فضاء الرأي

لبنان بين مطرقة الحرب وسندان الدمار والتهجير

من المتوقع أن يستغل نتنياهو الوضع في الولايات المتحدة لمواصلة عملياته العسكرية في لبنان
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مع تصاعد التوتر الأمني بين حزب الله اللبناني وإسرائيل ودخوله إلى مرحلة الاشتباك المباشر داخل الأراضي اللبنانية في صورة تعيد للأذهان بدايات الحرب في غزة، أصدرت جهات دولية عدة تحذيرات من تحويل لبنان إلى غزة جديدة.

ورغم اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقوع قتلى وجرحى في كمائن أعدتها قوات حزب الله المتمركز جنوباً، الا أنَّ عرض إسرائيل مقاطع فيديو، حيث يتنقل جنوده بين الأبنية المدمرة بزعم العثور على أسلحة وأنفاق لحزب الله، يعيد للأذهان ما حصل في قطاع غزة.

ويرى مركز ستراتفور الأميركي للدراسات الاستراتيجية والأمنية أنَّ الحرب بين حزب الله وجيش الاحتلال قد تستمر لأشهر أخرى عديدة، لا سيَّما أنَّ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أعلنها صراحة نيته رسم شرق أوسط جديد لا يوجد فيه محور الشر كما وصف.

ويضيف المركز الأميركي أن تركيز الجيش الإسرائيلي في تلك الفترة ينصب على إضعاف قدرات حزب الله، من خلال تصفية جميع قاداته، ومنع توريد شحنات الأسلحة من سوريا عبر فرض حصار عسكري فعال ضد التنظيم، وعزله عن حلفائه وخطوط الإمداد من إيران.

وبحسب تقييم مركز ستراتفور، فإنَّ جيش الاحتلال نجح بشكل كبير في استغلال "الفوضى المؤقتة" داخل الحزب بعد سلسلة من الضربات الناجحة وضعف رد فعله على مقتل زعيمه، مرجحاً أن تستغل إسرائيل الفرصة لتفكيك الجناح العسكري للحزب.

ورغم تأكيد البيت الأبيض رفضه للتصعيد ومساعيه الحثيثة لمنع تفجر الوضع الأمني في المنطقة، الا أنَّ أغلب التقديرات تشير إلى أن أميركا لن تضغط بشكل كبير على إسرائيل لتغيير سياساتها في المنطقة نظراً لفترة الانتخابات التي تعيشها البلاد.

ومن المتوقع أن يستغل نتنياهو الوضع في الولايات المتحدة لمواصلة عملياته العسكرية في لبنان، وربما توسيع نطاق الصراع ليشمل إيران، مما ينذر بدمار كبير في لبنان نظرًا لعدم التكافؤ في مستوى القوة من حيث الأسلحة والعتاد.

إقرأ أيضاً: لماذا تنتفض مصر في القرن الأفريقي؟

ويخشى المواطنون اللبنانيون من تكرار مشاهد حرب تموز (يوليو) 2006 وذلك مع تصاعد لهجة التهديد من جيش الاحتلال وحزب الله وعجز قدرة الوسطاء على احتواء التصعيد الحالي.

وهنا يرى الصحفي فريد أحمد حسن أنَّ مساندة حزب الله لحركة حماس بعد السابع من تشرين الأول (أكتوبر) أسعد اللبنانيين المتعاطفين مع غزة، لكنه أيضاً في نفس الوقت يقلقهم مثلما يقلق غير اللبنانيين خشية حلول لحظة تتجاوز فيها دولة الاحتلال قواعد الاشتباك والمعادلات القائمة بتدمير العاصمة بيروت، وفتح باب للحرب يصعب إغلاقه، بنتائج سلبية على كامل المنطقة، خصوصاً أنَّ واقع الحال يؤكد أن الأمر لن يتوقف عند تبادل حزب الله وإسرائيل القصف عند الحدود ولا عند الرد الانتقامي لمقتل هذا أو ذاك من هذا الطرف أو ذاك.

إقرأ أيضاً: مخاوف في لبنان من تكرار سيناريو حرب تموز 2006‎

حقيقة الأمر نستنتج من كل المعطيات السابقة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحاول الضغط على حزب الله عبر خلق معادلة التهجير المتبادل، حيث يسعى بنيامين نتنياهو الى تسريع إعادة النازحين من مناطق الشمال، مقابل إعادة النازحين اللبنانيين إلى مناطق الجنوب، وهي في ظاهرها قد تبدو بداية نهاية تلك الحرب التي تنهي بتلك الساعات عامها الاول، إلا أن استهداف إسرائيل جميع القيادات الثقيلة بحزب الله جعل من الصعب التكهن بما ستؤول اليه الأمور بين الجانبين في الفترة القادمة، لا سيما مع تأكيد طهران استعدادها لضرب العمق الإسرائيلي مرة أخرى اذا تم استهدافها بشكل مباشر، فهل تشهد الساعات القادمة بداية العام الثاني لتلك الحرب المدمرة، أم نتجه لتسوية ترضى جميع الأطراف وتوقف آله الدمار والقتل، وربما البداية تكون عبر هدنة لفترة ما لإنهاء تلك الحرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف