فضاء الرأي

حمى الاجتثاث في عراق الفساد والطائفية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في العراق، الذي بلغ فيه الفساد مداه وعلى كل المستويات والهويات المذهبية يهدمون بيت احد رموز النزاهة والوطنية... ساسون حسقيل. وسبق لنا ذكر اسمه مرارا حين كان وزيرا للمالية في العشرينات وبداية الثلاثينات وكان من صرامة التدقيق المالي ان كان يحاسب الديوان الملكي نفسه على مصاريفه.

كما ساهم في المفاوضات التي أثبتت عائدية الموصل للعراق في وجه المطالب التركية. وساسون حسقيل هو احد الشخصيات الوطنية العراقية اليهودية مع شخصيات أخرى ممن ساهموا في مختلف مناحي حياة العراق الحديث وإلى عام 1950 وهو عام اسقاط الجنسية عن اليهود.

لقد ساهمت الطائفة اليهودية في العراق شأنها شأن الطائفة المسيحية بنشاط في تطور العراق الحديث جنبا لجنب مع إخوانهم المسلمين. وحين كان العراق بمثابة برج بابل للقوميات والأديان والمذاهب المتعايشة والمتأخية.

إن هذه الطائفة التي سبق ان اجتث ابطال الكراهية الدينية آثارها الدينية قدمت نماذج رائعة في الاقتصاد والتجارة ودوائر الدولة والتعليم والأدب والسياسة والطب والموسيقى الخ. ظهر منهم القانوني الشهير داود سمرة عضو محكمة التمييز وفي الأدب والصحافة مير بصري وسمير نقاش، ونعيم قطان ونسيم رجوان ومراد العماري وأنور شاؤول وسامي موريه وشمعون بلاص وآخرون. وكان الموسيقيون اليهود من أمثال صالح الكويتي في المقدمة ولا ننسى أغاني سليمة مراد. وكان عوبيديا عالما للرياضيات ذا سمعة دولية. وفي السياسة يوسف زلخا ويهودا صديق وساسون حسقيل وشالوم درويش وغيرهم إلى جنب أعضاء في مجلس الأعيان. وأنشأ يهود العراق اول مدرسة حديثىة هي الاليانس 1865 وازداد عدد مدارسهم بعد العشرينات فضلا عن دخول المئات والمئات من الطلبة اليهود في المدارس والكليات الحكومية. وأذكر ان صفنا في كلية دار المعلمين العالية بين 1943 و47 كان يتألف من أربعة طلبة يهود وطالبين مسيحيين واثنين مسلمين بينهم 3 طالبات. وبرز اليهود في التجارة أيضا وشغلوا مناصب هامة في غرفة التجارة. لا يسع المجال هنا لمزيد من التفصيل عن مساهمة الطائفة اليهودية التي كانت أيضا تشارك في الخدمة العسكرية. إن الطائفيين الاجتثاثيين يهدمون ويجتثون آثارا يهودية ومسيحية من موقع الكراهية الدينية ورفض الآخر. ولا يمكن تبرير هذه السياسات والممارسات بخدمة القضية الفلسطينية التي لا تحتاج الى مزيد من المتاجرة العمياء بها. إن تدمير الأماكن الدالة على تاريخ وطني، بغض النظر عن القوميات والأديان والمذاهب، لهو اعتداء على تاريخ البلد نفسه.&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لاشأن للحكومة بذلك
رعد محمد سليماني -

السلام عليكم عندنا في العراق الجديد صلاحيات للدوائر والوزارات دون اللجوء الى رئيس الحكومة الطائفي كما تزعم .وامانة بغداد الان ترأسها السيدة ذكرى علوش ، وهي من الطائفة السنية المحترمة المعتدلة ، واجراءها بهدم بيت ساسون حسقيل اتخذته دون تلقي اي امر من اي طائفي بالحكومة كما تزعم .تحياتي