فضاء الرأي

شيعي صفوي وشيعي غير صفوي

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اخترت هذا العنوان ليكون مشابها لمقال (اسلام سياسي وآخر سياسي) سبق وتكرمت ايلاف بنشره على ثلاث حلقات، لاعتقادي ان الغايات من خلط الأوراق ومهاجمة الاسلام والافتراء عليه لا تختلف كثيرا عن الأهداف من اطلاق مصطلح الشيعة الصفويين وغير الصفوين على مذهب التشيع والشيعة.

فكما انه ليس لدينا اسلامين ) اسلام سياسي وآخر غير سياسي( والاسلام واحد وإنما هناك مذاهب وقراءات متعددة للاسلام، كذلك ليس لدينا شيعة صفويين وغير صفويين، فالتشيع شأنه شأن كل المذاهب والفرق، هناك من يلتزم بكافة تعاليمه وهناك من يلتزم بجزء منها وهناك من لا يلتزم بتاتا بها ومع ذلك اذا سألته ما هو مذهبك سيقول انا شيعي.

هناك من يقسم الشيعة الى فرق وجماعات وهناك من يقول ان مذهب الشيعة لا يطلق الا على الامامية (وهم الذين يؤمنون بالائمة الاثني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام) أما سائر الفرق وفي طليعتها الزيدية والاسماعيلية والعلوية فلا يصنفهم بالشيعة، باعتبار ان هؤلاء لا يؤمنون بكل الائمة الاثني عشر وانما ببعض أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهناك من يوسع الدائرة ولا يضم هذه الفرق للشيعة وحسب بل يضم البابوية والواقفية وحتى الدروز للشيعة.

بما أن الشيعة الامامية هم الأغلبية في مذهب التشيع وهم المعنيون بمصطلح الشيعة الصفويين لذا فاننا سنركز الحديث عنهم، ليتضح للقارئ الكريم مدى التعمية والتضليل الذي يمارسه بعض السياسيين والاعلاميين من خلال اطلاقهم هذا المصطلح.

وقبل أن نخوض في غمار الحديث ننوه الى أن الذين يطلقون مصطلح الشيعة الصفويين والعرب ينقسمون الى قسمين فهناك من يطلق المصطلح عن دراية ولتحقيق أهداف معينة وهناك من هو (أطرش بالزفة) و (ينعق مع كل ناعق) فتراه يلتقط ما يرميه الآخرون وينساق وراءه دون دراية وبصيرة، بل وحتى لا يعرف ما معناه بل يطلقه لمجرد أنه يسيء لهذه الجماعة أو تلك.

المقصود من الشيعة الصفويين هم الشيعة الذين يتبنون نهجا سياسيا متطابقا أو شبيها للنهج السياسي الايراني، فهؤلاء يعتبرون بنظر بعض السياسيين والاعلاميين صفويين حتى وان لم تربطهم بايران أية صلة، أما الذين يتبنون نهج الابتعاد عن السياسة أو الذين يهاجمون النهج الأول فهم الشيعة الأصلاء حتى لو كانوا ايرانيون ويعيشون في ايران.

وهنا تجدر الاشارة الى حقيقة هامة وهي ان انقسام الشيعة الى من يتبنى التحرك والنشاط السياسي ومن لا يتبنى ذلك، حقيقة لا يمكن لأي شيعي أن ينكرها، غير أن المغالطة تكمن في اطلاق صفة الصفويين على كل من يتبنى العمل والتحرك السياسي.

ويعود السبب الرئيسي وراء تبني الشيعي للنشاط السياسي وآخر نبذه الى قناعات كل انسان بالدرجة الأولى ومن ثم النهج الذي يسلكه كل مرجع شيعي، فكما هو واضح أنه يتوجب على كل شيعي ملتزم بتعاليم المذهب أن يقلد أحد مراجع الدين، وغالبا ما يسلك المقلد نهج مرجعه الديني فاذا كان هذا المرجع يدعو الى التحرك والعمل السياسي فنرى ان المقلد لديه نشاط سياسي، لا شك ان هذه ليست قاعدة ثابتة تطبق على الجميع بل هناك من يقلد مرجع لا يدعو للنشاط السياسي والتحرك ولكن بعض مقلديه لديهم نشاط سياسي وينتمون الى منظمات سياسية، وأبرز مثال على ذلك حزب الدعوة الاسلامية في العراق فهو حزب سياسي شيعي بينما أغلب أعضائه خاصة في مرحلة التأسيس في أواسط الستينات من القرن الماضي كانوا يقلدون السيد الخوئي، كما أن الكثير من أعضائه اليوم يقلدون السيد السيستاني، ومع ذلك ليس من المشهور ان السيدين الخوئي والسيستاني يشجعان على العمل السياسي.

ليس بالضرورة ان مراجع الدين الايرانيين يدعون الى التحرك السياسي لكي نصف كل شيعي لديه تحركا سياسيا بأنه صفوي بل على العكس نرى ان هناك مراجع دين أصولهم ايرانية كالسيد الخوئي والسيد السيستاني ولكنهما في نفس الوقت لم يتبنيا نهجا سياسيا رافضا لحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بينما الشهيدين محمد باقر الصدر ومحمد محمد صادق الصدر كان لديهما تحركا سياسيا رغم ان أصولهم عربية، من هنا يتضح لنا ان اطلاق صفة الصفويين ليس المراد منها شيعة ايران وانما كل شيعي يتبنى العمل السياسي، والغرض من هذا الاطلاق هو تشويه سمعتهم والايحاء بأنهم مرتبطون بالخارج.

ومن العبث أن يسعى بعض السياسيين والاعلاميين الى فرض عزلة وابعاد الشيعة عن ممارسة دور سياسي من خلال وصفهم بالصفويين أو أية صفة أخرى لأن عملية رفض الخطأ تجري في عروق الشيعة ولذلك سموهم بالرافضة، لذلك لا نستغرب اذا رأينا مرجعا شيعيا يعترض على مرجع شيعي آخر، فلا المعارض يخرج من دائرة التشيع والاسلام ولا المؤيد بل كل واحد منهم يعتقد انه يخدم الاسلام والتشيع باعتراضه أو بتأييده.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا فرق كثير
محايده -

شيعة صفويين وشيعة إيرانيين نفس المبدأ ..لا فرق كثير ..التفكير متساو حين يكون الموضوع سياسي ..رالتفكير متساو حين يكون الموضوع ديني بحت ...لانه اصلهم واحد في التفكير والمعتقد .

تسطيح الموضوعة
يحيي -

مع احترامي لرأي الكاتب لكني اجد بانه ذهب الى تسطيح التوصيف بعبثية وظهر وكأنه جزء من ماكنة الدعاية الإيرانية، التشيع الصفوي هو الغلو في رفض الاخر بدء من السقيفة وايضاً ما ادخله الفرس من تقاليد غريبة عن التشيع من مثل جرح الرؤس والزنجبيل وغيرها من مظاهر بعيدة عن التشيع الصحيح ثم ابتكار الإساءات والشتائم لصحابة وزوجات محمد وتلك سبق وان كانت مستهجنة عند الشيعة العرب وخاصة العراقيين ،، انشقاقات حزب الدعوة تأتي على وفق قربها وبعدها عن خط ولاية الفقيه الفارسي ،، والتشيع الصفوي يعني قرب الشيعي العربي من الفكر الفارسي القومي المتشدد والعمل على تنفيذ أيدلوجيته التي تتعز على خليط هجين من التشيع لآل البيت او باسمهم وترويج أفكار وأحاديث كاذبة عنهم ومنهم وهناك وقائع يطول سردها عن الفروق الكبيرة بين التشيع الصفوي والعربي ،، وربما يكفي النظر للتدخل السيسي اليومي للسيستاني ،، بالمناسبة فأنا شيعي المولد ولست بشيعيا او سنيا او ،،،،،

خلط اوراق
سلام محمد -

حاول الكاتب بهذا الموضوع خلط الاوراق وتبرير الدور المؤذي والخطير للسياسيين الشيعه الذين يتبنون المشروع الفارسي التوسعي بالمنطقه والذين هم فرس اكثر من الفرس انفسهم ولم يعطينا وصف او تسميه لمثل هذه النماذج . ولاية الفقيه الخمينيه هي اعادت انتاج الفكر الصفوي ولديها مشروع كبير مدروس ومخطط له بعناية وايران سائره بتطبيقه ومثل هذه التبريرات الصطحية لاتغطي خطورة هذا الفكر

مقال رائع
حس سعيد العبودي -

شكرا للاستاذ الفاضل على هذا المقال الرائع .وطالما هكذا مقالات معتدلة تساهم في ردم الهوة بين أبناء الاسلام وتقضي على الافكار الهدامة والغلوا ومن لف لفها .اجدد التحية للكاتب وللمجلة ايلاف

مقال يستحق النشر
عمر البكري -

الحقيقة والواقع عندما قرأت المقال بتمعن .لمست أن الكاتب يستخدم لغة الاعتدال وأعتماده على المصادر الموثوقة .ويجتنب عن لغة التسقيط .وهذا مايجعل المقال رائع .بحيث أن القارء يستفيد منه .وماأحوجنا لهكذا مقالات تردم الشقاق بين المسلمين وترينى الحقيقة المغيبة عنا .

