فضاء الرأي

ما هي خيارات العبادي الجماهير أم طبقته السياسية؟

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

من السابق لأوانه الحكم على رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور العبادي ونواياه الحقيقية أو معرفة حقيقة موقفه وقدراته الحقيقية في إدارة هذه المرحلة الحرجة التي هي انعطافة حقيقية في العملية السياسية البديلة للنظام الصدامي السابق. فالرجل مقيد بجملة من التوافقات والتعهدات والالتزامات التي كانت وراء وصوله إلى منصب رئاسة مجلس الوزراء، ومحاط بمجموعة من الحيتان الكبيرة والقوية التي تمتلك ميليشيات مسلحة وتنظيمات عسكرية مدربة ومسلحة لا تمنحه الولاء سواء كانت سنية أوشيعية أوكردية ولن تسمح له بالاستفراد بالقرار السياسي حتى لو تذرع بذريعة الإصلاح والاستجابة لمطالب الشارع العراقي. ولكن لايمكننا في نفس الوقت اتهامه بالتقصير والعجز وعدم الرغبة في الإصلاح الحقيقي والخروج من الردب أو الطريق المسدودة الذي وصلت إليها أحوال البلاد على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وهو يعرف ذلك جيداً. فالملفات التي أمامه كبيرة وضخمة وصعبة ولا يمكنه حلها بضربة عصا سحرية وبمجموعة من القرارات المحدودة التأثير التي يمكن الالتفاف عليها بسهولة وإفراغها من محتواها من قبل المناوئين والخصوم والمنافسين. فهو أمام مفترق طرق فإما أن ينأى بنفسه عن رفاق الأمس ويبادر إلى كشف أخطائهم وفسادهم، إن كان هو نفسه بريئاً منها، وإما أن يتغاضى عنها على طريقة عفى الله عما سلف والحال أن عليه ألاً يكتفي بخطوات خجولة تخديرية لامتصاص النقمة والهياج الجماهيري بل العمل بجدية على تهدئة الناس وتلبية احتياجاتهم المشروعة والبحث عن برنامج حقيقي فعال قابل للتطبيق والتنفيذ وبواقعية وعلى نحو جذري والبحث عن نقطة انطلاق وبداية جديدة وحقيقية لعراق يسير نحو الاستقرار والازدهار واستعادة الأموال المنهوبة ومحاسبة الفاسدين. فهل يملك الدكتور العبادي الإمكانات والمؤهلات والقدرة والرغبة والجرأة على السير في الطريق الصحيح الذي خطه المتظاهرون بحناجرهم وشعاراتهم ومعاناتهم، ومعهم المرجعية الدينية التي بدأت تستشعر مكامن الخطر على العملية السياسية التي رعتها منذ ثلاثة عشر عاماً، وبالتالي سوف تعمل، هي الأخرى، على احتواء الغضب الجماهيري قبل أن تتطور الأوضاع إلى ما لايحمد عقباه ويغرق العراق في بحر من العنف والدم لا سمح الله. فالسياسيين الذين يحكمون اليوم مستعدين لعمل كل مايمكنهم عمله لحماية جماعاتهم ومافياتهم الفاسدة التي تعبث في أرض العراق. فاستمرار الحراك الجماهيري وبوتيرة متصاعدة، وممارسة المزيد من الضغوط والتهديد بالاعتصامات والعصيان المدني وحده الكفيل بتلبية المطالب الجوهرية وانتزاع المزيد من التنازلات حتى لو تطورت المواجهة السلمية إلى مواقف حاسمة، على غرار ما حدث في مصر في الأمس القريب، على أمل ألا تنزلق على نحو تراجيدي وتتطور سلبيا على غرار ما يحدث الآن في سوريا. فماتزال الطبقة السياسية تمتلك المزيد من الأوراق الكثيرة والخطيرة بيدها لتسويف المد الشعبي وتثبيط الهمم والمراهنة على عامل الوقت والتعب والإنهاك النفسي والمعنوي والمادي، قبل توجيه الضربة القاصمة للحراك الشعبي والذي سيطال العلمانيين والتيار المدني الديموقراطي والمستقلين والليبراليين، فالأمر ما يزال في بدايته والحراك الشعب مايزال عفوي وحماسي ويفتقد للقيادة الحقيقية المتمرسة والنظيفة والواعية التي بمقدورها أن تقرأ موازين القوى على الأرض بشكل صحيح.

مهمة رئيس الوزراء العراقي شاقة لأنه يواجه ظرف دولي وإقليمي وداخلي بالغ التعقيد والخطورة فمن جهة هناك جماعات داعش الإرهابية التي ما زالت تشكل خطراً داهماً على العراق برمته، ومن جهة أخرى التدخلات الإقليمية من قبل دول الجوار العراقي ولكل حساباتها وأنجدتها الخاصة، وأخيرا الموقف الدولي الغامض من أزمة العراق والمواقف المزدوجة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف الدولي التي من المفترض أنها موجودة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وتدميره، وهناك الواقع الميداني العراقي الداخلي المفعم بالتناقضات والغائص في بحر من الفساد والعناصر المنفلتة المدججة بالسلاح و والمتخمة بالمال والمتمسكة بمخالبها وأسنانها بالسلطة وهي تتعارض مع الجماهير بالتوجهات والأهداف وباتت تتكاثر على نحو مرعب كالفيروسات وتمد أذرعها كالإخطبوط إلى كافة مرافق الدولة وبالتالي يمكن توقع ردود افعالهم وشدتها والتي لا يمكن إلا أن تكون عنيفة ولا يمكن تجاهل ثقلهم العسكري والمالي وتأثيرهم، وبالتالي لايمكن التعاطي معهم بليونة وتساهل وبأسلوب النوايا الحسنة لطمأنتهم على امتيازاتهم.

لا بد لرئيس الوزراء الدكتور العبادي أن يمتلك قوته الميدانية الخاصة متمثلة بالجيش والقوى الأمنية التابعة له والمنفذة لأوامره، بعد غربلتها وتصفيتها من العناصر المشبوهة، لمواجهة القوى المسلحة غير الشرعية أو الخارجة عن القانون وأن يحيط نفسه بعناصر كفوءة ونزيهة ومتمرسة لإدارة المشهد السياسي والإعلامي والعلاقات العامة. وعليه أن يتحلى بالشجاعة والجرأة في كشف الحقائق وتسمية الأشياء بمسمياتها وإطلاع الشعب، وبالأسماء والوثائق، على كل من أساء ونهب وسرق وتقاعس وعرقل مهمة إعادة البناء والإعمار الحقيقية بعد سلسلة الحروب المدمرة التي عاشها العراق في العقود الأخيرة منذ عام 1980 إلى يوم الناس هذا. فملفات الفساد والخدمات وإعادة النظر على نحو جوهري بالعملية السياسية برمتها، هي الإصلاحات العاجلة التي يجب أن تتحقق ولو على مراحل لإعادة الثقة في نفس المواطن العراقي اليائس والمحبط من كل ما مر عليه خلال العقود الماضية فالشعب العراقي، رغم الكوارث التي مر بها، ما يزال يعي ويدرك حقيقة ما يجري ويعرف التفاصيل و مفتح باللبن كما يقول المثل العراقي فلا يجب أن يستهان به. هذه فرصة تاريخية لن يكررها الزمن وما على الدكتور العبادي إلا أن يقتنصها ليحفر إسمه في التاريخ السياسي للعراق كزعيم وطني نزيه أو أن يضيعها من بين يديه وتحل الكارثة على الجميع.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فرصة العبادي
عبدالعزيز امين الاتروشي -

السلام عليكم اشد على يدك على ما تفضلت به وهذا كله صحيح جدا ان امام العبادي فرصة تاريخية وكما يقول المثل العراقي على العبادي ( ان يغدى بهم قبل ان يتعشوا به ) على العبادي التحرك نحو القوى الوطنية المخلصة الكفوءة والنزيهة لكي ينجح العبادي بداية عليه الاستفالة من الحزب الذي ينتمي اليه (حزب الدعوة ) لكي يتحرك بحرية اكثر ةيتخلص من ضغوط الحزب تصفية وغربة الجيش والشرطة من الفاسدين والذين ولاءهم لاجندة خارجية مع كل الاحترام للمرجعيات الدينية على العبادي ابعاد المرجعيات سواءا السنية او الشيعية من التدخلات في شؤون الدولة نعم تكون تلك المرجعيات سند للعبادي لكن دون فرض اراداتها على الحكومة لان الدولة لها دستورها وقوانينها علىالعبادي التمسك بهاالاهم من ذلك القضاء العراقية يجب تصفيته من الفاسدين والذين هم اداة بيد اشخاص امثال مدحت المحمودي يجب تقديمه للمحاكمة اذا كان القضاء العراق قوي ونزيه وعما وفق الدستور والقوانين والشريعة يكون هناك دولة قوية عادلة اتمنى ان تكون قرارات العبادي نافذة ولن تبقى حبر على ورق او تطبيقها على هذا دون غيره او ان يقدموا اشخاص ككبش فداء وترك الفاسدين واللصوص والخونة دون محاسبة اتمنى للعبادي النجاح والسير في الطريق الصحيح

تعليق
ن ف -

المقالة عبارة عن إنشاء وحسب. يبدو لي أن الكاتب ليس له باع في السياسة ولا هم يحزنون. وواضح أنه لا يعيش في العراق أيضاً.. أقول، الشعوب تتعلّم الدروس من معاناتها إلا نحن.. فالتاريخ بالنسبة لنا عبارة عن حتوتات (حكايات للتسلية)). شعبنا مصاب بالخرف ومّن يصاب بهذا الداء يفقد الذاكرة.

خطة
فاعل خير -

على السيد العبادي ان يبدأ بوزارة الكهرباء واحالتها للقضاء والمضي قدما في هذا الاتجاه . وسوف تضطر الكتلة السياسية التي لها حصة الكهرباء ان تدافع عن نفسها باظهار ملفات الفساد في الوزرات الاخرى وبذلك تتساقط ملفات الفساد كقطع الدومينو . لان رأينا في الفترة السابقة اي وزير او نائب اذا وجهت له التهمة الفساد يهدد بفتح ملفات الكتل الاخرى . ويسدل الستار على ما اتهم به . واستمرت دورة الفساد بدون توقف وانما صارت اكثر شراسة .

.............
جبار ياسين -

خمسة عقود ، منذ حكم البعث ومن ثم الأحزاب المتعكزة على الإسلام السوشي " ليس الطعام الياباني بل هي كلمة مركبة من سني وشيعي . لدينا رجال سياسة ارخص من ثمن البامياء في شهر أيلول .وكما يعلم عشاق البامياء فالاخيرة تدوود بعد انجلاء موجة "الحر القارس " كما كان يقول زوج خالتي . القضية كلها غلط في غلط وتحتاج الى إعادة تأهيل لجميع سكان العراق وسياسيه أولا لكي يبتعدوا عن فخاماتهم ونحافاتهم وموسويتهم. ان توضع القوانين فوق كل شيء وان تركن المرجعيات الدينية الى بيوتها وجوامعها وحسينياتها ونرجع قرنا تحت شعار " الدين للله والوطن للجميع " مثلا ، او " الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان " ولا عفى الله عما سلف . فما سلف هو سبب جحيم اليوم والحلقة المفرغة التي يدور العراق وأهله فيها .على العراقي التواضع كي يعم السلام وعلى اهل السياسة الانصراف الى حدائقهم كي يتعلموا الحكمة . الحل هو توزع مائة متر مربع على كل من شاركوا في العملية السياسية من 10 سنوات كي يزعوا فيها الطماطة والخيار واليقطين واللهانة والرشاد كي يتعلموا الحياة وحكمتها ، فليس بالمال والبنون يحيا الانسان بل بحكمة" شيئان لايمكن الهروب منهما : الحب والموت " خلال تلك الفترة يسلم العراق الى شركة عالمية تعيد بناء كل شيء وتأخذ حصة 50 في المائة من الأرباح . حينها سيقرأ الجميع قصيدة " صوت صفير البلبل " براحة بال.

