فضاء الرأي

هل يستحق الشعب العراقي النظام الديمقراطي؟

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نظام الحكم الديمقراطي الذي جاء به الأمريكان للعراق بعد إسقاطهم للدكتاتورية يُصنف على إنه من أرقى أنظمة الحكم في العالم، فهو نظام معمول به في الكثير من الدول المتقدمة، حيث يقوم على مجموعة من الأسس والأركان التي تعتبر مفاتيح مهمة لإدارة مفاصل دولة بمهنية عالية وتحقيق مستوى متقدم من العدالة الإجتماعية بين مواطنيها، وأهم أسس هذا النظام هو : الفصل بين السلطات، تحديد الصلاحيات، دستور ثابت، هيئات مستقلة، تعددية حزبية، صحافة حرة، إنتخابات نزيهة، وضمان حقوق المرأة والطفل، ولذلك فلا يمكن بأي حال من الأحوال إسقاط المشاكل المتفاقمة التي يعاني منها العراق اليوم وتحميلها على هذا النظام وقيمه ومفاهيمه السامية الحافظة لكرامة البشر، حيث نلاحظ بعض الدعوات التي تصدر من هنا وهناك والتي تعمل على تأجيج الرأي العام ضد صيغة الحكم هذه وتَدعوا العامة والغَوغاء وما أكثرهم في العراق الى رفض هذا النظام جملة وتفصيلآ والعودة الى الحكم الرئاسي كما يُصرحون، والحكم الرئاسي بنظر هؤلاء هو بالتأكيد ليس على الطريقة الفرنسية بل عودة وإشتياق الى سنيين العبودية والعصى البعثية الغليظة، نسى هؤلاء أو تناسوا إن السبب الرئيسي لتلك المشاكل َيكمن في القائمين على هذا النظام فأغلب الذين يَتَحكمون اليوم بالمشهد السياسي العراقي هم نتاج أيدلوجيا ظلامية منغلقة لا يُمكنهم التخلي عنها أو تجاوزها، فَبعض هؤلاء إسلامي راديكالي تكبله نصوص وأحاديث لا يستطيع التملص منها أو الخروج عليها، والبعض الآخر تُحركه عَصَبية قومية أو عشائرية هي رصيده وسعة أُفُقِه وأقصى ما يمكن في مستوى تفكيره، علاوة على إن الديمقراطية التي تطبق في العراق الآن تفتقد لوجود الأرضية والقاعدة الشعبية المهيئة لإستيعاب مفاهيم وبنود وأحكام مثل هكذا نظام حُر ظَهَرَ بعد مَخاضات عَسيرة لأمم عَظيمة ناضَلت وكافَحت للوصول الى تلك الصيغ العادلة المتوازنة في الحكم والتي إبتعدت كثيرآ عن ما كان متوارث من أنظمة إستبدادية في قرون أوربا الوسطى، يُضاف الى كل ذلك إن العراق والمنطقة العربية عامة تَفَتقر في الغالب ومنذُ أزمان بعيدة الى الأحزاب المدنية وغياب واضح للطبقة الوسطى العاملة والمحركة، ولا وجود حقيقي فيها لثقافة قانونية ودستورية.

خطأ الأميركان الأبرز كان في تَجاهلهم لطبيعة الشَعب العراقي، عندما ظنوا إن هذا الشعب بمجرد أن يسقط نظامه الإستبدادي ذو الحزب الواحد والطائفة الواحدة فأنه سوف يَصون تجربته الجديدة ويحرص عليها سيما وإنها تجربة مختلفة في الحكم أساسها التعددية والتبادل السلمي للسلطة عن طريق صناديق الإنتخابات حاله كحال الشعوب الأخرى التي دخلوا معها في تجارب نتيجة لحروب خاضوها ضد أنظمتها، كاليابان وألمانيا مثالآ، فبمجرد أن سقطت أنظمة تلك البلدان عَمدت الولايات المتحدة مع حلفاءها الى العمل السريع والمتواصل لتأهيل تلك البلدان حيث إستوعبت شعوبها دروس الحروب وقَسوتها، فَتفاعلت نُخبهم السياسية والفكرية، والطبقة المثقفة، وصفوة المجتمع، حتى رجال الدين مع المتغيرات الجديدة وحثوا أتباعهم على مُسايرة الواقع الجديد والتكيف معه، فالحكمة تقتضي أن تُحافظ على ما تَبقى من شعب وتُراث وثَرَوات وتأريخ وأرض بدل أن تفقد كل شيئ، لقد قَلَبت تلك الشعوب نكباتها الى إنتصارات في باقي مجالات الحياة، وسخرت القوة المحتلة لصالحها لِتَكون عُنصر مُساعد على النهوض واللِحاق بِركب الحضارة بَدل التقوقع والتمترس خَلف شِعارات جوفاء فارغة لا تُقدم حلولآ عملية، وطلب ثارات وعِناد أحمق لا يُوَلد إلا الفُقر والفاقة والتَخلف والجَهل والتشرذم والتمزق كما حصل ولا زال في الحالة العراقية.

لقد أصبح من شبه المؤكد وبعد مرور أكثر من ثلاثة عشر عامآ على إسقاط أعتى الأنظمة الشمولية وحشية في العالم إن شعب العراق بغالبيته لا يستحق هذه التجربة، فقد حاربها وألتف على بنودها وأسسها وَمفاهيمها،وُحَوَل فُسحة الحُرية فيها الى بوابات للفساد بكل أشكاله وتفرعاته، وأستغل مفردة حقوق الإنسان لِيَنفذ منها القتلة والإرهابيين وسُراق المال العام،وفي كل بند وركن من أركان هذا النظام الديمقراطي كانت هناك فيه للعراقيين بصمة للإساءة وسوءآ للتطبيق.


&haidar_muften@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النظام الامريكي افضل؟؟؟
صوت الحق -

وما العيب في النظام الامريكي؟؟؟اختلف معك في ان النظام البرلماني هو افضل النظم بل هو اسوء نظام ديمقراطي وخاصة في الدول التي فيها اقليات لانه سيتحول غصباً الى نظام توافقي اي محاولة ارضاء جميع الاطراف وانعدام المعارضة الحقيقية . كان الاجدر بالامريكان ان يجلبوا نظامهم الذي جعلهم اعظم دولة في التاريخ في وقت قياسي لا نظام شيلني واشيلك الذي دمر العراق ولكن العراقيون ادركوا حجم هذه المصيبة وسيغيرون نظامهم الفاشل ودستورهم قريباً...

تتحدث وكأنك لست عراقياً
عراقي يكره المغول -

يا أستاذ لماذا لاتقل الحقيقة وتجري وراء بنت عمتها؟ كلّ مَن على وجه البسيطة عَرِفَ مقاصدَ الأمريكان في العراق وذلك من اليوم الأول الذي أعلنوا فيه أنهم محتلّون وليس محرِّرون، ذلك اليوم الذي لم تتركز قواتهم وعنايهم إلا على وزاتي الدفاع والنفط وتركوا باقي الوزارات ومؤسسات الدولة والمصانع والمتاحف عرضة لنهب اللصوص ليس العراقيين منهم فقط وإنما الأكراد وسائر لصوص الأرض الذين تسللوا إلى العراق لغرض النهب والسلب حيث سهّل عليهم التحالف ذلك من خلال قضائه على القوات العراقية مما جعل حدود العراق سائبة ليعيث كل من هب ودب فساداً في هذا البلد المنكوب. ثم عن أيّ دستورٍ تتحدث جنابك؟ وكيف تقارنه بدساتير الدول المتقدمة وقد كتبه شلة من الانتهازيين والجهلة والعملاء برعاية المندوب الأمريكي الحاكم بأمره والصهيوني بامتياز (بريمر) الذي أعاد العراق إلى وضع أسوأ بكثير حنى من عهد الانتداب البريطاني؟ ماذا تقول يا سيد؟ هل يجوز لك وعلى أي أساس علمي ومنطقي وإنساني ووطني أن تطلق على دستور يقرّ تقسيم العراق ونظام محاصصة كرّس العنصرية والطائفية والتناحر واستئثار ثلة من شذاذ الآفاق بسلطة وثروة الشعب أن تطلق عليهما أسساً ديمقراطية؟ بل كيف تتطاول على الشعب العراقي وتتهمه بأنه هو من فعل كل ذلك وكان الأجدر بك لو كنتَ عراقياً أصيلاً لوقفت معه لا أن تؤنبه وتشمت به في مصائب ونوائب وقعت عليه من تحت رأس هذا التحالف الغربي الصهيوني وعملائه الذين لازالوا دائبين على قتل أبنائه وتشريدهم وتدمير وتفتيت بلدهم. أقول لك يا أستاذ بل أصحح لك معلومة؛ لو كنتَ جنابك سمعتَ بعض العراقيين يحنّون حتى لعهد المَلَكية على علاّته فلأن ديمقراطية بوش الإبن المعروف بصليبيته كَرَّهَتهم حتى اسم الديمقراطية لما فعلته ديمقراطيته بهم هذه التي تتغنى بها جنابك!!!

نعم يستحق
psdk -

نعم يستحق الشعب العراقي الديمقراطية والحرية ، لان العراقي ، صعب المراس ولا تستطيع اية قوة دكتاتورية وتسلطية وقميعة ان توقف حري الراي والفكر لديه ، ولو عدت ايها الكاتب ، العراقي الى الوراء ، زمن البعث والطاغية ، لقد استعملوا كافة انواع القمع والبطش والتصفية والقتل والتهجير ، لم يستطيعوا ايقاف عجلة التحرر في الفكر، وكان العراقيون يختلسون الكلام في مجالسهم الخاصة ، ويتداولون افكارهم بكل حرية ، غير مبالين ، وعند السقوط ، ظهرت على السطح وطافت حرية الفكر التي كانت مكبوته... ولا يعني ان تسلط الفاسددين على السلطه والارهاب ووجود مجرمين في بعض المراكز ، ان عجلة الحرية والديمقراطية ستتوقف او تنهار لا بل بالعكس ، بدأت اوكلها تقوى في محاربة الارهاب والفساد في آن واحد وستسير الى الامام ولا يمكن لاحد ان يوقفها ، والدليل عدد الصحف والمجلات اليومية والاسبوعية والدورية ومحطات التلفزة والاذاعة ، التي تساهم في كشف المستور من الفاسدين والارهابيين والمتعاونين معهم ومن يمولهم ويمدهم بالسلا ح ... لذلك يعمل اعداء العراق، من الاشقاء والجيران وغيرهم ، على افشال التجربة الديمقراطية ، من خلال دعم الارهاب ورجال الفساد الاداري ويمولون حملاتهم ويشترون ذممهم ، والدليل الاجتماعات الطائفية والارهابيه في مدن عمان واستانبول ودبي والدوحة والرياض وبيروت وغيرها لتشويه الصورة الحقيقية التي ظهر بها الشعب العراقي في حرية الانتقاد والتعبير وسوف لن تتوقف ، وسيتواصل سقوط الارهاب مع الرؤوس العفنة من الفاسدين تباعا ولو تاخذ وقتا ، ومعروف صبر العراقيين طويل ....ومن صبر ظفر

مقال رائع
shiren -

مقال رائع للكاتب المبدع حيدر مفتن ونتمنى منه المزيد والاستمرار بمقالاته التي تمثل الواقع وبالتوفيق ان شاء الله

هل يستحق الشعب العراقي ال
Rizgar -

هل يستحق الشعب العراقي النظام الديمقراطي؟ : NO

يقول احد الامثال الشعبية.
Rizgar -

يقول احد الامثال الشعبية..حاكم طاغية ولا رعية فاسدة

هناك أكثر من اختيارين
أبو جمال -

عندما تكون المنطلقات/الفرضيات خاطئة تكون الاستنتاجات بالضرورة خاطئة؛ فالاستنتاجات الواردة في المقال تقوم على أساس أن "نظام الحكم الديموقراطي الذي جاء به الأمريكان..."، فمتى كان الأمريكان يصدرون الديموقراطية؟! إن التاريخ المعاصر غني بالأمثلة التي تؤكد العكس في مختلف بقاع العالم من خلال دعم الأنظمة الديكتاتورية في مواجهة المعارضة الديموقراطية بالسلاح والبروباغاندا والعمل المخابراتي والتصفية الجسدية لقادة ورموز المعارضة (اغتيال سلفادور أليندي بالشيلي على سبيل المثال وليس الحصر)؛ ثم كيف يُعقل أن يُطلب/يُنتظر من الدولة الأمريكية التي تمثل مصالح الشركات العابرة للقارات وبالتالي تدافع عنها، أن تعمل على تصدير الديموقراطية إلى بلدان الجنوب(العالم الثالث)، عِلماً أن "مصالح" تلك الشركات تقوم على أساس استغلال خيرات تلك الشعوب بتواطؤ مع الأنظمة الاستبدادية الحليفة لأمريكا؟! ألا تعني الديموقراطية تقرير الشعوب لمصيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي مما يعني استغلال خيرات بلدانها لصالح شعوبها وعدم السماح للقوى الاستعمارية والامبريالية بنهبها؟! إن ما قامت أمريكا بعد غزوها العراق وتنصيب حاكمها الفعلي للبلاد "بول بريمر" أقامت أسس نظام طائفي لا علاقة له بالديموقراطية يقوم على أساس المحاصصة بهدف خلق أجواء التوتر والصراع بين مختلف مكونات الشعب العراقي تمهيدا لإشعال حروب أهلية طائفية في العراق وبلدان المنطقة، وهو ما نجحت في الوصول إليه، وبئس النجاح. هناك منطق ينبني على ثنائية "إما أبيض أو أسود" علما على أن عدد الألوان يكاد لا يعد أو يحصى، وفي هذا الإطار هناك من يحصر الإختيار بين نظام صدام حسين الذي لم يسبق أن ادعى تبني الديموقراطية وحقوق الإنسان، والهيمنة الامبريالية الأمريكية وما نتج عنها، وبالتالي تصنيف المواقف إما مع صدام أو أمريكا!!!

وجهة نظر
Rizgar -

وجهة نظر : لماذا منع الاوربيون الافكار النازية والا حزاب النازية بعد ١٩٤٥ ؟ ثانيا , اتفق معك في بعظ النقاط ,تدخل امريكا مباشرة او بصورة غير مباشرة في اكثرية بلدان امريكا اللا تينية ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة , هل هناك دكتاتوريات في امريكا الجنوبية ؟ اكثرية بلدان امريكا اللا تينية على سكك الد يمقراطية وظاهرة التعذيب والقتل والاغتيا لات اصبحت جزء من التاريخ , مع العلم اكثرية بلدان امريكا اللا تينية بلدان فقيرة ويواجهون تحديات اقتصادية كبيرة. لماذا نجحت قارة كبيرة خلال ٣٠ سنة الاخيرة في الطريق الى السلام الاجتماعي و حل المشاكل و تعميق الد يمقراطيات الجديدة ؟ بينما التحول معاكسا في العالم العربي؟ الم يتدخل امريكا في امريكا الجنوبية ايظا ؟؟؟ لماذا المنظمات الفاشية العربية في كل زاوية ؟

و نقطة التجنب
Rizgar -

و نقطة التجنب , طبعا تقريبا كل العرب يتجنبون مواجهة الحقيقة التاريخية في سياسة تاسيس هذه البلدان ...وفرض اللغة العربية من قبل الا نكليز حقدا بالا تراك واللغة العصمانلية التى كانت سائدة خلال ٥٥٠ سنة الا خيرة . لماذا انقسم سوريا ولبنان ؟ لماذ تحرر السودان من المصر ؟ لماذا ليبيا منقسم تماما ؟ ولا اتحدث عن اليمن السعيد .لماذا وقع العراق معاهدة سعد آباد ١٩٣٧ ؟ ( معاهدة عرقية ضد شعب اخر ) . لماذا وقع العراق المعاهدة الانكلو العراقية ١٩٣٠ ؟ ثم تغير و update المعادة ١٩٣٢ ؟ كيف ولماذا ؟ لماذا تم عقد معاهدة Portsmouth ١٩٤٨ ؟ وهل نجح العراق العربي في تعريب اراضي الاخرين بالرغم من الهمجية القصوى والعنف اللا محدود ؟ وحلف السنتو ١٩٥٥ وحلف بغداد ١٩٥٢ !!! واتفاقية الجزائر ١٩٧٥ من اجل تعريب وانفال كوردستان العراق ٨٠ سنة من المعاهدات واحلا ف واحلام وعسكر وقتل وتعذيب وابادة ....من اجل تحيق بعض الاحلام العرقية !!!! ايا بؤ ساء .كما يقول الكاتب السويدي August Strindberg : شفقي على الانسانية .

نحتاج حكم رشيد
علي البصري -

لاينفع النظام الدكتاتوري الفردي ولاتنفع الديمقراطية لشعب ناقص الثقافة تتاجج به الصراع الطائفي والذي اساسه صراع منافع واستحواذ ،العراقيين شعب صعب الحكم يحتاجون حكم رشيد (حازم وحكيم) يجب القضاء على الفساد الذي اتفق كل العراقيين على استاصاله مع كل الوجوه السياسية الفاشلة والفاسدة وتحطيم الارهاب واجنحته السياسية وتطوير الادارة المحلية والذاتية وتشجيع اللامركزية وابعاد التدخل الخارجي فهو سبب رئيسي في تمزق البلد.،القيادة الكردية احسن من حكومة بغداد وناجحة في ادارة الافليم رغم بعض الاخفاق ولكنها افضل مقارنة بحكومة بغداد الفاشلة التي يقودها الشيعة فلم تنفع الشيعة ولا غيرهم !!!

