فضاء الرأي

الأكاذيب المؤسسة لطلاسم النكسة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مضى نصف قرن من الزمن على حرب الخامس من حزيران 1967 التي سُميت وفق نتائجها الكارثية على الأطراف المهزومة فيها "نكسة" للتهرب من وصفها ب"النكبة الثانية"، بينما دعاها الطرف "المنتصر" وفقاً لمدتها الزمنية القصيرة "حرب الأيام الستة"، ولأغراضها الأيديولوجية " حرب تحرير يهودا والسامرة" واستكمال ما لم يُنجز في حرب "الاستقلال"، أي الحرب العربية-الإسرائيلية الأولى عام 1948، أي "النكبة الأولى".
وقد شكلت الحرب العربية-الإسرائيلية الثانية طلاسم لجهة دوافعها ومجرياتها ونتائجها لدرجة تدعو للاعتقاد أنها ما زالت "مستمرة" ولم تنته رغم مرور 50 سنة على نشوبها. إذ تم تعويم طلاسمها من قبل أطرافها المتصارعة، وذلك عبر رزمة كبيرة من الأكاذيب.
الإسرائيليون الموزعون على مدارس فكرية- سياسية صهيونية متعددة تمثل يمين ويسار الصهيونية، انقسموا في أعقاب الحرب إلى "حمائم" و"صقور"، بين أنصار تيار " وحدانية الشعب اليهودي" وأنصار تيار " تكامل أرض إسرائيل". تفاخروا وتمسكوا بمبدأ يفيد أنه "من اجل أرض إسرائيل مسموح الكذب". وأطلقوا طائفة كبيرة من الأكاذيب منها: "الاحتلال هو ظاهرة مؤقتة، وإسرائيل تنوي اخلاء المناطق التي هي فقط ورقة مساومة من اجل اتفاق السلام" أي الأرض مقابل السلام؛ "الاحتلال يحافظ على مصالح إسرائيل الأمنية"؛ "العملية السلمية"؛ "مشروع الاستيطان"؛ الذي قال عنه الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي:" هذا المشروع وُلد ولد بالكذب وكبر في الكذب وتعزز في الكذب. ليس هناك مستوطنة واحدة بنيت بشكل نزيه".
وأضاف ليفي:" لقد كذب المستوطنون وكذب السياسيون وكذب الجيش الإسرائيلي وكذبت الإدارة المدنية. الجميع يكذب على نفسه وعلى الآخرين. من الحراسة الليلية لبرج ولدت المستوطنة ومن نهاية اسبوع في فندق قامت اسوأ المستوطنات. الوزراء الذين صادقوا، اعضاء الكنيست الذين غمزوا، ضباط الجيش الذين وقعوا والصحفيين الذين تجاهلوا، الجميع كانوا يعرفون الحقيقة. فالأميركيون الذين "نددوا" والأوروبيون الذين "غضبوا" والأمم المتحدة التي "طلبت" ومجلس الأمن الذي "قرر" لم يكن في نيتهم العمل بالفعل. العالم ايضا يكذب على نفسه، وهذا الأمر مريح للجميع".
 وكشف كتاب أكاذيب عن السلام لمؤلفته الكاتبة اليهودية الاسرائيلية تنيا رينهارت وهي ناشطة سياسية وأستاذة جامعية بجامعة تل أبيب، عن بعض أكاذيب السياسة الإسرائيلية التي تعاون فيها رئيسي الوزراء الإسرائيليين ايهود باراك وبنيامين نتنياهو بشأن سعي اسرائيل لتحقيق السلام ولجوء وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى خلق مفاهيم كاذبة توحي بأن القيادة الإسرائيلية تعتزم التفاوض على الانسحاب بينما كانت أحاديث تلك القيادة تشيد بالمستوطنين في الضفة الغربية.
 كما سوق الإسرائيليون الأكاذيب التالية: "كذبة الدولتين"؛ كذبة " إسرائيل تريد السلام"؛ كذبة "النكبة اليهودية"؛ كذبة "الجيش الإسرائيلي لا يُقهر"؛" كذبة "طهارة السلاح"؛" العالم كله ضد اليهود وإسرائيل" وكذبة "نحن لن نسامح العرب لأنهم اضطروا أبناءنا كي يقتلوهم".
 أما الأكاذيب العربية الأنظمة العسكرية الراديكالية التي أعقبت ثورة 23 يوليو 1952، و«انتصار» جمال عبد الناصر في 1956 في «حرب السويس» و انقلاب عبدالكريم قاسم وعبدالسلام عارف في العراق عام 1958، ثم بانقلابي حزب «البعث» في العراق وسوريا عام 1963. وقيام الوحدة المصرية- السورية و«الجمهورية العربية المتحدة» في 1958. وزعمت قياداتها أن مبرر وجودها هو الرد على هزيمة 1948. وكانت هزيمتها أفدح من هزيمة الأنظمة التي ظهرت في اعقاب موجة الاستقلالات.  لأن الصوت الإيديولوجي الناصري، وخصوصاً البعثي، كان مرتفعاً جداً، وكذلك الافراط في منح الجماهير الكبيرة بإنجاز ثالوث التحرير والوحدة والاشتراكية عاجلاً أم آجلاً. والتغني بحرب الشعب طويلة الأمد و "الحرب الخاطفة"
لقد كشفت نتائج الحرب عن رزمة الشعارات الكاذبة والأخبار الكاذبة والأكاذيب والإشاعات التي بثتها إذاعة صوت العرب من القاهرة، وعلى نحو خاص تلك التي أطلقها المذيع الشهير احمد سعيد الذي اتهم بأنه أعلن انتصار الجيش المصري في حرب 1967. ونقل عبر اذاعة صوت العرب بيانات عسكرية منسوبة لمصادر عسكرية في الجيش المصري تخبر عن انتصار ساحق لمصر وعن إسقاط عشرات الطائرات الإسرائيلية. لكنه قال في مقابلة بخصوص هذا الموضوع: "لا تستطيع أي صحيفة أو إذاعة أو قناة تليفزيونية عندما يأتي إليها بيان من أي وزير في الدولة وهي في حالة حرب أن تمتنع عن نشره".
وتمثلت الكذبة الكبرى في شعار "إزالة آثار العدوان" الذي صكّه عبد الناصر في الرسالة التي وجهها إلى مجلس الأمة المصري يوم 10 يونيو (حزيران) 1967، يبلغه فيها أنه استجابة لإرادة الشعب المصري، والشعوب العربية، التي خرجت جماهيرها في اليوم السابق، ترفض قراره بالتنحي عن رئاسة الجمهورية، قرر أن يبقى في مكانه، إلى أن تتم إزالة آثار العدوان.. فيعود أمر رئاسة الجمهورية إلى الشعب.
 وأضاف عبد الناصر شعارين آخرين هما: "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" و "ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة".   بينما أطلق خلفه السادات كذبة "أوراق الحل بيد أميركا".
إجمالاً، أنتجت الأكاذيب والأخبار الكاذبة مثل إعلان سقوط مدينة القنيطرة في 10 يونيو/حزيران 1967 قبل احتلالها الفعلي، والشائعات روايات إسرائيلية وعربية متناقضة حول حرب 1967تحولت إلى طلاسم وحاضنات لخرافات وأساطير سياسية تمثلت أهدافها ومراميها الآنية والمستقبلية في تضليل الشعوب وفي الوقت نفسه التهرب من تحمل مسؤولية الاخفاقات والأخطاء أو الخطايا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فقط العرب يكذبون
من الشرق الاوسط -

لا اسرائيل كذبت ولا السادات كذب, بالعكس, السادات قاد جيشه وانتصر في معركة فعلا, ثم بعدها اقام اتفاقية السلام لكي يلتفت لمشاكل بلاده, كان قويا في الحالتين. لكن البقية كلهم كذبوا.غريب امركم العرب: ما ولتم تعيشون عقدة من آلاف السنين. تزوج شخص اسمه ابراهيم بأمرأتين, احداهما بنت عمه والأخرى جارية لديه. نشبت الغيرة بين الأثنتين, ولكن اولاد بنت العم نسوا الأمر بعدها والتفتوا لشؤونهم واصبحوا من اغنى اقوام الأرض, ولكن اولاد الثانية لم يتخلصوا من عقدتهم تلك حتى اليوم.