فضاء الرأي

الاتحاد الوطني الكوردستاني بعد الأربعين

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

في الأول من حزيران تمر الذكرى الأربعين لتأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يشغل حاليا المركز الثالث في تسلسل القوى البرلمانية لإقليم كوردستان العراق بعد ان كان في فترات سابقة يشكل اكبر قوة منظمة في كوردستان العراق لا سيما بعد انهيار الثورة الكوردية عام 1975 اذ كان الفصيل الرئيس في الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري المقبور واللاعب الأساسي في الانتفاضة الشعبية العارمة في كوردستان ربيع 1991 والتي أدت فيما بعد الى صدور القرار الاممي بالحظر الجوي شمال خط العرض 34 وبالتالي خلق المقدمات الضرورية والظروف الملائمة لتأسيس الإدارة الكوردية بالتعاون الوثيق مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي اصبح اليوم إقليم كوردستان.

الاتحاد الوطني الكوردستاني اليوم في عيد ميلاده وبوزنه المعروف وعلاقاته الوطنية والإقليمية المتشعبة يعاني من تراخي كبير وانحسار ملحوظ في دوره على الساحة الوطنية الكوردستانية والعراقية خاصة مع غياب الدور المؤثر والاستثنائي لزعيم الحزب ومؤسسه السيد جلال الطالباني الذي اقعده المرض عن القيام بدوره الحاسم في رسم سياسات الاتحاد وعلاقاته ومواقفه التي بمجموعها كرست الاتحاد كقوة رئيسة ليس في إقليم كوردستان فحسب وانما على مستوى العراق ككل.

لقد أدى غياب الطالباني الى ان يفقد الاتحاد البوصلة التي كان يتبعها والى بروز الصراعات والخلافات المدمرة التي شلت من قدراته ومن فعالية الدور الذي يمكن ان يلعبه على الساحة الوطنية رغم الشعبية التي لا يزال يتمتع بها في الشارع الكوردي ورغم كل السلبيات التي طبعت مرحلة ما بعد الطالباني وحتى اليوم.

الوضع الحالي الذي يعيشه الاتحاد والخلافات بين مراكز القوى لا يمنع عودة قوية للاتحاد فيما اذا تجاوز مرحلة ما بعد الطالباني بالعودة الى الجذور ان صح التعبير اذ عليه أساسا ان يعيد تعريف ورسم الحدود الفكرية والعقائدية الفاصلة بينه وبين بقية الأحزاب باعتباره ممثلا للطبقات المسحوقة وفقراء الريف وشغيلة الفكر والعمال والحرفيين والكسبة والمحرومين من حقوقهم الإنسانية الطبقية والقومية والإنسانية فلم يعد هناك أي فارق يذكر بينه وبين بقية الأحزاب الموجودة على الساحة الكوردية حتى في مسائل الفساد وهدر المال العام والتقصير في محاسبة المسؤولين عن ذلك.

الاتحاد الوطني في ذكرى ميلاده الأربعين يجب ان يفكر جديا في طريقة صناعة القرار بعد ان كان هذا القرار يتخذ من قبل السيد الطالباني كمؤسس للحزب وقائد يتمتع بتأييد الجميع كمرجعية وطنية واليوم وفي غياب هذه المرجعية على الاتحاد اعتماد النظام المؤسساتي لكل جوانب نشاطه السياسي والاجتماعي والاقتصادي وان تتم صناعة وصياغة القرار من خلال المؤسسات التي تمنع بروز الصراعات الى حد كبير وأيضا تتمتع قراراتها بالقوة الشعبية والتنظيمية والقبول العام والاحساس الحقيقي من قبل المنتسبين.

والمؤيدين بدورهم الفعال في صنعها وأيضا في تعزيز التزامهم الإيجابي بتنفيذها وانجراف بعض قيادات الاتحاد الوطني في الصراع الدائر حول مركز القائد الأوحد والزعيم الضرورة سيكلف الاتحاد ثمنا غاليا وقد يتراجع دوره الى دور ثانوي لا يذكر اذ ان زمن مثل هذه الزعامات الخالدة الخيالية قد ولى الى غير رجعة واي تنظيم يروم النجاح وتحقيق برنامجه لابد أولا وأخيرا ان يعتمد في صناعة القرار على المؤسسات المختصة.

ان خسارة الاتحاد الوطني الكوردستاني لدوره وثقله سيكون خسارة كبيرة للحركة الوطنية الكوردستانية وعموم الحركة الوطنية العراقية وعلى قياداته الحالية ان تعي هذه الحقيقة في ذكرى ميلاده الأربعين مع خالص التهاني.

&

sbamarni@hotmail.com

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لااتفق
كوران رسول -

(لقد أدى غياب الطالباني الى ان يفقد الاتحاد البوصلة التي كان يتبعها والى بروز الصراعات والخلافات المدمرة التي شلت من قدراته ومن فعالية الدور الذي يمكن ان يلعبه على الساحة الوطنية رغم الشعبية التي لا يزال يتمتع بها في الشارع الكوردي ورغم كل السلبيات التي طبعت مرحلة ما بعد الطالباني وحتى اليوم.) (انتهى الاقتباس) , انا لااتفق معك اطلاقأ , لان قبل غياب مام جلال وتحديدا مع انشقاق نوشيروان وولادة حركة التغير من رحم اتحاد الام ـ بدء الاتحاد بالتراجع الرهيب والذي اثر على قوته الحقيقية , و للانشقاق اسبابه كثيرة منها : انشغال مام جلال بالعراق وتفرد حزب مسعود بالاقليم والغبن الذي لحق بالحزب نتيجة تفرد (حدك )ـ مما ادى الى امتعاض اعضاء وموازري الانحاد الوطني وادى بدوره الى الانشقاق الذي كان ضربة قاصمة في صميم الحزب الام ....الحل هو التحام حركة التغير مع الاتحاد والعمل من اجل انقاذ الحزب من هيمنة الحزب الديمقراطي الكردستاني .....

من مقهى طليطلة إلى كورد
Rizgar -

من مقهى طليطلة إلى كوردستان ,جاء تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني كالصاعقة على عاصمة الانفال ، فأفقده صوابه وهز اركان عاصمة الانفال , في ظل ظروف صعبة جدا تمكن الاتحاد الوطني الكردستاني من مواصلة المقاومة بعد احباط ١٩٧٥ , بطولات بشمركة الاتحاد ضرب من الخيال .واليوم مع الاسف بعض قيادات الاتحاد يصفقون ل -العراقجية - مما اثر على شعبية الاتحاد .

في صيف العام 1975
Rizgar -

في صيف العام 1975 م، أعلن في العاصمة السورية، دمشق من مقهى طليطلة ، تم تأسيس تنظيم سياسي كوردي، عرف باسم "الإتحاد الوطني الكوردستاني"فمن مقهى صغير اسمه "طليطلة" خرج هذا الوليد ...يقع مقهى طليطلة (توليدو) في حي المالكي غرب دمشق، مدينة توليدو في اسبانيا .......سميت مدينة طليلطلة (توليدو) التي تعني باللاتينية “المدينة المحصنة”. وكان العرب يسمون طليطلة بعد تعريب المدينة وتحطيم مآثر الحضارة الا سبانية “مدينة الأملاك” لأنها كانت دار مملكة القوط ومقر ملوكهم، وهي مدينة قديمة للغاية، ويرجح أنها بنيت في زمن الإغريق.

الوحدة الوطنية والتوازن
برجس شويش -

بكل تاكيد تعدد القوى الكوردستانية التي تمثل مختلف شرائح مجتمعنا الكوردستاني والتوازن الذي بين هذه القوى والاتفاق على الوحدة الوطنية والعمل معا لتحقيق اهداف شعبنا في كل مرحلة من مراحل نضاله والتنافس الحر على جماهير شعبنا هي في غاية الاهمية لقيادة كوردستان التي تواجه تحديات داخلية وخارجية , لا يمكن لحزب لوحده قيادة كوردستان ولهذا التوافق الوطني هو المبدأ الذي يجب ان يعتمد عليه في العمل الوطني, فالاتحاد الوطني الكوردستاني لعب دورا مهما في نضال شعبنا على الرغم ما حصل من تنافس دموي بينه وبين البارتي الديمقراطي الكوردستاني في بعض محطاته, بسب تعقيدات قضية شعبنا وبسبب تدخلات الدول التي تتقاسم كوردستان وتحاصر نضال شعبنا وقضيته, ولكن على كل كوردستاني وطني ان يعلم جيدا بانه عندما يكون هناك وحدة وطنية وتوافق وتعاون وطنين بين القوى الاساسية تحقق الكثير من الانجازات الوطنية والانتصارات و المكاسب لشعبنا , وهذا ما حصل ويجب دوما الاشادة بالحزبين الكوردستانين البارتي واليكتي , فلولا التحالف الاستراتيجي بينهما لما كان كل هذه الانتصارات والمكاسب ولما كان هناك بالاساس فدرالية ولما كان هناك امن او استقرار, بفضل هذا العمل الوطني المشترك بين البارتي واليكتي استطاع شعبنا ان يواجه كل هذه التحديات والصعوبات التي تعصف بالمنطقة وما حول كوردستان , لا بديل عن الوحدة الوطنية والعمل الوطني بين كافة القوى الكوردستانية في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة جدا .

الاتحاد رمز للنضال الكردي
شيرين الجبل -

انهيار الاتحاد لاسامح الله يعني انهيار العمود الفقري للنضال الكردي الحقيقي، الاتحاد الوطني ومام جلال هما رموز للثورة الكردية الحقيقية، ولولاهم لما حصل الاكراد على مكتسباتهم التي حصلوا عليها بعد عام 1991 ، الاتحاد واخوانهم في التغيير هما من اوائل مناضلي الحركة الكردية في كردستاننا العزيز، انا اتفق مع الكاتب على ضرورة تصحيح مسار الاتحاد والاكثر يجب ان يصحح المسار مع التغييير باعتبارهم زملاء حركة نضالية واحدة وهم كانوا رفاق نضال ومن اشجع مناضلي الكرد ومن الرعيل الاول الذين اختاروا جبال كردستان للدفاع عن حرية الكرد واستقلالهم بدل السكن المريح والحياة المرفهة، تحية لابطال الاتحاد والتغيير ولبيشمركتنا الابطال الذين يقفون اليوم للدفاع عن كردستاننا الغالي.