فصل بين ملفات العراق وسوريا وبينه
هذه تداعيات الاتفاق النووي مع ايران على المنطقة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الاتفاق النووي للقوى الكبرى مع ايران قد يضع المنطقة امام تطورات جديدة، رغم أن تداعياته لا تزال غير واضحة تمامًا، خصوصًا على دول المنطقة كالعراق وسوريا ولبنان.
بيروت: بعد ايام من المفاوضات الصعبة، اعلنت القوى الكبرى وايران التوصل الى اتفاق تقبل بموجبه الجمهورية الاسلامية بالحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما يمهد الطريق امام فترة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة اشهر. في هذا الصدد، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أنه لا يزال باكرًا الحديث عن تغيير بوقائع المنطقة على ضوء الاتفاق النووي مع ايران، بخاصة أن هناك شروطاً عدة لهذا الاتفاق، وتطويره ينتظر تحقيقه، ففي البدء يحاول بعض المقربين من ايران اظهار الاتفاق كانتصار، ولكنه عمليًا اذعان للمجتمع الدولي بخصوص الملف النووي.
ويضيف علوش"سيتم الافراج عن جزء صغير من الاموال الايرانية، ومن بعدها المجتمع الدولي سيراقب تطبيق هذا الاتفاق، وعلى اساسه، إما تتطور الامور الى عودة ايران الى الساحة الدولية على اساس أنها جزء من المجتمع الدولي، أو تعود العقوبات وتكمل، ويضيف:" عمليًا الامور لا تزال مبكرة كي نتطلع الى هذا الملف بالذات، وما هو واضح ايضًا، أن هناك فصلاً بين الملفات المطروحة في المنطقة، منها سوريا ولبنان والعالم العربي والعراق، وبين الملف النووي، فعمليًا قد يكون نجاح هذا الملف مقدمة للعودة الى طاولة المفاوضات لمحاولة نسج علاقات جديدة بالمنطقة، لا تعتمد على محاولة ايران السيطرة من خلال الحرس الثوري في لبنان والبحرين، والتفاهمات كذلك على العراق وسوريا، ولهذا عمليًا من المبكر جدًا القول إن هناك تغييرات حاسمة بالمنطقة بعد هذا الاتفاق النووي.
المستفيد الاكبر
ويرى علوش أن من سعى الى هذا الاتفاق هو الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يحاول انهاء عهده باتفاقات تتناسب مع كونه حاملاً جائزة نوبل للسلام، وهناك محاولة اعلامية لاظهار المسألة وكأن اوباما هو الرابح، وايران تحاول أن تظهر نفسها وكأنها قادرة أن تجد وسائل للتفاهم مع المجتمع الدولي، رغم أن كل طرف اليوم يحاول تضخيم انتصاراته في الموضوع، رغم اقتناعي الشخصي يضيف علوش" بأن وجود قنبلة نووية عند ايران لا يغيّر شيئًا في المعادلة العامة الموجودة في المنطقة.
دول الخليج والاتفاق النووي
ويلفت علوش الى أن دول الخليج لديها ازمة منذ ايام الشاه، حيث كانت تخاف مما يسمى بـ"بوليس الخليج"، وبعد الخميني اصبحت بمواجهة مع ما سمي بـ"بعبع الخليج"، وعند بعض دول الخليج هناك قناعة أن الضغط على ايران سيحِّد من فعلها في ازعاج المحيط وحتى الاعتداء عليه.
وبالتأكيد عمليًا الدول الخليجية بحاجة الى تطمينات اكبر من الجانب الايراني بأن الروح التوسعية من خلال تحريك الاقليات والظرف العسكري، لن تستمر، وهذه المسألة بيد الايرانيين.
ويؤكد علوش أن تحرك اسرائيل باتجاه لبنان كرد فعل على الاتفاق النووي منوط باسرائيل نفسها، وتوجه اسرائيل بضربة تجاه لبنان ليس مؤكدًا، خصوصًا أن اسرائيل من المفروض أن تتحرك تجاه الملف النووي الايراني، ولكن من المحتمل أن تجد اسرائيل ذريعة لضرب ذراع ايران أي حزب الله في لبنان.
ايران انتصرت
بدوره، يعتبر النائب السابق اسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" أن الاتفاق النووي سيقوي ايران، وكذلك سيقوي تحركها السياسي ونفوذها واقتصادها الذي سينتعش اكثر، وقد حصدت ايران ما هيّأت له منذ سنوات طويلة، وعقود من الزمن، باستنهاض كافة قواتها الذاتية.
والاتفاق نتج عن تحالف الشرق مع الغرب، وبالتالي، يضيف، قد نواجه مرحلة من التوترات كرد فعل على الاتفاق، ولكن المنطقة محكومة ببداية خطة اتفاقات دولية وضعت على السكة.
ويلفت سكرية أن ايران انتصرت وهي المستفيد الاكبر جراء هذا الاتفاق، وكذلك اوباما الرئيس الاميركي، وربما بصورة ضمنية اسرائيل ايضًا.