تظاهروا ضد حرب غزة ودعماً لحقوق الفلسطينيين:
هل حققت الاحتجاجات الطلابية أهدافها؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حالة واسعة من التضامن مع غزة شهدتها جامعات العالم، وخاصة الجامعات الأميركية والأوروبية، على مدار العام الماضي، وذلك بعد شن إسرائيل واحدة من أعنف الحروب الدامية على قطاع غزة، والتي خلفت حتى الآن 45 ألف شهيد، إضافة إلى 107 آلاف جريح، بينهم 18 ألف طفل شهيد، كما ارتكب الاحتلال حوالى 10 آلاف مجزرة، ليحول القطاع إلى مقبرة فلسطينية كبيرة.
وعلى إثر ذلك، شهدت الجامعات الأميركية والأوروبية موجات واسعة من التظاهرات والاحتجاجات الطلابية، والتي طالبت بوقف الحرب على قطاع غزة. وذهب البعض إلى التخييم داخل الحرم الجامعي وتحويله إلى معسكرات اعتصام لزيادة الضغط على السلطات من أجل التنديد بالحرب الإسرائيلية على غزة، وكذلك المناداة بقطع العلاقات مع تل أبيب، في خطوة تهدف لأن ترفع دولة الاحتلال يدها عن أهالي غزة وتوقف مسلسل القتل والتجويع والتشريد الذي يعيشه الأهالي منذ أكثر من عام.
وكانت شرارة اندلاع الاحتجاجات ضد الهجوم الإسرائيلي على غزة قد بدأت بجامعة كولومبيا في نيويورك، وفي نفس الوقت تدخلت شرطة نيويورك بطلب من إدارة الجامعة لفض الاعتصام، مما أسفر عن اعتقال أكثر من 100 متظاهر.
إقرأ أيضاً: صفقة تبادل الأسرى ومصالح الغزيين
وبعد هذه الواقعة، اندلعت شرارة الاحتجاجات في جامعات أخرى في جميع أنحاء العالم، والتي تندد بالحرب على غزة وتطالب سلطات بلادها بقطع العلاقات فورًا مع إسرائيل والضغط عليها لوقف تلك الحرب.
ومن بين الجامعات التي شهدت احتجاجات ضخمة ورد فعل سريع، جامعات ميشيغان ونورث كارولاينا وكاليفورنيا، وعادة ما انتهت الأحداث بفض المعسكرات واعتقال الطلاب المشاركين.
ولكن، إذا بحثنا عن نتائج هذا الحراك الطلابي، نجد أنه حقق نجاحًا ملحوظًا في لفت الأنظار إلى القضية الفلسطينية، كما أجبر كبار المسؤولين في البيت الأبيض، وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، على مناقشة الموضوع علنًا، وإعادة النظر في التأييد والدعم المطلق لإسرائيل على حساب شعب غزة الذي يُقتل ويُباد يوميًا.
إقرأ أيضاً: إغلاق معبر الجلمة.. حصار اقتصادي جديد على أهالي الضفة
وربما يكون هذا الزخم من الاحتجاجات الطلابية، خاصة في الجامعات الأميركية، قد نجح في الضغط على السلطات الأميركية لتغيير موقفها مع إسرائيل وإعادة النظر في مسألة الدعم المتواصل واللانهائي لدولة الاحتلال، وكذلك الدعم التسليحي من أجل قتل أطفال غزة.
وقد نادت تلك الاحتجاجات بضرورة التوصل إلى تسوية سلمية في الشرق الأوسط أو وقف إطلاق النار، ورغم أنها لم تحقق هذا الهدف، إلا أنها اكتسبت زخمًا واهتمامًا كبيرًا وأعادت طرح القضية الفلسطينية بمنظور مختلف أمام الأجندة الدولية. وهذا قد يدفع المسؤولين إلى مناقشة وإعادة النظر في علاقتهم مع إسرائيل، وإعادة ترتيبها بالشكل الذي قد يرضي الشباب الثائر وأيضًا يدعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة والنجاة من الموت والتصفية على يد إسرائيل.
إقرأ أيضاً: مروان البرغوثي.. من السجن إلى الرئاسة؟!
ولكنَّ المسألة هنا تتعلق بشلل المؤسَّسات الأممية الفاعلة ووجود قصور في دور الأمم المتحدة. فالجامعات نجحت في إعطاء الزخم للقضية الفلسطينية، ونجحت في تقريب صورة ما يجري في فلسطين إلى المجتمعات الغربية التي كانت لا تكترث كثيرًا لملف فلسطين، وبالفعل حدث تعاطف دولي كبير يكبر ويفيد بأن القضية الفلسطينية باقية ومهمة ويجب أن يكون لها حل عاجل وسريع.
ويبقى الفضل في هذه النتائج متمثلًا في دور الجامعات في النداء بضرورة إيقاف الحرب. فحقًا الجامعات لا تملك سلطة قانون أو أداة ضغط على حكوماتها، لكنها تضع إسرائيل في حرج كبير، لأنها تفتح أعين الناس على الحقيقة التي تخفيها وسائل الإعلام، وتعيد القضية الفلسطينية إلى دائرة المناقشات الدولية من جديد لتضع حدًا للحرب الإسرائيلية على غزة، أو تقدم حلاً لتلك الأزمة والقضية إنصافًا للإنسانية وحقوق الشعب الفلسطيني.