فضاء الرأي

مشايخ الفتن وبذاءة اللسان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ما ان كادت تهدأ الضجة التي اثارها قبل ثلاثة أسابيع الشيخ السعودي "سعيد بن فروة" في خطبته التي هاجم فيها الاباءوالإخوان الذين يسمحون لبناتهم واخواتهم بدراسة الطب والصيدلة، ثم العمل في مستشفيات الدولة بجانب الرجال، واتهمهم بأنهم من فتنوا بناتهم واخواتهم بالاختلاط وتفسخ الاخلاق، ووصفهم "بالإجرام والدياثة"، ودعا الله ان يشل اركانهم.

قبل ان تهدأ تلك الضجة تماما، خرج علينا "شيخا" اخر عراقي، يرتدي لحاف الدين (والدين منه براء) يدعى "الشيخ محمد الفضلي" وينتمي الى حزب الفضيلة الإسلامية بزعامة المرجع "الشيخ محمد اليعقوبي"، نافخا اوداجه في خطبة الجمعة (السادس من الشهر الجاري) واصفا طلبة الجامعات العراقية "بالمخنثين والمخانيث". 

يعف لساني عن التلفظ بهذه الكلمات البذيئة، ولكن أرى نفسيمضطرا ان اوثقهما حرفيا – مستندا على قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات" - حتى لا يكون هناك أي التباس على القراء الكرامحول ما تلفظ به من فحش القول، وخصوصا أني سمعته بأذني على شريط الفيديو – صوت وصورة - الذي تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي.

كما طالب "الشيخ" وزير التربية والتعليم العالي بإقالة "طرد" جميع من لا يلتزم بالتطبيق الشرعي داخل المدرسة والجامعة، واعتقد –وربما أكون مخطئا - انه يقصد بالتطبيق الشرعي إطلاق اللحى بالنسبة للذكور، ولبس الحجاب والبرقع بالنسبة للإناث، منصبا نفسه وكيلا لله على عباده.

إذا كان هذا "الشيخ" قد وصف الطلاب بتلك الكلمات القبيحة، فلا بد ان في عقله الباطن وصفا لا يقل قبحا وشناعة للطالبات وان لم يتلفظ به، وهن الطرف الآخر الذي يتكون منه مجتمع الجامعات العراقية.

اسأل "الشيخ"، هل هذا هو المديح الذي يستحقه أبناء الشعب العراقي الذي ضحى بالغالي والنفيس من اجل العراق؟ هل من اخلاق الإسلام - الذي تدعي أنك من رجاله ومن المدافعين عنه - ان تصف شريحة كبيرة من الشعب العراقي بهذه الاوصاف القبيحة؟ لو كنت حريصا على مصلحة الشعب العراقي لوجهت سهام انتقاداتك الى من دمروا العراق، واستباحوا أمواله وخيراته، وسلموا ثلث مساحة العراق الجغرافية طوعا ومن دون اية مقاومة تذكر الى "داعش"، وجلهم من الأحزاب الإسلامية التي تحكم العراق منذ العام 2003م.

اود ان اذكر "الشيخ" ان رئيس الوزراء "حيدر العبادي" طلب من الأمم المتحدة في شهر سبتمبر من العام الماضي، مساعدة الحكومة العراقية في الكشف عن مصير 361 مليار دولار مفقودة من موازنات العراق بين عامي 2004م – 2014م، فضلا عن مصير آلاف المشاريع والاستثمارات في قطاعات الكهرباء والإسكان والزراعة، وذلك على الرغم من إنفاق الدولة على تلك القطاعات ما مجموعه 98 مليار دولار خلال العشر سنوات الماضية.

كما اود ان اذكر "الشيخ" ان في العراق حسب الاحصائيات الرسمية حوالي 850 ألف ارملة (من سن 12 سنة فما فوق)، وعدد الأيتام حوالي 600 ألف يتيم (الى غاية سن 17 سنة). هذه الارقام لا تشمل محافظتي الأنبار ونينوى. اما إحصاءات المنظمات الدولية، فتقدر عدد الارامل بحوالي ثلاثة ملايين ارملة، وأكثر من ستة ملايين يتيم. وبسبب الظروف المعيشية الصعبة وعدم توفر السكن والحاجات الأخرى، يعيش هؤلاء – الارامل والايتام – تحت مستوى الفقر، وخاصة ربات البيوت وهن الأغلبية.  

وما يؤكد حقيقة فساد هذه الأحزاب وفشلها في إدارة الدولة طوال هذه السنوات، هو رفض المرجع الأعلى "السيد علي السيستاني" استقبال "السيد عمار الحكيم" والوفد المرافق له لبحث مشروع التسوية السياسية التي يهدف "الحكيم" الى تسويقها داخل العراق وخارجه بخصوص مرحلة ما بعد طرد تنظيم "داعش" من العراق، حيث أكد المرجع الأعلى انه لن يستقبلهم حتى يتم طرد جميع الفاسدين والفاشلين من هذه الأحزاب السياسية.  

من المبادئ الأخلاقية للأحزاب السياسية التي تحترم شعوبها انه يتم فصل الأعضاء الذين يسيئون لشعوبهم سواء بالقول او الفعل، وعليه أتمنى على "حزب الفضيلة" ان يفصل هذا "المدعي" من الحزب، لأنه لا يليق بحزب سياسي يدعي الفضيلة ان يكون من بين اعضاءه شخصا لا يتصف بالأخلاق الفاضلة.

آخر الكلام: المضحك المبكي في هذا الموضوع، هو انه بعد ان تلفظ "الشيخ" بتلك الكلمات القبيحة، سمعت المصلين في المسجد يقولون بصوت عال "اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آل محمد"، وهذه إشارة الى انهم موافقون على ما يقول. السؤال: أي مستقبل لهذا الجيل الذي يتلقى تعليمه وثقافته على ايدي مشايخ الفتن وبذاءة اللسان؟ وما هو مستقبل العراق اذا وقع يوما ما - لا قدر الله - تحت حكم هؤلاء المؤدلجون على كراهية الآخر؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الملقوف
سعود الاحمري -

انا شفت وسمعت ملاقيف بس زي هذا ما شفت والاسمعت وإنت يا ملقوف أش دخلك في العراق واهل العراق

لم الانتقائية
والتعميم -

لا معصوم عن الخطأ من "المشايخ"، والعلمانيين أشد خطأ وخطيئة.

وما أكثر البذاءات
فول على طول -

الذين امنوا غاضبون من شيخ يصفونة بالبذئ لأنة نطق لفظا غير لائق ووصف بة بعض البشر ..وانا أتفق أن هذا الشيخ بذئ ...ولكن لم نرى أى غضاضة أو مجرد مقال من كاتب مؤمن عما يتلفظ بة المشايخ منذ 14 قرنا على اليهود والنصارى ..هل هذا مستحب عند المؤمنين أم أن البذاءة تجاة الأخرين تعد من الايمان ؟ البذاءة هى البذاءة لا يختلف عليها أحد الا الذين امنوا لديهم بذاءات يقدسونها ...مساكين الذين امنوا . ربنا يشفيكم قادر يا كريم .

.............
هادي -

نحن فعلا مخنثين اذا استمعنا لهولاء من شيوخ الشعوذة والأرهاب .

صدقت
من قطري -

هو ايش الي بهدل العرب غير هؤلاء الدجالين المشعوذين---قبل 40 سنة النفط 3 دولار لانسمع عنهم ولا بطولاتهم---الان وعندما وصل سعره 100 او 50 الان تراهم يجولون ويخربون العقول- وقد ملئت جيوبهم المال السحت الحرام--لان الضحايا والارهاب هم سببها-ويحسبون انهم الوحيدون على كوكب الارض--تريدون الجنة---حسب زعمكم --مش مشكلة لكن ابتعدوا عن الاخرين لستم اوصياء ولا وكلاء حصريين ومساعدين الله--تراكم زوتوها بهمجيتكم وكراهيتكم الى الاقليات والمرأة بل الحياة كلها من تشتكي منكم---الارهاب العقلي يحتاج لعلاج بمستشفى المجانيين

أسف على العراق
حفيد قريش-- -

.بسبب التخلف الانساني والحضاري---لوجود مجموعة كبيرة من اهل الدجل ومعهم الارهابين--انصح المسيحيين والازيديين ان يطالبوا بأقليم يجمعهم معا--لان لافائدة العيش بثقافة الموت وسفك الدماء والكراهية------نصيحة لا تسكتوا بعد الان--لن يعطوكم حقوقهم وانتم اصل العراق الا بقوة القانون الدولي----نعم لا تسكتوا--

مفيش فائدة يا فول على طول
عربي من القرن21 -

وأتفق مع الرد 4 , ولكن أين المفر , البحر الأبيض من أمامكم وأئمة الكراهية بنصوصهم من ورائكم ؟؟!..

مفيش فائدة يا فول على طول
عربي من القرن21 -

وأتفق مع الرد 4 , ولكن أين المفر , البحر الأبيض من أمامكم وأئمة الكراهية بنصوصهم من ورائكم ؟؟!..ألم يحين الوقت أيها الجبناء من الثورة ضدهم والمطالبة بدساتير حضارية والتمسك بحقوق الأنسان وحتى الحيوان ( لأنه جاء بعد المرأة في نقض الوضوء وواجب أعادة الوضوء , كأن الماء يزيل بذاؤة تلك العقول والقلوب من النجاسة كالغائط ) !!!..وشكرا ..

رقم 6
متابع--.ايلاف -

نعم هذا المفروض---ليس اقليم بل دولة

مسؤولية كل عربي غيور
حسن العطار -

الى الاخ سعود الاحمري - المعلق رقم 1الدفاع عن العراق وشعبه ليس حكرا على العراقيين، بل مسؤولية الدفاع عن العراق وكل بلد عربي يتعرض شعبه لعدوان خارجي او ظلم وتهميش من قبل نظامه الحاكم تقع على عاتق كل مواطن عربي غيور على امته وعروبته، بل على كل انسان يؤمن بمبدأ ومفهوم الانسانية الواسع والشامل، فالانسانية كل لا تتجزأ.

بذاءة اللسان ؟
خوليو -

هل قرأتم قصة رجم ماعز ابن مالك من قبيلة اسلم الكبيرة ،،موجودة في جميع المراجع ،،في الصحيحين وفي سَنَن ابو دَاوُدَ،، لنقرأ ماورد في السنن عن ابن العباس عن رسول الله. بان ماعز ابن مالك الاسلمي كان يتيماً ورباه ابي ،، وعندما كبر وقع على جارية من الحي أربعة مرات فقال له ابي ،، اذهب لعند رسول الله ليطهرك من هذه الفاحشة فذهب الى المسجد وخاطب النبي فقال له لقد زنيت ،،فاشاح وجهه عنه،، فقالها مرة ثانية وثالثة ورابعة وكان الرسول يشيح بوجهه عنه،، فكررها أمامه في الخامسة فقال له الرسول ( وهنا اخجل من كتابتها كاملة وسأكتب اول حروفها ،، انك،،،،،ها) قال نعم أربعة مرات فقال له هل دخل الذي منك في الذي منها. فقال نعم،، فقال له كما يدخل المردود في المكحلة او الرشاء في البءر،، قال نعم ،،فقال له اتعلَّم ماهو الزنى فقال نعم ما يأتي الرجل حراماً مثل الذي ياتيه حلالاً مع زوجته ،، فقال لهم ارجموه فرجموه حتى سكت. اي مات ،، وعند الرجم سمع النبي حديثاً بين رجلين يقول احدهما للاخر انظر الى هذا فقد ستر الله عليه ولكنه لم يستر على نفسه فرجم كما يرجم الكلب (ربما المسكين ماعز لم يكن يتصور انه سيرجموه بل سيباركه ويصفح عنه ويتوب بان لايعيدها ) عند عودتهم من مكان الرجم شاهدوا حماراً فاطساً فنادى الرسول على الرجلين وأمرهما ان ياكلا من الجيفة،، فقالا يارسول الله ومن يأكل من الجيفة ؟ فقال إنما ما قلتماه عن ماعز أشد من الاكل من هذه الجيفة. والذي نفسي بيده انه الان يسبح في انهار الجنة ( اكيد مع الحوريات فهناك لا يسمى زنى على الرغم من دخول ذلك منه في ذلك منها كما يدخل المردود في المكحلة والرشاش بالبءر) ،، فعلام تلوم الشيخ ببذاءة اللسان أيها الكاتب القدير،، هناك سوابق مقدسة لما يلوك به اللسان من الكلمات ،، فهل تستطيعون تكذيب قصة رجم ماعز وما جرى خلالها من كلمات ؟

لاقيمة لهم
كريم الكعبي -

لاقيمة لهؤلاء لمشايخ ولاأحد يأخذ باقوالهم ، وليس لهذا الشيخ تأثير في الشارع العراقي ، واعتقد أنه اساء الى نفسه والى كتلته ، فالشارع العراقي بطبقته المتدينة والمدنية تستهجن قول هذا الشيخ ،فالكليات والجامعات هي منار علم للعراق ومصدر رئيسي في التقدم العلمي لجميع الشعوب ، اللافت للنظر الكاتب ركز على الشيخ العراقي واسهب بالاساءة لشعب العراقي من خلال هذا الشيخ ويحاول التقليل من شأن المؤسسة الدينية العراقية ويحملها مصائب البلد ولايخفى على الجميع ان السياسيين هم السبب في ذلك مع دول الجوار بدفعها الدواعش لتسلل عبر الحدود لتحتل مساحات من ارضه ، اتمنى من الكاتب نقد المؤسسة الدينية السعودية وتأثيرها على المواطن واسلوب حياته وتراجع مستواه الفكري

