إنكار المحرقة الفلسطينية جريمةٌ والصمت عنها شراكةٌ
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إنها المحرقة الحقيقية التي لا يمكن إنكارها، ولا يستطيع عاقلٌ تجاوزها أو الصمت عليها، أو تبريرها والموافقة عليها، أو الاكتفاء بمشاهدة فصولها وإحصاء ضحاياها، فمن ينكرها ليس إنساناً ولا ينتمي إلى عالم البشر، ومن يرتكبها حتماً ليس بشراً ولا إنساناً ولا ينتمي إلى عالمنا، وهو يكذب عندما يدعي الحضارة والحداثة والتمدن، ويكذب أكثر عندما يصف جيشه بأنه الأكثر أخلاقيةً في العالم، بينما هو مستغرقٌ في سفك الدماء وقتل الأبرياء وإبادة السكان وتدمير مقومات حياتهم، بل إن الحيوانات تربأ بنفسها أن تقوم بمثل هذه المجازر وترتكب هذه المذابح، التي لا يقوم بها إلا الساديون المرضى، العفنة نفوسهم والحاقدة قلوبهم، المنحرفة فطرتهم، والمعوجة طبيعتهم.
المحرقة التي يشهدها العالم اليوم ويراقبها بصمتٍ، ويقف تجاه ضحاياها بعجزٍ مخزٍ، وينصر مرتكبها بدونيةٍ مقرفةٍ، أطرافها معروفون، ومكانها معلن، وحوادثها تنقل على الهواء مباشرةً، والأسلحة التي يستخدمها المعتدون، تشحن إليهم كل يومٍ من مرافئ "المتباكين" على الشعب الفلسطيني، وهم يعلمون أنها تحرق الفلسطينيين وتقتلهم، وتحول حياتهم إلى جحيمٍ لا يطاق، وتحيل أماكن إيوائهم ومعسكرات إقامتهم إلى محارق حقيقية، وأفران تصنعها الصهيونية، وتديرها وتشرف عليها قوى دولية، مما يجعل من هذه الحرب المدمرة محرقة العصر الحقيقية، التي لن يستطيع الزمن شطبها، ولن تتمكن الإنسانية من نسيانها.
هذه المحرقة المهولة، التي يستخدم فيها العدو الإسرائيلي أحدث القنابل الأميركية المدمرة، التي تزن آلاف الأرطال وتلقيها الطائرات الحربية الحديثة، وغيرها التي تدك الأرض وتزلزلها، وتخترقها وتقلب باطنها ظاهرها، وتحدث دماراً واسعاً في محيطٍ كبيرٍ من الأرض، وقطاعٍ واسعٍ من المناطق السكنية، فتقتل مئات الفلسطينيين، وتدفن العديد منهم في الرمال أو تحت الأنقاض، في مجازر يوميةٍ متجددة، ومذابح دمويةٍ مستمرةٍ، الأمر الذي جعل من المحرقة الفلسطينية بآلة الحرب الإسرائيلية محرقةً حقيقية، تفوق آلاف المرات المحارق التي ادعوا أنهم تعرضوا لها، وعانوا منها وحرقوا فيها.
إقرأ أيضاً: السجونُ الإسرائيلية لا تتسعُ ومسلسلُ التعذيب لا ينقطعُ
يريد اليهود عموماً والحركة الصهيونية خصوصاً من دول العالم كله أن تعترف بالمحرقة "الهولوكوست" التي تعرضوا لها، وأن يطأطئوا الرأس أسفاً، وأن يخفضوا الصوت خجلاً، وأن يقروا بالذنب دائماً، وأن يسخروا قدراتهم للدفاع عنهم والتطهر مما ارتكبوه ضدهم، وأن يفتحوا خزائنهم لليهود عموماً وللناجين من المحرقة وعائلاتهم خصوصاً، تعويضاً لهم وعلاجاً نفسياً ومعنوياً لضحاياهم، وأن يصطفوا جميعاً تضامناً معهم وعوناً لهم، واعترافاً منهم بالمسؤولية عن هذه الجريمة، التي يرون أن العالم كله مسؤولٌ عنها، وشريكٌ فيها.
ويريدون من حكومات العالم كله أن تقيم في عواصم بلادها نصباً تذكارية للمحرقة، تشبه نصب "الفادياشيم" في القدس المحتلة، يكون رمزاً يعبر عن مأساتهم، ومقاماً يحيون فيه ذكرياتهم الحزينة، وشاهداً على مسؤولية دول العالم عن مظلمتهم، التي يجب عليها الاعتراف بالنصب، وأن تحميه بالقوة، وأن تحصنه بالقوانين والأنظمة، وأن تضفي عليه شيئاً من القداسة، فلا يمسه أحدٌ بسوءٍ، أو يطاله بنقدٍ أو تجريحٍ، وأن يحج إليه قادتها، ويتوجه إليه زوارها، ويحنون رؤوسهم على مداخله، ويضعون أمامه أكاليل الورد الرسمية التي تعبر عن عظيم أسفهم وكبير ندمهم.
إقرأ أيضاً: جيشُ الدولة ينهارُ ودولةُ الجيش تفشلُ
ينبغي على العالم أن يكون منصفاً وموضوعياً، وأن يوحد معاييره ولا يعدد مكاييله، وأن ينظر إلى الحقائق بعين الإنسان المسؤول، وألا يزن الأشياء بميزان المصالح السياسية والمنافع والعلاقات الدولية، بل يخضعها للحق الذي لا يتعدد، وللقيم الإنسانية التي لا تتبدل، فما يحدث في فلسطين اليوم هو المحرقة بعينها، والكيان الصهيوني هو القاتل لا غيره، وهو الذي يشعل أتون المحارق ويوقد الأفران بأجساد الفلسطينيين، ولا يبالي بإلقائهم في قعره، نساءً وأطفالاً وشيوخاً ومصابين وذوي الحاجات الخاصة، لا لسببٍ إلا لأنهم فلسطينيون، يؤمنون بوطنهم، ويصرون على حقهم، ويضحون دفاعاً عن أرضهم وثباتاً في بلادهم.
ليس مجرماً من ينكر "الهولوكوست"، ولا يعترف بالأرقام اليهودية، وإن كنا لا نغمط الآخرين حقوقهم ولا نتجنى عليهم، ولا ندعو لقتلهم أو إبادتهم وتطهير الأرض منهم، فنحن العرب والمسلمين نرفض إيذاء البشر، ومحاسبتهم على دينهم وهويتهم ولونهم وجنسهم، ونصر على حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة، على أرضه وفي وطنه.
إقرأ أيضاً: الحرب الصاخبة على غزة والجريمة الصامتة في الضفة
لكن المجرم الظالم الذي يجب أن يحاسب ويعاقب، هو كل من ينكر مظلوميتنا، ويتجاهل معاناتنا، ولا يلتفت إلى ما يجري لنا، ولا يغضب لما يصيبنا، ولا يعنيه ما لحق بنا وبأرضنا وحقوقنا وممتلكاتنا، بينما يتمعر وجهه، ويتفجر غضباً، ويفرض القوانين ويحاسب ويعاقب كل من يحاول دراسة حقيقة "الهولوكوست"، والتثبت من الصور والتقارير، والتأكد من الضحايا والأرقام، وإنصاف المظلومين والدعوة إلى محاسبة المجرمين.
إن من حقنا نحن العرب والمسلمين وكل الأحرار وأصحاب الضمائر الحية في العالم، أن نجرم كل من ينكر مظلمتنا، ويصمت تجاه ما يتعرض له شعبنا، ويتأخر عن نصرتنا، أو يتردد في الدفاع عنا، أو يعتبر أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي ضدنا إنما هو عملٌ مشروعٌ وفعلٌ مباح، بحجة الدفاع عن النفس وحماية السكان، فيمده بالسلاح والعتاد، ويناصره في السياسة والمؤسسات، فهم بهذا شركاؤه، يقاسمونه الجريمة، ويتحملون معه المسؤولية، ويستحقون مثله الحساب والعقاب.
التعليقات
توتر في الكيان الغاصب
بلال -الكيان الصهيوني في حالة تأهب قصوى اليوم الجمعة .موقع ynet الصهيوني : يتصاعد التوتر في القدس قبيل نشر رأي محكمة العدل الدولية في لاهاي بشأن شرعية الاحتلال.التقييم: ستتم دعوة الكيان للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. التخوف: الرأي سيكون نذيراً لفرض العقوبات. ، النتيجة معلوم ان الكيان الصهيوني الغاصب كيان مارق ، لم يلتزم بقرار اممي واحد ، ولا توجد وسيله لارغامه بعدما تغلغل اليهود في مفاصل الدول المسيحية وجيروها حكومات لصالحهم ، لكن القرار بحد ذاته مصدر قلق للكيان الصهيوني المارق ،،
بوركت سواعد المقاومة ،،
بلال -عاجل ، المقاومة : ندك الآن حشود العدو الصهيوني بمحور نتساريم بقذائف الهاون وحققنا إصابات مباشرة ومروحيات تجلي القتلى والجرحى ،،
اننا بصدد عالم غربي وعربي دنيء وسافل و متواطيء،،
بلال -يفترض على الجيش الصهيوني أن يغير اسماء المناطق في غزة إلى ...-من تل الزعتر إلى تلة جهنم-من الشجاعيه إلى باب الهلاك-من مدينة رفح إلى مدينة المفقودين -من تل الهوى إلى تل اليأس-من الحي البرازيلي إلى حي المحروقين من جحر الديك إلى جحر النهاية م من شدة ما لاقوه من المقاومة من ضرب واستهداف وقنص وقتل ..
الفخار والعار ،،
بلال -رغم حروب الجيوش العربية ضد دولة الاحتلال ، إلا أن تهديداً واحداً لعاصمة الكيان لم يحصل ، فقط المقاومة استطاعت الوصول إلى عاصمة الكيان وهددت سكانها بالصواريخ والمسيرات الانقضاضية، وأرغمتهم على النزول إلى الملاجيء بوركت سواعد المقاومة والخزي والعار لجيوش المنظمة العربية ،،
ارض غير فلسطين يحتلها اليهود ،،
بلال -السيناتور الأميركي ويليام فولبرايت، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، في سبعينات القرن الماضي صرح بأن "الكونغرس أرض محتلة من قبل إسرائيل"، وأن الاخيرة هي المتحكم بالولايات المتحدة من خلال جماعات الضغط الموالية لها لا العكس.
ضحايا المحرقة ينتقم لهم الله ، ويعوضهم خيرا ،،
بلال -إعلام الكيان الصهيوني ، جميع أجهزة الرصد الأرضية، الجوية والبحرية لم ترصد الطائرة المسيرة لحظة اختراقها الأجواء وحتى وصولها إلى "تل أبيب" وهذا خطأ عملياتي كبير ...