يلتقي بنخب مختارة في مقر حملته ولا يختلط بالجماهير
المخاوف من اغتياله تمنع السيسي من لقاء المصريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تسببت المخاوف الأمنية من تعرض المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي للإغتيال في عزلته عن الجماهير المصرية، واستقر في مقر حملته الإنتخابية الفخم، واقتصرت اللقاءات على نخبة مختارة بعناية.
القاهرة: بينما لا يهدأ المرشح الرئاسي المصري حمدين صباحي، ويقوم بالعديد من الجولات بالقرى والمدن المصرية، استقر المرشح الأوفر حظًا عبد الفتاح السيسي في مقر حملته الإنتخابية، لتتوافد عليه النخب المصرية الممثلة لمختلف فئات المجتمع. ولم يخرج السيسي من برجه العاجي إلا لمرة واحدة زار خلالها مقر الكنيسة، لتقديم التهنئة للبابا تواضروس الثاني، بعيد القيامة المجيد.
مبالغ فيها
يرى مراقبون أن المخاوف الأمنية على حياة السيسي هي السبب الرئيسي وراء عدم قيامه بجولات انتخابية في المدن والقرى المصرية، بالإضافة إلى انعدام المنافسة، لاسيما أن ورجاله يثقون في فوزه بالمنصب الرئاسي، خصوصًا أنه يحظى بشعبية جارفة في أوساط المصريين، كما يحظى بدعم نخبوي، إضافة إلى دعم مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش.
ووفقًا للدكتور وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ، والمسؤول عن البرنامج الانتخابي لصباحي، فإن عدم قيام المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي بجولات انتخابية ترجع إلى مخاوف أمنية مبالغ فيها، مشيرًا إلى أن تلك المخاوف تعطى انطباعات سلبية عن الحالة الأمنية في مصر، وموضحا أنه بالرغم من استمرار بعض العمليات الارهابية إلا أن الأوضاع الأمنية بصفة عامة غير مقلقة والحياة تسير بشكل طبيعي في شتى أنحاء الجمهورية.
وأضاف لـ"إيلاف" أن أكثر الدلالات السلبية لتلك المخاوف تتمثل في كون السيسى رجل يمتلك رؤية أمنية عالية وفي نفس الوقت قبل بأسباب وتخوفات لا يمكن أن تقنع أحدًا، لمجرد أن بعض المسؤولين عن تأمينه لا يريدون أن يعملوا ويفضلون أن يبقوا فى مكان واحد ولا يتحركون منه، مشيرًا إلى أن أسهل الطرق لدى المسئول الأمني في مثل تلك الحالات هو إثارة مخاوف الشخصية التى يؤمنها ليمنعها من الانتقال والتحرك حتى لا يعمل ولا يرهق نفسه ويبقى في مكانه يأكل ويشرب وينام دون أى عناء أو تعب.
غرف مغلقة
وأبدى اندهاشه من قبول السيسى بتلك المبررات التي وصفها بغير المنطقية التي تفتح الباب لتساؤلات عديدة حول مستقبل السيسى في الرئاسة في حالة فوزه وطريقة تعامله مع كل ما ينقل له وهل سيستجيب لكل ما يقال له مثلما استجاب لمخاوف الأمن التي تقول إن الحالة الأمنية في مصر في غاية السوء لدرجة أنه ممنوع من الحركة في فترة الدعاية الانتخابية، مشيرًا إلى أن السيسي بهذا المنطق سيستجيب لكل ما يقال له وهو ما سيؤثر سلبا على طريقة إدارته للبلاد. ويستبعد أن يؤثر عدم قيام السيسي بجولات انتخابية على شعبيته.
فيما يرى الناشط السياسي، جورج إسحاق، المجلس القومى لحقوق الانسان، أن عدم قيام السيسي بجولات انتخابية أمر غير مقبول، مشيرًا إلى أنه يمكنه على الأقل عقد مؤتمرات جماهيرية خاصة وأن الانتخابات الرئاسية لم يتقدم لها سوى مرشحين اثنين فقط، موضحا أن تأمين تحركاتهما وجولاتهما ليس بالأمر الصعب. وأضاف لـ"إيلاف" أن اكتفاء السيسى بلقاءات الغرف المغلقة مزعج وسيؤثر سلبا على صورته لدى البعض، على حد قوله.
لفت إلى أنه من الأفضل للسيسي زيارة ثلاث محافظات تعبر عن الأقاليم المختلفة للجمهورية، مشيرًا إلى أن عليه أن يخصص كل مؤتمر جماهيرى شعبي لعدة محافظات قريبة لبعضها البعض، موضحًا أن شعبيته لن تتأثر بعدم قيامه بجولات انتخابية، غير أنه في الوقت نفسه، يرى أن الثقة المطلقة لا تؤدى إلى نتائج إيجابية في معظم الأحيان.
تعرض مرتين
وبحسب وجهة نظر اللواء محمد رفعت، الخبير الأمني، فإن المرشح لرئاسة الجمهورية لابد أن يلتحم بشعبه، مشيرًا إلى أن العرف جرى على قيام المرشحين بجولات انتخابية. وأضاف لـ"إيلاف" أن الرئيس الاسبق حسنى مبارك قام بعدة جولات انتخابية فى ثلاث محافظات أثناء حملته الانتخابية فى 2005 وشارك فى لقاءات جماهيرية وهو ما يؤكد مدى ثقة مبارك وقتها فى قدرة الاجهزة الامنية على تأمين تحركاته.
وذكر رفعت أن المخاوف الأمنية نابعة من كون السيسي مستهدفا بشكل مباشر بعد الظروف التي مرت بها البلاد خلال المرحلة الماضية، وبسبب انتشار عائلات قتلى الإخوان فى كل أنحاء الجمهورية، وانتشار العمليات الارهابية على نطاق واسع. ولفت إلى أن السيسي ذكر أنه تعرض للإغتيال مرتين، "ما يؤكد أن استهدافه حقيقة وليست أوهام أو هواجس أمنية".
وأشار إلى أن السيسي في موقع المرشح للإنتخابات الرئاسية، سيكون مختلفًا عنه عندما يفوز بالرئاسة، مشيرًا على أنه من الصعب حاليًا تسيير مواكب أمنية ضخمة له، لاسيما أنه مرشح، وإذا حدث ذلك فيجب أن تسير الشرطة والأجهزة الأمنية السيادية موكب آخر للمرشح المنافس له، معتبرًا أن هذا الأمر فوق طاقة الشرطة، وسوف يؤدي إلى أزمات مرورية، ويعرض السيسي والداخلية للإنتقادات في الداخل والخارج. ونبه إلى أن المصريين يعرفون السيسي جيدًا، وليسوا في حاجة إلى يتعرفوا عليه، لاسيما أنهم يعتبرونه رجل المرحلة، والرئيس الضرورة.
&