فضاء الرأي

خطيئة ديفيد كاميرون وفشل الديمقراطية

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

&

الديمقراطية شكل من أشكال الممارسة السياسية وهي شكل قديم عُرف منذ الإغريق وتعني فيما تعنيه المشاركة الشعبية في صنع القرارات السياسية، وتعتبر أفضل الأسوأ في طريقة الحكم وممارسة السلطة كما يقول عنها بعض مفكري ومنظري العمل السياسي، كما أن لها مخاطر كبيرة لأن ما يفصل فيها بين الحكم الرشيد وحكم الغوغاء شعرة، وقد تجلت هذه الخطورة قديما في انهيار جمهورية أثينا الإغريقية وإعدام الفيلسوف الكبير سقراط لأنها تحولت من حكم رشيد في ممارسة السلطة بمسؤولية إلى ممارسة شعبية يتحكم فيها الغوغاء. وفي أيامنا هذه ظهرت غوغائية الديمقراطية في خسارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لمنصبه كرئيس للحكومة، وخروج بريطاني من تكتل أوربي سياسي واقتصادي يعتبر الثاني من حيث القوة السياسة والاقتصادية بعد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان لبريطانيا دور مؤثر وحاسم في قراراته.خطيئة كاميرون أنه قطع وعدا خلال حملته الانتخابية بأن يعرض مصير بريطانيا كعضو في الإتحاد الأوربي على استفتاء شعبي يقرر مكانة بريطانيا في الإتحاد، كان مقررا إجراء هذا الاستفتاء في عام 2017، وقد أستعجل كاميرون في إجراءه في هذا التوقيت لأسباب سياسية تتعلق بكاميرون على الصعيد الشخصي.&ويبدو لي أن هذا الوعد من سياسي محنك كديفيد كاميرون لم يكن هدفه تقرير مصير بريطانيا بصوت الشارع، إنما يريد به أن يكون تكتيكا انتخابيا على المستوى السياسي الداخلي، وورقة ضغط في مفاوضته في بروكسل مع قيادات أوربا على عضوية بريطانيا الذي يريده أن يكون متميزا ويمنح لندن قوة سياسية أفضل في إدارة الإتحاد الأوربي، ظنا منه أنه يملك القدرة السياسية والثقة الشعبية لإقناع البريطانيين بفوائد بقاء بريطانيا عضوا في الإتحاد الأوربي، لكن الوضع خرج عن سيطرته، فاقتراح رئيس الوزراء جعل الموضوع جدلياً في الأوساط الشعبية البريطانية ومنح معسكر الخروج مصداقية وجعل حججه الشعوبية أقوى في مخاطبة عاطفة الجماهير والتأثير فيها، فخسر ديفيد كاميرون الرهان وبالتالي منصبه المرموق وخسرت بريطانيا الموقع المؤثر في سياسات الإتحاد الأوربي من داخله.&سيكون لهذا الاستفتاء وخروج بريطانيا تبعات على مسرح السياسة الدولية والاقتصاد العالمي وعلى شكل أوربا في المستقبل. والمستفيد من هذا الخروج على المدى القصير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي سيكون الإتحاد الأوربي ضعيفا ومعرضا للتفكك في مواجهة روسيا بوتين والتي تعمل على استعادة الدور السوفيتي. وعلى المدى البعيد ستكون ألمانيا أكبر المستفيدين على الصعيد الأوربي والعالمي سياسيا واقتصاديا، حيث ستحقق بالسياسة والاقتصاد عبر الإتحاد الأوربي ما لم يستطع تحقيقه هتلر بالحرب. وستتحكم في الإتحاد الأوربي دون شغب بريطاني. هذا الامتعاض الروسي البريطاني من الإتحاد الأوربي، ربما سيدفعهما للتحالف على مضض من أجل إضعاف الإتحاد الأوربي أو تقويضه وحرمان ألمانيا من قوتها وهيمنتها الأوربية الصاعدة، كما تحالفا على مضض في الحرب العالمية الثانية ضد هتلر وألمانيا.الكاتب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عن أى غوغائية تتحدث ؟
فول على طول -

أوافقك أن الديمقراطية لا تأتى دائما بالأفضل وخاصة فى الدول المتخلفة العنصرية الطائفية المذهبية فهذا صحيح مائة بالمائة .....نعم فان الدول السابق ذكرها دول غوغائية وتستغل فيها الديمقراطية للمجئ بالأسوا تقريبا بناء على الدين والمذهب والطائفة ...ولكن هذا لا ينطبق على بريطانيا أو الدول المتقدمة ...الناخب الاوربى فاض بة الكيل من الهجرة الأخيرة بالذات الى اوربا ...لم يرى من المهاجرين وخاصة الجدد غير الارهاب والتخلف والبذاءات والتحرش ولا ينتظر منهم أى منفعة ...بالاضافة الى شعور الاوربى وكأنة غريب فى بلدة ...والعوامل الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة كل هذة العوامل بالتأكيد أدت وسوف تؤدى للمزيد من الانفصال بل تفكك الاتحاد الاوربى ...فرض حصة من المهاجرين - الغير مرغوب فيهم - على كل دولة من دول الاتحاد يجعل البلد غير مستقل ولا يملك حريتة فى الرفض ...وهذا هو السبب الرئيسى فى انفصال بريطانيا ...ولو أقيمت انتخابات فى كل دول الاتحاد أتوقع تفكك الاتحاد سريعا وهذة ليست غوغائية الديمقراطية بل عين العقل .....شعب يحب الحفاظ على بلدة من التلوث والتخلف والعنصرية الثقافة الى يجلبها معهم المهاجرون .

سؤال بريء
فول معصوم؟! -

ألست من المهاجرين الذين تزدريهم؟

أبو الديمقراطية
بروفسور فول -

اذا أسفرت العملية الديمقراطية عن نتائج ترضي تفضيلات البروفسور فول فهي ديمقراطية "جيدة"، واذا حدث العكس، فهي ديمقراطية "سيئة". هذه ليست ديمقراطية بل . مهزلة بالفعل.

الى شيخ أذكى اخوتة
فول على طول -

شيخ أذكى اخواتة : هل فهمت من تعليقى السابق أننى أزدرى المهاجرين ؟ وهل فهمت أننى أكرة الديمقراطية لو كانت على غير رغبتى ؟ أعتقد أنك ذكى جدا ..اذكى اخواتك ..بل خارق الذكاء ..وهذة مشكلة صعبة جدا لا أقدر على حلها ..حاول أن تستعين بصديق بس يفهم . الحقيقة أنا ذكرت الهمجية التى يتصرف بها بعض المهاجرين - مثل التحرش والسرقة والاغتصاب وعدم احترام القوانين الخ الخ - وهذة أشياء يعرفها الجميع وتكلمت عنها كل الميديا . وانتخابات بريطانيا هى من حق الشعب البريطانى سواء الانفصال عن اوربا أو البقاء ...هذا حق البريطانيين لكن انت كالعادة ذكى جدا وفهمت أشياء لا يفهمها أحد غيرك ...تحياتى يا ذكى ...اللهم أنعم عليك بالمزيد من الذكاء قادر يا كريم .