فضاء الرأي

المجتمع الدولي وشريعة الغاب

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إنَّ تصريحات مَسؤولي "دول العالم الغربيّ" عن الحرب الإجراميّة التي تقوم بها إسرائيل في حقّ الشعب الفلسطينيّ الأعزَل في غزة، تصريحاتٌ تنِمّ على نيةٍ مُبيَّتةٌ، ففي الوقت الذي تُبيدُ فيه إسرائيل الشعب الفلسطينيّ، تقوم هذه الدول تارةً بالتَّنْديد أو بِتحميل إسرائيل ما يجري في قطاع غزة، أو تقوم محكمة العدل الدوليّة بوصف ما تقوم به إسرائيل في غزة "إبادة جماعيّة"، بالإضافة إلى مُناشَدة ما يُسمّى "الأمم المتحدة" لإسرائيل بِوَقْف حربِها على الشعب الفلسطيني عبْر دَعَوات أمينِها العامّ المُتوالية والمُتتاليَة لإسرائيل بالوقف الفوريّ لإطلاق النار في الحرب الدّائرة في غزة والسماح بدخول المُساعدات الإنسانية للشعب، كما نسمَع نِداءات من "المُنظّمات الحقوقيّة" التي تتبع الأمم المُتحدة بوجوب إدخال مُساعدات إنسانيّة للشعب الغَزّاوي الذي يَموت جوعاً وعطَشاً ومَرَضاً، جرّاء الحصار الذي ضرَبَتهُ إسرائيل على القِطاع...

هذه المُناشَدَات والنِّداءات والتّنديدات الفارِغة مِمّا يُسمّى "المُجتمَع الدوليّ" لا تَجِد آذاناً صاغيَة من إسرائيل، ولا تُعيرُها أيَّ اهتمام، لِكوْنِها تُدرِك بأنّها مَحميَة ومُحصَّنة ولا أحدَ يستطيع إجبارَها على وَقْفِ حربِها الإباديّة للشعب الفلسطينيّ الأعزَل البريء، وتعرِف بأنّ لا أحدَ يستطيع أنْ يُجبِرها على تنفيذ أيّ قرارٍ في شأْن إيقاف عُدوانِها على الشعب الفلسطينيّ، ما دامَت ما تُسمّى "الدول العُظمى" إلى جانِبها في كلّ ما تقوم به من جرائم في حقّ الإنسانيّة، وتعلَم علم اليقين بأنّ تصريحات "مَسؤولي العالم" هي فقط عبارة عن تصريحات تضليليّة للشعوب الحُرّة في العالم وما هي إلّا ذرٌّ للرَّماد في العيون ومُحاولة تهدِئة خواطر الشعوب التي تُنَدِّد بالإجرام الإسرائيليّ في غزة عبر تنظيم مُظاهرات ووَقفات احتجاجيّة في معظم عواصِم العالم.

إقرأ أيضاً: رسالة إلى الأمم المتحدة

عالَم اليوم، أو "العالم الغربي" بالخُصوص، الذي يتحدّثُ عن "القانون الدولي" وحقوق الإنسان و"العدالة الاجتماعيّة" وما إلى ذلك من شعارات فارِغة، قد ظَهرَ الآن على حقيقتِه، فهو يتفَرّج على شعبٌ مِن بني البَشر، من أطفال ونساء وشيوخ يُقْتَلُون ويُجرَحون وبِمِئات الآلاف بِدَمٍ بارِد ودون أيّ ذَنْب يُذكَر... عالَمٌ يَدّعي كاذِباً التَّحضُّر والتّمَدُّن والحداثة وما إلى ذلك من الأوصاف العاليَة الرّاقيَةَ والتي لا صِلةَ لها بواقِع أمرِهِ، باتَ اليوْم يقِفُ إلى جانب الظّالِم يُسانِده ويُؤازِرُه في مُمارساتِه اللّاإنسانيّة واللّاأخلاقيّة، عالمٌ لا ضميرَ إنسانيّ لديْه. عالمٌ أشبَه بِوَحيشِ الغابَة يحكُمُه "قانون الغاب"، فَـ"الدول العُظمى"، كما تَصِفُ نفْسَها، هي الأقوى في هذه الغابة، والأقوى يأكُلُ الضعيف حسَب "شريعة الغاب"، وكلّ ما تقوله أميركا والغرب هو الصّواب، وما دون ذلك فهو باطِل وخاطئ.

دول تعتبر أنّ إنسانَها غالٍ وثمين يستحقّ الحياة الكريمة والعيْش الرّغيد وما سواهُ أشبَهُ بالإنسان ولا إنسان لا يستحقّ الحياة لأنّه في الدرجة الثانيّة، حسبَ سُلّم قياسِ الإنسانيّة وفقَ تصنيفِها العُنصريّ البغيض. وقد جاء تأكيد هذا الكلام على لسان وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت في اليوم الثالث من العدوان الهمجيّ والدمويّ على قطاع غزة، حيثُ قال "نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وِفْقًا لذلك".

إقرأ أيضاً: الحرب والسلام

"الدول العُظمى" في عالَمنا اليوم تَسوق الدول والشعوب المستضعَفة كيف تشاء وأنّا تشاء كَقُطعانِ أغنام، تتحكّم في شؤونها الدّاخلية وِفقَ رؤيتها وخُطَطِها السياسيّة، نازِعةً إيّاها كلّ سيادتِها التي هي عِماد وأساس وركيزة الدول، فسيادة الدولة هي عزّّتُها وكرامتُها ومَجْدُها وقوّتها، وفي حال فُقدانها تُصبِح عَبْداً مَأْموراً تأتَمِر بأوامر غيرِها وتنتهي بِنَواهيه لا حرّيةَ لها في الرأي ولا تملك أيّةَ سياسة مُستَقِلّة، وقد اتّضح ذلك جليّاً اليوم من خلال عدم قدرة هذه الدول الخاضعة لنُفوذ "الدول العُظمى" التَّحرّك من أجل إيقاف حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل ضدّ أطفال ونساء وشيوخ غزة. هذه الدول الخانعة توهِمُ شعوبَها الغاضبة بأنّها تُقدِّم دعماً إنسانيّاً لشعب غزة، ومن هذه الدول المَغلوبَة على أمرها مَن تسعى إلى إرضاء أمريكا عبْر مُمارسة ضغوطاتٍ على حركة حماس لإجبارِها على القَبول بِشروط إسرائيل في قضية تَبادُل الأسرى.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إمبراطورية غزة العظمى
عبوده -

أمبراطورية غزة العظمى:‏بعد أسبوعين من ⁧‫#طوفان_الأقصى‬⁩ فرُغَت مخازن إسرائيل من السلاح،‏بعد أربعة أشهر تباطأت الإمدادات الأمريكية لإسرائيل نظرا لقرب نفاذ المخزون الأمريكى من السلاح،‏*أما أوروبا فأرسلت كل من انجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا معظم مالديها دعما لإسرائيل ،‏*وبلغ هذا الجنون التسليحى أن أُلقِىَ على غزة مايزيد عن مائة ألف طن من المتفجرات،أى مايعادل خمس قنابل ذرية! ‏بينما بقيت غزة تقاتل وحدها دون مدد أو رِفد ،‏وسط تآمر وخذلان وحصار وتضييق،‏ من شقيق وعدو وجار وصديق، ‏ولكنها بقيت صامدة،ثابتة،صابرة،‏تعلن التحدى،‏وتثخن فى المعتدى،‏وتقبل على الردى غير هيابة، وكأنها إمبراطورية لاتغيب الشمس عن جنباتها!

المجتمع الدولي ارتكب مذابح بشعة ضد شعوب اسيا وأفريقيا والعالم الجديد ،،
عبدالمجيد -

ليش مستشفى الشفاء فجأة؟ مستشفى أصلا يعمل بطاقته الأدنى دون طاقم وبأقل المتاح؟ ليش تعريض 5000 جريح، و30 ألف نازح للخطر رغم المطالبات الأخيرة بترشيد قتل المدنيين؟ ليش فجأة اطلاق نار كثيف في النصر والجلاء وتل الهوا؟ قصف بنايات سكنية في غزة ومنازل؟ رمي مناشير بشرق وغرب غزة واجبار الناس للنزوح حيث المناطق الامنة المواصي ( بالأمس فقط قصفت خيمة), او دير البلح( يوميا تقصف منازل بمن فيها كلهم كلهم)؟ بينما ترسل اسرائيل اليوم وفدها المفاوض لقطر بصلاحيات أوسع، ومسرحَة عالمية واسعة عن محاصرتها سياسيا بوجوب وقف الحرب! ‏مايحدث لايتعدى استكمال المذبحة من طرف لن تصله مظلة المحاسبة الدولية، مدعوم من إدارات يديرها الإنس والجن، ويعرف ان تفريغ نصف القطاع من أهليه وتكديسهم في مكان محدود، وسط تشجيع الفوضى، ومنع ادخال احتياجاتهم يسهل الحصول على ما يريدونه. بنار التفاوض، او بالخطط الأخرى" فزاعة سيناء والميناء والتهجير القسري أو الفوضى دون حكومات".

الكل يتغير إلا الانعزالية المشرقية المتصهينة الشتامة اللئيمة
حدوقه -

ما نشهده اليوم هو تحول لافت في الوعي داخل المجتمعات الغربية تجاه القضية الفلسطينية، حيث باتت الأصوات المنادية بالعدالة لفلسطين تتعالى حتى بين صفوف الأطفال. ‏إنها بداية إرهاصات لجيل جديد ينظر إلى العالم من خلال عيون تبحث عن العدل والإنصافالكل يتغير إلا الانعزالية المشرقية المتصهينة الشتامة اللئيمة ،،

الخلاصه
قول على طول -

يجب أن يتم توجيه النداء التالي إلى أشاوس حماس: أين أنتم ولماذا فعلتم ذلك بأهل غزه وهل تعرفون عواقب ما فعلتم ولماذا تختفون حتى الان والى متى؟ العالم كله يعرف أن حماس منظمه ارهابيه ولن تعود تحكم ولن يسمح لها بذلك؟ ولو يملكون ذره من الصدق والشجاعه يعلنون التخلى طواعية عن الحكم ويتركون غزه وناسها ويضعون اسرائيل فى موقف محرج أمام العالم كله وساعتها فقط سوف ينال الفلسطينيون تشجيع العالم كله والوقوف بجانبهم..ما عدا ذلك كله تهريج ..انتهى