فضاء الرأي

الأزمة الإيرانية العربية.. عربية بامتياز

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الضجيج العربي كبير كثيف لكنه لا يتخطى كونه ضجيجا داخل غرف مصفحة مغلقة تخاطب نفسها ومستعدة لخفض صوتها أيضا.

يتناول الضجيج وبحماس شديد تدخلات النظام الإيراني في المنطقة وما يصنعه من أزمات في العراق واليمن والبحرين والخليج ولبنان وسوريا وفلسطين وشمال إفريقيا.،فتنة هنا وهناك وتمويل ودعم إرهاب هنا وهناك وقتل الاستقرار هنا وهناك..دعمه لحماس وتعطيله لمشروع الدولة الفلسطينية إدارته للصراع في العراق وتمويله للمتصارعين وموقفه غير الشفاف من داعش.، تعطيله للعملية السياسية في لبنان وصناعته لازمة اليمن وتهديده لاستقرار الخليج العربي بدءا بمساسه باستقرار البحرين..مواقفه المتناقضة من حال ثورات الشعوب العربية فبعضها مشروع والأخر غير مشروع من وجهة نظره وتلك الثورة امتدادا له وهذه الثورة شيطانية يجب مقارعة أهلها، ومشروعه النووي عند البعض خطرا محدقا بالمنطقة ويجب مواجهته..كيف مواجهته..مواجهته بصرخة مدوية في غرفة محكمة الإغلاق.، والأخر يرى في مشروع إيران النووي مشروعا كبيرا للقضاء على إسرائيل وهذه سذاجة ما بعدها سذاجة فالدول النووية تتريث كثيرا قبل ارتكاب حماقات نووية فالسلاح النووي اليوم سلاح مفاوضات ومساومات أكثر مما هو سلاح حرب وهو ليس أكثر من ذلك بالنسبة لإيران التي تحتاج إلى حماية قدراتها النووية بدلا من المغامرة بها وبالتالي فان هذا السلاح موجها للمنطقة تحديدا لفرض إيراني ريادي مهيمن يديم للنظام الإيراني سلطته ويجعله رقما عالميا على الجميع الإقرار به والسير معه حتى لو كلف ذلك الأمر موت نصف سكان العالم أو هلاك نصف الشعب الإيراني من الجوع أو في غياهب السجون وعلى مقاصل الإعدام بسبب آرائهم ودعواهم لاحترام حقوق الإنسان والدفاع عنها.

لم يستطع الضجيج العربي ترويض النظام الإيراني أو إخضاعه لجزئية من رؤيته أو صيانة حاله أو ضمان حقوقه ومصالحه أو إلزامه بالقيم والأعراف الدولية في حين ترك الغرب المساوم المنطقة كلها لإرادة النظام الإيراني.، وبدلا من مواجهة نظام طهران بات الركوع والتنازل رؤيتنا هذه المرحلة الصعبة من تاريخ المنطقة فأصبحت الرغبة في الحوار فريضة وأصبحت الصداقة معه من المستحبات الواجبة التي تقع محل الفرض الواجب كما هو الواجب المشروط بالاستطاعة(من استطاع إليه سبيلا)وأصبح البعض من العرب يخشى عدم رضى إيران رافضا من يواجهها خشية أن يقال لهم لقد واجهونا من على أراضيكم،وآخرين من العرب يرفضون إيران لكنهم لا يجرؤون على البوح بذلك.،والبلية المضحكة هنا هي أن من كان يصرح ويتهم إيران بالإرهاب يشاركها اليوم في محاربته ويعطي لجهودها ومساعيها شرعية ويسقط عن نفسه شرعية ما كان وما صدر عنه بحقها.

السؤال الذي يطرح بوضوح ويجب أن يتصدر قائمة كل الأسئلة هو؟ ماذا جني العرب من تنازلاتهم ومشاريع صداقتهم مع نظام طهران لم يجنوا شيء..هل أوقفوا انتهاكات حقوق الإنسان والإعدامات المتزايدة يوما بعد يوم في إيران لم يحدث ذلك..هل أوقفوا ما يتعرض إليه أبناء المناطق العربية في إيران..إنسى الموضوع.. هل أوقفوا التدخل في البحرين واعترفت إيران بسيادة كاملة غير منقوصة لمملكة البحرين العربية ولن تفعل رسميا.. هل أعادت إيران الجزر العربية الإماراتية؟ انه حلم وبعيد&المنال.. هل سلمت حقول نفط العراق من النهب الإيراني لا بل أصبحت هناك حقولا مشتركة.. هل سلم العراق دولة وعروبة من عبث نظام طهران وهل سلمت دماء العراقيين الزكية من يد نظام طهران.. هل سلم اللبنانيون والسوريون من عبث طهران لا يسلموا..وهل قامت دولة فلسطين على يد نظام طهران صاحب الشعار الرنان بهذا الاتجاه أم شق الصف الفلسطيني واجل مشروع الدولة الفلسطينية نعم شق وتأجل.، هل تخلى نظام طهران عن الحوثيين وطلب منهم التعقل والتراجع أم صرح علانية بأنه يدير الموقف في لبنان واليمن والعراق وسوريا وماذا يقصد بهذه التصريحات عندما يكون جزءا من الأزمة ولا يكون جزءا من الحل.، هل تعامل نظام طهران بانتماء وصدق وشفافية مع قضايا المنطقة..هل حقا هو نظام إسلامي شيعي وهل يستطيع أن يثبت ذلك (لن يستطيع إثبات إسلاميته ولا تشيعه فالإنسان لم يسلم من لسانه ويده ونواياه والمسلم لم يسلم منه ورعيته أبناء شعبه شيعة وجميع الطوائف لم يسلموا من بطشه وكذلك لم يسلم شيعة العراق منه وكثيرا من الشيعة العرب كانوا عرضة لظلمه وظلم العرب في الوقت ذاته) هذه التساؤلات الكثيرة التي لم يكون جوابها كما مطلوب فما الذي يسعى إليه العرب كيف يديرون مواقفهم وأزماتهم وكيف هي الطريقة المثلى لبناء رؤاهم وتوجهاتهم وهل لديهم أزمة بالفعل أم لديهم أزمات وهل لديهم الرغبة والإرادة اللازمتين لحل أزماتهم.. هل ستنتهي أزماتهم بمسايرة إيران في المنطقة بأسرها وهل ستنهي بروتوكولات الصداقة الأردنية الإيرانية بين البرلمانين أزمات العرب والمنطقة وهل ستكون مشاركتهم لإيران في محاربة الإرهاب نهاية للتطرف والإرهاب.

