ثقافات

إصدارات

فوزي ذبيان في "مذكّرات شرطي لبناني": بلد مؤجّل!

من صورة غلاف الكتاب
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

إيلاف من بيروت: أصدر الروائي اللبناني فوزي ذبيان حديثاً رواية جديدة حملت عنوان "مذكّرات شرطي لبناني"، هي أقرب إلى سيرة ذاتية، تلخص عمله شرطيّاً في مؤسسة "قوى الأمن الداخلي" بلبنان.

في الرواية، وعبر سرد رشيق ومثير يخلو من الإطناب اللغوي واستعراض الإمكانيات البلاغية، يمر ذبيان رشيقاً على أبرز ما شهدته فترة عمله على امتداد عقدين تقريباً في "الدرك" اللبناني، متوقفاً عن محطات غنية ومتنوعة وشاقّة وحافلة بالمتعة في الوقت ذاته.

بسبب ولعه بالتاريخ، أراد ذبيان أن يدرس هذه الاختصاص في الجامعة، إلا أن والده لم يوافق على الفكرة، بسبب المستقبل المهني غير المضمون لخريجي قسم التاريخ، ونصحه بدراسة التجارة لأنها "تُطعم خبزاً"، كما رأى. هناك، في كلية التجارة، وفي قاعة المحاضرات ينخرط في دردشة سريعة مع زميله، ليقرّرا على اثرها أن يصيرا من "الدّرك"، فيذهبان من فورهما إلى هناك، ويتم قبولهما في "الأمن الداخلي".

حوالى 19 عاماً قضاها ذبيان شرطياً، بدءاً من ثكنة بنوا بركات، مروراً بمفرزة سَيْر طرابلس، ثم مخفر البسطة... وعلى امتداد هذه المحطات، يتعرف القارئ على عالم غريب قلما تناولته الرواية العربية واللبنانية، بما يتضمنه من مظالم وجرائم وحزن وقهر وخوف، وكذلك من هيمنة قوى سياسية وطائفية عليه.

حاول ذبيان خلال عمله أن يحقق حلمه بدراسة التاريخ في الجامعة، إلا أنه، نتيجة ظرف طريف، سجل في "قسم الفلسفة".

نظرة على المجتمع اللبناني
أهلت علاقة الكاتب/ الشخصية الرئيسة في الرواية بالكتب والثقافة ليتعرف على المجتمع اللبناني أكثر فأكثر، وعلى القوى السياسية والطائفية التي تحكم لبنان وتتحكم فيه أكثر فأكثر، ليقول: "بشكل صريح أو مبطّن تُشكِّل الطائفية المهماز الأهمّ في حركة مؤسّسة قوى الأمن الداخلي شأن المؤسّسات الرسمية كلّها في لبنان"، وقد توصل إلى نتيجة حاسمة وهي: "إن لبنان هو بلد مؤجّل على الدوام، بلد على الحافّة... باللبناني: "بلد من قَريبو".

تكشف الرواية عن عالم مجهول، يبدو وكأنه سرّي، بالرغم من أن الجميع يعيش فيه، وبالرغم من علانيته، إلا أنه عالم مغطّى بطبقات كثيفة من رواية السلطة وإعلامها.

انحياز إلى الكتابة
بعد 19 عاماً، حلّت اللحظة التي يُعلن فيها الكاتب تحرره من تلك المرحلة بكل ما فيها، وينحاز بشكل كامل للكتابة، معبّراً عن ذلك بقول ذي دلالة يختم فيها سيرته: "أنا الدَّرَكي الشقي الخجول الفظّ المضطرب لم أرَ لي علاجاً في رحلتي الدَّرَكية الطويلة إلّا الكلمات الكلمات الكلمات...".

نقرأ في الرواية: "إن الوقت في زمن البؤس لا يتوالى على الإطلاق، فعقارب ساعات هذا الوقت تتكدّس فوق بعضها البعض ككومة من الحطب المتّقد. اليوم مثل الأمس، وغداً حكماً مثل اليوم، والساعة التي قد مرّت للتوّ هي عينها التي ستحين بعد قليل.

"قد لا يكون لهذا الكلام أيّ وقع إلّا عند مَن عايش هذا النمط من الوقت المتخثّر والمنتشي ببؤسه، إذ كيف لكائن أن يقتنع أن الوقت لا يتعدّى أن يكون فجوة تصلّب أو أن يكون حَنْجَرَة تصدح بأبدٍ صدئ!!".

وجاءت الرواية في 408 صفحات من القطع الوسط، وصدر عن منشورات المتوسط-إيطاليا.

من هو فوزي ذبيان؟
صحافي وروائي لبناني، شرطي سابق. حاصل على ماجستير في الفلسفة. صدرت له منذ العام 2005 الاعمال التالية: إكميل ( دار الساقي) - الإرهابي الاخير - مراتب الموتى ( دار الفارابي) أروريل في الضاحية الجنوبية - خيبة يوسف ( دار الآداب) بيروت من تحت - القبلة الأبدية ( منشورات الجمل) فضلاً عن المشاركة في عمل جماعي ( قصص قصيرة) صدر بالفرنسية عن منشورات Inculte الفرنسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف