فضاء الرأي

المساعدات مسألة حياة أو موت في غزة

إسقاط المساعدات جواً فوق غزة
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بينما تقترب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من إتمام عامها الأول، تزداد حياة الفلسطينيين داخل القطاع تعقيداً كل يوم، في ظل فشل كل المحاولات الدولية لتوقيع اتفاق وقف إطلاق نار لوقف نزيف الدم والدمار.

إلى جانب خطر الموت نتيجة القصف الاسرائيلي، يقاتل الغزيون من أجل تحصيل لقمة العيش بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار وغياب آلية واضحة لتوزيع المساعدات بشكل عادل على مستحقيها.

وفي حين تتهم حركة حماس إسرائيل بتعمد تعطيل دخول المساعدات واستهدافها، تتهم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عناصر حماس بتغيير وجهة المساعدات لسرقة جزء كبير منها وبيعها للمواطنين بمقابل لضمان تمويل الحركة.

هذا وبدأت الأجواء المشحونة في قطاع غزة تأخذ منحى جديدًا في الأيام الأخيرة بعد مقتل إسلام حجازي، مديرة برنامج غزة في منظمة "شفاء فلسطين"، على يد مسلحين تابعين لحركة حماس في منطقة خان يونس. الحادثة أثارت غضبًا واسعًا في أوساط السكان الغزيين، حيث كانت حجازي، وهي أم لطفلين، ناشطة إنسانية معروفة بأخلاقياتها العالية وعملها الدؤوب في مجال المساعدات الإنسانية.

وكتبت منظمة "شفاء فلسطين" في بيان على صفحتها الرسمية: "كانت إسلام حجازي ناشطة في المساعدات الإنسانية تتمتع بأعلى درجات الاحترافية والأخلاق"، مضيفة أن مقتلها ترك فراغًا كبيرًا في جهود الإغاثة في غزة.

وزارة الداخلية التي تديرها حماس أعلنت عن بدء تحقيق في وفاة حجازي، واصفة الحادث بأنه "حادث"، دون تقديم المزيد من التفاصيل.

في حين ذكر شهود عيان إن مسلحين كانوا يستقلون ثلاث سيارات أطلقوا زخات من الرصاص على السيارة.

إقرأ أيضاً: الطائفية وأزمة النازحين في لبنان

وهنا يقول المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة إنَّ مأساوية الوضع في قطاع غزة تجعل ملف المساعدات بمثابة مسألة الحياة أو الموت للمواطنين، مؤكداً أنَّ حماس مطالبة بالانتباه لهذه النقطة إن كانت تريد المحافظة على شعبيتها.

وبحسب سوالمة، فإنَّ إسرائيل تستغل عمليات السرقة والسطو على المساعدات لاتخاذها ذريعة لمنع تدفق المساعدات بين وقت وآخر، عبر تحميل حركة حماس المسؤولية عن سرقة المساعدات وبيعها في الأسواق مقابل المال.

إقرأ أيضاً: لماذا تنتفض مصر في القرن الأفريقي؟

أخيراً وليس آخراً، إنَّ الترحيب الشعبي بالاختراق الذي حققته حماس عبر عملية طوفان الأقصى تراجع بشكل كبير جداً خلال الأشهر الماضية في ظل غياب استراتيجية حقيقية لدى حماس لمجاراة الحرب الدائرة وعدم تكافؤ ميزان القوى بين الحركة ودولة الاحتلال، وفي ظل استمرار الحرب وتصعيدها المستمر من جانب إسرائيل، فإنَّ حركة حماس قد تخسر حاضنتها الشعبية بالكامل إذا استمر الوضع على ما هو عليه في غزة. فهل تستوعب قيادة الحركة بتلك المرحلة الحالية بإنها مطالبة بإيجاد أي صيغة لإنهاء الحرب الدائرة ووقف نزيف الضحايا وآلة الدمار التي تضرب القطاع منذ عام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف