فضاء الرأي

لبنان بين مطرقة الحرب وسندان الدمار والتهجير

من المتوقع أن يستغل نتنياهو الوضع في الولايات المتحدة لمواصلة عملياته العسكرية في لبنان
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مع تصاعد التوتر الأمني بين حزب الله اللبناني وإسرائيل ودخوله إلى مرحلة الاشتباك المباشر داخل الأراضي اللبنانية في صورة تعيد للأذهان بدايات الحرب في غزة، أصدرت جهات دولية عدة تحذيرات من تحويل لبنان إلى غزة جديدة.

ورغم اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقوع قتلى وجرحى في كمائن أعدتها قوات حزب الله المتمركز جنوباً، الا أنَّ عرض إسرائيل مقاطع فيديو، حيث يتنقل جنوده بين الأبنية المدمرة بزعم العثور على أسلحة وأنفاق لحزب الله، يعيد للأذهان ما حصل في قطاع غزة.

ويرى مركز ستراتفور الأميركي للدراسات الاستراتيجية والأمنية أنَّ الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال قد تستمر لأشهر أخرى عديدة، لا سيَّما أنَّ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أعلنها صراحة نيته رسم شرق أوسط جديد لا يوجد فيه محور الشر كما وصف.

ويضيف المركز الأميركي أن تركيز الجيش الإسرائيلي في تلك الفترة ينصب على إضعاف قدرات حزب الله، من خلال تصفية جميع قاداته، ومنع توريد شحنات الأسلحة من سوريا عبر فرض حصار عسكري فعال ضد التنظيم، وعزله عن حلفائه وخطوط الإمداد من إيران.

وبحسب تقييم مركز ستراتفور، فإنَّ جيش الاحتلال نجح بشكل كبير في استغلال "الفوضى المؤقتة" داخل الحزب بعد سلسلة من الضربات الناجحة وضعف رد فعله على مقتل زعيمه، مرجحاً أن تستغل إسرائيل الفرصة لتفكيك الجناح العسكري للحزب.

ورغم تأكيد البيت الأبيض رفضه للتصعيد ومساعيه الحثيثة لمنع تفجر الوضع الأمني في المنطقة، الا أنَّ أغلب التقديرات تشير إلى أن أميركا لن تضغط بشكل كبير على إسرائيل لتغيير سياساتها في المنطقة نظراً لفترة الانتخابات التي تعيشها البلاد.

ومن المتوقع أن يستغل نتنياهو الوضع في الولايات المتحدة لمواصلة عملياته العسكرية في لبنان، وربما توسيع نطاق الصراع ليشمل إيران، مما ينذر بدمار كبير في لبنان نظرًا لعدم التكافؤ في مستوى القوة من حيث الأسلحة والعتاد.

إقرأ أيضاً: لماذا تنتفض مصر في القرن الأفريقي؟

ويخشى المواطنون اللبنانيون من تكرار مشاهد حرب تموز (يوليو) 2006 وذلك مع تصاعد لهجة التهديد من جيش الاحتلال وحزب الله وعجز قدرة الوسطاء على احتواء التصعيد الحالي.

وهنا يرى الصحفي فريد أحمد حسن أنَّ مساندة حزب الله لحركة حماس بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) أسعد اللبنانيين المتعاطفين مع غزة، لكنه أيضاً في نفس الوقت يقلقهم مثلما يقلق غير اللبنانيين خشية حلول لحظة تتجاوز فيها دولة الاحتلال قواعد الاشتباك والمعادلات القائمة بتدمير العاصمة بيروت، وفتح باب للحرب يصعب إغلاقه، بنتائج سلبية على كامل المنطقة، خصوصاً أنَّ واقع الحال يؤكد أن الأمر لن يتوقف عند تبادل حزب الله وإسرائيل القصف عند الحدود ولا عند الرد الانتقامي لمقتل هذا أو ذاك من هذا الطرف أو ذاك.

إقرأ أيضاً: مخاوف في لبنان من تكرار سيناريو حرب تموز 2006‎

حقيقة الأمر نستنتج من كل المعطيات السابقة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحاول الضغط على حزب الله عبر خلق معادلة التهجير المتبادل، حيث يسعى بنيامين نتنياهو الى تسريع إعادة النازحين من مناطق الشمال، مقابل إعادة النازحين اللبنانيين إلى مناطق الجنوب، وهي في ظاهرها قد تبدو بداية نهاية تلك الحرب التي تنهي بتلك الساعات عامها الاول، إلا أن استهداف إسرائيل جميع القيادات الثقيلة بحزب الله جعل من الصعب التكهن بما ستؤول اليه الأمور بين الجانبين في الفترة القادمة، لا سيما مع تأكيد طهران استعدادها لضرب العمق الإسرائيلي مرة أخرى اذا تم استهدافها بشكل مباشر، فهل تشهد الساعات القادمة بداية العام الثاني لتلك الحرب المدمرة، أم نتجه لتسوية ترضى جميع الأطراف وتوقف آله الدمار والقتل، وربما البداية تكون عبر هدنة لفترة ما لإنهاء تلك الحرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لماذا لا تقولون الحقائق ؟
فول على طول -

ولماذا تخافون من قول الحق.... والى متى ؟ اسرائيل لم بتدأ بالاعتداء على أى دوله من دول الجوار - وخاصة لبنان - منذ نشأتها حتى تاريخه وهذه هى الحقيقه ..اسرائيل تقوم دائما بالرد على أى عدوان وغالبا ما يكون الرد قاسيا ومع ذلك لم يتعلم الذين أمنوا ولم يفهموا ..فقط يفهمون الصراخ والعويل والكذب والشتائم وهذه هى عادتهم .وينتعتون من يقول لهم الحقائق بالخائن والصهيونى والعميل الخ الخ ..يتبع

تابع ما قبله
فول على طول -

بينما الخائن الحقيقى والعميل والغبى هو حسن خيبة الله والملقب ب حسن نصرالله أو حسن كبتاجون أو حسن زميره . ما علاقة حسن نصرالله بما يسمى المقاومه ..ويقاوم من ولحساب من ..وما هى النتائج التى حققها بمقاومته غير دمار وخراب لبنان والاف القتلى والجرحى من اللبنانيين ؟ وماذا كسب نصرالله بمقاومته . وهل لبنان هى التى ستحرر القدس والأقصى وفلسطين ؟ انتهى - اسرائيل أجبرت على انتهاك سيادة لبنان ولا يوجد دوله محترمه وقويه مثل اسرائيل تقبل بوجود دواعش - مثل حماس وحزب اللات - بجوارها ويهددون أمنها وكل فتره يفتعلون معها حربا ؟ وفى الحروب لا يوجد شئ اسمه قواعد الاشتباك بل يوجد تدمير الخصم وهزيمته وسحقه ..يتبع

الخلاصه
فول على طول -

بعد السابع من اكتوبر العام الماضى وبعد أفعال حزب اللات - العميل الايرانى الخايب والخاين - تأكد العالم كله أنهم جماعات ارهابيه ..واسرائيل أيقنت تماما أنه لابد من القضاء على هذه الجماعات الارهابيه والعالم كله يؤيدها فعليا فقط يعترض بالكلام والتصريحات ..ولكن الذين أمنوا لا يفهمون ولا يريدون السماع لمن يقول لهم الحقيقه . قولا واحدا لا مكان لحزب اللات ولا لحماس بعد اليوم ولا عزاء للمشعوذين والمخبولين الذين يحتفلون بالنصر الالهى . أى عاقل وأى انسان لديه ذرة احساس عليه أن يشكر اسرائيل على القيام بهذه المهمه المقدسه نيابة عن العالم الحر .