فضاء الرأي

كوباني وموقف الغرب من الوضع في سورية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أثار تدخل الدول الغربية في معركة الدفاع عن مدينة كوباني الكردية السورية،وقصفها المكثف لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" التي حاولت اقتحام تلك المدينة، في ذات الوقت الذي بقيت فيه متفرجة على ما يحصل من تدمير ممنهج للمدن السورية على يد نظام بشار الأسد،غضب غالبية السوريين العرب من مؤيدي الثورة السورية، معتبرين أن ذلك إنما يعبر عن ازدواجية في موقف الدول الغربية من الوضع السوري، تعكس إلى حد كبير انحيازها إلى الكرد دون سواهم من السوريين المنتفضين ضد النظام السوري.

ولما كان من الضروري بمكان اتخاذ مسافة نقدية عن الموقف الشائع للذات العربية التي تعودت أن تستسهل اتهام الآخر الغربي في كل مناسبة تجمعها مع الغرب والثقافة الغربية، تماسا و تفاعلا، فشل السياسي المحترف والمعارض السوري التاريخي للنظام، أيضا، في التصدي لهذا الدور، أثناء تفسيره موقف الغرب الوارد بهذه الشاكلة المتفارقة في حالة كوباني من جهة وبقية المدن السورية من جهة أخرى، فكان منسجما مع القائلين بالازدواجية الغربية وموضوعة الانحياز الغربي ضد الغالبية المتمثلة بالسنة العرب من السوريين لمصلحة الأقليات السورية، ولم يستطع والحال هذه، أن يولي الأهمية المطلوبة لعوامل تتصل بالسياسة الدولية والشروط المؤثرة فيها، لاسيما تلك التي أقرتها المواثيق والأعراف والمفاهيم ذات الصلة بمعطيات تشبه تلك التي تميز الحالة السورية، وهو ما كان في حال حصوله، أن يجعل مقاربة حالة كوباني، مجدية أكثر، لناحية بلورة فهم موضوعي للديناميات المؤثرة في الموقف من الوضع السوري بما يتجاوز اتهام المجتمع الدولي بالازدواجية والتورط في المأساة التي تحيق بالسوريين، المترافق مع نفي أية قصور تتحمل مسؤوليته الذات المعارضة الممثلة للثورة، في فهم ماكينة السياسة الدولية، وتوفير متطلبات التفاعل الإيجابي معها، لتحقيق مصلحة السوريين الثائرين على نظامهم المستبد.

وعلى ذلك وتأسيسا على الفهم النقدي المشار إليه أعلاه تفترض هذه السطور محددات النظر إلى موقف التحالف الدولي من موضوع كوباني قياسا إلى مختلف المناطق السورية الأخرى وفقا للتالي:

أولا :إن اتفاق المجتمع الدولي على تعريف الإرهاب في سياق محاربته لتنظيم "القاعدة"، لا سيما بعد أحداث سبتمبر عام 2001، يوفر الشروط الكفيلة بتبلور موقف دولي متجانس من المنظمات الإسلامية المتطرفة، ذات الأجندات العالمية الشبيهة ب"القاعدة"، وعلى ذلك فقد أدى، ظهور تنظيم الدولة الإسلامية التكفيري المتطرف، الذي تمدد في أكثر من دولة، وأمعن في ارتكاب المذابح الجماعية،وقتل عددا من مواطني بعض الدول العظمى بطريقة بشعة واستفزازية، وأسرف في انتهاك أخلاقيات العصر وقيمه بشكل تجاوز كل حدود، إلى خلق دينامية أدت بالفعل إلى ولادة التحالف الدولي ضد "داعش". في حين لم يوفر الحدث السوري فرصة لخلق دينامية مؤثرة في السياسة الدولية في ذات الاتجاه إلا في مناسبة وحيدة، حينما استخدم نظام بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية بتاريخ 21 آب - أغسطس من عام 2013، الذي تمكن لاحقا وبتضافر عوامل أخرى عديدة، من إيجاد دينامية تعطيل للتدخل الممكن آنذاك، حين أعلن تخليه عن ترسانته من الأسلحة الكيميائية بإتلافها تحت إشراف دولي.

ثانيا: لم يكن للتحالف الدولي أن يتدخل لو أن النظام السوري، كان الطرف الذي هاجم مدينة كوباني وليس&تنظيم الدولة الإسلامية / داعش، ولما كان معنيا بما يحدث بالمدينة بالنظر إلى خلفية تأسيسه ومهامه التي وجد من أجل تأديتها والقيام بها.

ثالثا :إن صمود المدافعين البطولي عن المدينة، والتزامن الذي حصل بين الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة عليها وتشكيل التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، كانا عاملين مهمين أسهما في حصول التدخل الغربي لمصلحة مدينة كوباني، وفي تحقيق الاستجابة لحاجة المدينة إلى المساعدات العاجلة، والحؤول دون سقوطها في أيدي التنظيم التكفيري، الذي كان من شان حدوثه أن يعطي "داعش" زخما معنويا وعسكريا، ويصعب من مهمة التحالف الدولي ويضعف معنوياته.

رابعا: لقد أدى وجود تباين كبير بين ما يمثله "داعش" من قيم متطرفة وإجرامية وبين ما يمثله المدافعون عن المدينة من خلفية علمانية واضحة، مع ما يمكن أن يتعرض له سكان المدينة، في حال دخول "داعش" المدينة، من مجازر مروعة، على أرضية توصيفه التكفيري لأهلها، إلى التقليل من شأن المعيقات التي تمنع التحالف من التدخل في حالة هذه المدينة قياسا مع حالات أخرى.

خامسا: إن احتمال تدخل قوى التحالف الغربي، فيما لو هاجم تنظيم الدولة الإسلامية مدينة سورية، تسيطر عليها قوى غير ملتبسة الموقف والبنية الأيديولوجية من قضايا الديمقراطية ودولة المواطنة الحديثة التعددية، وفي حال توافرت معطيات جغرافية وسكانية تساعد على تجنب إلحاق الأذى بحياة المدنيين، مع وجود عوامل عسكرية لوجستية ضرورية أخرى، هو احتمال كبير و قد لا يقل حماسة وسرعة وحسما عن تدخلها في حالة كوباني.

أما ما يمكن الإفادة منه استنادا إلى التحديدات السابقة، فمتعلق بالمعنيين بإدارة الصراع مع النظام السوري أو من ممكني التأثير فيها، بضرورة أن ينبذوا التحليلات التي يطيب لها التأكيد بثبات وسكونية، على أن العالم كله متآمر ضد العرب السنة الذين يمثلون معظم المساحة الاجتماعية الثائرة على النظام السوري، وأن يبحثوا في توفير العوامل التي تحفز الموقف الدولي من أجل الانخراط الجدي ضد نظام بشار الأسد ولمصلحة السوريين الثائرين ضده، بداية، بإظهار نفسهم منسجمين ومتفقين وقادرين على قيادة مرحلة ما بعد النظام، بشكل آمن وسلس يحفظ أبنية الدولة ويحافظ على مصالح مكوناتها الإثنية والدينية والمذهبية، دون تمييز، خلافا لما بدر عنهم طوال الأعوام السابقة، ولاحقا، في ضرورة أن يتعاطوا السياسة في أبعادها العلمية والبراغماتية والتقنية المتقدمة، بما يكفل لممثلي الثورة إيجاد خطوط تأثير وفعل في مختلف المستويات، السورية الداخلية والإقليمية والدولية على حد سواء.
&

&ناشط وعضو رابطة الصحفيين السورية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كوباني وموقف العرب
Rizgar -

كوباني وموقف العرب ...ولم يأبه السوريون العرب لمناشدات اهالي كوباني عندما نزح 200000، بل كانوا منشغلين باسم المدينة: سري كانيه أم رأس العين؟-لاسباب عنصرية معروفة - من دون النظر إلى أن الظلم إن كان من النظام أو غيره من التيارات العربية المتطرفة لا يختلف من حيث المبدأ الذي يطالب ببناء دولة تسودها العدالة , فحلم الشارع العربي دائما مع احتقار وتعريب وذبح وقتل وتدمير الكورد وكوردستان ؟ مأساة كوباني لم يُحكّم عليها في الجانب الإنساني بأجندة العرب السوريين، بل اقتصر الحكم على الجانب السياسي والحلم القديم بتصدير عرب الغمر الى روز افا , والهجوم على منازل الكورد كما في ٢٠٠٤ في قا مشلو وكما في حرق الاطفال الكورد في سينماء عاموداء ١٩٦٢....هل بامكان الغرب اهمال الجانب الوحشي للثقافات الهمجية والسكوت الى الا بد ؟ وصل شعور العرب إلى حد الحسّد وأحياناً إلى الحقد، كل ذلك بسبب اهتمام الإعلام العالمي بالمدينة، وكأنها تعيش في ترفٍ، ولم يتعرض أهلها لـ»هولوكست» منظّم. تلك هي رغبات وغرائز عربية حقيقية تجاه الاخرين .هل بامكان العرب السوريين تحقيق رغباتهم العنصرية ؟ وتاسيس الدويلة العنصرية اللقيطة مرة اخرى ؟ هل الغرب بتاثير تركيا مؤ هل لتربية البديل العنصري العربي ؟ الايام بيننا .

SAVE ALEPPO
SAVE KOBANI -

فحملة SAVE KOBANI (أنقذوا كوباني) لم تختلف عن حملة SAVE ALEPPO (أنقذوا حلب). آنذاك شارك الكرد إخوانهم السوريين في تلك الحملات، ولم يسأل أحد لمَ الاهتمام بهذه المدينة دون سواها؟

تحليل موفق
إبن الجبال -

أنا أرى تحليلك أستاذ فراس موفقاً جداً !

قد اجبر العثماني سكانها
الارمن على بناء كوباني -

ان كوباني مدينة ارمنية وقد اجبر الجيشين الالماني والعثماني سكانها الارمن على بناء محطة كوباني cobany للسكك الحديد بين بغداد واستانبول/القسطنطينية وكوباني معناته شركة ومحطة وبعد انتهاء العمل في المحطة ابادو سكانها الارمن سنة1915 وتم تحريرها من قبل الفيلق الارمني سنة 1918 ورجع لها الناجين من الابادة التركية وفي سنة 1960 كان فيها ثلاثة كنائس ارمنية وثلاثة مدارس ارمنية وكل سكانها كانو ارمن ولكن عبد الناصر رئيس مصر وسوريا حينداك اضطهد ارمن سوريا واعدم شباب ارمن فنزح سكان كوباني الى ارمينيا السوفيتية ان كل شيئ اخد بالابادة يعتبر لاغيا وغير معترف بها وان اكراد سوريا هم حقيقة قادمين من تركيا بعد هدا التاريخ

Questions for number 4
first time -

ويقول الارمن ان الاكراد أخذت أراضيهم، والآشوريين يدعي نفس الشيء. إذا كان هذا أراضيهم، وكانوا السكان الأصليين، لماذا لم تدافع عن مثل فعل الأكراد ضد الدولة الإسلامية. ببساطة لأن ذلك غير صحيح وأنهم يعرفون ذلك. على أي حال، ويمكن قراءة بعض المؤلفين، لمعرفة التاريخ الحقيقي لم تكن تتكون في أذهانهم.

شنو القصة
صريح -

يا اخي ان هناك دولة اسمها أرمنيا على الطرف الاخر اشجاب الأرمن على كوباني!!

الى 5 last time كلامك غير
صحيح وكافي تقية اسلامية -

الى 5 كلامك غير صحيح وكافي تقية اسلامية الارمن دافعو بشراسة عن شرفهم وعن انفسهم وعرضهم ولكن القوات التي هاجمت الارمن كانت اقوى منهم فالجيش الالماني والجيش العثماني والعشائر الكردية هاجمت الارمن اقرا عن مقاومة مدينة فان او الدفاع عن فان اللي الاكراد الان ساكنين بها

الى 6 القصة ان ارمينيا
نصف مليون كيلومتر مربع -

الى 6 القصة ان ارمينيا نصف مليون كيلومتر مربع 500000 والان الدولتين الارمنيتيين ارمينيا وكاراباغ / ارتساخ معا اثنان واربعون الف كيلومتر 42000 فقط وبعد الابادة الارمنية الاشورية اليونانية سنة 1915 من قبل الاتراك والاكراد خلت ارمينيا الغربية وكيليكيا الارمنية من سكانها الارمن الدين قتلهم الاتراك والاكراد ومن ضمنها كوباني وهو جزء من كيليكيا الارمنية المحتلة واللي معروفة في التاريخ ان العثمانيين والالمان اجبرو سكانها الارمن على بناء محطة كوباني وبعدها قتلوهم بمساعدة الاكراد فهمت القصة يا حكيم

رقم ٩
صريح -

حتى ناكورموكرباخ ارض أذربيجانية إسلامية احتلها الأرمن بعد تفكك الاتحاد السوفيتي بعني انت هم صرت تحلم مثل ساكو الاثوري! خليك صاح اخي انت عايش ببن العرب والمسلمين معززا مكرما بعد ان هربتم من الأتراك وإذا ما يعجبك عد الى كيلكيا أرمنيا او جزر الوقواق

الى9 كل ادربيجان ارض
ارمنية مسيحية -

الى9 كل ادربيجان ارض ارمنية مسيحية وليس كاراباغ /ارتساخ فقط وارمينيا اعترفت بالابادة الاشورية واذا ماتسكت نجيلك الاربيل ونحاسبك على الابادة الاشورية ونحن نشكر العشائر العربية الشريفة الذين ساعدوا اللاجئين الارمن ولكننا سوف نقطع لسان الدواعش

,................
experte -

حاج عنتريات فارغة اشوري بطيخ منقرضيين منذو ٢٦١٢سنة انتم بلادكم قفقاس ولستم من هنا مشردين من فاشية تركيا ولولا ايفان الروسي كان حالكم اليوم حال المساكين من سيريان وكلدان تتسولون في بلاد العالم

امبراطورية جزر الوقواق
بريفسور كوردي صريح -

انت تياربة لو ارمنية ؟ لو بك خير اذهبي وحرري نساء التياربة الذين تم بيعهم من قبل داعش الى رجال العشائر العربية الشريفة الذين عاونوا الدواعش بمدهم بكل المعلومات وخاصة بإعطائهم معلومات عن النساء الجميلات من التيارية وكذلك معاونتهم في احتلال مناطقكم وسلب ونهب بيوتكم ويا تيارية تعلمين ان التياربة الذين هربوا لم يلجأوا الى رحال العشائر العربية الشريفة وإنما هربوا بجلودههم الى كوردستان موطن الكورد الشجعان المسامحين كما تعلمين يا تياري نحن اليوم نستقبل اكثر من مليون ونصف إنسان هربوا من الدواعش ورجال العشائر العربية الشريفة . وفي الختام أنا في اربيل نحن من قطعنا لسان الدواعش وذلك بدماء شبابنا نساءا ورجال ونحن من طردنا داعش من كوباني الى جلولاء ومن ربيعة وزمار وسنجار واسكي موصل وووواالخ ونحن من نهدد داعش في عقر داره في عاصمة داعش ورجال العشائر العربية الشريفة فنحن قول وفعل في ارض المعركة وليس كلمات في تعليق على موقع إيلاف من ميشيغان وانت جالسة في البيت وتعيشين على الفوت ستامب من أموال الامريكين

الكاتب يكيل بمكيالين
أحمد الشمام -

لا يتسع المجال لنقض ماقال الكاتب لما فيه من مغالطات كاحتفاله بالمقاتلات الكرديات القصر اللواتي اخذهن حزب العمال عنوة وتشهد مظاهرات عامودا بذلك وتسميته للمحجبات اللواتي اغتصبن من قبل النظام عندما ساعدن أخوانهن في حمل السلاح والذخائر بمجاهدات النكاح لمجرد مظهرهن الإسلامي وخارج ولاء داعش وأين وطنيته عندما تدخل قوة عابرة للحدود من البشمركة للفعل في عين العرب كوباني ثم إن المقدمات التي ساقها الكاتب تحيل إلى آليات عمل من شأنها تدخل قوى التحالف لضرب داعش في حادثة الشعيطات 2000 قتيل وهنا يظهر الكيل بمكيالين في قراءة ديناميات القوة الدولية المتحالفة