أخبار خاصة

لحود في أحضان حزب الله

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لحود في احضان حزب الله:
خطوتان إلى الوراء


إقرأ أيضا

يوم لبناني صاخب يفجر جلستا الحكومة والنواب
جنبلاط يشيد بالسنيورة ويهاجمسوريا وحزب الله

قمة الخرطوم تجر إلى سجال متصاعد في لبنان
بري يتحدث عن خطيئة والسنيورة يتهم وزير خارجيته

سعود الفيصل أطلع شيراك على نتائج قمة الخرطوم


وزراء الاكثرية النيابية ينسحبون للمرة الأولى

رئيس الجمهورية يهدد وزيرا بتفتيته
عادل إمام يساهم في تطيير جلسة للحكومة اللبنانية

الحريري في القاهرة: التوصل الى حل مشكلة الرئاسة قريب

القمة العربية: مشادة كلامية بين السنيورة ولحود

نص مشروع إعلان الخرطوم

انتهت قبل أن تبدأ في ظل غياب اللاعبين الكبار عنها:
قمة "الخارجين عن القانون" في رحاب الخرطوم

وفدان لبنانيان وغياب قادة بارزين
قمة القرارات الإدارية في الخرطوم

القمة العربية تختتم أعمالها اليوم:
رفض خطة أولمرت وتخصيص تمويل للقوات في دارفور

السنيورة يتهم لحود بالسعي لعرقلة الحوار اللبناني

(إيلاف) تنشر نص إعلان الخرطوم
قصة خلافات كواليس القمة العربية

القمة العربية: مشادة كلامية بين السنيورة ولحود

العرب يجددون ولاية عمرو موسى

التمديد لموسى لولاية جديدة وقرار حول دارفور
قمة الخرطوم العربية تنطلق في غياب8 قادة

القمة العربية تنطلق اليوم

لحود يبحث التطورات الإقليمية في الخرطوم

السعودية تؤكد تغيب الملك عبدالله عن قمة الخرطوم

الرئيس الموريتاني الى الخرطوم

رسالة مؤتمر الأحزاب العربية لقمة الخرطوم

ثمانية قادة عرب يغيبون عن قمة الخرطوم

قاضي للقمة : أنقذوا العراق من العنف السياسي

بلال خبيز- بيروت: لم تخل ردود الفعل على ما جرى لبنانياً في قمة الخرطوم من مبالغات سياسية لا تملك حظوظاً كبيرة من الدقة. فسرعان ما بنى التحليل السوري على مجريات ووقائع القمة العربية ما يفترض به البناء عليه، من احتمال تفجير الحوار اللبناني ووصوله إلى طريق مسدود. فضلاً عن التذكير بالاتصالات التي تجري بين الولايات المتحدة الأميركية والإدارة السورية مما يوحي ان الأمل السوري بعودة إحياء دوره في لبنان والمنطقة دولياً، لا يزال قيد التداول.

والحق ان ما تم حسمه قد حسم فعلاً. ويحتاج تغيير الوقائع فيه إلى معركة طويلة النفس، لا يبدو ان الإدارة السورية في وارد الإعداد لها اصلاً.

هذا في الجهة السورية. اما في الجهة اللبنانية، فيكاد يعصى على الفهم ان يكتب محلل سياسي في في وصف القمة العربية الأخيرة بأنها قمة العجز العربي العام، ويكتب في اليوم الثاني ان الرئيس اللبناني اميل لحود حصل على دعم لا يستهان به عربياً سيمكّنه من الاستمرار في منصبه بقوة دفعه الذاتية. والحق ان الدعم الذي قدم في هذه القمة لا يمكن التعويل عليه سلباً وإيجاباً ويجدر باللبنانيين ان لا يعلقوا امالاً خادعة على قمة غاب عنها اقطابها.

لا شك ان ما جرى في الخرطوم وما استتبعه في لبنان من مشادات كلامية بين الرئيس لحود ووزراء الاكثرية النيابية يؤشر إلى تحولات ما في تموضع موازين القوى اللبنانية اليوم. وبصرف النظر عن التمنيات السورية من انفجار الحوار او استحصال اسباب قوة جديدة ومتجددة، فإن الرئيس لحود لا يزال يمثل عقبة دستورية امام التغيير المنشود من قبل الأكثرية النيابية، لكنه لا يمثل عقبة سياسية على اي وجه من الوجوه. بل ان الرئيس لحود تراجع خطوتين اضافيتين على طريق تنحيه عن الكرسي. إذ ربط مصيره بموقف حزب الله ودعمه له. ولم يعد الرئيس يجد في اي طرف آخر داعماً له، مما يعني ان الموقف المسيحي الداعم على خفر للرئيس لحود سيصبح في المقبل من الأيام اكثر حرجاً.

على هذا لم يعد أمر بقاء الرئيس لحود في منصبه او تنحيه عنه متعلقاً بموازين قوى راجحة تفرض على الأكثرية النيابية ان تقبل بترؤس الحكومة التي يملك الطرف الآخر امكان تعطيلها، من طريق رئيس الجمهورية او وزراء حزب الله وامل، وان تتمسك الأقلية النيابية بالمنصبين الآخرين من المناصب الرئاسية الثلاثة في لبنان. بهذا المعنى لم تعد العقبة سياسية بل هي دستورية، لكن نزع سياسيتها لا يجعلها قابلة للحلول السهلة.

لجأ الرئيس لحود إلى احضان حزب الله كلياً. وبطبيعة الحال لن يرفض حزب الله لجوءاً كهذا مع ما يمثله الرئيس من صلاحيات دستورية. لكن الرئيس اللاجئ إلى حزب الله ترك خلفه كل احتمال دعم آخر من اطراف أخرى. وبمعنى آخر سيكون حزب الله، وبصرف النظر عن التصريحات الحامية التي اطلقها السيد حسن نصرالله، في موقع الدفاع. فحين يصر الطرف الخصم على التوافق على رئيس بديل، لا بد وان حزب الله سيكون من خلال تمسكه بالرئيس الحالي في موقع من يعطل كل امكانات التفاهم، سواء شاء اللغو الانشائي السياسي ذلك أم أبى. وامام مثل هذا الوضوح الذي تبدى في طبيعة موازين القوى الحالية، لا يؤثر سوء اداء بعض اطراف الاكثرية النيابية على طبيعة المعركة المقبلة.

المعركة المقبلة لها عنوان واحد يطالب برأس الرئيس لحود. والأرجح ان حزب الله لن يجد ما يدافع فيه عنه في هذا المجال. إذا استثنينا التمسك بأهداب دستورية مسطحة. وربما تكون المرة الأولى التي يجد فيها الرئيس لحود نفسه محشوراً إلى هذا الحد. بمعنى انه لم يعد يستطيع البقاء في منصبه من دون دعم حزب الله الواضح والصريح. هكذا أودع الرئيس مصيره وديعة بيد حزب الله، وعلى الأخير ان يتحمل اي مسؤولية تنجم عن صعوبة التعايش الحكومي مع هذا الرئيس.

طبعاً لن يجعل هذا اللجوء الرئاسي حزب الله ضعيفاً في المعادلة. بل يجب القول انه يجعله اكثر منعة وقوة. لكن هذا اللجوء يبذر من رصيد الرئاسة نفسها، ولا يعود معها الحديث عن استعصاء دستوري ضرورياً ليستطيع حزب الله ان يشاكس على ما لا يعتقده حقاً. فوجود رئيس موال لحزب الله في قصر بعبدا، هو من لزوم ما لا يلزم. بمعنى ان الحزب الشيعي الأبرز يستطيع ان يعطل الحياة السياسية اللبنانية برئيس موال او من دونه. ذلك ان عقدة التمثيل الشيعي التي يحتكرها الحزب متحالفاً مع حركة أمل تبقى، ولو من دون رئيس جمهورية موال، شوكة في حلق اي نصاب سياسي معارض.

يستطيع حزب الله ان يعطل الحياة السياسية وعمل الحكومة ما ان يسحب وزراءه من الحكومة. لكن سقوط رئيس البلاد في حضنه، سيكون سبباً اضافياً للمفاوضة عليه. لا شك ان حزب الله كسب نقطة اضافية في المنازلة الدائرة، وهو يستطيع بامتلاكه هذه النقطة ان يؤجل استعجالاً غير محمود العواقب في مسألة نزع سلاحه. لكن المفاوضة منذ اليوم تجري على رأس الرئيس. وأغلب الظن ان الأمانة التي تركها الرئيس لحود عند حزب الله ستكون ثقيلة عليه إلى حد انه سيفضل ان يتخلى عنها عند اول بارقة أمل.

يرى العارفون بخبايا وكواليس السياسات اللبنانية ان الرئيس السنيورة دخل فخاً في القمة العربية. وان مشاركته فيها جعلت فريق 14 آذار اضعف مما كان سيكون عليه فيما لو لم يشارك. لكن الشيخ سعد الدين الحريري يصرح من القاهرة، ان مسألة أقالة الرئيس لحود اصبحت على قاب قوس او ادنى. وان ما جرى في الخرطوم وتم استكماله في بيروت ليس إلا سحابة صيف عابرة.

ذلك اننا نعرف جميعاً، ان موازين القوى لا تتغير وتتبدل بسبب اداء جيد او اداء سيء. وان التهديد بانفراط عقد الحوار مسألة لا يستطيع تحمل تبعاتها اي طرف لبناني منفرداً. وعلى اي حال، كان السيد حسن نصرالله واضحاً في كلمته، حين قال: "من يريد ان ينزع سلاح المقاومة بالقوة سنقطع يده ورأسه وسننتزع روحه، هذا بالحزم، اما باللين فنحن جاهزون للحوار (...) تحت عنوان وضع استراتيجية دفاع وطني".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف