أسامة العيسة من القدس، وكالات: اغارت الطائرات الاسرائيلية اليوم على مطار القليعات العسكري في شمال لبنان. وهذا هو المطار الثالث الذي يتعرض للقصف يوم الخميس بعد قصف مطار بيروت الدولي الذي يستخدم للمدنيين ومطار رياق في سهل البقاع الشرقي الذي يستخدم لعدد قليل من طائرات الهليكوبتر الامريكية الصنع وليس به مقاتلات او قاذفات. وقالت مصادر أمنية إسرائيلية بان حزب الله اللبناني وسع نطاق الأهداف التي يطلق عليها صواريخ الكاتيوشا، لتصل جميع المدن والبلدات في الجليل، ولم يعد سقوط الكاتيوشا يقتصر على المناطق الحدودية كما كان يحدث سابقا. ووفقا لهذه المصادر، فان حزب الله أطلق حتى مساء اليوم 85 صاروخ كاتيوشا، أدت إلى إصابة 91 إسرائيليا، ومقتل إسرائيلية في مدينة نهاريا، وان اثنين من بين المصابين أصيبوا إصابات وصفت بالبالغة، واربع إصابات متوسطة، والباقي أصيبوا بجراح خفيفة أو أصيبوا بالصدمة.

وقال مراسلو وسائل الإعلام الإسرائيلية، بان لا أحد من الإسرائيليين يظهر في الجليل، إلا محبي الاستطلاع والفضوليين، وان الجميع نزل إلى الملاجئ، بينما تمت عمليات نزوح جماعية من بعض المدن مثل نهاريا وكريات شمونة وزرعيت وغيرها من بلدات حدودية أصبحت مدن أشباح.

وطالت صواريخ حزب الله لاول مرة مدينة صفد، التي أصيب فيها 27 إسرائيليا، احداها وصفت إصابته بأنها بالغة الخطورة. وسقطت الكاتيوشا في بلدة مجد الكروم العربية القريبة من مدينة كرمئيل اليهودية، وأدى ذلك أضرار في شبكة الكهرباء. واندلعت عدة حرائق بسبب صواريخ الكاتيوشا أكبرها في جبل الجرمق، التي يطلق عليه الإسرائيليون جبل نيرون، وكان حزب الله أعلن انه قصف قيادة الجيش الإسرائيلي على هذا الجبل اكثر من مرة اليوم.

مسؤول: اسرائيل تخطط لضرب طريق بيروت دمشق
إلى ذلك نقل عن وزارة الدفاع الاسرائيلية قولها في افادة اليوم ان القوات الاسرائيلية تعتزم قصف الطريق الذي يربط بين بيروت ودمشق في اطار هجوم يهدف الى استعادة جنديين يحتجزهما حزب الله. وقال متحدث برلماني نقلا عن افادات قدمها مسؤولون بوزارة الدفاع ومسؤولون عسكريون لبعض اعضاء البرلمان "من اهداف الهجوم طريق بيروت دمشق."

حزب الله يريد نقل الجنديين الاسرائيليين الى ايران

واعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية اليوم ان حزب الله يريد نقل الجنديين الاسرائيلييين اللذين خطفهما الاربعاء الى طهران.
وقال متحدث باسم الوزارة جدعون مئير في مؤتمر صحافي "لدينا معلومات دقيقة مفادها ان حزب الله يخطط لنقل الجنديين المخطوفين الى ايران".

طهران تنفي

في المقابل نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي اليوم "بشدة" المعلومات التي تحدثت عنها وزارة الخارجية الاسرائيلية حول نقل جنديين اسرائيليين خطفهما حزب الله الشيعي اللبناني الاربعاء قرب الحدود اللبنانية السورية، الى ايران. وقال المتحدث "باتت اسرائيل اسيرة ازمة خلقتها بنفسها"، مضيفا "اسرت نفسها في ازمة عميقة وهي تردد السخافات نتيجة اليأس والعزلة المتزايدة الناتجة عن الحريق الذي اشعلته". وتابع آصفي "اننا ننفي بشكل قاطع" المعلومات الاسرائيلية حول نقل جنديين اسرائيليين الى ايران.

وكان متحدث باسم وزارة الخارجية جدعون مئير قال من جهة ثانية ان حزب الله يريد نقل الجنديين الاسرائيليين اللذين خطفهما الاربعاء الى ايران. وقال "لدينا معلومات دقيقة مفادها ان حزب الله يخطط لنقل الجنديين المخطوفين الى ايران".

اسرائيل تحمل دمشق وطهران المسؤولية

حملت اسرائيل اليوم ايران وسوريا مسؤولية التصعيد في اعمال العنف في جنوب لبنان. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية جدعون مئير في مؤتمر صحافي "لا يمكن لحزب الله ان ينشط في لبنان من دون دعم واضح من سوريا"، مشيرا الى ان الحزب الشيعي اللبناني هو "ذراع للنظام الاصولي في طهران".

الحكومة اللبنانية

بدورهاطالبت الحكومة اللبنانية اليوم ب"وقف فوري لاطلاق النار ووضع حد للعدوان الاسرائيلي"، بحسب ما اعلن وزير الاعلام غازي العريضي الذي اشار الى فشل الجهود الدبلوماسية لوقف العملية العسكرية الاسرائيلية في لبنان. وقال العريضي للصحافيين بعد جلسة لمجلس الوزراء "ان الطلب الرئيسي للبنان هو وقف فوري وشامل لاطلاق النار ووقف العدوان. لم نحصل على اي نتيجة بعد والعدوان الاسرائيلي مستمر".

واضاف "علينا ان نستخدم كل الوسائل وعلى كل المستويات لوضع حد لهذا العدوان"، مشيرا الى ان مجلس الوزراء الذي انعقد ظهرا سيأخذ استراحة لبضع ساعات على ان يلتئم مجددا الساعة 18:00 (15:00 ت غ). وقال العريضي ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تحادث اليوم مع سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ومع دول عربية من اجل الحصول على دعم دولهم لوقف الاعتداءات.

وهذه الجلسة الاستثنائية الثانية للحكومة اللبنانية منذ خطف حزب الله الاربعاء جنديين اسرائيليين ما تسبب برد مكثف لاسرائيل. وطلب لبنان الاربعاء عقد جلسة عاجلة لمجلس الامن الدولي للبحث في "العدوان الاسرائيلي" على جنوب لبنان. وجاء في البيان الرسمي ان "الحكومة اللبنانية لم تكن على علم وهي لا تتحمل المسؤولية ولا تتبنى ما جرى ويجري من احداث على الحدود الدولية".

الاتحاد الأوروبي

من جهته اعتبر الاتحاد الاوروبي اليوم ان العملية العسكرية التي تشنها اسرائيل ضد لبنان بعد اسر حزب الله جنديين اسرائيليين الاربعاء "غير متناسبة" وندد بالحصار الذي تفرضه الدولة العبرية على لبنان. وقالت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي في بيان "ان رئاسة الاتحاد الاوروبي قلقة للغاية ازاء لجوء اسرائيل غير المتناسب الى القوة في لبنان ردا على هجمات حزب الله على اسرائيل". واضافت الرئاسة "ان فرض حصار بحري وجوي على لبنان غير مبرر"، معربة عن الاسف "لمقتل مدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية".

وحذر الاتحاد الاوروبي من اي "عمل مخالف للقانون الانساني الدولي" والذي يمكن ان يؤدي الى "تفاقم الحلقة المفرغة للعنف والاعمال الأنتقامية والذي لا يخدم المصالح الامنية المشروعة لاي طرف".

وجددت الرئاسة الفنلندية للاتحاد الاوروبي دعوتها حزب الله الى الافراج عن الجنديين الاسيرين "فورا ودون شروط" ووضع حد للهجمات ضد الدولة العبرية. وطلبت اخيرا من "كل دول المنطقة العمل لاعادة الهدوء بهدف تفادي تصعيد اضافي في الوضع يصل الى حد حالة الحرب".

التعليقات