حرب غيرت وجه العراق 1-5
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حرب دخلت عامها الرابع فغيرت وجه العراق (1-5)
مخاوف انقلاب أعاقت منع احتلال بغداد
أسامة مهدي من لندن: تدخل الحرب الأميركية البريطانية في العراق هذه الايام عامها الرابع منذ ان اندلعت في العشرين من آذار (مارس) عام 2003 واسقطت نظامه بعد ثلاثة اسابيع من معارك وضع عسكريون عراقيون محترفون يقودون جيشا جيد التسليح قوامه نصف مليون عسكري خططا محكمة لتحقيق نصر فيها او مقاومة عنيدة على الاقل تستمر شهورا حتى يرغم الغازين على وقفها او الدخول في مفاوضات لانهائها .. خطط لم تجد فسحة للتطبيق حيث افسدتها قيادة سياسية متهورة وضباط غير كفوئين من الحرس الخاص لرأس النظام يحيطون بها وقرارات اصدرها المشرف على الحرس الجمهوري قصي صدام حسين فأربكت القادة العسكريين ودفعتهم لتوجيه قواتهم نحو ترك ساحة المعركة حفاظا على ارواح افرادها وتجنيبها مزيدا من الخسائر غير المبررة .
إقرأ في الشأن العراقي
الكشف عن هوية مسؤول كبير في نظام صدام سرب معلومات
وزير الخارجية العراقي تعاون مع "سي آي أي"
الحرب على العراق تدخل عامها الرابع
الأردن يحذر من توسع النزاع وبوش يدافع
*مقتل 8 من الشرطة في هجوم شمال بغداد
ما كسبناه بعد 3 سنوات في العراق
الذكرى الثالثة للاجتياح الاميركي للعراق
بدأوا الحرب لإسقاط دكتاتور وعادوا ليبحثوا عن آخر
ديمقراطية مشوهة تقرب من حرب أهلية في العراق
علاوي: العراق في حرب أهلية مشؤومة
في حال فشل أميركي في العراق
فرنسا تتخوف على استقرار الشرق الاوسط
بعد مرور ثلاث سنوات على احتلال العراق
توتر العلاقات الايرانية - الأميركية يتفاقم
ترشيح الجعفري وصلاحيات مجلس الامن عالقتان
أميركا تعتقل العشرات في تظاهرة ضد الحرب على العراق
القذافي: صدام حسين الرئيس الشرعي للعراق
أعلنا مواقف وتوجهات حيال كل قضايا المنطقة
شيراك وعبدالله الثاني في الإيليزيه : توافق تام
مصر ترحب بالحوار الأميركي الإيراني بشأن العراق
مليونا عراقي الى كربلاء وسط مخاوف
ألمانيا لا تأمل كثيراً باستقرار في العراق
عملية الحشد: القاعدة تنفي اعتقال أي من ناشطيها
اعتقال 16 ارهابيا بينهم مصريان جنوب بغداد
إغلاق مطار بغداد واعتقال 35 مسلحاً بينهم مصريان
علماء المسلمين : المشروع الأميركي فشل في العراق
علماء المسلمين تتهم القوات الأميركية بتصفية السنة
الحكيم يدعو لتشكيل لجان شعبية مسلحة
وبرغم ان الحرب قد حققت معظم اهدافها الا انها لم تنجز نصرا نهائيا للذين بدأوها ولم يستطيعوا انهاءها بعد وحيث يخوضون معارك يومية تلحق بهم خسائر مستديمة بلغت الى حد اليوم 2316 قتيلا اميركيا و103 قتيلا بريطانيا بينما اقتربت كلفتها من 250 مليار دولار في حين سقط أكثر من 30 ألف عراقي قتيلاً في العمليات العسكرية بحسب تصريحات الرئيس الأميركي جورج بوش رغم أن محللين وخبراء آخرين يؤكدون إن عدد القتلى العراقيين اكثر من ذلك بكثير .
