أخبار

لبنان متضرر من وجود عناصر حزبية مقاتلة في سوريا

القلمون نقطة تحوّل لأي فريق لوجستيًا واستراتيجيًا

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

معركة القلمون، إن جرت، ستكون نقطة تحوّل لوجستي واستراتيجي لأي فريق، ولبنان طبعًا ستكون له حصته من الضرر مع وجود عناصر حزبية تابعة له وتقاتل في سوريا.

بيروت: يرى الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك أن مسألة معركة القلمون هي افتراضية، ويؤكد لـ"إيلاف" أن الموضوع يأتي في سياق تطورات لوجيستية على الصعيد الميداني والعسكري في سوريا، والاهم من ذلك أنه يدخل ضمن عملية تواصل محافظات في الداخل السوري، وربط الطرق بعضها ببعض، ومحاولة عزل كل فريق عن الآخر، ويضيف مالك :" لو كسب الجيش السوري الحر الاحتفاظ أو الاشراف على القلمون، فهذا سيشكل نقطة خسارة كبيرة بالنسبة لجيش النظام، واذا ما حدث العكس، فإن ذلك يعني أنالنظام سيربح على صعيد ربط المحافظات السورية بعضها ببعض ،كما حدث في القصير، حيث التعاونبين جيش النظام السوري وحزب الله أمّن نجاحًا استراتيجيًا معينًا.

والقلمون، برأي مالك، تأخذ الابعاد ذاتها كما معركة القصير، وأن ما يجري حاليًا في سوريا هو فرز طائفي ومذهبي، كما حدث في بدايات الحرب اللبنانية العام 1975 من القرن الماضي، وأدى الى عملية فرز مذهبي، وحدث التقسيم النفسي بين ابناء الوطن الواحد.

والقلمون من ناحية استراتيجية ولوجيستية، ستكون نقطة تحول لأي فريق تمكّن من خوضها.

والنظام على ما يبدو يقول إنه يحضر الآن لعملية القلمون بالتعاون مع عناصر أخرى لم يسمِها، ولكن الواضح أنها حزب الله، ويقول إنه ليس بامكان النظام أن يخسر هذه المعركة.

ويلفت مالك الى أنه "اذا تمكن الجيش السوري الحر والمعارضات على انواعها في سوريا من معركة القلمون، فهذا يوجه ضربة موجعة للنظام السوري واهله.

ومعركة القلمون الافتراضية لن تكون معزولة عن غيرها من المناطق.

ومن يسيطر عليها سيؤمن طريق برية طويلة ما بين الحدود اللبنانية السورية الى حمص وحماه وصولاً الى حلب، حيث المعركة المصيرية الكبرى يجري التحضير لها".

الوضع على لبنان

كيف سيتأثر لبنان جراء معركة القلمون اذا حصلت مع اشتراك حزب الله المتوقع في تلك المعركة؟ يؤكد مالك أنه دائمًا خلال المفاوضات يُواجه لبنان الرسمي بالاتهام الواضح بأنه لا يمكن القيام بعلاقات طبيعية مع الحكومة اللبنانية مع وجود فريق من اللبنانيين يشارك فعليًا في المعارك الدائرة في سوريا، وهذا كلام يتم الرد عليه بأن ليس حزب الله وحده الذي يتدخل في سوريا، ولبنان متضرر على المديين القريب والمتوسط من وجود أي عناصر حزبية أو مقاتلة بشكل عام في سوريا، لذلك في الحديث عن تشكيل الحكومة اللبنانية، فإن جماعة 14 آذار/مارس، تخلوا عن مطالب عدم الجلوس مع حزب الله في حكومة واحدة، مقابل أن يعلن حزب الله انسحابه من المعارك في سوريا، لأن العملية مترابطة.

ويضيف مالك: " لبنان في دائرة الاستهداف على اكثر من صعيد، وما يجري في طرابلس جزء اساسي منه انعكاس لما يجري في الجوار السوري، ولبنان من هذه الناحية مع تواصل المعارك في سوريا واستمرار الحرب في فترة غير قصيرة، هذا الامر سيضعه في حالة لا يحسد عليها من ناحية الاستقرار الامني والاجتماعي والسياسي.

معركة القلمون أم جنيف 2؟

من سيسبق معركة القلمون أم جنيف 2؟ يقول مالك إنه يصعب الجواب لأن الامر يخضع لعمليات حسابية على ارض الميدان.

وبناء للمعطيات اللوجيستية على الارض تصعب بالتحليل الموضوعي معرفة من سيسبق، ولكن في الازمة السورية الامور مرشحة للتغيير بين الحين والآخر في عملية الكرّ والفرّ، القائمة بين نظام لم يتمكن حتى الآن من حسم وفرض كل سيطرته على كامل التراب السوري، وبين معارضة، تسيء الى النظام وتتعبه كثيرًا، انما لم تتمكن في الوقت عينه أن تكون بديلاً لهذا النظام.

هل تفضي الاتصالات الاميركية الروسية الى تأجيل معركة القلمون؟ يجيب مالك: " مع بداية الحرب في سوريا وحتى اليوم، نشهد أن التدويل اصبح ملازمًا للحل، ولا يمكن التوصل الى حل إلا بتفاهم روسي - اميركي، ولا يمكن لأي طرف الانفراد، ولكن يجب القول إنه من ناحية التوجه العام، روسيا استطاعت، بالتعاون الوثيق مع النظام السوري، ايجاد موطىء قدم ثابت لهافي المنطقة، عبر التطورات في سوريا، اذًا بامكان الطرفين اذا ما تم التفاهم بينهما تفادي معركة القلمون، ولكن الانطباع العام أنه بعدما اعلنت المعارضة امس عن مشاركتها في جنيف 2، وهي مهمة جدًا، واعراب بعض المعارضات بذلك، تُكرس من جديد "الهيمنة" الاميركية الروسية على الحل، انما روسيا ملتزمة منذ بداية الحرب حتى الآن أن تقدم للحليف الكبير سوريا الكثير من الخدمات على صعيد التغطية الدولية، وبالمقابل روسيا هي الآن لها موطىء قدم فائق الاهمية في المنطقة، واميركا في حالة انحسار عسكري لأن الرئيس الاميركي باراك اوباما اقسم ووعد وتعهد بأنه بعد انسحاب القوات الاميركية من العراق، وبعد الذييجري حاليًا من انسحاب في افغانستان لن يكون من السهل على أي تدخل عسكري اميركي في المنطقة على الاطلاق. من هنا تُفهم خطوة اوباما التخلي عن الضربة العسكريةالموجهةالى سوريا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف