فضاء الرأي

العبادي يبلغ القضاء لإصلاح نفسه بنفسه

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

&منذ بداية اطلاق رئيس الحكومة العراقية السيد حيدر العبادي مشروعه الاصلاحي لم ابدِ الكثير من التفاؤل، فالرجل لن يقدر ان يسير في هذا الطريق بمفرده ومن خلال الكلمات والخطابات التي يلقيها في بعض المناسبات والمهرجانات، وهو ان امتلك النية الصادقة، والرغبة الحقيقية للاصلاح فهو بالتأكيد سيكون بحاجة الى قوة الإرادة، ورغبته ان اجتمعت مع قوة ارادته فهو بحاجة الى دعم محلي (من المواطنين ) و(منظمات المجتمع المدني غير الغارقة في الفساد) و (الإعلام الوطني الصادق النزيه) والى دعم من المجتمع الدولي أيضاً، وكل ذلك أي (النية والرغبة والارادة والدعم) بحاجة الى آليات عملية وموضوعية ومعقولة وحازمة كي يمضي في تحقيق مشروعه الاصلاحي (الذي ما زال مشروعاً إعلامياً).

& قبل أربعة أيام صدمتني دعوة العبادي للمؤسسة القضائية لاصلاح بنفسها بنفسها، قائلاً حسب وكالات الإعلام &:(أبلغنا القضاء باصلاح نفسه وهو قادر على ذلك).

& ان هكذا دعوة بحد ذاتها مؤشر واضح على ان العبادي بنفسه في واد ومشروعه الاصلاحي في واد آخر، وهذا الكلام ليس طعناً بالرجل او انتقاصاً من شأن رغبته وارادته بقدر ما هو تنبيه الى انه (أيضاً بدأ يعتمد على ما يكتب له مرؤوسيه ومستشاريه وهو يصدقهم تماماً).

& من المثير بل من الصدمة ان يذهب العبادي هذا المذهب في محاولته لاصلاح القضاء الذي ينخر الفساد في جسده كباقي مؤسسات الدولة العراقية (الدولة الفاشلة)، فهل ينتظر العبادي من بعض الفاسدين ان يتحولوا بين عشية وضحاها ومن خلال خطابه المنبري المتخم بالموعظة والارشاد الى ملائكة يمسحون الأرض من أدران فسادهم بأنفسهم ؟!

& وهل يغيب عن بال السيد العبادي بان الوعظ المنبري عبر كل العصور وفي كل المجتمعات لم يغير من الواقع على الأرض شيئاً ؟! إن كان قد غاب عن باله فعليه بقراءة التاريخ، وإن كان قد قرأ التاريخ فعليه أن يعيد قراءته بعقلية ورؤية نقدية، لا أن يرضى بمدونات التاريخ كمسلمات لاتقبل الجدل.

& في مقالاتي السابقة في هذه الصحيفة كان تركيزي على اصلاح القضاء، ورأيت وأرى انه لا اصلاحَ ينجح قبل ان يتم الشروع في اصلاح القضاء، أما ان ينتظر العبادي من القضاء ان يقوم باصلاح نفسه بنفسه فهذا شيء يثير الدهشة، ويثير العجب، ويضع العشرات من علامات الاستفهام، ويجعلنا كلنا نشكك في مشروعه الاصلاحي...لأن القضاء لن يقوم باصلاح نفسه بنفسه مهما كان الثمن ومهما كانت الدواعي والضرورات... ولكم نتمنى ان يهتم القضاة والمعنيين بالقضاء باصلاح جسد مؤسستهم بقدر مراعاتهم واصلاحهم اليومي لاجسادهم بالغذاء بالدواء والاستحمام كي يبقوا اصحاء الأجساد... فنحن الآن أمام إشكالية إصلاح النفوس والمؤسسات، وهذه مهمة جسيمة وبحاجة الى جهود كبيرة ووقت طويل... وباعتبار ان السيد العبادي شخصية عامة ومن حقنا توجيه اللوم والنقد له، أستميحه عذراً سلفاً لأقول له : مشروعكم الإصلاح يا سيادة رئيس مجلس الوزراء مثير للشفقة، وخطابكم الإعلامي لن يغير من الواقع شيئاً، ونتطلع الى ان تستشير يومياً نماذج وعينات مختبرية من كل الشرائح المجتمعية ومن كل موسسات الدولة، وتستمع اليهم، فحقيقة لا نتمنى لكم ان يأتي يوم ولسان حالكم هو لسان حال الشاعر بهاءالدين زهير حينما قال:

هبوني امرأً قد كنتُ بالبينِ جاهلاً... أما كان فيكم من هداني إلى الرشدِ ؟!

فيا سيادة الرئيس لا تنتظر من القضاء ان يقوم باصلاح نفسه بنفسه.
&

كاتب واعلامي كردي عراقي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عقلية الثأر تدير اللعبة .
نافع عقـراوي -

((مسبقا مع احترامي للأخوة الشيعة ومعتقداتهم ولكن على القول والتوضيح)) ...لنرجع الى الوراء ليست لأيام ولا لأشهر ولا لسنين محدودة ...الى قرون ...اربعة عشـر قرنــــــا ... نرجع الى يوم مقتل الإمام الحسين ...اليوم بعد كل هذا الدهـر وكل المتغيرات .... اضـافة الى ظهور علوم وحضارات ودول ودويلات وامبراطوريات زالت واندثرت وتغيرت عقول وظهرت عقليات لتنسف ((أوهام وادعاءات قديمة)) بحقائق مثبته ...لا زال البعض حامل سيفه وراكب الحصـان بمسيرة مليونيه في كل الفصول ويهتفون ((الثأر للحسين)) ...يبقى السؤال للعقلاء ((منهم)) هل لا زال القاتل حي يرزق ومتخفى كما اختفى آخــــر الأئمة للثأر منه ...قد يكون الأمر صحيحا بقدرة قادر ....ولكن لماذا قتل (( حبيب الله الحسين )) ولم يسعفه ربكم ....ولا زال القاتل حيا يرزق ...أم هنالك خطأ بالمعادلة انا لست بالقاتل والقاتل ليس بيننـــا ابدا ...والقتل (( كان )) سببه صراع على السلطة والتسلط بين ((الطامعين )) من كل الجماعات أنذلك .وليس من احد مسئول عن أطماع الاخرين .....لا اود الخوض بهذا الموضوع أكثر ولكن اود ان أوضح العقلية التي تدير خيوط اللعبة في العراق ....ايران اقسمت ان تثأر للعدوان الصدامي على ايران من الشعب العراقي ...بتسلط مجموعة (( مختارة بعناية )) من الفاسدين على مقاليد الحكم بالعراق ....تعي ايران جيدا لا يمكن استعمار بلدا اليوم ابدا ....ولكن تستطيع بمجموعة من الفاسقين وتجار الخردة في عالم السياسة من أبناء الطائفة الشيعية أن تسرق العراق وتدمر حضارته وعلومه وتعيد الى عهد الجهل والتخلف الى زمن على وعمــــــر ......انه الثأر التي تعود الفكر الشيعي على الايمان به ....(( العبادي )) هو جزء من المجموعة والعملية وكما ذكرت في تعليقات سـابقة .. اختير العبادي لدور امتصـاص الأزمات منهـا ازمة المالكي ...واليوم ازمة غضب الجماهير .... انه يجيد التصريحات ... وتقليم مصالح الأخرين وخاصة الخزينة شبه خاوية ...بحجة الإصلاح للبقاء على مصـالحهم ...خيوط لعبة الدمى الحاكمة في العراق بيد ((القوى الشيعية الإيرانية)) والرجل لا حول له ولا قوة ...حتى لو أراد ذلك شخصيا ...فسوف يكون انتحارا له .... المالكي كبير الفاسدين ...مستقوى بالقيادة الإيرانية العليــــا ...؟؟؟؟؟ هل من تفسير ؟؟؟.... نعم جزء من أموال الفسـاد ايام حكم المالكي ذهبت لدعم النظام السوري ولإيران بسبب الحصــ

الاستاذين ئاكريي وزاخويي
الخيام -

لا يزال الحقد الفارسي قائما لحد الساعة بحق الغزاة الذين انطلقوا من الجزيرة العربية ودمروا رموز الحضارة الفارسية وسبوا نساءهم بضمنهم بنات كسرى وقصو ا بالسيوف السجاجيد الفارسية الفاخرة ضمن اعمال النهب وعادو بهم بشرا و متاعا الى المدينة فهناك حقد قديم وموروث و ولولا تدارك الامام علي بن ابي طالب الامر في بنات كسرى لكان مصيرهن ستكونن جواري لدى احد الاعراب البدو وهناك الكثير من القصائد التي قيلت في بلاد فارس والذي يعبر عن الالم والحقد لما اّل اليه مصير الفرس وبناتهم وهناك بيت من فصيدة فارسية تقول.... ............. وكلب اصفهان يرتوي بالماء البارد !