الكاتب
فدوى -

مقال غير مقنع وضعيف ومن يروج له هو كاتبه

اطرش بالزفة
ماجد -

الى الكاتب المحترم والى الاخ يحيى جميل ان يتكلم الانسان عن دراية: انني شيعي عراقي وافتخر وانا ضد سياسة الحكام الصفويين بما قامو ا به من قمع للاقوام الاخرى ولكن من الناحية الدينية الصفويون قد تركوا التقية التي الى الان يتشيث بها الكاتب محاولا التهرب على حساب عقيدة اهل البيت عليهم السلام الصفويون نعم رفضوا حكام السقيفة واعتبروهم طغاة وقتلة كما وصفتهم الزهراء عليها السلام قاتلوا ائمة الكفر وهذه الشعائر الحسينية التي يذكرها يحيى وغيره عليه ان يراجع التأريخ ليرى متى بدأت بدلا من التخمينات العقيمة وانا اتمنى من حكومة خامنئي ان تكون صفوية لنرى المجد الشيعي بدلا من التزلف على حساب عقيدة اهل البيت الى المخالفين احمدوا الله ان في ايران حكومة جبانة خانعة مستلسمة لكم تتزلف اليكم اما الصفويون في هذا الامر فهم رافضة احرار

انجلاء الحقيقة
عائشة البحيري -

بداية موفقة لمجلة ايلاف على هكذا من مقالات وغيرها لتثير الغبار الجاثم على صدور البعض .نتيجة الدس من قبل الظلاميين على تراث الأمة .والنتيجة كما نلاحظه الان .الامة الاسلامية تدفع الفاتورة من خلال دماء أبنائها وتشويه صورة الاسلام من خلال الفكر الظلامي للقاعدة وداعش وأفكارها .شكرا للكاتب على تبيان الحقيقة المغيبة عن قسم كبير من أبناء الاسلام .لنحترم بعضنا للبعض الاخر ونبذ كل مايشوه للاسلام من أفكار متطرفة كفكر الخوارج والقاعدة والدواعش وبوكو حرام وأفراخهما

الصفوية تحكم ايران اليوم
كريم مقداد -

على الكاتب الذي يريد ان يخلط الاوراق ويدافع عن التشيع الصفوي عليه ان يراجع كتاب الدكتور علي شريعتي وهو ايراني ومن اسرة دينية شيعية وكتاب الدكتور ذاك الموسوم باسم : التشيعي العلوي والتشيع الصفوي يوضح بصورة لا لبس فيها ان التشيع الصفوي الذي يتبناه النظام الحالي هو مذهب قديم نشأ بقيادة الشاه اسماعيل الصفوي سنة 1514م مزج فيه الشاه التطلعات القومية للعنصريين الفرس في حربهم ضد الامبراطورية العثمانية وبالتعاون مع الانجليز الذين ابدلوا له سلاح جيشه من السيوف الى البنادق شرط ان يحارب الدول العثمانية ويحتل بغداد حتى يوقف زحف الجيوش العثمانية التي وقفت في مولدافيا على سواحل بحر البلطيق وقد عمد الشاه اسماعيل اولا الى اجبار الايرانيين على التشيع بعد ان كانوا سنة ثم منعهم من الحج الى مكة وطلب منهم ان يحجوا الى ضريح الامام الرضا في خراسان وقد حج هو بنفسه مشيا على الاقدام وصار المشي هذا عادة عند بعض الشيعة حين يزورون اضرحة الائمة من ال البيت ..ومع ذلك فقد هزمت الجيوش العثمانية الجيش الفارسي الصفوي بقيادة اسماعيل الصفوي هزيمة نكراء في معركة جالديران وقد جرح الشاه نفسه والتحق بالاسطول البرتغالي في الخليج العربي وامعانا في اذلاله فقد قام السلطان سليم ياوز الأول بتزويج زوجة الشاه الى احد اتباعه المغمورين .. هذا هو التاريخ الحقيقي للمذهب الشيعي الصفوي

مساااااكين والله
علي الحربي -

كعادتهم اتباع ال بيت الخميني في كل مواقع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الشيعي لايأتي ليطلب الحقيقة بل يأتي ليكذب ويدلس ابحثوا عن الحقيقه والحق واقرؤو كتبكم فقد قامت عليكم الحجة فالمسألة جنة ونار وليست شيعة وسنةنقول لهم قال الله وقال رسوله ويقولون قال الكليني وقال الخوئيقال كاتب معتدل قال قال الله تعالى (( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)

خيط بخرابيط
معن -

اولا هذا خلق للحقائق واهدافه معروفه .. في العراق لا يطلق مصطلح صفوي عَلى اي شيعي سواء يعمل بالسياسة او لا .. يطلق اولا على الذين اصولهم إيرانية وغالبا يكون ولاءهم لإيران وليس للعراق وكان صدام امر بتسفيرهم بسبب تشكيلهم طابور خامس في العراق اثناء الحرب مع ايران . ويطلق ايضا على الشيعة الذين لهم مصالح مع ايران وتراهم مستعدين بذل الغالي والنفيس في سبيل ايران ولا أهمية للعراق في نظرهم .. اما الشيعة العرب الاصلاء فهم اخوة وهناك علاقات نسب بينهم وبين السنة ولا تفريق بينهم وبين اي عراقي اخر ..وخير دليل انه لم يمسهم اي سوء في زمن صدام بل على العكس النسبة الأكبر من حزب البعث كان من الشيعة .. والنسبة الأكبر من الجيش كان من الشيعة .. هناك فرق بين شيعي إيراني وشيعي عربي اصيل مثل الفرق بين الأسود والابيض

من الاساس
اساسي -

انطلق المقال مستندا على اساس واهن جداً محاولا ان يوحي بان الشيعة والتشيع عبارة عن ( قراءة ) من قراءات الاسلام !! وكأنما للإسلام قراءات مختلفة !! اذن فقراءة داعش والقاعدة هي من قراءات الاسلام ، هكذا يقول مؤيديهم وانصارهم ، ام ان في ( قراءات ) الاسلام الاستعانة بغير الله والنذر لغير الله واللطم والندب والتطبير والطواف بالقبور والقسم بغير الله وشتم بعض امهات المسلمين ورفض معظم الصحابه و... وغير ذلك كثير واكثر من كثير ، لقب شيعة هو فقط للايحاء بان الموصوفين به هم اسلام بينما ان كل تصرفاتهم تتعارض تماما مع الاسلام تماما كما يتعارض فكر وتفكير داعش والقاعدة مع الاسلام ، انما هم - الشيعة - دين جديد هو الدين الصفوي يطمع ويطمح ان يحل مكان الدين الاسلامي الحقيقي بمساعدة قوى عالمية باتت معروفة بعد ان فشلت في ذلك عن طريق الحروب - او كما يسمونها الفتوحات الصليبية - وأصبح اللون الأسود هو اللون الرسمي للصفويين ليقال انهم من بني العباس رغم كرههم الشديد لبني العباس وحقدهم عليهم ، ان الدين الصفوي ابسط من البسيط فهو يتمحور حول الصاق الفرس ببيت النبوه عن طريق شهربانو ( والدة علي بن حسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم ) وقد فصل ذلك الاستاذ حسن العلوي - وهو من عوائل الشيعة المعروفين في النجف - في كتابه ( تشيع عمر ) وان كان تجنى على أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه باتهامه بالتشيع فليس في الاسلام شيء اسمه تشيع تماما كما لايوجد في القرآن شيء اسمه اهل البيت غير نساء النبي ، ( سلام الله ورحمته عليكم اهل البيت كان سياق الحديث عن ابراهيم عليه السلام ) ، الصفويون جعلوا السلام والصلاة على ائمتهم وهذه بدعة غير موجوده في القرآن او الاسلام والاهم من ذلك انهم ( صادروا ) الامام جعفر الصادق وجعلوه مصدر عقيدتهم وألصقوا به من الاحاديث ما يجعل منه اقرب للشرك منه للإيمان وهو بالتأكيد بريء من كل ذلك ( كالتقية اي النفاق والخديعة التي جعلوها على لسانه اساس دينهم ) ، انا لا أهاجم الدين الصفوي ولا أتجنى عليه ولكني احتقر الذين يؤمنون بدين او معتقد او فكر ويخافون او يخجلون من إظهار ذلك علنا هناك أديان كثيرة غير سماوية كالبوذية والهندوسية مثلا ولها مئات ملايين الاتباع يتباهون بها ويعتزون فلماذا يختبئ الصفويون تحت رداء الاسلام بينما معتقداتهم وتصرفاتهم تتقاطع معه بوضوح وحدة ؟؟ اليس لديهم ( قرآن ع