دوران العقول
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يقول أبوحامد الغزالي في كتابه تهافت الفلاسفة - وليته ألف كتابا في تهافت الفقهاء - ( إن هذه الأمور - أي الخسوف والكسوف - تقوم عليها براهين هندسية حسابية لا يبقى معها ريبة، فمن تطلع عليها ويتحقق أدلتها، حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوفين وقدرهما ومدة بقائهما إلى الإنجلاء إذا قيل له إن هذا على خلاف الشرع، لم يسترب فيه - أي في الكسوف والخسوف - وإنما يستريب في الشرع، وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقه، وهو كما قيل عدو عاقل خير من صديق جاهل).
فماذا كنت ستفعل يا أباحامد عندما ترى من يتمسحون بجلابيب القرآن يفترون على القرآن وعلى العقل والجوارح والأحاسيس والمشاعر، يفترون على ذلك كله وينفون دوران الأرض، وأحب أن ألفت انتباهك أنه قد بلغنا بالتواتر الذي لا يحتمل تواطىء رواته على الكذب أن الأرض - التي كان البعض يظنها ساكنة - هي في الحقيقة تدور، ومن بركات دورانها يتم لنا التمتع بنعمتي الليل والنهار، وعندما أقول تواتر فأن أتحدث عن أفراد وجماعات ومختبرات ومؤسسات ومنظمات ودول وأمم شهدت على حصول هذا الدوران بسبب اجتماع حشد هائل من الأدلة الحسية والعقلية والعلمية، يعضدها قوله تعالى ( وترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون).
خلت للحظة وأنا أشاهد ثقة فضيلته المرتسمة على تجاويف وجهه وكأن إينشتاين مستعد ليحدث الناس عن النظرية النسبية الخاصة والعامة أو عن الثابت الكوني، ثم إذا به يلتفت لمن حوله ليقول نحن لنا عقول كما لهم عقول، وهذه الفقرة طنت في أذني كطنين البعوضة في أذن المشلول، فلا هو يستطع زجرها ولا هو يستطيع سحقها مع وجود أطنان من الأرطال حوله تؤمن على ما يقول تأمينا، وبما أنني جئت من نفس المدينة التي أُلقيت فيها المحاضرة، وهي مدينة خورفكان كما سمعت، كان حقا علي أن أكون على رأس المشمىئزين من تجرأ فضيلته على خدش العقل والبديهة في مسجد يذكر فيه اسم الله كثيرا، وإنني صرت أخشى على أبنائي وإخواني من هذا التسميم الزرنيخي لواحة العقل الصافية.
شخصيا أنا لا أمانع أن يكون هناك من يعتقد - بينه وبين نفسه أو بينه ربين حائط بيته - أن جدول الضرب عبارة عن جدول من جهنم لا يمكن الوثوق بنتائجه، ولا أمانع أن يعتقد أحدهم أن الأرض ترتكز على حديقة من الحيوانات كما جاء في كتب التفسير التي تتحدث عن ارتكازها على السلاحف والحيتان وقرون الثيران، ولا أمانع أن يعتقد آخر أن الشمس تخرج من قيعان المحيطات حين الشروق وحين الغروب، ولا أمانع من الاعتقاد بأي خرافة كبرت أو صغرت في الشناعة.
هنا أقول كما قال أحمد بن حنبل إن سكتم سكتنا، أما أن يُجعل ما يدور في المساجد والحلقات السرية موازيا ومخالفا لما تم تعليمه في المناهج الدراسية "العلمية"، والتي تعتبر حصيلة مجهود بشري جبار قدم فيه العلماء حياتهم وأرواحهم وأموالهم في سبيل الجغرافيا والجيولوجيا والكيمياء والفيزياء والأحياء، ثم يأتي أحدهم ليستدل بقول أحد مشايخه - الذي لم يسافر خارج بلاده قط - ليحدثنا عن مسارات الكواكب والنجوم وكأنه جاليليو زمانه و"كبلر" مكانه ونيوتن أرضه و"كوبرنيكوس" سمائه، فماذا ترك سماحته لتلك المراصد الجبارة والمراكب السيارة والأعين المجردة التي رأت حقيقة حركة الأرض والشمس عيانا ؟ هل من المعقول أن ينسفها كلها بمجرد وجود شبهة مغلفة بفهم مشوه لآية ناصعة الجمال، ثم يجد كل من يطوفون حوله يقولون له "بخ بخ" بدل أن يصرخوا في وجهه تباّ لك ألهذا جمعتنا؟
نحن نستعد في الإمارات لإطلاق مركبة فضائية نحو المريخ في ٢٠٢١، فلذلك أتمنى من المحسنين أن يتبرعوا لإنشاء مركبة فضائية أخرى لكفّار الدوران بالأرض أو كفّار كرويتها، ثم يأخذونهم في رحلة مكوكية ومعهم متونهم وقراطيسهم و"كاسيتاتهم"، ثم ليتركوهم هناك دهورا من الزمن - حتى نستعيد أنفاسنا من هول ما سمعنا منهم - ليروا دوران الأرض بأم أعينهم لعلهم يعقلون، فإن أبوا أن يؤمنوا فليرسلوهم إلى الشمس ليروا جريانها لعلهم يتفكرون.
