فضاء الرأي

العراق مثالاً

حين تصنع مواقع التواصل الاجتماعي الرأي العام

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كانت الحكومات في السابق، ولكي تمرر سياساتها وتدعم مواقفها وتقنع شعبها بانها محترمة ومهابة في الخارج، تلجاء في الغالب الى الاستحواذ على صحيفة او مجلة سياسية في بيروت من خلال الشراء او الدعم وحسب المواضيع المنشورة. كانت الدول حينها مغلقة يمكن التحكم في حدودها وخصوصا بالنسبة للمنتوج الثقافي والذي ما كان يغري احد بتهريبه، النافذة الوحيدة للخارج كانت الإذاعة المسموعة وحتى هذا كان يتم في الغالب التشويش عليها وخصوصا أوقات الاخبار والتحليلات السياسية. كانت الصحف او المجلات الممولة او المدعومة تدخل البلدان وكل بلد تلك التي يدعمها. ولكنها كانت تكلف الكثير من الأموال، اما اليوم فصارالتزوير والتشهير وتغيير الوقائع والدعم، من الأمور البسيطة والسهلة يمكن لاي واحد منا القيام بها سواء باسمه الشخصي او متخفي باسم مجموعة او أي اسم اخر. ولا يكلف الامر الا زمن كتابته وبعض التغييرات في الصور، ونشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لكي تنتشر وتعمم وكانها اخبار صحيحة وموثقة.

ان عملية التزوير ونشر اخبار كاذبة لاسقاط خصم سياسي او أيديولوجي، ليست مرفوضة لانها تستند الى أكاذيب فقط، بل لانها تخلق ثقافة استباحة كل الأمور للوصول الى الهدف، وهنا باعتقادي يجب ان لا نلوم ميكافيلي او غيره، فاذا كان ميكافيلي قد دعا قبل خمسمائة سنة بالغاية تبرر الوسيلة، ونحن نكتب يوميا ضدها ونتهم خصومنا بها، فما بالنا ونحن نقوم بهذه الممارسة بشكل يومي ولكن بأسماء وهمية.

&شخصيا لم تعد لي ثقة باغلب الاخبار التي تأتي من العراق، سواء من خصوم الحكومة أو من أنصارها، من خصوم الإرهاب او من أنصاره، من خصوم الكورد او من انصارهم، لان الجميع باعتقادي يشارك في عملية تزوير الوعي وجعله أداة طيعة لتحقيق غايات سياسية وفي الغالب غايات غير أخلاقية والا لما اتبع فيها أساليب التزوير والتغيير والكذب.

ان يكون هناك فرد يقوم بالسرقة، فهذا امر مفهوم، او حتى افراد، ولكن ما يحدث في العراق هو الطبقة السياسية بكاملها متهمة باللصوصية والطائفية وكانه لا شريف ولا وطني في العراق الا أصحاب المنشورات هذه. ما قلته لا يعني تبرئة الطبقة السياسية، ولكن هذا التعميم المنفلت من عقاله الى اين ياخذنا يا ترى؟ انه ياخذنا الى الانقسامات المتتالية وعلى أسس مختلقة لكي نصفي انفسنا وهذا لن يتحقق ابدا، بمعنى ان كان العراقيين منقسمين اليوم قوميا وطائفيا، وهو امر تاريخي ولم يأتي كما يدعي البعض مع سقوط نظام صدام البعثي، فاننا كعراقيين وفي حالة شيوع هذه الظواهرلن نكتفي بذلك، بل سننجر للانقسام المناطقي والعشائري أيضا، وكل هذا في ظل حروب وتصفيات وعدوات لا يمكن التحكم فيها.

لقد عباء اليسار العراقي او المتعاطفين معه عقول العراقيين بعمالة نوري السعيد وانه يتحكم في أموال العراق ويسرقها هو والطبقة السياسية التي كانت تحكم حينها، وفي الوقت الذي اكرر انني لا اريد تنزيه هذه الطبقة السياسية أيضا مائة بالمائة، الا ان الشواهد التاريخية تثبت ان نور السعيد كان واحد من امهر وانزه السياسيين العراقيين، وحتى الاسرة المالكة والطبقة السياسية على العموم كانت في الغالب تحاول ان تغلب القانون وتطبيقه، في حين ان من اتى من بعدها كان يقول بالطلقة بأربعة فلوس نكاية بسهولة التخلص بمخالفيه، اويعتبر ميزانية البلد، ضمن ممتلكاته العائلية.

ان نطالب بإحالة سياسيين معينين للمحاكمة امر مقبول وخصوصا، انه حدثت أمور تتطلب ذلك، ومنها سقوط محافظات كاملة بيد تنظيم صغير، ليس هذا بل تم تزويده التنظيم بكل ما يحتاجه من الأسلحة والمعدات من ما تم تركه لهم بعد انسحاب قطاعات الجيش العراقي. ان يتم محاسبة السياسين على عدم تحقيق واجباتهم وخصوصا البنية التحتية وفي مجال توفير متطلبات الحياة الكريمة للمواطنين امر مقبول، ولكن هذا لا يتطلب ان يقوم البعض بالمطالبة بإعدام هذا اوذاك. والمشكلة انه لم يتم استثناء احد من المطالبة بازالته، او إعدامه او اتهامه بالعمالة والخيانة، فكما يمتلك زيد صفحة في الفيس بوك او مجموعة، يمتلك عمر مثلها، وليس هناك واحد افضل من الاخر. ولم يسأل احد ولكن من سيحكم، هل سيستول الشعب على السلطة وكله سيحكم ذاته، ماهي الالية، انها ليست انتفاضة لدى البعض، بل الذهاب الى المجهول.

لقد خطى السيد العبادي خطوات وان لم تكن كافية باعتقادي، ولكن الأهم هو القضاء، فعليه أولا تنظيم القضاء بما يحقق العدالة، وليس الانتقام، العدالة التي ستضع الأمور في نصابها، وتدين المتهم او تبرئه. نعم هناك تجاوزات ولكن هل صحيح كل ما ينشر عن مليارات السيد البرزاني او النجيفي او المالكي او غيرهم. باعتقادي ان التضخيم وتصديق الناس له، يعني ان لم يكن هناك مصداقية لدى الطبقة السياسية او الجراء في تسمية الأمور بمسمياتها. ففي ظل الدعوة الى وحدة العراق، تم تغطية الثقة المفقودة بين مكوناته بتوزيع الثروات بشكل طائفي مما خلق فسادا مستشريا، فسادا ليس لصالح هذه الطائفة او تلك، بل داخل الطائفة ذاتها، لان هذا التوزيع تم حصره بالاقرب. وخصوصا ان مستلزمات ومؤسسات الدولة لم تعد قائمة بالصورة التي تجعل الأمور تسير نحو امكانبة تحسين الأوضاع وتطويرها وإزالة الغبن عن الكثيرين. مطلوب اليوم وقبل الغذ إشاعة ثقافة تقييم كل الأمور وخصوصا الكبيرة، بمعنى اخضاعها للجان تحقيقية لكي تظهر المقصر واوجه التقصير. اليوم بواجه العراق الإرهاب ولكن مع استعداد العراق لمحاربة الإرهاب، عليه ان يكون خلية عمل لوضع أسس بناء الدولة الحقيقية، والتي سيكون الجميع فيها سواسية. ومن الظروري البدء بتعميم الفدرالية ولكن بعد توفير مستلزماتها من القوانين والصلاحيات والميزانية. انها خطوات يمكن التهئ لها وغيرها لكي تعيد الأمور الى نصابها. والا فان البعض قد يجر العراق الى المجهول.

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القضاء, والقضاء النزيه فقط
زبير عبدلله -

هذه السنة احتفل الاوروبيون بمرور سبعين سنة على نهاية الحرب العالمية الثانيه, واذا اعتبرناان هذا هو تاريخ غرب اوروبا الحديث, وهذا فعلا كذلك, فان سبعين سنة من البناء الجاد, وبدا بخطة مارشال لبناء اوروبا, حتى ان الامريكيون لم يامنوا على الايطاليين, كانوا هم انفسهم يشرفون على صرف الاموال ,لوجود الشبكة المافوية المتغللة في بنية المجتمع الايطالي, وحتى الى الان تقريبا, وازمة اليونان دليل اخر على السرقة والحرامية,سبعين سنة من الديمقراطية, لكن طوال هذه السبعون سنة كان هناك قضاء, الى حد ما عادل, وبالرغم من ذلك: 1_القوانين السويسرية للحسابات السرية هو الجماعية الحرامية ليس فقط من دول اسيا وافريقيا, بل من اوروبا وامريكا, وفقط تحت التهديد بالمحاكمة اعادت سويسرا, مئات. المليونات الى امريكا, من الامريكيين الهاربين من الضرائب, وتحت ضغط المنظمات اليهودية اعادت سويسرا اموال اليهود, المستثمرة لديها منذ الحرب العالمية الثانية...الاف الاوروبيين يحتفظون باموالهم في سويسرا هربا من الضرائب مستفيدين من قانون سرية الحسابات...2_لوكسمبورغ, بلجيكا, بريطانيا, من الدول الا وائل في غسل الاموال...لمدة سنتين فتح البنك المركزي الاوروبي فرعا لها في جزر بحر الكاريبي, وبعد سنتين اعلنت افلاسها هناك...لانها بلغت من الغسيل وطرا, وطلعت ريحتها, قبل ريحة لبنان...3_وفق الامركز الاوروبي للاحصاء, تم سرقة اربعة مليارات من السوبر ماركات,ودكاين البيع والشراء, ثلاثين بالمائة من الحرامية, من العاملين, في هذه المحلات...اشتكوا لتشرشل عن تردي الاوضاع بعد الحرب العالمية الثانية, قال لهم: كيف القضاء, ?قالوا له القضاء البريطاني يشهد له في العدالة, وسال ماذا عن التعليم? ,اجابوه بايجابيته, ...في العراق, ومثله في كوردستانه, بدون قضاء عادل ونزيه, وبدون تعليم عصري ومتقدم, وبدون فصل السياسة عن الدين, الشئ يرجى....كانت الساعة العاشرة صباحا, وانا اسمع الاخبار المحلية لمدينة روتردام الهولندية, من جملة ما اذيع, تم القاء القبض على ثلاثة عشرة بولنديا, بتهمة السرقة, كانت الساعة العاشررة فقط...لذلك اليوم صباحا..قد اسمع قريبا بالبقاء القبض على من سميتهم في مقالك....والعبادي والبرزاني مسعود تكاتفوا في التخلص,من الحرامية وانشاء قضاء عادل...

No Assyrians
Partizan -

There is only Kurdistan.

to only kurdestan
sam adam -

what is the relation of the article to Assyrians Ya Kurdy.........

No Assyria
Partizan -

Just to draw the attention of people to a scholarly fact; that is all. There is no Ass yria.

لا للعنصرية
صلاح كوردي -

Let me respond to #1 in English first; You might think that you''re a good-Kurd but you rather hurting the Kurds and the people of Kurdistan . Assyrians have as much the right to call Kurdistan their homeland inf not more . Now let me say it in Arabic : الى ما يسمى نفسه/نفسها ب بارتيزان كتاباباتك العنصريه تظر بالشعب الكوردي اكثر مما تفكر يا فاهم .الاشوريون كانوا وسيبقون صاحب الارض كاي كوري اخر وان لم يكن باكثر ولهم كل الحق ان يفتخروا بوطنهم كوردستان . والان اكتب لك بكوردي فصيح متمنيا ان تقرأ الكتابة بالكوردية :: كه ساني وه كو تو زور زيان به كوردو كوردستان ئه كَه ينن له بريتي سوودد ..ئاسوريه كان به قه د ئيمه ي كورد مافي شانازيان به وولاته وه هه يه ئه كَه ر زياتريش نه بيت ..هيوادارم واز بهينيت له ره كَه ز به رستي وه كو مروف ته ماشاي كه ساني كه بكه يت .. بزي برايه تي كوردو ئا سوري و هه مو كه مايه تيه كان له كوردستاني خوشه ويست

Thank you Salah
هرمز آشوري -

Thank you Mr.Salah Kurdi >>شكرا جزيلا سيد صلاح كوردي .. زورزور سوباس ماموستا صلاح كوردي ...ما دام هناك الكورد الخيريين من امثالكم فوالله كوردستان وقومياتها بالف خير ....

الى تررتيزان
زردشت كاكه -

الى الفاهم المفدي (Partizan)اكثر من 20% من كورد دهوك و زاخو وبالاخص شقلاوه من اصول اشوريه وهدا ليس بالعيب ولكن العيب ان يستهزئ جاهل مثلك باحدى اقدم الامبرطوريات وشعب راقي كا لاشوريون !!! الهمهم الاكثرية الكوردية نبلاء وليسوا بلقطاء .

السيد زبير عبد الله
ابو لهب الكردي -

اذا كان تعيين القضاة على اسس وتزكيات حزبية بعيدا عن الكفاءة و الحرص المهني فكيف تسود العدالة ويكون القانون هو الحكم والفيصل بين الناس المواطنين اجمعين ..كانك يا اخي تجامل الكاتب و تطمئنه ان في كوردستان كل شىْ بخير !..