الجاليات الفلسطينية في أوروبا ودورها الوطني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كان تنظيم الجالية الفلسطينية في مدينة بريمن الألمانية معرضًا تحت عنوان "فلسطين حرة"، بمثابة صحوة قوية ضد الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية التي تنفذها إسرائيل على أرض غزة وبعض المناطق في الضفة الغربية.
وقد كانت الحرب على غزة، التي شهدت استشهاد أكثر من 43 ألف فلسطيني وإصابة ما يربو عن 104 آلاف، فضلًا عن المفقودين تحت الأنقاض والمشردين في مناطق الإيواء بدون مأكل أو مياه نظيفة أو حتى أبسط الوسائل التي تعينهم على الحياة، قد دقت ناقوس خطر بمجاعة وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني. هذا ما دفع الجاليات الفلسطينية والعربية في أوروبا إلى تنظيم مسيرات مؤيدة لفلسطين، ومنددة بسياسات الاحتلال بحق أصحاب الأرض، ومطالبة بسرعة إنهاء الحرب وترك الأهالي يعيشون في سلام بدون تخويفهم وإرهابهم بكل وسائل القتل والقمع الإسرائيلية التي تخالف المواثيق الحقوقية والإنسانية كافة.
ويبقى دور هذه الجاليات في العالم لا يقل أهمية عن دور العمل السياسي، وهذا ما ظهر جليًا في معرض بريمن الألماني، وأكثر ما عزز هذا الدور هو تضامن المواطنين الألمان وغيرهم من جميع الدول الأوروبية مع غزة، حيث طالب الجميع بسرعة إنهاء الحرب وانتهاء مسلسل قتل الأطفال على يد الاحتلال.
ويبدو أن هذا الموقف قد ساهم في تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية، خاصة بعد أن ضم المعرض الألماني زوايا متنوعة تعرض مشغولات يدوية فلسطينية، كالمطرزات، إضافة إلى ركن خاص بالكوفية وألبسة تراثية تعكس الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني. وكان هذا جزءًا من جهود الجالية لإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الأذهان، وتعزيز التراث الفلسطيني كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.
إقرأ أيضاً: المملكة العربية السعودية وقيام الدولة الفلسطينية
كما أن تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية يستهدف الحفاظ على التراث الفلسطيني باعتباره رمزًا من رموز النضال ضد الاحتلال، وكذلك إحياء القضية الفلسطينية وعرض ممارسات الاحتلال غير الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، وترسيخ التراث الغني للشعب الفلسطيني في نفوس الأجيال الجديدة، إذ يُعد هذا التراث رمزًا من رموز النضال ضد الاحتلال.
ربما تستهدف هذه الفعاليات تعزيز التضامن الدولي مع فلسطين، وتسليط الضوء على التراث الغني للشعب الفلسطيني وترسيخه في نفوس الأجيال الشابة. فأبناء الشعب الفلسطيني الذين يعيشون في الخارج ينظرون إلى قضيتهم كأهم قضية عربيًا وإسلاميًا وإقليميًا وللعالم أجمع، لذا يقومون بدور المساندة لها قاطبة، ويضغطون على حكومات العالم للتصويت على قرارات تصب في صالح القضية الفلسطينية. وقد يكون للجاليات الفلسطينية التأثير الأكبر، ويعتمد هذا على حجم الانتماء للتراب الفلسطيني والإيمان الحقيقي بحتمية قيام دولة فلسطينية مستقلة ووقف الحرب الشعواء للاحتلال على أبناء الأرض.
إقرأ أيضاً: تنامي نفوذ السنوار يزيد حرب غزة اشتعالاً
وهنا يكمن الأمل في الجاليات الفلسطينية في استمرارية مناداة حكومات العالم وإقناعها بعدم مساندة إسرائيل، وكذلك في حق حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية متكاملة تضم الضفة الغربية وغزة وجميع ربوع فلسطين.
كما أن هذه الجاليات تلعب دورًا كبيرًا في الضغط على حكومات العالم، وخاصة الدول الغربية التي تدعم الكيان المحتل، بوقف هذا الدعم فورًا، والاعتراف بحق الفلسطينيين في أرضهم ووقف الحرب التي تأكل أبناء الدولة الفلسطينية.
إقرأ أيضاً: عودة الهدوء إلى جنين.. هل يخفض الضغط الاقتصادي؟
ربما يكون هذا الدور هو التأثير على صناع السياسات الرسمية في سبيل تحقيق هدف تسعى إليه الجاليات، وهو قوتها التأثيرية وصوتها الموحد وإيمانها بعدالة قضيتها، وحق الشعب الفلسطيني في الحياة الآمنة المستقرة بعيدًا عن الحرب والدمار والتشريد.
وقد يمتد دور هذه الجاليات في كشف أساليب دولة الاحتلال وزيف ادعاءاتها ضد الشعب الفلسطيني، وفضح ممارساتها التوسعية على حساب الشعب. لذا، تستخدم أساليب الدعم والإقناع والقدرة على إقناع العالم بخطة إسرائيل التوسعية وسعيها لمحو القضية الفلسطينية من الوجود.
وقد تنجح مساعي هذه الجاليات في التأكيد على حق الشعب الفلسطيني التاريخي في الحياة، وأن تكون للفلسطينيين دولة مستقلة عاصمتها "القدس".