شاعر الثورات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أنت عربي؟&
تجيد الضّحك على اللحى؟&
أنت ذكي. تتقدّم في كلّ المحافل، ومن بينها الشّعر.
أما أنت الذي تدّعي المعرفة. إنّك لستّ نجيب محفوظ ولا طه حسين طبعاً، تجيد الكتابة قليلاً. ترغب أن يقرأ النّاس أفكارك علّك تجد أحداً يفهم ما تقول، يسرّك أن ليل البارحة كنت ترنو فيه إلى الحياة، دوّنت ألمك على قطعة من ورق او على غيمة رماديّة. لا زلت تبحث عمّن يدخل عمقك، يقوي ذلك الإنسان المتعب فيك، تقلّب الأوراق الصّفراء في كافّة دكاكين الأدب، علّك تجد نفسك في أحدها. الدكاكين مزدحمة، والسّوق تطلب المزيد. أنت لست منهم. اقض حياتك بين نجوم الليل، أو على طريق تعزف فيه لحناً على ناي من قصب. لا مكان لك في السّوق!
البارحة كنت أغنّي للحبّ على مفرق الزّمان. أغنيتي تقول: لو كان لدّي بعض الخبز لوجدّت حبيباً.&
الحبّ يحتاج إلى المال.&
وضعت أغنيتي قيد البيع، لم يشتر أحد كلماتها المجنونة. بحثوا عن كلمات من كلّ زمان، ومكان. ليس فيها حبّ. ألصقوها وفق مشيئة السّوق. كانت الأولى على شبّاك الضمائر، وذلك الشّاعر المختّص بكلّ الثّورات تقدّم من مؤلّف الأغنية، وعازفها، ومخرج الفيلم الذي يتضمن الأغنية بصوته، وعزفه وتلحينه، أخذه بين ذراعيه، وكان عناقاً يندى له الجبين.&
الحبّ يحتاج إلى تسويق.&
لو كنت أملك المال لا خترت حبيباً يغدّق علي بكلماته، يحضنني عند المسير، فحبّه مدفوع الثّمن، لكن حبيبي الحالي يمتعض من وجودي. بتُّ هماً على كاهله، هو يطعمني من جيبه، وهذا ما يقتل الحبّ.
لازال البعض يؤمن بالحبّ من أجل الحبّ، وهذا البعض هو من بعض النّساء الذين يحاولون تبرير الظّلم تجاه أنفسهن.&
أردت أن أثور على الأشياء، كانوا غارقين في نزواتهم- أعني أولئك الصالحين لكلّ زمان، ومكان- عندما تشابكت يداي مع أيدي الشّباب شعرت بالنّشوة. الشّباب يصرخ بكلماتي، وصوتي يعلو معهم.&
صحا الشاعر الصالح لكل زمان، وبعد أن أثني على دكتاتور هناك منحه حفنة من الدراهم. شتم دكتاتور هنا كي يحظى بالكثير، وأتى مناباً إلى منابر الشباب. استولى على المنّصة، انسحبت أجرّ ذيلي خلفي، لطمت خديّ، أقمت حفلة لطم على روحي الهائمة، ولا زال اللطم مستمراً.&
لا أمل لنا هنا. كل شيء هنا يهدّد أحلامنا.&
ولا هناك حيث تجدهم بقناعهم أينما التفتّ.
لمن أكتب شوقي وحنيني؟&
الباب موصد أمام أقلامي.&
لمن أرسل رسائلي؟
يكفي أن أتركها للرّيح!
لمن أشكو أيّامي؟
هناك ظلّ على الطّرف المقابل للألم. عاش منذ ألف عام، شعر أن هذه الحياة كذبة. تبرّع بجسده لي، رحلت روحه، هو الأن يراقب ماذا أفعل. يقترب مني. يهمس في أذني: ألم أقل لك. لا مكان لنا في هذا العالم؟
تتبعثّر خطواتي تائهة، أرمق العالم من خلف كتفي، وأمشي...
&