هم العرب وثم امريكا , الصراع بين هويتين , الهويه الطائفيه التي يمثلها الاسلاميون والهويه الوطنيه التي تمثلها الأنظمه العربيه (ماعدا السودان) مهاجمة امريكا للاراضي العربي يعمل على تحييد الهويه الوطنيه ويلحقها في المعركه تحت قيادة الاسلاميين ,لذلك عل العرب ان يقومو بالدافع عن هويتهم ويقودوا معركتهم , النظام السوري على كل سيئاته هو افضل من داعش وامثالها , نظام مستبد يعرف في أي زمن نعيش افضل من لا نظام لا علم ولا واقعيه , الطريق لهزيمة الفكر الديني السياسي هو بتعزيز وتقوية الهويه الوطنيه والشعور العربي القومي , قد تكون حملة الاردن التى قامت قبل 10 سنوات تحت شعار ( الاردن اولا ) قد ايقظت شعور شعبه الوطنيه وأنقذته من من براثن الطائفيه .

تحية الى فول على طول
القس ورقة بن نوفل -

اميركا لها مصالحها وبتعرف كيف تضحك عليكم لانكم بدو لا تفقهون شيئا وكلما اصابكم مشكلة وما اكثرها تبوسون يد اميركا سؤال ...الحل ان العرب لا يمكن ان تحكمهم قوانين الا الحكم بالسياط ولسوف تندمون على حكم بشار وصدام ومعمر وكل الرؤوساء السابقين وتتمنون ان يعودوا الى منصبهم وسوف تنحدرون اكثر وتتقاتلون وتدمرون اوطانكم

شكرا تعليق 5
فول على طول -

جناب القس ورقة بن نوفل شكرا جزيلا على تعليقك ولكن أنت عملت عملة مهببة تسببت فى أذى العالم كلة ..منك لله .. طبعا انت فاهمنى والناس فاهمة وخاصة هذة الأيام . ..

فول طول
بدوي -

الى فول ؛ ما أسخف منك الا القس ورقه وما أسخف من القس ورقه سواك . تسأل اسئله لا معنى لها وتكرر كلمات ممله لا طعم لها ولا معنى وتنتظر أحد كالقس الجاهل ليصفق لك ، هل لديك أي شئ تكتبه مختلفا عن الذين امنوا واخبارهم وكيف يفكرون ويتصرفون وفي نهايه التعليق تجيب على نفسك وتدعي الحكمه والعقل والفهم .

5 و 6
شاؤول الطرطوسي -

خالف شروط النشر

المخرج بتغيير التعليم
ورقة بن نوفل -

ما أسهل وضع الخطأ على الغير وغسل ألأيدي والعقول مما قد صنع محليآ وصدر للعالم أجمعين وبإسم الدين .يكفي قراءة التحريض والرفض والغلاء ونشر الكراهية وغسل عقول الأطفال لتعلم بتعاليم من أوجد داعش وكل أخواتها الشريرات , ومع الصمت المتعمد الذي يسود العالم الإسلامي دون إصدار قوانين وثقافة إجتماعية تحد من التحريض والكراهية رأت المجموعات الشريره أرضيه وتربه خصبة للنمو دون أي رادع ,,مجتمعي أو قانوني ،، لا بل تم تصدير الحقد والتحريض مع أفواج المسلمين الجائعة المهاجرة للدول ,, الكافرة ,, ليتم توزيعها بين أفراد الجاليات المسلمة المتواجدة والتي هاجرت بلدانها هربا من الجوع والظلم بدولها الديكتاتورية . كل هذا حصل ويحصل بعلم ودعم الدول الإسلامية رغم وجود جاليات من أتباع الديانات والطوائف الإخرى من الشعوب ألأصيلة للدول المسماة بعد غزوها بالإسلاميه , هذا مما جعل دول المهجر تقوم بترتيب ,, برامج ,, إعادة مصادر الحقد والكراهية وألأعمال الشريره للدول والمجتمعات التي إحتضنت وصدرت التعاليم وصمتت عندما كان عليها العمل لتحييده , ونجحت ,, بالبرنامج ,, بنسبة محدوده وتعمل على المزيد بالنجاح لذا نرى بالدول المصدره للإرهاب هي أشد ماتعاني منه الآن ووضع التهم على ألأمريكان والغرب هو ليس إلا عدم الرغبة بالرؤية للمرآة التي لا نريد أن نشاهد أفعالنا وتعاليم الحقد ومصادرها والعمل على إستئصالها لأن العلاج يتم أولآ من المصدر وليس ,, قطع ألأغصان ,, وترك الجذع ينبت بأغصان شريرة من جديد .والخلاصة أولآ النظر للتعاليم الهدامة والقائمة على التحريض والرفض وعدم التعايش مع ألأخر بإعادة تدوينها بما تتماشى مع ألأخلاق السلمية ولكي ينتهى المطاف لسلم مجتمعي داخل المجتمعات المسلمة ومع البشرية جمعاء إن كنا نريد السلم والسلام فعلآ والتوقف عن إتهام ألأخرين إجحافآ لأن الداء مصدره عندنا والدواء يجب أن يكون أيضآ محليآ !

الى رقم 7 وبعد التحية
فول على طول -

نعم لدى شئ أكتبة وهو أنك صريح وأجمل ما فيك صراحتك واعترافك بأنك بدوى وهذا يكفى . وبناء على هذا الاعتراف لن أرد عليك لأنة يكفى .

بامكان الكورد تدمير داعش
Rizgar -

بامكان الكورد تدمير داعش تدميرا نهائيا اذا حصلنا على الاسلحة الثقيلة, ولكن امريكا غير محب لفكرة انتصارالقوات الكوردية الكوردية.حلم امريكا مع جيش الانفال والحفاظ على الدول والمنتوجات الانكليزية اللقيطة في المنطقة.