&التعليقات
إتلاف ذاتي للعقل
منير قنيش -لا الشيخ صادق ولا أحد من العلماء يستطيع شرح دوران الأرض على ضوء النظريات الحديثة المتضاربة. لأنه ببساطة لا أحد تجاوز مسافة 400كلم صعودا ولا أحد استطاع النزول أكثر من بعض كيلومترات تحت السطح. فكيف ستصل المركبات إلى المريخ وهي لم تجد طريقها حتى إلى القمر؟ مغالطات كثيرة سقط فيها العقل فتبنّاها وبنى عليها أوهام. إن إنسان العصر الحديث يعيش حربا مع نفسه، مع معتقداته، مع أبنائه، مع أصدقائه، مع كل ما يذكره بأنه إنسان( خليفة الله على الأرض) لهذا السبب يعمل العقل تلقائيا مستجيبا بسرعة فائقة للقونين والضوابط التي خلق من أجلها وليس أمامه سوى البدء من جديد بعد تدمير ذاتي طبعا وها نحن نعيش الآن بداية العد العكسي. إن أول حركة دورانية عرفها كوكبنا (الأرض 400000كلم المحيطة بها) كانت من الشرق إلى الغرب مكملا دورة واحدة في شهر حيث كانت مدة النهار نصف شهر ونفس الشيء بالنسبة لليل لكن وبعد مرور مئات الآلاف من السنين اكتسبت الأرض حركة ثانية حول نفسها وهي من الغرب إلى الشرق متوقفة 9دقائق كل 6ساعات تقريبا. هذا الأمر أثبته تجريبيا وهو يحل في ذات الوقت لغز الجاذبية وظاهرة المد والجزر وعدة ظواهر أخرى لا زال العلماء الذين يدعون الوصول إلى المريخ وزحل حائرين أمام الإجابة عنها. إن موجة الدهق التي تضرب الأرض من غلافها الجوي مرتين في اليوم(24ساعة) سيأتي يوم لتتوقف فيه حينئذ ستشرق الشمس من الغرب.
يفسر الماء بالماء
فول على طول -كنت أعتقد أن السيد كاتب المقال سوف ينأى بالقران عن خزعبلات الاعجاز العلمى . والكاتب يتهم الغزالى بالخطأ فى موضوع الاعجاز واذا بالكاتب يكرر خطأ أبشع من الغزالى وزغلول وغيرهم من هواة الاعجاز . اذ يأتى الكاتب بالاية الاتية : وترى الجبال تحسبها جامدة و هي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون) ..ويستدل بها على دوران الجبال أو دوران الأرض مع أن الاية لا تقول ذلك لا من قريب أو من بعيد ..ما علينا . ونحن نسأل الكاتب عن معنى الاية الاتية : وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً﴾..وواضح من الاية أن الجبال رواسي لا تتحرك حسب بل تثبت الأرض - أوتادا - وهنا نجد أنفسنا أمام معضلة أكبر ..هل الجبال رواسي وثابتة وتثبت الأرض أم تتحرك وتمر مر السحاب ؟ مشكلة ..أليس كذلك ؟ عموما وبالتأكيد ليس هذة فقط هلى المشكلة بل يوجد الكثير جدا ..هل يعلم الكاتب أن الرعد والبرق ملائكة بمخاريق من نار ؟ وهذا مجرد مثال اخر فقط ..الترميم لن يصلح بعد اليوم . البقاء للة .