بالحقيقة من يدقق في الأزمة الإيرانية العربية سيجدها أزمة عربية بامتياز وسخاء عربيين فبعضنا يرى أننا كعرب جزء من بناء أزماتنا ومشاركون ضيوف عند وجوب الحلول.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الدور الايراني الاسرائيلي
د.وفاء -

إيران تلعب دوراً اسرائيلياً في المنطقة، ولها أهداف في الشرق الأوسط وزادت كثيراً في تفشي الطائفية الدينية .عدا عن ذلك فايران ساهمت في إبقاء وتقوية داعش بعد الاضطهاد الذي شعر به اتباع الطائفة السنية وإزدياد في قوة الطائفة الشيعية فاضطروا لا شعورياً بتأييدها وبعضهم انضم لصفوف داعش .أهداف ايران في تكريس الطائفية وتمزيق المنطقة العربية واضحة وعلنية فأدوات أمريكا هي نفسها أدوات ايران والصهيونية والامثلة بالمئات (الجلبي، مثال الألوسي، المالكي، عبد العزيز الحكيم، هادي العامري ...الخ) إضافة إلى ذلك قدمت أيضاً المال والسلاح والاعلام حتى لأتباعها .ايران ليست الوحيدة التي تساهم في تفتييت المنطقة هناك الكثير من الدول وبينها دول عربية لكن هنا خصصت كلامي عن إيران تحديداً .*وبعتذر عن أستخدام مصطلحات مثل الطائفة الشيعية والسنية لأني ضد هذه المسميات والمعتقدات .

صدام حامي ديار العربان !
حميد الدين المهاجر -برلين -

صدق الكاتب في وصف أنظمة عربان المشرق بعد زوال نظام الشاه عام 1979بأنه :(لم يستطع الضجيج العربي ترويض النظام الإيراني أو إخضاعه لجزئية من رؤيته أو صيانة حاله أو ضمان حقوقه ومصالحه)... و لقد طال نوم العربان في عسل تمنيات إفلاس نظام الملالي في طهران و وراثة دور الشاه في المنطقة ، سواء بمد عدو ملالي طهران طاغية بغداد صدام حسين ببعض الأموال ،أو نفاقا بتأييد سياسي ملتبس ،لكن عربان الخليج في الحقيقة ما كانت تنظر بعين الرضى لخروج نظام البعث الديكتاتوري العراقي معافى أو متماسكا من ورطته في الحرب العراقية- الإيرانية ...و تحققت فعلا "أماني "عربان الخليج بحماقة صدام الأخيرة في "غزوة الكويت"و تلاشي دوره كـحامي"بوابة ديار العربان الشرقية"...بحيث سيبقون وحيدين أمام أخطار تمدد أذرع و أرجل نظام ملالي طهران في المنطقة إلى بغداد ذاتها أولا ، و وصولا إلى صنعاء و صلالة اليوم ، بمملاءة و تعاون و تنسيق وثيق من التحالف الأنجلو-أمريكي-إسرائيلي ،الذي ظل طوال الوقت يجذب الخيوط من وراء ستار...و عربان الخليج (1980-2015 )في غفلتهم ينفذون أجندته بكل "إخلاص و تعاون "...آخر فصل في تقديم "خدمات مجانية "للتحالف الأنجلو-أمريكي-إسرائيلي هي الحملة المسعورة التي يستعر أوارها في المنطقة الآن و هي ضد تيار الإخوان المسلمين السياسي...لأنه تم إقناعهم أنه هو الخطر "المميت" الذي يترصدهم؟؟؟!!!...و على هذه "الوتيرة الجهنمية" لتقدم نفوذ ملالي طهران في المنطقة ، لا أستبعد أن تتحول قبلة المسلمين من مكة المكرمة إلى و نحو قم "المقدسة" عند ملالي إيران في أفق عام 2020. و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثلاثي لن يفترق
مصطفى انور -

ايران هي احد اركان الثلاثي الذي يعبث في منطقة الشرق الاوسط ’ هذا الثلاثي يتألف من ثلاثة اركان هي ( الصليبية والصهيونية والصفوية ), هذه الاركان مصالحها مشتركة ونواياها متبادلة واساليبها محددة , ومن ضحاياها الرئيسيين هم العرب وهدفها الرئيسي هو النفط وسلاحها الفتاك هو الطائفية المذهبية والدينية . كل فعاليات ايران في المنطقة هي ضمن هذا الإطار .لدى العرب والمسلمين اسلحة متعددة وفتاكة لمواجهة هذا التهديد , لكنها لم تستخدم بعد لأن الظروف لا تزال غير ملائمة ...لكنها ستصبح ملائمة يوماً ما ..التاريخ قال هذا ..والمستقبل سيقوله ايضاً