تعليق
بسبوسة -

يقول المثل: بالكباب وحده يعيش الأكراد.

تعليق آخر رقم 11
Hamorabi1 -

ويقول مثل آخر: بالرقص الشرقي وحده تعيش بسبوسة- شالوم شالوم

ويعرف جيداً أنه يخسر
(1400) -

عندما يدب الخلاف بين جهتين على عائدية أرض ما, سرعان ما يأتي كل جهة بما لديه من وثائق ومستمسكات تاريخية, ليثبت أحقيته لهذه الأرض المختلف على عائديتها, إذا كان أحد الطرفين لا يملك وثيقة تاريخية أو قانونية يثبت بها ملكيته لتلك الأرض, أو تؤكد تلك الوثائق التاريخية أنه غير قادم إلى هذه البلاد من خارج حدودها, ويعرف جيداً أنه يخسر القضية إذا وضعت الوثائق والمستمسكات على الطاولة, فلذا يلجأ إلى شغل البلطجة ولعبة الثلاث ورقات. للأسف الشديد, هذا ما قامت بها الجحافل العربية بعد احتلالها لأرض الرافدين باسم الفتوحات الإسلامية, واستيطانها فيها رغماً عن إرادة شعبها. ومن ثم, كلما سنحت لها الفرصة للاستيلاء على أجزاء من البلد وقضم أراضي أصحابها الأصليين, سرعان ما تبدأ باضطهاد وقتل ساكنيها, أو تقوم بتهجيرهم من أرض آبائهم وأجدادهم وترميهم خارج حدود وطنهم. تماماً كما فعلوا مع اليهود العراقيين الذين جاء بهم الآشوريون في القرن السابع قبل الميلاد إلى العراق وكوردستان, بينما العرب استوطنوا العراق في القرن السابع الميلادي : أن الفرق الزمني بين استيطانهما في العراق, (1400) سنة سبق فيها اليهود العرب بالمجيء إلى العراق. ألا أن العرب, كما أسلفت, بعد أن استقروا في بلاد الرافدين بدأوا بقمع الآخرين والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم عنوة, لأنهم جبلوا على الإجرام عندما كانوا في الحجاز, قبل أن يأتوا إلى العراق ويحتلوه بحد السيف. وبعد أن صفوا اليهود نهائياً بالقتل أو التهجير ونهبوا ممتلكاتهم, حتى أن أعمالهم المقززة هذه صارت مثلاً يضرب" لماذا تستولي على مالي بالقوة هل هو مال يهودي

ملاحظة
كريم الكعبي -

السيد الكاتب اغطى البغد الاكبر للامريكان في صياغة الدستور الغراقي ، والحقيقة أن جميغ طوائف الشغب الغراقي هي كتبت بنود الدستور ، أود ان اذكرك بأن المرجغية الشيغية في النجف الاشرف كان لها الدور الاكبر في حث الساسة الغراقيين غلى كتابة دستور لهم وبالسرغة الممكنة ليسد الطريق غلى الامريكان ،وبالخصوص غلى افكار بول برايمر، الذي كان ان يطمح بكتابة دستور من قبل اشخاص مسيرين من قبل الادارة الامريكية ، في ولاية الجغفري الاولى ذهب الى النجف الاشرف وبدأ يتحدث غن انجازات حكومته أمام المرجغ السيستاني ، فقاطغه الامام وقال له هذا لايغنيني ، اين وصلتم بكتابة الدستور ، فأمر بتشكيل جمغية وطنية ينتخبها الشغب ومن ثم تكتب الدستور ويغرض غلى الشغب للتصويت غليه وتم ذلك رغما غن أنف برايمر والحكومة الامريكية، وفغلا انه دستور متكامل ينصف جميغ اطياف الشغب الغراقي ، غير ان تدخلات الدول الاقليمية والغربية في الشأن الغراقي افسدوا الحياة السياسية بتبغية بغض السياسيين الذين فرضوا انفسهم غلى طوائفهم واشاغوا البغضاء والطائفية وهم في الحقيقة لاقيمة لهم جروا الويلات والبلاء غلى طوائف الشغب الغراقي