هل تكون وثيقة لندن المسمار الاخير في نعش الائتلاف الوطني السوري؟
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
&
الهيئة العليا للمفاوضات و التي يعتبر الائتلاف الوطني السوري جسدها الرئيس قدمت في مؤتمر لندن لأصدقاء سوريا الذي انعقد في السابع من ايلول رؤيتها السياسية حول الحل في سوريا المستقبل من خلال وثيقة الاطار التنفيذي للعملية السياسية وفق بيان جنيف 2012 والتي عرفت بوثيقة لندن بمشاركة مجموعة " النواة الصلبة " من الداعمين للشعب السوري. و قد جاءت الوثيقة على النقيض في ما وصفه رئيس الهيئة رياض حجاب على انها جامعة وشاملة لعموم السوريين بمختلف انتماءاتهم لان ما ورد فقط في مقدمتها يفند ذلك، حيث جاء فيها " سوريا جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة و تمثل الثقافة العربية والإسلامية معيناً خصبا للانتاج الفكري والعلاقات الاجتماعية بين السوريين على اختلاف انتماءاتهم الاثنية و معتقداتهم الدينية حيث تنتمي اكثرية السوريين الى العروبة و تدين بالاسلام و رسالته السمحا التي تتميز بالوسطية و الاعتدال ".&سوريا ذات التنوع التاريخي والقومي والسياسي والثقافي و الديني و التي تعتبر الهيئات والمؤسسات القائمة للمعارضة الوجه التمثيلي لها الغت هذا الغنى التنوعي الحضاري و عبرت الوثيقة عن فكر وثقافة احادية ايديولوجية دينية متوازية مع سيطرة الأغلبية لتمثل جهة سياسية معينة وفكر شمولي يمهد لإعادة انتاج دكتاتورية جديدة باسماء اخرى وطغيان لون واحد جعلت ردود الفعل تاتي مباشرةً بعد اعلان الوثيقة حيث عبرت الأحزاب التركمانية والاشورية و الكردية و اطراف سياسية سورية اخرى عن رفضهم لها وبانها لن تلتزم بالبنود التي وردت فيها و هي عملية اقصائية لجميع المكونات السورية وتعكس عدا ذلك مدى قدرة الأجندات الاقليمية ورؤيتها السياسية حول سوريا ضمن هيئات المعارضة ومنها الائتلاف السوري.&
&ردة الفعل الاولى الرافضة جاءت من تركمان سوريا عبر بيانها في السابع من ايلول "... فإننا نعلن نحن ابناء المكون التركماني ممثلاً بالمجلس السوري التركماني و الاحزاب السياسية ورابطة شباب تركمان سوريا و جمعية تركمان سوريا اضافة إلى رابطة الاعلاميين و التشكيلات العسكرية لتركمان سوريا و ناشطي الثورة اننا:&نرفض بيان الهيئة العليا للمفاوضات و اعتبار كل ما ورد فيها يمثل الهيئة العليا فقط، ولاتلزم المكون التركماني جملة وتفصيلاً........ ".
&رغم انضمام ممثلين عن تلك المكونات في صفوف الائتلاف والهيئة العليا للتفاوض الا انه تم تجاهل حقوقهم بشكل واضح في بنود الرؤية السياسية للهيئة والتي تمت صياغتها في الرياض مسبقاً في الرياض دون الأخذ حتى براي بقية المكونات لتعمق الوثيقة حالة الشرخ القائمة سلفاً في سوريا معارضة وتنذر بنتائج عكسية وسلبيات على مستقبل سوريا وافاق الحل والتعايش السلمي و مفهوم الشراكة وفق رؤية اقصائية منذ الان. وقد عبرت المنظمة الاثورية الديمقراطية عن احتجاجها على مضمون وثيقة الهيئة العليا مباشرة بعد صدورها حيث اصدرت مذكرة احتجاج جاء فيها "...اننا في المنظمة الاثورية الديمقراطية في الوقت الذي ندين فيه وبشدة هذا الاجحاف الذي لحق بالمكون السرياني الاشوري و نحتج بقوة على تغييب ذكره والتنكر لحقوقه، فاننا نحمل مسؤولية هذا الخلل الفادح للهيئة العليا للمفاوضات و للقوى المنضوية في اطارها وخاصة الائتلاف الوطني....... ".وطالبت بتصحيح الوثيقة وتعديلها و الاقرار بالحقوق القومية للسريان الاشوريين في سوريا دستورياً.&
