فضاء الرأي

بريطانيا ضائعة يراودها ندم على الخروج

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&ما نعرفه هو أننا لا نعرف شيئًا. هذا باختصار كل ما يمكن قوله بعد " البريكست" أو قرار بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي. كَثرت التحليلات وامتلأت صفحات الصحف ومواقع التواصل بالمقالات والصور المعبّرة والنكات. والحال إن ضياعًا سياسيًا واقتصاديًا يسيطر على العالم بأسره. &وثمة خوف كبير من تراجع إضافي في الأسواق ولا أحد يعلم ما يمكن أن يكون تأثير زلزال خروج الدولة العظمى من الاتحاد.بعض المسؤولين يشجع على خروج &بريطانيا في سرعة ، فيما آخرون يدعون للتروي وأخذ الحيطة تفاديًا لخطوات قد تزيد تقسيم الإتحاد الأوروبي. كثيرون يسعون إلى عرقلة عملية الخروج؛ اسكتلاندا وبعض رافضي فكرة مغادرة البيت الأزرق. كانت لافتة قبل أيام ممازحة رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أعضاء "حزب الاستقلال البريطاني" خلال اجتماع البرلمان الأوروبي لمناقشة خروج بريطانيا، إذ قال: "ماذا تفعلون هنا؟". &كلامه حمل لومًا وعتبًا وحزنًا وتلميحاً لاذعاً.فوق ذلك بدأت تكهّنات كثيرة &تظهر، حول احتمال عودة بريطانيا عن قرارها من خلال حلّ سياسي. وليس مستبعدًا ذلك، لا بل قد يعيد بريطانيا أكثر قوّةً داخل الاتحاد حيث لطالما كانت الرابح الأكبر. لكنّ كلّ ذلك يبقى في إطار التكهنات.إقتصاديًا تقول أوساط لـ"إيلاف" إن لا شكّ في سلبية انعكاسات الإستفتاء على المدى المنظور لكن إعادة الأمور إلى نصابها حتمية على المدى الطويل. الثقل الإقتصادي كبير لا سيّما على البنوك التي ستضطر إلى رفع فوائدها مع هبوط الجنيه الاسترليني، وإن لم يحصل ما حكي عنه من تعادل لقيمة الجنيه بالدولار الأميركي.ولا تخفي مصادر "إيلاف" الاقتصادية في فرنسا وبريطانيا أن مصارف كبيرة كانت تتحضّر لسيناريوهات متعددة بينها إمكانية انتقال مراكزها الرئيسية من لندن إلى مدن أخرى كجنيف ولوكسمبورغ وباريس وأمستردام وغيرها. وقد قرر بعضها &ذلك في الواقع، حتى أن عددًا من الشركات انتقل إلى فرانكفورت لخشيتها ممّا يمكن أن يحصل. وقد أثّرت هذه الضعضعة خصوصاً في ثقة المستهلك حين أن الشركات تحرص قدر المستطاع على تدارك الوضع الطارئ وتفادي الأسوأ. وتتابع المعلومات أن كثيرين في بريطانيا عمدوا إلى بيع عقاراتهم قبل فترة خشيةً ممّا يمكن أن يحدث بعد الاستفتاء، فيما كثيرون يسعون إلى تحقيق أرباح من خلال شراء عقارات في بريطانيا بأسعار قد تصل إلى أقلّ بـ٣٠٪ ممّا كانت عليه قبل الاستفتاء.حتّى أن عاملين في صناديق إدارة الثروات يعترفون بأنهم &لا يعرفون كيف يمكن أن تتبدّل الأمور، &وشركاتهم توضح لزبائنها أن ما يحصل حاليًا لا سابق له، وتداعياته مرتبطة بالتطورات السياسية في أوروبا.الأكيد أن سنوات من الضياع تنتظر القارة ودولها. ضياع كان ربّما يجب التحضير له أكثر بدل استبعاد فكرة المغادرة. وفي بريطانيا &كثيرون يضعون اللوم على &​من &صوّت مؤيداً فكرة الخروج. يقولون إن هؤلاء المؤيدين لم يدركوا خطورة الموضوع ربّما، أو أن داعمي الخروج عرفوا أن يسوّقوا جيّدًا لخطّتهم.&على "غوغل" تضاعفت أسئلة بريطانييين عن ماهيّة الإتحاد الأوروبي ومدى تأثير خروج بريطانيا منه، ولكن بعد الاستفتاء وفوات الأوان أيضاً.والمؤسف أن كثيرين اختصروا كلّ هذا الزلزال السياسي- الإقتصادي بمسألة المهاجرين إلى بريطانيا، متناسين أن مسألة الهجرة لا تنحصر في السوريين والأوروبيين الشرقيين والعراقيين والأفغان وسواهم. فالهجرة الحقيقية في بريطانيا هي من مستعمرات القرن الماضي، وقد استفاد البريطانيون منها إلى حد كبير.هذا كلّه لم يعد ينفع. ما يهمّ هو كيف ستخرج أوروبا من النفق. بدأنا نقرأ تعابير جديدة مثل​​Regrexit، أي الندم على الخروج، أو حتى &Breturn، أي عودة بريطانيا عن قرارها. فهل يستعيد العلم الأزرق نجمته؟ ما نعرفه أننا لا نعرف شيئًا.&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من يدري؟
غسان -

آخر ما توصل اليه الفكر الغربي، بعد جهود فكرية مضنية على مدى مئات سنين "التنوير"، هو المبدأ الديمقراطي القائل بأن "تفضيلات الأفراد ينبغي أخذها بالحسبان". البعض يستخف بهذا المبدأ وكأنه يملك حكمة الهية خارقة تؤهله للتنبؤ بالسياسات واستشراف نتائجها المتوخاة وغير المتوخاة على مدى عشرات السنين، وبالتالي يملك مؤهلات الغاء هذه التفضيلات الشخصية وازدرائها وابتكار قيم أفضل (أبو العرّيف حسب اللغة العامية!). من السهل ازدراء تفضيلات الأفراد (الأغلبية مثلاً)، لكن من الصعب ايجاد بديل أفضل. رغم ذلك، فان للمبدأ الديمقراطي عيوب عديدة أبرزها امكانية تقلب التفضيلات الفردية والتلاعب بها. هل هذا ما يحصل في المجتمع البريطاني، أم ان الاقلية تناور؟

الانسان يفكر
........... -

الانسان يفكر بطريقتين العقل اوالعاطفة البريطانيون بدأوا يكرهون تدفق الاجانب ولاسيما الاوربيين الشرقيين سابقا والعرب حاليا وهذا يشكل 70% من سبب مغادرتهم .

من قال لك ؟
فول على طول -

من قال لك أنها نادمة على الخروج ....؟ وما معنى بريطانيا ضائعة ... هل أصبحت بريطانيا مثل الصومال مثلا أو أفغانستان أو ليبيا أو مثيلاتهم ..؟ بريطانيا هى بريطانيا ...عالم أول ولها مكانة علمية واقتصادية وسياسية ...وبكل فخر هى تحترم ارادة شعبها الذى أراد الانفصال عن الاتحاد الاوربى ...شعب بريطانيا ليس مثل الأنعام فى بلداننا ....فهمت ؟ أتوقع نهاية الاتحاد الاوربى بسبب الهجرة الزاحفة والهمجية التى يحملها معهم المهاجرين الجدد ...الأمور واضحة لكمن يريد .

وحدة الشعوب
محمد الشعري -

وحدة الشعوب و إندماجها في دولة تساوي بين مواطنيها في التنمية الإقتصادية و الإجتماعية أساس جوهري من أسس التقدم و الإزدهار فضلا عن إستتباب الأمن و السلام. أتمنى أن يتعظ العرب من الأحداث الجارية حاليا في أوروبا و أن يحققوا وحدتهم طواعية إذا أرادوا ألا توحدهم الحركات الدينية المسلحة و غير المسلحة توحيدا قسريا في دولة الخلافة. إني ألاحظ يوميا بكل أسف شدة كراهية غالبية العلمانيين العرب الحاليين لكل ما قد يحقق الوحدة العربية. إنهم أحرار فيما يريدون لأنفسهم. لكن موقفهم هذا يساهم في زيادة شعبية الحركات الإسلامية المحاربة من أجل الخلافة. فالشعوب تقارن بين من يدعو لوحدة الشعوب من جهة و من يحرض على إنقسامها من جهة مقابلة. و إني كأي شخص من عامة الناس البسطاء أعتبر بناء على هذه المقارنة الإضطرارية أن الخلافة، رغم همجيتها و همجية الميتافيزيقيا كلها، قد تكون أقل ظلما و خرابا من بقاء العرب منقسمين و مرشحين لمزيد من الإنقسامات. إنها مفارقة حزينة و تعيسة جدا و لكنها ناتجة بالضرورة عن الموقف الإنعزالي و الغبي أشنع غباء لغالبية العلمانيين العرب الرافض للوحدة العربية جملة و تفصيلا. و لهذا السبب أرجو أن يستوعب العلمانيون العرب الدرس مما يحدث الآن في أوروبا و أن يبادروا بإنشاء ما يريدون من إئتلافات و منظمات حزبية تنسق برامجهم و ترتقي بنضالهم و تحررهم من الفساد الذي حكم عليهم بالفشل الذريع ، و الذي جعلهم طفيليات معادية للوحدة العربية، و الذي بالتالي قد جعل الشعوب تحتقرهم بإعتبارهم لاأخلاقيين و جعلها تفضل الإسلاميين عليهم تفضيلا لا يحقق سوى الحروب الأهلية أجيالا و عصورا. أمل أن يتعظ هؤلاء العلمانيون مما يحدث الآن في أوروبا و أن يساهموا في توحيد العرب في دولة ديموقراطية. هذا أملي رغم أنه مرفوض قطعيا من أوله إلى آخره من طرف أغلب هؤلاء العلمانيين اللوطيين الديوثين المدمنين. و لا جديد في هذا الرفض الصادر عن المصابين بإعاقة ذهنية جماعية ناتجة عن إدمانهم على التدخين و الخمر ، و ناتجة عما يشتهرون به من بذاءة و وقاحة ، و ناتجة عن عقدة اللواط و الدعارة المسيطرة عليهم. هذا أملي على كل حال. وهو أمل غالبية الناس البسطاء في كل الدول العربية و الإسلامية التواقين لوحدة الشعوب. و إني أتمنى أن تتطور الأمور سلميا قدر المستطاع.