انقلاب فاشل أم أكشن أردوغاني؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سواء اتفقنا على أن ما حدث في تركيا هو انقلاب فاشل، أو اختلفنا حول نعته بالتمثيلية الأردوغانية الناجحة التي منحته الفرصة كاملة للتخلص من خصومه.. فإن ما حدث في تركيا لا يجب أن يمر مرور الكرام، في ظل التداعيات التي خلفها هذا الحدث.
فإذا كان هناك انقلاب بالفعل، وفشل قبل أن يكتمل ويحقق أهدافه، فإن هذا دليل على وجود انقسام داخل المؤسسة العسكرية التركية، خاصة وأن الذين تم القبض عليهم من قيادات وأفراد الجيش، ليسوا بالضرورة هم الذين يمثلون جميع من شارك في الانقلاب، الأمر الذي يشير إلى وجود عناصر وخلايا نائمة داخل الجيش التركي، ساهمت بشكل أو بآخر في هذا الانقلاب الفاشل، ولم تصل إليهم "مقصلة" أردوغان.. وهذا ينذر بأن الانقلاب على أردوغان وحزبه قد يتكرر على المدى البعيد..
أما أذا كان ما حدث في تركيا هو مجرد تمثيلية من بطولة وإخراج أردوغان، على الطريقة الهوليوودية أو البوليوودية، فإنها تمثلا الفرصة الكاملة له للتخلص من معارضيه وخصومه بالقانون، دون أن يتهمه أحد بالديكتاورية أو كبت الحريات أو الاعتداء على حقوق الإنسان، وهذا كله قد يتم بحجة الحفاظ على الدولة التركية من السقوط في الفوضى، وانهيار الكيان التركي عسكرياً وإقتصادياً، وهذا ما لا يتمناه المواطن التركي الذي يشعر بالانتعاش الاقتصادي وارتفاع مستوى معيشته خلال العصر الأردوغاني.. الأمر الذي يضع المواطن في صف النهوض بالدولة لا خرابها، وهنا يمكن لأردوغان أن يوجه سيفه لقلب الديمقراطية التي كان يتشدق بها، ويجهز عليها حتى يتمكن بالتالي من الإجهاز على كل خصومه..!
عموماً، لا أحد يتمنى سقوط الدولة التركية، خاصة في ظل تساقط دول عدة في الشرق الأوسط، وانتشار الفوضى الخلاقة بها، وسيطرة الإرهابيين على مقاليد الأمور بها، فالمنطقة لن تتحمل سقوط دولة بحجم تركيا في مثل هذا التوقيت، إلا إذا كان الغرب في أوروبا وأمريكا يضع تركيا على قائمة السقوط ضمن الدول التي يجب أن تنتهي وفق مخطط الخريف العربي، الذي وضع المنطقة برمتها في مرمى الفوضى.. فالدول التي لم تسقط تعاني من ويلات الإرهاب، والدول التي سقطت تئن من الطائفية والقتل والتفجيرات اليومية والانقسام المذل على مستؤي الحدود والمواطنين..
فتركيا كدولة تمتلك سادس جيش على مستوى العالم، وكدولة بها الأغلبية من شعبها من المسلمين، لا أحد عاقل يتمنى لها السقوط، ولا أحد عربي مسلم يتمنى لها الفوضى، بغض النظر عن علمانيتها التي لا تروق للكثيرين،..
فالغليان الذي يعم منطقتنا لا يتحمل سقوط مثل هكذا دولة، وإلا سنرى الإرهاب وهو يتمدد أكثر وأكر داخلها وخارجها أيضاً، وقد تكن الدول الأوروبية هي أول من تجني ويلاته، وجنونه اللا بشري..!
كل هذا لا يمنع الاعتراف بأن الدولة التركية أصبحت في خطر، فهي تعاني من الإرهاب الذي يقوده الأكراد، في محاولة للانفصال وقيام دولة مستقلة، كما أنها متهمة بدعم تنظيم داعش، وحصولها على البترول الذي يسرقه التنظيم من العراق وسوريا، وبيعه لدول الغرب، في نفس الوقت لن تسلم تركيا من الانقسام الداخلي الذي أصاب المؤسسة العسكرية بالشرخ، الأمر الذي يهدد عرش أردوغان طوال الفترة القادمة، في ظل قوة شوكة أحزاب المعارضة التي يمكنها أن توافق على وضع يدها في يد الراعين لهذا الانقلاب الفاشل، لعل وعسى يعيدون الكرّة في سبيل التخلص منه ولو بالقوة، وفي هذه الحالة لن يتمكن الشعب التركي من حماية آردوغان وحزبه من السقوط..
في العموم، ما حدث في تركيا لاينبئ بخير، فقد يتطور الموقف ويسود العنف والتقاتل بين مؤيدي أردوغان وبقايا الانقلابيين، وكل ما نخشاه أن تعم الفوضى البلاد، خاصة وأنها لم تتجاوز أو تتعافى من الموجة الإرهابية التي تتعرض لها خلال الشهور الفائتة، وتضربها بين الحين والآخر.. الأمر الذي يجعل من ديكتاورية أردوغان، في سبيل ضبط إيقاع الوطن بالقوة، &"القشة التي يمكنها أن تقسم ظهر تركيا&".
&
كاتب صحفي
sultanhajaar27@gmai.com
التعليقات
حرس ثوري تركي
mustafa kamal -تقوم عناصر مقنّعة موالية لأردوغان باعتقال افراد من الجيش التركي بصورة أذلالية وتقوم بأبقاء عدد منهم بملابسهم الداخلية فقط ما يحط بهيبة الجيش التركي الى درك مخز وهو الجيش الاقوى في الشرق الاوسط وهو الباني بقيادة اتاتورك لدولة تركيا والحامي لمسيرتها العلمانية منذ تاسيسها . والعلمانية التركية _ رغم وطأة المؤسسة العسكرية عليها - هي التي اتاحت لحزب العدالة والتنمية اعتلاء السلطة من خلال صناديق الاقتراع . وقد غضت قيادات الجيش التركي النظر عن سعي اردوغان لتقليص هيمنة المؤسسة العسكرية ما دام هدفه تعزيز الوجه المدني للدولة التركية و ما دامت هيبته مصانة وربما شاءت ارادة المؤسسة العسكرية التكفير عن ارث الانقلابات الدموية التي قام بها بعض من قيادييها في ستينات وسبعينات وثمانينات القرن العشرين . لكن مسار التعاطي مع الجيش التركي كما يخوضه اردوغان ومحازبوه الآن ينبئ برغبة الاخير بافراغه والى حد بعيد من أي نفوذ واستبداله بقوى جديدة نافذة من عناصر الشرطة وغوغاء المحازبين ما يوصل تركيا الى حالة مشابهة للنظام الايراني في مؤسستي الحرس الثوري والباسيج . وليس معلوما حتى الآن ما ستكون عليه ردة فعل المؤسسة العسكرية التركية على المنحى الخطير الذي تتعرض له وبخاصة اذا اعيد العمل بقانون الاعدام . وفي جميع الاحوال الشهور القليلة القادمة كفيلة بتظهير مآلات الانقلاب المدني الاردوغاني على الانقلاب العسكري .
انقلاب السيسي
مثقف عبد البيادة -كان انقلاب السيسي ونتائجه الكارثية على كل صعيد هو الذي أنقذ تركيا. من الانقلاب الأخير في مصر فقد تعلم منه الأتراك عواقب الانقلابات الأميركية في عصر الثورة المضادة - -
تعليق رائع
جمال -مختصر ..ومفيد..تحية عالية
الانقلابات كلها فاشلة
ولو نجحت -انقلاب تركيا فشل فى الوصول للحكم.. وانقلاب مصر فشل فى الحكم.. الانقلابات العسكرية كلها فاشلة حتى لو نجحت!
الداعشيون
متروكة -الداعشيون هم صفوة الاخوان المسلمون
عملاء
abdalzahra -سلطان الحجار : (فالغليان الذي يعم منطقتنا لا يتحمل سقوط مثل هكذا دولة، وإلا سنرى الإرهاب وهو يتمدد أكثر وأكر داخلها وخارجها أيضاً، وقد تكن الدول الأوروبية هي أول من تجني ويلاته، وجنونه اللا بشري..! )- راَيي فاشي و تفكير دكتاتوري. ما هي خصوصية وامتيازات تركيا الكمالية؟ اتمنى ان يحترق اخضر و يابس في تركيا الفاشية. ما هي دور تركيا في المنطقة غير جلب الويلات لشعوبها و دول المنطقة.