المهمة الأميركية في العراق بين محاربة داعش والاستثمار في الدولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منذ أكثر من عقدين من الزمان، وتحديدًا منذ أحداث عام 2003، لا يزال العراق يرزح تحت وطأة النفوذ الأميركي العسكري. وبالرغم من إعلان الولايات المتحدة الأميركية رسميًا إنهاء مهمتها القتالية هناك، فإن القوات القتالية ما زالت موجودة في العراق ولم تغادر. وبالرغم من بدء المباحثات الفعلية بين العراق وواشنطن بعد زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة، وإعلان البدء بالمباحثات الرسمية لخروج قوات التحالف الدولي رسميًا من العراق، والتحول من العلاقات العسكرية بين العراق والتحالف إلى العلاقات الثنائية، فإنَّ الحوارات ما زالت مستمرة بين الجانبين للوصول إلى صيغة تفاهم لإنهاء الوجود العسكري. وقد تم الاتفاق فعليًا على الخطوط العريضة، وتبقت القضايا الفرعية التي تتطلب الرجوع إلى أعضاء التحالف للبت فيها.
إنَّ الوجود العسكري للتحالف الدولي قد يوفر حجة وغطاءً ومبررًا للهجمات التي تقوم بها الفصائل المسلحة العراقية، وهذا بحد ذاته يُضعف دور الحكومة العراقية في أداء دورها السياسي والأمني، خاصة أن الوضع الراهن ينطوي على مخاطر كبيرة وجسيمة، ليس فقط على أمن العراق بل على واشنطن أيضًا، في ظل التصعيد العسكري الخطير على مختلف الجبهات في الشرق الأوسط.
إقرأ أيضاً: تقسيم العراق.. مديات التقسيم واللاعبون الأساسيون
تأخرت الولايات المتحدة الأميركية في سحب قواتها خلال الفترة الماضية ولم تتحدث عن هذا الأمر إلا بعد استهداف معسكرات الحشد الشعبي وقياداته، ما دفع الحكومة العراقية إلى ضرورة إيجاد اتفاق يحفظ هيبة الطرفين ويفتح الآفاق بينهما لبناء علاقات ثنائية بعيدًا عن الجانب الأمني. يجب العمل على تفعيل الاتفاقات الأخرى، خاصة في مجال المجتمع المدني وتنويع مصادر الاقتصاد العراقي، والعمل على استقرار البلاد وجعل ذلك الهدف الرئيسي للسياسة الأميركية، بدلاً من التعامل معها على اعتبارها مسرحًا للصراعات وساحة للتصعيد الإقليمي.
لقد أقرت الولايات المتحدة فعلاً بضرورة الخروج من العراق وإنهاء المهمة العسكرية، وظهر ذلك في تصريحات القيادات السياسية والعسكرية التي أكدت على أن مواجهة إيران ليست هي الأولوية، بل استقرار العراق ومساعدة قواته على حماية أمنه واستقراره. كما أن أساس أي سياسة مستقبلية تجاه العراق يجب أن يكون الحفاظ على أمن النظام السياسي واستقراره، باعتبار العراق دولة ذات سيادة وأحد أبرز الديمقراطيات الحديثة في الشرق الأوسط، ونموذجًا نوعيًا في التبادل السلمي للسلطة بعيدًا عن الانقلابات والصراعات الداخلية.
إقرأ أيضاً: إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق: العراقيل والحلول
أفضل السبل لتطوير العلاقات بين العراق وواشنطن يبدأ بإعلان الخروج الرسمي من العراق وإنهاء التحالف الدولي ضد داعش، والبدء بسحب قوات التحالف الدولي، مع تعهد الحكومة العراقية بحماية البعثات الدبلوماسية، وفي مقدمتها سفارة الولايات المتحدة الأميركية في بغداد. على الحكومة العراقية إثبات قدرتها على حماية أمن العراق وشعبه دون الحاجة إلى قوات دولية، حيث يشكل ذلك مخاطر تتمثل في المزيد من عدم الاستقرار. يجب اتباع سياسة واضحة وشفافة تحافظ على سيادة العراق واستقلالية قراره السياسي، مما يكون منطلقًا للاستقرار في المنطقة.
التعليقات
هل الكاتب جاد في ما يكتبه؟
صالح -وجود القوات الامريكية في العراق هي لمصلحة امريكا وليس العراق والكاتب يتمنى ان تنسحب القوات الامريكية والقصد من ذلك(الله اعلم).هل يريدالكاتب ان توطد ايران اقدامها اكثر في العراق ام يريد ان توطد الحكومة العراقية سلطتها بشكل اكثر؟المليشيات الشيعية منفلتة في العراق ولا تهمها الحكومة حتى بوجود البعبع(امريكا)فما بالك اذا خرج البعبع من العراق فلا حكومة ولا من سيقدر على شكم هذه المليشيات.يتبع(٢)
تابع (١)
صالح -هل فكر الكاتب بان تنفصل الفصائل المسلحة عن النفوذ الايراني ام ان كل تركيزه على القواعد الامريكية , امريكا وايران هما استعماران والاستعمار الايراني يريد اعادة العراق للوراء ليسهل ادارته بالعمائم والاستعمار الامريكي يريد ان يتقدم العراق بشراء التكنلوجيا من امريكا وبهذا يستفاد الطرفين العراق يتقدم وامريكا تستفاد من نفط العراق او دراهمه, ولكن عمالة قادة شيعة العراق لايران تعميهم عن الحقيقة ويفضلون الخراب الايراني الشيعي على التقدم الامريكي الغربي الكافر. وما هو هم قادة الفصائل ...انهم ينهبون خيرات العراق ويتنعمون بها. يتبه(٣)
(٣)
صالح -تجاهل الواقع وعدم التفكير بجدية الامور والتمني مع عدم التفكير يدفع بالبلاد للخراب يا سيد,امريكا ساعدت الهدام في حربه مع العراق وهي التي اوقفت الحرب التي دامت ٨ سنوات و لم توقفها عضلات الهدام وبعد ان ساعدته في تلك الحرب المريرةخرج الهدام يبرز عضلاته للامة على انه بطلها وادار ظهره لامريكا (لانه بطل قومي وليس عميل امريكي) والجميع يعلم ماحصل له وللعراق بعد ذلك.
تصحيح
صالح -في تعليق (٣) جاءامريكا ساعدت الهدام في حربه مع العراق ) والصحيح في حربه مع ايران, ولتوضيح مساعدة امريكا للهدام انها اعطته الكثير من المعلومات الاستخبارية وخرائط الستيلايت وطبعا كان هناك مكتب ل(السي اي ايه) في بغداد ولايقاف الحرب مع ايران اعطت امريكا للهدام (البوستر)لصواريخ اسكد الروسية الصنع و(البوستر) يطيل مدى هذه الصواريخ لتصل الى قم وطهران فامطرها الهدام حينها علم الخميني ان امريكا قررت انهاء الحرب فقبل بوقف الحرب, ولا ندري لماذا يظن العرب ان خدمات امريكا مجانية ياخذون ما يريدون ثم يصرفون امريكا كالخادم المطيع لاوامرهم وكانهم القوة الكبرى وامريكا دولة ضعيفة تأتمر بامرهم