لماذا هذا التجني
حسن العطار -

الاخ الفاضل كريم الكعبي (المعلق رقم 12)1) الشعب العراقي شعب متحضر وعريق عراقة ارضه مهد الحضارات الانسانية. الرجاء ان تشير الى اي فقرة في المقالة تعتقد فيها إساءة الى الشعب العراقي. ليس من الاخلاق الإساءة الي اي شعب في العالم، فالشعوب وخصوصا في العالم الثالث مغلوب على امرها.2) التقليل من شأن المؤسسة الدينية وتحميلها مصائب العراق. لا يوجد في المقالة أي إشارة الى المؤسسة الدينية (اي المرجعية الدينية). والنقد كله كان موجها للأحزاب السياسية. وعندما ذكرت موقف المرجع الأعلى (حفظه الله) فهذا يدل على احترامي له وتقديري لموقفه الشجاع الديني والوطني والانساني دفاعا عن الشعب العراقي، برفضه استقبال الوفد إلا بعد تنفيذ شرطه بطرد الفاسدين والفاشلين من احزابهم. وكنت اتمنى لو ان المراجع الثلاثة الكرام اتخذوا نفس الموقف.3) نقد المؤسسة الدينية السعودية. لي اكثر من مقالة نشرتها إيلاف، انتقدت فيها المؤسسة الدينية بل وطالبت في احدها حرق الكتب التي تحتوي على فتاوى تكفير الآخرين اذا كانوا حقا جادين في الاصلاح ومحاربة التطرف. وللأمانة لست انا الوحيد من انتقد هذه المؤسسة، بل هناك صحفيين واعلاميين وكتاب سعوديين شرفاء سبقوني في انتقاد مؤسستهم الدينية نقدا بناءً بهدف الاصلاح والبناء وليس بهدف التخريب والتشهير. لا يوجد في الدين الاسلامي كهنوت ولا اشخاص معصومين من الخطأ وفوق النقد غير الانبياء والرسل.4) انا من انصار الدولة المدنية التي من مبادئها الاساسية احترام حرية الأديان والمعتقدات وحماية معتنقيها.اخيرا اشكرك على تعليقك القيم وانا حقا سعيد بمشاركتك.

الى تعليق 10
فول على طول -

تعليق رقم 10 وعهو السيد كاتب المقال يقول : بل مسؤولية الدفاع عن العراق وكل بلد عربي يتعرض شعبه لعدوان خارجي او ظلم وتهميش من قبل نظامه الحاكم تقع على عاتق كل مواطن عربي غيور على امته وعروبته، بل على كل انسان يؤمن بمبدأ ومفهوم الانسانية الواسع والشامل، فالانسانية كل لا تتجزأ..انتهى الاقتباس . هل بالفعل يا استاذ حسن تؤمن بهذا الكلام ...وبالانسانية ومفهومها الواسع والشامل ؟ هل لم تسمع عن بذاءات المشايخ عندما يصفون أهل الكتاب بالقردة والخنازير وعلى مدار اليوم وعلى مدار 14 قرنا ؟ وهل لم تسمع دعائهم البائس على أهل الكتاب بالويل والدمار والخراب والأمراض والسرطان الخ الخ ..؟ اياك أن تؤمن أن هذا كلام اللة فالجميع يرفض هذا الالة ...الانسانية لا تتجزأ يا سيدى الكاتب كما تقول ولكن مذا تقول الان عن أهل العلم أو العلماء منكم ؟ هل هذة بذاءات أم قصائد حب ؟ شكرا يا عربى من القرن 21 ...على فكرة يا عربى فان الحق أقوى من القوة ولا يهم أننا أقلية أو أكثرية طالما نملك الحق ....أرى أن الأغلبية خائفة وترتجف أمام الأقلية بسبب ظلامهم الذى يعيشون فية ...الظلام يخاف من النور وشمعة واحدة مضيئة تطرد مساحة كبيرة جدا من الظلام بالرغم من أنها شمعة واحدة ...تحياتى .