بات مستقبل فلسطين حديث العالم برمته، خاصة بعد اغتيال إسرائيل زعيم حركة حماس يحيى السنوار، مهندس هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر) أو "طوفان الأقصى"، الذي كان هدفاً رئيسياً لإسرائيل.

واستهدفت إسرائيل السنوار بعد أشهر من ادعائها بأنه كان يختبئ في أنفاق خلف دروع بشرية في غزة، ونجحت في إصابته بجروح خطيرة بنيران دبابة عندما كان فوق الأرض بمفرده، حيث كان جالساً على كرسي مغطى بالغبار في شقة مدمرة، وصورته طائرة بدون طيار أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وبعد اغتيال السنوار، عاد الحديث عن مصير مستقبل غزة وفلسطين، وهذا ما دفع واشنطن ممثلة في الكونغرس الأميركي إلى إبداء رأيها بضرورة تسليم إدارة فلسطين للمملكة العربية السعودية، حتى تنعم فلسطين بالهدوء والاستقرار.

إقرأ أيضاً: حلول سلمية لإنهاء التوترات الجيوسياسية

ربما يبدو هذا المقترح بمثابة فتح باب جديد أمام المرحلة التالية من الطموحات الجيوسياسية الأميركية، فهل ترغب واشنطن في إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط مجدداً بهذا المقترح؟

قد يكون هذا القرار الأفضل لمستقبل فلسطين، بأن يعود الهدوء والاستقرار مجدداً إلى قطاع غزة ومختلف الأراضي الفلسطينية. ففي حالة موافقة المملكة وجميع الأطراف على المقترح، قد نرى فلسطين دولة آمنة مستقرة تنعم بالحرية والاستقلال، لأن المملكة بالتأكيد في حالة موافقتها، وكذلك جميع الأطراف، ستعمل على تنفيذ حل الدولتين والمساعدة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. من بعد ذلك، ستنعم فلسطين بالاستقرار والأمان، وكذلك ينتعش اقتصادها مجدداً، ما يأتي بالخير على فلسطين نفسها، وكذلك على منطقة الشرق الأوسط التي سوف يسودها الهدوء تحت إدارة جديدة رشيدة.

إقرأ أيضاً: كيف تحمي أميركا "إسرائيل" من الهجوم الإيراني المحتمل؟

وقد يقودنا هذا إلى هدف بعيد المدى، وهو إعادة إعمار غزة وانتشال الشعب الفلسطيني من نكباته وأزماته، وبناء مستقبل أفضل لفلسطين والمنطقة ككل. بأن تكف إسرائيل عن إبادة الشعب الفلسطيني، وتتعهد الولايات المتحدة الأميركية بأن تنعم البلاد بالأمن والأمان، تحت قيادة حكيمة تعرف جيداً كيف تمسك زمام الأمور وكيف تفاوض الاحتلال على حل الدولتين، وإعادة فلسطين دولة حرة مستقلة، خالية من الحرب وقتل الأطفال والفتك بالنساء والشيوخ واعتقال الشباب وتدمير المستقبل.

وهذا الاقتراح إذا طُبِّق، سوف يجنب الفلسطينيين أحداثاً صعبة، مثل تبعات حرب الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين بعد أحداث السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وسيتم استبعاد كل سيناريوهات الحرب وبدء مرحلة جديدة من التهدئة والاستقرار والسلام، والعمل على إعادة الرهائن إلى ديارهم، وإنهاء الحرب في غزة، ورسم مسار إلى الأمام يمكن سكان غزة من إعادة بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم بعيداً عن الحرب وقبضة حماس.

إقرأ أيضاً: إسرائيل واغتيال الطفولة في غزة

وفي النهاية، بالرغم من ادعاءات المسؤولين الأميركيين برغبتهم في تحقيق العدالة للفلسطينيين أو دعمهم لحل الدولتين، فإنهم لا يذكرون كثيراً حق الفلسطينيين في تقرير المصير. ولم تتضمن أي من الخطط التي طرحت بعد الحرب انتخابات أو عملية تسمح للفلسطينيين بالتعبير عن رأيهم في مستقبلهم بعد تحملهم للطوارئ الإنسانية التي فرضتها الحرب الإسرائيلية ضدهم، فربما يرسم الفلسطينيون بأنفسهم مستقبلاً أفضل يحقق تطلعاتهم المستقبلية في دولة مستقلة تنعم بالسلام!