مجرّد سوآل
ن ف -

سوآل بريء للكاتب: كيف لشخص على درجة عالية من التحصيل والإهتمامات التي تبدأ بالمسرح وتنهي بالفلك ويعيش في بلد الفن والنور والحداثة يُقابل نوري المالكي في باريس؟

فرص العبادي
علي البصري -

فشل الساسة منذ 2003 في حكم العراق فلاهم لهم سوى النهب والسلب ،ظهور داعش قصم ظهور الساسة واسقط ورقة التوت عن عوراتهم ،ظهور داعش له مبررات كثيرة واهمها اسقاط المالكي لمنعه من اقامة دكتاتورية جديدة ،التعجيل في تقسيم العراق الى 3،استنفر الشيعة كل قوتهم وكونوا قوة من الحشد والمليشيات بعد انهيار الجيش فنشات معادلات جديدة وانحاز الشيعة بقوة الى ايران وميلشياتها (تصريحات اوباما من ان سقوط صدام انصب لمصلحة ايران)خوفا من هذا المارد الجديد الخطر وظهرت مآىسي المسيحيين والايزيديين وسبي نسائهم وانتهاك حرماتهم امام اعين الشيعة وارتفع رصيد المليشيات الشيعية بعد ان تراجع واصبح قائد فيلق بدر العامري او زعيم عصائب الحق الخزعلي نجمي الساحة لايدانيهم احد امام هذه المتغيرات الخطيرة لابد من حركة جديدة واستغلال تذمر الناس من الخدمات والفساد لكبح الاحزاب الدينية وكشف عورتها للناس وتجميد الصراع مع داعش لاكمال اهداف التقسيم وتمكين العشائر السنية في حكم الجزء السني اسوة بالاكراد وصولا للتقسيم المنتظر ،سياسة ايران وامريكا غبية في العراق لانهم يقدمون مصالحهم ومصالحهم فقط دون ادنى اهتمام لمصالح الشعب العراقي الذي يثور ويعدل بعض مسارات الاحداث فيبقى العراق في مهب الريح الى ان تنجلي العواصف ،دعم العبادي افضل الحلول حاليا او ان انقلابا عسكريا يجري التحضير له امريكيا اذا لم يتمكن العبادي من الامساك بالامور ومن يدري فقد نستيقظ على بيان رقم واحد من جنرال يشبه السيسي (وردت اخبار في هذا الاتجاه في ان طبخة الانقلاب جاهزة وتطبخ على نار هادئة)في صبيحة احد الايام القادمة !!! فالتبريرات والمقبولية متوفرة من السنة والشيعة وعندها ستضيق الارض بما وسعت عن السراق والحرامية واصحاب العمائم السوداء والبيضاء !!!

جواد بشارة
ن ف -

قل لي يا سيدي، هل لا حظت وأنت في حضرة ((دولة رئيس الوزراء)) نوع العقيق الذي توسّط خاتمه الفضّي أو نوع الخرز التي اخترق خيط سبحته الشريفة؟ مممممممـ ! جواد. يا جواد! أتعرف أنّك ممكن أن تكون حاكماً للعراق بدلاً من هذا الذي قابلته؟ أو حتى جبّار ياسين.. أو أنا مثلاً. ولمَ لا! ألسنا أكثر تحصيلاً وعلماً منه أو من غيره؟ أوَ لسنا أكثر حبّاً لهاذا العراق؟ جواد! ألم تخجل من لقائك به ؟! جواد! لا بدّ لك من أن تعتذر لي أولاً ومن ثمّ تعتذر للشعب العراقي على لقائك به!

توضيح
جبار ياسين -

اعرف جواد بشارة من 40 عاما وهو انسان طيب جدا ولكنه ، مثل اغلبية أبناء العراق، متحمس لكل شيء او كما كان يقول عدنان القيسي " الشعب العراقي حموس ". مشكلة جواد بشارة انه حموس ويحب الطعام كمثل رجال الدين وقراء القرآن في المآتم . ولعله ذهب لمقابلة المالكي لتناول المشويات والمقليات والبقلاوات وهذا ذنب يغتفر . اغفرو غفر الله لكم . اما اقتراح اسمي ، ولو على سبيل الامثال ، لحكم العراق فهذا اغرب . فأنا لم اخلف اولادا لكي لا اتحمل مسؤولية اكبر من طاقتي وقطط بيتي هي التي تضع جدول اعمالي غالبا بذهابها وايابها ومشيها على طابعة الحاسوب . كم نص حذفته القطط ؟ وبالتالي فأنا اشكر السيد ن ف على اقتراحه لكن لا انا ولا جواد بشارة واعتقد حتى هو ن ف لن يستطيع حكم هذه البلاد وحتى لو وضع خاتم سليمان بيده وليس خاتم المالكي . مع الاعتذار للجميع