&وكان المجلس الوطني الكردي الذي يعتبر عضوا ضمن الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات قد قاطع حضور ( مؤتمر لندن لأصدقاء الشعب السوري) رداً على عدم اخذ الاعتبار بالمقترحات التي ارسلها إلى اجتماع الرياض الى رئيس الهيئة رياض حجاب وتجاهل ذلك بصورة اقصائية مما حدا بالمجلس الى اصدار بيان رفض لمخرجات وثقية الاطار التنفيذي للعملية السياسية في لندن وكذلك رفع مذكرة احتجاج الى الجهات الدولية راعية جنيف ومؤتمر لندن و الئ رئيس الهيئة والائتلاف الذي سبق ووقع اتفاقية مع المجلس الكردي منذ بداية تاسيسه على ضمان الحقوق القومية للشعب الكردي دستورياً. وعبر المجلس الوطني الكردي في رسالة غاضبة عن رفضه لرؤية الهيئة وعدم قبوله و التزامه بما جاء فيها، اضافة إلى ذلك فقد هدد بالبحث عن خيارات أخرى للكورد اذا لم يتم التعديل في بنود الرؤية السياسية بخصوص حقوق الشعب الكردي وبقية المكونات السورية حيث جاء في البيان ".... الوثيقة تلغي حقيقة التعدد القومي لاعتبارها سوريا جزء من الوطن العربي، وتلغي مساهمة المكونات الاخرى في بناء سوريا ويعتبر ذلك الغاء لثقافة المكونات السورية التي تفاعلت ايجابيا في الحضارة السورية على مدى الاف السنين، وان اعتماد الوثيقة اللغة العربية لغة رسمية وحيدة في البلاد يعتبر الغاء وتجاهلا للغة الكردية ولغات بقية المكونات وتتجاهل الاعتراف وضمان حقوق الشعب الكردي القومية واللغوية و الثقافية والسياسية دستورياً وفق العهود و المواثيق الدولية، وكذلك حقوق المكونات السورية الاخرى من سريان اشوريين و تركمان وسائر المكونات القومية السورية. فان اي تجاهل لمطالب الشعب الكردي يضع المجلس امام مسؤولية كبيرة تجاه شعبه و يضعه امام خيارات أخرى..... ".
&وكذلك فان المجلس الكردي يرى بان قرارات المكونات السورية يجب أن لا تتخذ وفق مبدأ الأغلبية بل عبر التوافق خاصة في هذه المرحلة، وان طرح اللامركزية الإدارية الذي ورد في بنود الوثيقة يعتبرها المجلس استنساخا لتجربة الادارة المحلية التي كان موجوداً من قبل النظام وهو بمثابة اعادة انتاج لذلك.&
&كافة الاطراف والقوى السياسية السورية تضع اللوم على الائتلاف السوري حول هذه الرؤية السياسية الاقصائية والتي تمهد لترسيخ واقع تقسيمي موجود على الارض لتاتي الوثيقة مكملة لها خاصة الائتلاف الذي وقع على اتفاقيات شراكة مع بقية المكونات وهذا ما زاد من قلق وشكوكهم حول مستقبل الائتلاف كاطار جامع ويضع البحث عن خيارات أخرى امام الجميع سيما وان الهيئة العليا للمفاوضات لم تحرك ساكناً في الرد على تلك المطالب وهي بذلك تتعامل بعقلية الأغلبية وفرضها دون الأخذ بعين الاعتبار نتائج ذلك في مستقبل سوريا وتؤكد نظرية التقسيم ممارسة الى جانب النظام وكذلك تبعد افاق الحل ومبدأ الشراكة ومصير المكونات والدولة السورية عبر رؤيتها السياسية تلك.&
&يذكر أن هناك توافقا بين قوى سياسية على الطرح الفيدرالي لسوريا وقد تبناه المجلس الوطني الكردي منذ بداية الثورة لانه النظام الاداري الاكثر ضماناً و حماية لحقوق الجميع وكذلك مخرجاً للحفاظ على الوحدة ومنع التقسيم ( تتقاطع رؤية الائتلاف والهيئة مع رؤية النظام حول تفسير الفيدرالية ويعتبرونها تقسيما لسوريا) ولكن وعلى ضوء ما قدمته الهيئة ومن ورائها الائتلاف من رؤية سياسية فانها تساهم عمليا في تفكيك سوريا و تجعل خروج بقية المكونات من تلك الاطر امرا واردا جداً ويمكن اعتباره بداية تفكيك للائتلاف السوري لاسيما ونحن نعلم بأن خطة الحل الامريكية - الروسية تتجه نحو عزل المعارضة المتطرفة حسب تصورهم و محاولة جمع النظام وبقية المعارضة المعتدلة في اطار حكم انتقالي ومجالس مشتركة وانتخابات فيما بعد وهذا ما سيلغي عمليا دور الائتلاف مستقبلاً ويضع بقاءه على المحك بعد صدور وثيقة لندن.&
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف