فضاء الرأي

حرب غزة ومصداقية النظام الدولي الضائعة

هجمات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربي المحتلة زادت منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2024
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ما يصل قطاع غزة من مساعدات غير كاف مقارنة مع الاحتياجات الإنسانية الضخمة للمدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك احتياجهم للمساعدات الإغاثية الشاملة والمستدامة، إضافة لحاجتهم الإنسانية الأساسية للمياه والدواء والمراكز الصحية والكهرباء، ولم شمل أسرهم المشتتة بسبب حالة النزوح القسري التي فرضتها قوات الاحتلال نتيجة حرب الإبادة الشاملة وتدمير المدن والبنية الأساسية لمقومات الحياة في غزة وشطبها للعائلات بأكملها من السجل السكاني.

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فإنَّ واحداً من كل ثلاثة أطفال تحت سن العامين في شمال غزة يعاني الآن سوء تغذية حاداً، والمجاعة تلوح في الأفق وسوء التغذية لدى الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات غير مسبوقة، والمستشفيات في غزة متوقفة عن الخدمة، وبعض الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف.

إقرأ أيضاً: الإبادة الجماعية العلنية ومحاسبة الاحتلال

الاحتلال لا يكترث بالمطالبات والمناشدات الدولية الداعية لحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية الأساسية، والتحذيرات التي يجمع عليها العالم من الكارثة الإنسانية التي ستنتج وتتعمق في حال اجتياح قوات الاحتلال لرفح ومنطقتها، بينما يتواصل التصعيد في اعتداءات وانتهاكات ميليشيات المستعمرين المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومركباتهم ومقدساتهم في العديد من المواقع بالضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.

اليمين الإسرائيلي يمارس الحروب والعنف ويواصل إشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، ويستبدل الحلول السياسية للأزمات والصراع بمنطق عسكري استيطاني ويعمل على تفجير ساحة الصراع وتوسيع دائرة الحروب في المنطقة بينما يضرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرتكزات النظام العالمي ويستخف بأسس شرعيته ويفرض عليه فقدان ما تبقى له من مصداقية، ليس فقط في تطبيق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وإنَّما أيضاً في كل ما يتعلق بالإنسانية والانحياز للمدنيين.

إقرأ أيضاً: المجازر وجرائم التجويع وتعميق المأساة الإنسانية

من الضروري العمل على فتح جميع المعابر واستمرار تدفق المساعدات عبر المعابر المعروفة، وتقع على الاحتلال مسؤولية ربط حملات الإغاثة المتواصلة بجهد دولي حقيقي يؤدي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العدوان بحيث لا يقع إدخال المساعدات ضمن أي شكل من أشكال الاستغلال الإسرائيلي لها لإطالة أمد الحرب، واستكمال حلقات إبادة شعبنا وتهجيره، خاصة أن المواطنين يدفعون حياتهم ثمناً للحصول على الدقيق وأية مواد غذائية أخرى.

ويجب على مجلس الأمن أن يتخلى عن انحيازه للاحتلال، ولا بد من عدم استخدام الفيتو من الدول الأعضاء، وأهمية التحلي بالجرأة الكافية والمسؤولية لاتخاذ قرار أممي ملزم بالوقف الفوري لإطلاق النار، خاصة في ظل تصاعد خطورة مخططات الاحتلال التي تهدف إلى خلق حالة من الفوضى الداخلية في شمال غزة لدفع المواطنين للنزوح منه، والتهديد المستمر لتوسيع العدوان في محافظة رفح وازدياد حجم المخاطر والكوارث التي سوف تؤثر على حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني يختطفهم جيش الاحتلال ويحشرهم في بقعة جغرافية صغيرة في ظل القصف الوحشي والنزوح المتواصل من دوائر الموت لغياب وجود أي مكان آمن في قطاع غزة.

إقرأ أيضاً: واقع الاستيطان ومجازر الإبادة الجماعية

رفض حكومة الاحتلال المتطرفة الفاشية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720 والأمر الاحترازي لمحكمة العدل الدولية يشكك بأية وعود تطلقها دولة الاحتلال بشأن المدنيين الفلسطينيين وحمايتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية، الأمر الذي يقع على عاتق مجلس الأمن التصدي له وحسمه بقوة القانون الدولي وباتجاه فتح الأفق السياسي لحل الصراع بالطرق السياسية وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
سؤال إلى أشاوس حماس
قول على طول -

حبذا لو نقرأ نداءً واحداً يسأل أشاوس حماس: أين أنتم، ولماذا فعلتم ذلك بأهل غزه، وهل تعرفون عواقب ما فعلتم، ولماذا تختفون حتى الان والى متى؟ العالم كله يعرف أن حماس منظمه ارهابيه ولن تعود تحكم ولن يسمح لها بذلك، ولو يملكون ذره من الصدق والشجاعه يعلنون التخلى طواعية عن الحكم ويتركون غزه وناسها ويضعون اسرائيل فى موقف محرج أمام العالم كله وساعتها فقط سوف تنال القضية الفلسطينية تشجيع العالم كله والوقوف بجانب الفلسطينيين.

لماذا لا تستلم المقاومة ، ؟
كفاح -

كفى خراب يا حماس..لماذا لا تقبل الحركة بإلقاء السلاح؟..ولماذا لا يذهب قادتها مثل السنوار والضيف للمنافي الاختيارية؟..حتى يتجنب المدنيون في غزّة ويلات الدمار..لماذا لا تستسلم حماس؟..سوف أجيبك..الغزو الإسرائيلي للبنان..كانت إسرائيل تُعد العدّة لهكذا غزو..عملية اغتيال مشبوهة لدبلوماسي إسرائيلي في لندن واسمه شلومو أرجوف، وجدت فيها تل أبيب المُبرّر لعملية الغزو..اتهمت إسرائيل حركة فتح بتدبير الاغتيال، وأنه لا بد من غزو لبنان لطرد الفصائل الفلسطينية المقاتلة، وتطهير دول الطوق من أية أعمال عسكرية ضد الإسرائليين.هل تعلم الآن لماذا لا تستسلم حماس؟...لأنها ترى المستقبل بعين التاريخ..ترى تطهير عرقي سيبدأ على نحو لم يسبق له مثيل..ترى موجات تهجير إجبارية لأهالي القطاع..ترى سلطة عميلة للاحتلال تنتقم من ألوف العوائل الفلسطينية بحجة دعم المقاومة..والأهم..ترى أرضًا فلسطينية أُخرست فيها صوت البندقية للأبد..وحلّ محلها تطبيع، يعيش فيه الفلسطينيون عبيدًا ما تبقّى من أعمارهم للإسرائيليين..هل تعلم الآن لماذا لا تستسلم حماس..وهل تعلم أن الإسرائيلي لا يؤمن وعده والأميركي لا يُضمن عهده؟..هل تعلم أن المُلام الوحيد هو الصهاينة، وأن من عليه إيقاف الحرب هم الصهاينة..وحدهم لا غير..هل تعلم..هل تتعلّم؟!