وعلى امتداد خمس حلقات يومية ستتابع "ايلاف" المتغيرات التي شهدها العراق منذ بدء الحرب نتناول في الاولى منها اليوم معركة بغداد الحاسمة التي حسمت حرب احتلال العراق لصالح الحلفاء وسقوط النظام الحاكم في بغداد .. ثم نعرج على الاوضاع السياسية الراهنة التي افرزتها مرحلة مابعد الحرب ووضعت العراق على شفا حرب اهلية نتبعها بالاخريات التي ستكون عن الهروب الجديد من العراق للكفاءات والاقليات .. ثم التدخل الايراني في شؤون العراق .. واخيرا عن قوة المسلحين ومجاميعهم الناشطة في العراق .. وهنا الحلقة الاولى :
احتلال بغداد وسقوط النظام
من خلال شهادات جمعتها "ايلاف" من احاديث متفرقة مع ضباط عسكريين محترفين تأكد ان سبب خسارة الحرب والسقوط السريع لبغداد كان سوء تطبيق خطة حمايتها التي وضعها ضباط اركان وقادة اصحاب خبرة وكفاءة في التخطيط العسكري .. فالخطة هذه كانت قد اخذت في الحسبان القوة الاميركية الهائلة واسلحتها ومعداتها المتطورة وكيفية التعامل معها وسد المنافذ عليها كمرحلة اولى للدخول في المرحلة الثانية الهادفة الى تطوير المواجهة لارغام العدو على نشر قواته على اكبر مساحة ممكنة بالشكل الذي يشتت جهدها وفاعليتها حيث اخذ هؤلاء الضباط في الحسبان ان القوات البرية هي التي تحسم نتائج الحروب والمعارك وعلى هذا الاساس وضعت خطة الدفاع عن بغداد من خلال تقديرات توقعت ان تباشر القوات الاميركية الهجوم على العاصمة بقوات قوامها 80 الف جندي من مشاة البحرية (المارينز) والفرق الالية والمدرعة من اصل 160 الف هو مجموع القوات التي زج بها البنتاغون لاحتلال العراق واسقاط نظامه .
يؤكد اللواء الركن حميد عباس محمود ضابط المقر العام في وزارة الدفاع السابقة ان المخططين العسكريين العراقيين كانوا يعرفون ان الارض حول بغداد مستوية وليست فيها موانع طبيعية تعيق عمليا الانزال الجوي والنقل البري ويدركون ايضا ان شبكة الطرق المعبدة جيدا التي توصل الى العاصمة من ناحيتي الجنوب والغرب ستتدفق منهما القوات الاميركية صوب العاصمة لذا فان الخطة ركزت على سد المنافذ بثلاثة خطوط دفاعية على شكل نصف دائرة تبدأ من معسكر التاجي (شرق) مرورا بمعسكر ابي غريب (غرب) وتنتهي بخان بني سعد (40 كم شمال شرق العاصمة) في محافظة ديالى . وفعلا فقد تم في الخط الاول نشر بطريات مدفعية من مختلف العيارات وراجمات صواريخ لمقاومة الدبابات والمدرعات معززة بمنظومات دفاع جوي ضد طائرات الهيلكوبتر . . فيما توزعت على الخط الثاني سبع فرق مدرعة اخرى من الحرس الجمهوري وثلاث فرق مدرعة اخرى من الجيش .. واضطرت القيادة العسكرية الى الاستعانة بدبابات تي 54 وتي 55 السوفيتية القديمة لسد النقص من دبابات تي 72 المتطورة والاكفأ قتاليا .. اما الخط الثالث فقد خصص للاشتباك المباشر وزجت فيه قوات من الصاعقة والمغاوير والمشاة وحملة قاذفات "ار بي جي" وكانت المسافة بين خط واخر تتراوح بين 8 و 10 كيلومترات .. وللتذكير فقط فان الخط الثالث كان يلامس ضواحي العاصمة اي خارج حدود امانة العاصمة .
ولم تاخذ هذه الخطة في اعتبارها قوات الجيش الشعبي وجيش القدس وفدائيي صدام ادراكا من القادة العسكريين ان هذه الوحدات لا تصلح للحروب التقليدية والاشتباكات البرية المفتوحة فعهدوا اليها مجتمعة مهمة الانتشار في داخل بغداد لتامين الحماية في حال حدوث حركات تمرد اوشغب كما قالت الخطة . ولكن الذي حدث ان تدخلات قد حصلت في هذه الخطة وادخلت عليها ما سمي بالتعديلات في الاسبوع الثاني للقتال وبالتحديد في الثلاثين من اذار (مارس) بعد ان اعتمدت القوات الاميركية خطة الالتفاف على المدن من منطقتي الجنوب والفرات الاوسط . وكانت القيادة السياسية العراقية تعتقد ان هذه الخطة دعائية وليست عملياتية .. فما دامت المدن لم تسقط ولم يتم احتلالها والسيطرة عليها من قبل القوات المهاجمة فان المسالة ليست في صالح العدو وعلى هذا الاساس تم تغيير خطة امن بغداد والدفاع عنها .. وقد حاول الفريق سلطان هاشم وزير الدفاع العراقي خلال الحرب والمعتقل حاليا الابقاء على الخطة الاصلية كما هي ولما لم ينجح فقد تحفظ على التغييرات التي ادخلت عليها من القيادة السياسية.
دخول بدون قتال
لقد سقطت بغداد ودخلت الدبابات الاميركية من مداخل ابو غريب الغربية والدورة الشمالية والصويرة وسلمان باك الجنوبية بعد ان تهاوت خطوط الدفاع وانقطع الاتصال وانفقد التنسيق بينها نتيجة تخلخل الخطة والتغييرات التي ادخلت عليها واستياء القادة والضباط وغياب الانضباط .. وحيث تأكد ان قطعات عدة لم تقاتل واخرى لم تتحرك من مواضعها عندما صار العدو خلفها .. فسادت اللامبالاة في اوساط القادة والامرين في وقت لم يعد ينفع معه الحساب والعقاب .. لانه لم يعد هناك من يامر و يوجه .
لقد كانت القوات الاميركية التي احتلت مطار بغداد الدولي في الثامن من نيسان (ابريل) عام 2003 قليلة العدد ونقلت يالهيلكوبترات وكان من الممكن معالجتها بسهولة من خلال الاشتباك المباشر .. وكان من الممكن اعاقة تقدم الدبابات الاميركية في قاطع سلمان باك (30 كم جنوب بغداد) ومنع انتشارها باتجاه شرق العاصمة خاصة وانها سلكت طرقا معبدة واستخدمت جسورا ثابتة . فعندما تتحرك 16 دبابة اميركية من الدورة بضواحي بغداد الجنوبية الى مطار بغداد غربها على الطريق السريعة في مناورة تكتيكية في الرابع من نيسان دون ان تحاصر وتؤسر ولايتطلب ذلك جهدا كبيرا او قوات ضخمة فيمكن وضع مركبات عدة او سيارات ثقيلة في الطريق الذي سلكته والاشتباك معها فان ذلك يعني خللا عسكريا احدث اثرا نفسيا سلبيا هائلا .. كانت نتيجته انهيار الخطة العراقية التي لم يتم التقيد بها جملة وتفصيلا .
ان ماحدث في بغداد خلال الاسبوع الاخير من الحرب وابتداء من الاول من نيسان وحتى التاسع منه شيء يخالف كل القواعد العسكرية تتحمل مسؤوليته يالدرجة الاولى القيادة السياسية التي تصرفت من دون ان تعي النتائج المترتبة على النجاحات الاميركية في التقدم السريع من الجنوب والغرب .. ومن ثم القيادة العسكرية التي خضعت لاملاءات واوامر القيادة السياسية والتزمت بها .
اوامر بالانسحاب
وفي شهادات اخرى عن ايام سقوط النظام لضباط اخرين قال العقيد هيثم من "الدفاع الجوي" وكان مسئولا عن أحد بطاريات صواريخ جو - جو من نوع سام في منطقة أبو غريب انه في يوم 30 أو 31 من آذار (مارس) أمرت القيادة الحرس الجمهوري بالانسحاب من كربلاء والكوت والارتداد إلى بغداد. وأضاف كانت خطة الدفاع عن بغداد في صورة حزامين من المدافعين المنتمين إلى الجيش أقيم أحدهما على بعد 100 كيلومتر عن المدينة والآخرعلى بعد 50 كيلومترا بينما كانت قوات الحرس الجمهوري تتمترس خلف قطعات الجيش حول بغداد مشكلة خطا دفاعيا ثالثا. وعندما سمع الجيش في الجنوب بالانسحاب بدأت مقاومته بالانهيار .
وفي السادس من نيسان تلقى الجيش أوامر بالتخلي عن جنوب العراق وإعادة الانتشار للدفاع عن بغداد. وأكد العقيد هيثم أن فرق الحرس الجمهوري بكاملها جرى سحبها من مواقعها. ويشير إلى انه رأى قوات الحرس الجمهوري التي كانت موجودة غرب بغداد تنسحب يوم السابع من نيسان بناء على أوامر صادرة من قصي نجل صدام الذي كان مشرفا عليها ثم قام جنود تلك الفرق بالتخلص من ملابسهم العسكرية وانطلقوا إلى بيوتهم. أما بطاريتي فلم يبق بها سوى صاروخ واحد من نوع سام -3 عند ذلك طلبت من جنودي الذهاب إلى منازلهم، وذلك فجر الثلاثاء 8 نيسان .
الملازم نصير هاشم يقول إن وحدته التابعة لفرقة من الحرس الجمهوري تلقت الأوامر يوم الخامس من نيسان بالانسحاب من الصويرة والارتداد إلى بغداد من دون أن يحدد لها موقع للمرابطة فيه"، ويضيف "عندما وصلنا بغداد انتشرنا في منطقة الدورة "16 كيلومترا عن مركز بغداد" ولكن لاحظنا الارتباك يحل ببقية الوحدات القريبة .. وفي اليوم السابع تلقينا الأوامر بالذهاب إلى منازلنا ولانزال نجهل ماذا حدث" وهي اوامر اصدرها قادة الوحدات بدون الرجوع الى القيادة وذلك حفاظا على ارواح الجنود من منتسبي وحداتهم .
قد تكون الحرب النفسية الأميركية نجحت في التأثير على معنويات القوات المسلحة العراقية إذ قامت القوات المهاجمة بإلقاء المنشورات على المواقع العراقية وكانت مكبرات الصوت الصادرة عن القوات الأميركية تنادي بعض القادة في الحرس الجمهوري وبالأسماء أحيانا وتطلب منهم عدم القتال وتؤكد أن مصلحتهم في عدم المقاومة. كما أن القصف الجوي المكثف أثر بدوره على معنويات المقاتلين ولاسيما أن الأسلحة الأميركية كانت دقيقة التصويب باتجاه أهدافها.
انهيار مفاجئ
ويقول ضابط الأمن النقيب محمد الدليمي وكان واجبه ومجموعته إسناد الحرس الجمهوري في منطقة أبو غريب لكن مجموعته والمقاتلين من عناصر فرقة القدس والحزب كانوا يقصفون خطأ من قبل المدفعية التابعة للحرس الجمهوري التي كانت موجودة في منطقة الغزالية وهذا دليل على غياب التنسيق والارتباك. ويؤكد المقدم الركن طه علي حسين الدوري انه على رغم القصف الجوي الأميركي الكثيف تمكنت قوات كبيرة من الحرس الجمهوري من البقاء قريبا من المواقع المحددة لها لحمايتها. على الأقل كان هناك دافع واحد لهؤلاء وهو الخلاص من الإعدام الذي كان عقوبة الهاربين من الخدمة مادام صدام في الحكم. ويشير المقدم الركن الدوري "أن قلة نسبية من جنود الحرس الجمهوري قتلوا في المعارك بينما نجت القوات العراقية من القصف الجوي أساسا ببقائها بعيدا عن الدروع التي كان الطيارون الأميركيون يستهدفونها وحين بدأ تقدم المدرعات الأميركية كانت قوات الحرس الجمهوري في معظمها تهرب والكثيرون منهم تصرفوا من تلقاء أنفسهم بدافع الخوف والحرص على السلامة".
وقال اللواء الركن مزهر طه الغنام ضابط ركن في وزارة الدفاع العراقية خلال الحرب " من خلال منصبي في هيئة الركن بوزارة الدفاع اتيح لي الاطلاع على الشيء الكثير خلال الحرب انا اؤكد ان الانهيار المفاجئ كان مفاجأة لنا في وزارة الدفاع".
واضاف الغنام " لم يسمح لوزارة الدفاع ان تخطط للدفاع عن بغداد ولا ان تدير معركتها لذلك كان دور لوزارة ثانويا واوكلت هذه المهمة الى الحرس الجمهوري الذي كان يشرف عليه ويقوده قصي نجل الرئيس السابق وهذا الرجل لم يكن عسكريا انما هو خريج كلية القانون". واشار الى انه " قبل اكثر من سنة من الحرب اعدت وزارة الدفاع العدة وحولت مدن العراق الى وضع يسهل الدفاع عنه من ناحية التعبئة والاعداد على الارض وتهيئة مواضع دفاعية متعاقبة وتوزيع اكداس العتاد ومواد تموين القتال ووضعت الخطط الدفاعية للدفاع عن جميع مدن العراق وحسبت حسابات كثيرة من ضمنها التخلي عن بعض المدن ذات الاهمية الثانوية والتركيز على الدفاع عن المواقع ذات الاهمية الاستراتيجية المهمة وحسب اهمية هذه المدن وقسم العراق الى مناطق لتلافي حالة انقطاع الاتصالات وتم تعيين قادة لهذه المناطق ولكن مع الاسف ان هؤلاء لم يكونوا قادة عسكريين انما كانوا يتمتعون بصفة سياسية".
واوضح الغنام "هناك مبدأ عسكري بعدم زج القطعات قبل تنظيمها وتدريبها وتهيئة الاسناد الاداري والناري لها فعندما لاتكون هذه الامور مهيأة تجد القطعة العسكرية نفسها في حرج ولا تتمكن من ان تؤدي واجبها وهذا ما حصل، ان القوات المهاجمة تقدمت من محاور لا توجد فيها القطعات بكثافة واستفادت من قدراتها على الاستطلاع كذلك كان لديها متعاونون بشكل كبير من خارج العراق او داخله، القطعات العسكرية للحرس الجمهوري وجدت نفسها مشلولة ولم تتمكن من تأدية دورها في الدفاع عن بغداد ووزارة الدفاع كانت ممنوعة من قبل القيادة السياسية ان تدير معركة بغداد".
واشار الغنام الى ان ما حصل من تناقضات في القيادة السياسية ومنع القادة العسكريين المحترفين من اداء دورهم يعود الى اسباب امنية لان صدام كان يخشى من الانقلاب العسكري لذلك لم يقوموا بواجباتهم الرئيسية في الدفاع عن بغداد وخاصة بعد الهجوم الذي تعرض له صدام وكبار المسؤولين في الدولة يوم عندما كانوا يعقدون اجتماعا مهما في العشرين من اذار (مارس) والذي تسبب بتوجيه الاتهام لضباط بايصال معلومات الى الاميركان عن مكان الاجتماع حيث جرت عمليات اعتقال طالت 76 ضابطا من بين صفوف الجيش والحرس الجمهوري والحرس الخاص والأمن الخاص وتم تنفيذ حكم الاعدام بهم فورا .
وقال " ان الحرس الجمهوري لم يكن له قائد وهو تشكيلة غريبة علينا كعسكريين كان للحرس الجمهوري رئيس اركان وعين قصي صدام مشرفا عليه باعتبار هو القائد وحسب معلوماتي ان رئيس الاركان لايمتلك القرار الحقيقي للتصرف بالحرس وانما القرار الحقيقي بيد المشرف وهو رجل مدني يمتلك خبرات قليلة وفي تقديري ان الحرس الجمهوري لم تتوفر له القيادة المناسبة ولم تهيأ له الظروف المناسبة للدفاع عن بغداد ووزير الدفاع لم يكن يمتلك الصلاحيات اللازمة ولا يستطيع ان يصدر امرا يتعارض مع توجيهات قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد او قائد المنطقة الشمالية عزة الدوري او غيرهم لذلك فان القادة العسكريين كانوا مقيدين ومهمشين". واضاف " حسب علمي ابلغ قصي وزير الدفاع بان الدفاع عن بغداد مهمة الحرس الجمهوري وان وزارة الدفاع ما عليها الا ان تكون متفرجة في هذا الجانب مشددا على ان وزارة الدفاع كانت على ثقة ان الاجراءات المناسبة لم تتخذ للدفاع عن بغداد وهذه حقيقة" . وعن معركة المطار التي اعتبرت بداية الانهيار قال الغنام "في وزارة الدفاع ومنذ الايام الاولى قلنا لهم في القيادة ان اول هدف سيهاجم في بغداد هو المطار الدولي وكان لدينا وضوح تام بهذا الموضوع لاننا كنا نضع انفسنا مكان المهاجم".
معركة المطار..
يقول النقيب محمد من الحرس الخاص : أعلمونا أن الجيش الأميركي قد احتل منطقة الرضوانية ومطار صدام الدولي .. يوم الجمعة حضر السيد الرئيس إلى منطقة (السويف)، والتقى بالأشخاص المسؤولين عن هاي العملية وعن الشخص المسؤول الأول عن معركة المطار والرضوانية واوصى الأشخاص المسؤولين عن المطار وقال لهم "خلي يحافظ الجيش بالليل من الساعة واحدة لثنتين يدخلو المواضع لأنه من واحدة لثنتين راح تنطلق صواريخ كثيفة على منطقة الرضوانية وعلى المطار وبثلاثة أنطيكم إشارة بدلالة طلقة تنوير حمراء تبدأن الهجوم على الجيش الأميركي". واضاف "مع بداية القصف المدفعي زاد اطلاق صواريخ أرض أرض التي ضربت الأميركان داخل المطار حوالي 40 صاروخ أرض أرض وزن الصاروخ كان 1600 كيلوغرام ".
ويؤكد الضباط العراقيون ان السقوط المفاجئ والسريع للعاصمة العراقية بغداد في أيدي القوات الأميركية قد شكل صدمة للكثيرين بقدر ما مثل الصمود غير المتوقع لمدن مثل البصرة والناصرية مفاجأة لآخرين مشيرين الى ان عوامل عدة قد ساعدت على إعطاء انطباع بأن معركة بغداد ستطول أو أن المدينة ستشهد حصاراً كلاسيكياً ومن ثم حرب شوارع تدفع خلالها القوات الغازية ثمناً فادحاً قبل تحقيق أهدافها لكن الواقع يقول أن أياً من هذه التصورات لم يحدث . فقد اختار الجيش العراقي أن يتقوقع حول المدن وينسحب من الحدود ويترك المجال للقوات الغازية لاحتلال الجزء الأعظم من بلاده بما في ذلك المطارات والموانئ مما سهل سيطرة الغزاة وحل مشاكلهم اللوجستية . كما اختار الجيش الاختلاط بين المدنيين لتحاشي الضربات الجوية فيما امتنع تماماً عن استخدام سلاحه الجوي وخصوصاً المروحيات الهجومية التي كان يمكن استخدامها في مهاجمة طوابير المدرعات المصطفة على محاور التقدم في الصحراء المكشوفة .
يؤكد الضباط العراقيون ان القيادة العراقية ادارت معظم العمليات العسكرية في ظل غياب كامل للمعلومات الاستخباراتية الميدانية كما كان هناك غياب كامل أيضاً للتنسيق لم يحد من أثره استباق القيادة الحرب بتقسيم البلاد إلى أربع مناطق عسكرية بقيادات منفصلة للتخلص من مشكلات المركزية واحتمالات قطع الاتصالات. كان هدف المحيطين براس النظام الساقط صدام حسين يرتكز على "امتصاص الضربة الأولى وسحب القوات الغازية إلى حرب مدن" اعتماداً على معطيات ثبت خطؤها وقصورها التام فيما كان الهدف الأميركي واضحاً ومتكافئاً مع إمكانيات تنفيذه على الأرض ما أثمر نجاحاً واضحاً.