اسلام آباد-واشنطن:أعربت الولايات المتحدة الثلاثاء عن تاييدها الهجوم الذي شنه الجيش الباكستاني على المسلحين المتحصنين في المسجد الاحمر في اسلام اباد ووصفت تصرف الحكومة الباكستانية ب "المسؤول".

وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية طوم كيسي "ان الحكومة الباكستانية تصرفت بشكل مسؤول في هذه القضية" مشيرا الى انها منحت فرصا "واسعة" للمتطرفين لتسليم انفسهم سلميا. واضاف المتحدث "لقد بذلت جهودا لتسوية الامر سلميا ومن الاكيد ان لا احد كان يرغب في سقوط ضحايا بشرية وخاصة ارواحا بريئة في هذه القضية".وتابع "غير انه في نهاية الامر فان مسؤولية اي حكومة الحفاظ على النظام ومواجهة الارهابيين ومرتكبي الجرائم".

ومن جانبه اكتفى البيت الابيض بتأكيد ان الهجوم "شأن داخلي" باكستاني.وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزل "من الواضح ان خطر التطرف حقيقي في عدد من مناطق العالم، لكن العملية (في المسجد الاحمر) شأن يخص الحكومة الباكستانية".

واضاف في تصريحات ادلى بها على هامش زيارة يقوم بها الرئيس جورج بوش الى كليفلاند (شمال) "انه شأن داخلي يعني حكومة باكستان".

وباكستان حليف هام للولايات المتحدة في "الحرب على الارهاب" بيد ان اسلام اباد واقعة تحت ضغط واشنطن التي تطالبها بالمزيد في مواجهة انصار القاعدة وطالبان خصوصا في المناطق القبلية الباكستانية على الحدود مع افغانستان.

و كان مسؤول باكستاني اعلن انتهاء عملية دامت نحو 20 ساعة ضد المسلحين المتحصنين داخل المسجد الاحمر على الرغم من استمرار توارد تقارير عن سماع اصوات انفجارات مدوية وتبادل لاطلاق النار في محيط المسجد.

وقال نائب وزير الاعلام الباكستاني طارق عظيم في مؤتمر صحافي الليلة ان العملية انتهت غير ان المتحدث باسم الجيش وحيد ارشد ذكر من جانبه انها مستمرة طوال الليل وقد تنتهي بعيد الفجر.

واسفرت العملية بحسب محصلة رسمية اعلنها المتحدث باسم الجيش عن مقتل 60 شخصا من الجانبين من بينهم رجل الدين المتشدد عبد الرشيد غازي الذي تزعم المسلحين غير انه اضاف ان المحصلة النهائية قد ترتفع بعد اكتمال عمليات تمشيط المسجد.

غير ان مصادر مطلعة تؤكد من جانبها ان المحصلة بلغت 100 قتيل من المسلحين وعدد غير محدد من الجرحى من بينهم اضافة الى 16 قتيل من القوات الامنية واصابة 29 جنديا آخرين بخلاف عشرات المصابين من المدنيين.

ورد نائب وزير الاعلام في المؤتمر على انتقادات وجهها رجال دين لعدم مواصلة الحكومة المفاوضات مع المسلحين بقوله ان السلطات قامت بكل جهد ممكن لحل الازمة عبر الحوار "غير ان المفاوضات لم تثمر اي نتيجة".

وبعد قليل من انتهاء المؤتمر الصحافي توالت تقارير عن سماع دوي 11 انفجارا منفصلا في المنطقة الحمراء المحيطة بالمسجد الاحمر في غضون 20 دقيقة الى جانب تبادل لاطلاق النار بين الجانبين غير ان المصادر اكدت ان المقاومة من جانب المسلحين هذه المرة اضعف من سابقتها وان الفلول المتبقية لا تزال متحصنة في سراديب مجمع المسجد.

وكان المحتدث باسم الجيش واقعيا في تصريحه عندما قال ان "الانحاء الجنوبية من مدرسة حفصة التابعة للمسجد قد تم اخلاؤها من المسلحين فيما تقوم القوات الامنية بتمشيط وتنظيف المنطقة" التي تضم كذلك مسكن قائد المسلحين المقتول عبدالرشيد غازي مشيرا الى ان قوات الجيش تواجه "مسلحين مجهزين جيدا وحسني التدريب".

التعليقات