تطورات الملف النووي الإيراني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بدأت الدول الأوروبية الثلاث وممثل الاتحاد الأوروبي الجولة الأولى من مفاوضاتهم مع نائب وزير الخارجية للنظام الإيراني في جنيف. تشير جميع الأدلة إلى أنَّ النظام الإيراني كان الساعي وراء هذا اللقاء ويسعى لتسريع وتيرته. استراتيجية النظام هي، كما في السابق، إطالة أمد المفاوضات وحتى تقديم بعض التنازلات من أجل كسب الوقت، لأنه الآن في وضع أضعف من حيث توازن القوى. النظام في أمسّ الحاجة لمنع إصدار تقرير قوي من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الاجتماع القادم لمجلس المحافظين، لأن هذا التقرير قد يؤدي إلى تفعيل آلية الزناد. عباس عراقجي هدد بتغيير مسار البرنامج النووي لمنع تفعيل هذه الآلية. من جهة أخرى، ادعى رئيس منظمة الطاقة الذرية للنظام الإيراني أنه صدرت أوامر بتشغيل 6000 جهاز طرد مركزي جديد، لكن يبدو أن هذه التهديدات مجرد تصريحات فارغة.
قبل أيام قليلة، قال فريدون عباسي، الذي كان في السابق رئيسًا لمنظمة الطاقة الذرية للنظام، إنه إذا أردنا العودة إلى الماضي، فإن تشغيل مفاعل الماء الثقيل في أراك، على سبيل المثال، سيستغرق عامًا. واقع الحال هو أن النظام، وهو في حالة يأس، يحاول بأي وسيلة ممكنة منع تفعيل آلية الزناد.
الجولة الأولى من المفاوضات يبدو أنها لم تكن ناجحة. مدير إدارة الأمن الخارجي في فرنسا صرح يوم الجمعة، 29 تشرين الثاني (نوفمبر)، خلال اجتماعه مع نظيره البريطاني في باريس، بأن خطر تطوير الأسلحة النووية من قبل النظام الإيراني في الأشهر القادمة يمثل تهديدًا جديًا دون شك، وأن بريطانيا وفرنسا تعملان على تصميم استراتيجياتهما استعدادًا لمثل هذا الاحتمال.
من جانبه، قال رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6) إنَّ الطموحات النووية للنظام الإيراني تهدد الجميع، وخاصة أصدقاء بريطانيا وفرنسا في منطقة الخليج.
عادةً خلال المفاوضات، يسعى الطرفان لممارسة أقصى قدر من الضغط على بعضهما البعض للحصول على المزيد من الامتيازات. لكن هذه المرة، لأسباب مختلفة، من بينها انتهاء مهلة قرار الأمم المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، فإن المسألة بالنسبة للأوروبيين باتت أكثر جدية بسبب مصالحهم الخاصة.
إقرأ أيضاً: مقاومة إيران وتغيير السياسات العالمية
من ناحية أخرى، تسبب الحديث عن المفاوضات في تأجيج الصراعات والخلافات داخل النظام الإيراني. صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري كتبت أن الأوروبيين، من خلال إصدار قرارات مسبقة، يمهدون الطريق لتفعيل آلية الزناد. أما صحيفة "كيهان"، فأشارت إلى التطورات الأخيرة في سوريا، وقالت إنه بينما كان أصدقاؤنا في إيران يعدون تمهیدات التفاوض مع الغرب، كان الطرف الآخر منشغلًا بإعادة إحياء الإرهابيين التكفيريين في سوريا. وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن المفاوضات في مثل هذا الوضع لن يؤدي لنا سوى تفكيك الوحدة الداخلية.
إقرأ أيضاً: فشل سياسة المسايرة
لا شك أنَّ النظام الإيراني يحاول باستخدام مختلف الحيل لكسب الوقت من أجل تجنب تفعيل آلية الزناد، لكن العالم يدرك الآن أن لا خيار سوى إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن الستة وتفعيل آلية الزناد ضد النظام الإيراني. ولا شك أن سقوط بشار الأسد والضربات التي تلقتها قوات النظام الإيراني ووكلاؤه في المنطقة ساهمت في تمهيد الطريق لعودة العقوبات ضد النظام وتضعيف موقفه على طاولة المفاوضة.