شهادات مؤثرة وتحليل دقيق للصور
الوقائع الكاملة لأول أيام الشهود في محاكمة قتلة رفيق الحريري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كان اليوم أول أيام الاستماع إلى الشهود في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فرفعت شهادات مؤثرة قبل الانطلاق في حملة تحليل مفصل ودقيق لصور مسرح الجريمة.
خصصت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلساتها اليوم للاستماع إلى الشهود، سبعة منهم وجاهيًا والثامن وفقًا لنظام المؤتمرات. وتم الاستماع اليوم إلى ثلاثة شهود. واستهل الجلسة رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي ديفيد راي بعرض صور وأسماء والسير الذاتية للشهداء الذين سقطوا في الانفجار الذي استهدف رئيس الحكومة رفيق الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005.
صدره فقط!
أدلى الشاهد الاول، سعد الدين درويش، شقيق القتيل محمد درويش، بشهادته، فقال: "في 14 شباط (فبراير) كنت أعمل في استديوهات تلفزيون المستقبل في سن الفيل حين حصل الانفجار، وعندما سمعت اسماء الشهداء علمت أن الرئيس الحريري والشباب الذين معه قد استهدفوا، وركضنا لمعرفة ما جرى".
وقال درويش إنه علم باستشهاد شقيقه عبر شاشات التلفزيون عند إذاعة الاسماء، وطُلب منه التعرف إلى شقيقه، "وكان من دون رأس ويدين ورجلين، فقط كان يوجد الصدر، وكانت الجثة مشوهة وممزقة".
وأسهب درويش في وصف أثر الفاجعة على عائلته، فقال: "أبي تحطمت أسنانه، وأختي وقعت وكسر ضلعها وما زالت إلى الآن تعاني، وأمي منهارة معظم الوقت"، مؤكدًا أن الانفجار بدل حياته، وأصابه بألم دائم في معدته ما زال يتعالج منه.
خسارة لأولاده
قال الشاهد الثاني، ممدوح محمد طراف، شقيق زياد طراف الذي لقي حتفه في الانفجار: "بدأ أخي العمل لصالح الحريري منذ العام 1987 وحتى العام 2004، وهو كان متزوجًا منذ 4 سنوات قبل استشهاده، ويعيش معنا في المبنى نفسه، وفي يوم الانفجار كان شقيقي ينتعل حذائي، ويومها كنت في تلفزيون المستقبل لكننا لم نعرف أن الانفجار قد استهدف الرئيس الحريري، فذهب الشباب للتصوير، وكانت فوضى في التلفزيون، وسمعنا أن الرئيس استشهد، وبعد نصف ساعة اتت أمي لتقول لي إن زياد لا يرد على اتصالها، فذهبت الى قصر قريطم لمعرفة الأمر، وبدأنا نفتش عن الشهداء في المستشفيات، وفي مستشفى الجامعة الاميركية، وجدت اخي قرب الرئيس الحريري. لم يتعرف اهلي إليه بسبب الحروق، اما انا فعرفته من الحذاء ومن رجله التي فيها 6 اصابع".
اضاف طراف: "لدى اخي ولدان كانا يبلغان من العمر سنة ونصف السنة وثلاث سنوات ونصف من العمر، والدتهما تركتهما منذ سنة، وعادت إلى منزل أهلها، وأنا ووالدتي نربي الاولاد، وانا بدوري لدي 3 اولاد".
وعن وقع وفاة شقيقه على العائلة، قال: "كانت خسارة كبيرة لا تنسى. كنت اراه يوميًا كأخ ورفيق وصديق، خصوصًا أن أخي الكبير يعيش في هولندا ومتزوج، اصبح لدي فراغ كبير. إنها خسارة لي ولاولاده".
ثغرات في الشريط
وفي الجلسة الثانية، تم استدعاء الشاهدة روبن فرايزر، التي عملت محققة في لبنان في مجال تحليل كاميرات المراقبة من آب (أغسطس) 2009 إلى آب (أغسطس) 2011.
قالت: "واجهنا بعض الصعوبات في معرفة أي من نسخ كاميرات المراقبة كانت الاصلية، لكن تأكدنا من ذلك لاحقًا، وكان هناك نوعان من الاشرطة المجموعة، الاولى تتضمن صورًا مفككة العناصر ومجموعة أخرى وهي مشابهة للتي كانت بحوزتنا، ولا بد من أن تكون النسخ على الاقراص الصلبة نسخة ثانية لأن النسخ الاصلية كانت على شريط فيديو في أتش أس".
أضافت: "أخذنا التسجيلات الى شرطة لندن لأنها تملك التقنيات لفك التعدد، وتمكنا من مشاهدة اشرطة الفيديو بانفسنا، وهناك نقص لثوان معدودة في التسجيلات".
وعرضت فرايزر صورًا لنفق سليمان فرنجية تعود إلى 14 شباط (فبراير) 2005، وقالت: "علمنا أن التوقيت والتاريخ في الكاميرات يحدد من قبل ممثل من شركة سوليدير، ويضعها مشغل يدويًا، ولم يعرف الشخص الذي زودنا بالمعلومات عن نظام المراقبة متى يتم وضع الوقت والتاريخ". وأعلنت فرايزر أن ما من كاميرات تصور مقدمة السيارات، "وهذا أمر مؤسف، لكنها طبيعة الكاميرات الموجودة، وهناك عدد من الثغرات في الشريط، وهي لقطات متتابعة وليست متتالية".
تحليل مفصل
في جلسة ثالثة بعد ظهر الأربعاء، عرض الادعاء صورًا ولقطات من كاميرات مراقبة لنفق سليمان فرنجية ولفندقي فينيسيا ومونرو، ولمصرف HSBC، مستجوبًا فرايزر التي حللت الصور وقاربتها مع بعضها البعض، من حيث وقت دخول الشاحنة في النفق والخروج منها، ومن ناحية توقيت الانفجار، وحركة السيارات في النفق.
وقالت فرايزر إن توقيت الكاميرا التابعة لنفق سليمان فرنجية أبطأ دقيقتين من الكاميرا العائدة لفندق فينيسيا، في ما يتعلق باندلاع الانفجار، وشرحت أن الكاميرا رقم 7 خارجية وكانت موضوعة على الزاوية الجنوبية الغربية لفندق فينيسيا، "والصور هي للطريق الخارجة من النفق وصولًا إلى الزاوية التي يقع عندها فندق فينيسيا".
وعرض الادعاء صورًا لاتجاه الشاحنة من الشمال إلى اليمين، وبينة جديدة لواجهة مصرف HSBC التي تم أخذ الصور منه. وقال لقاضي راي: "سيتم ارسال كل الوثائق الذي طلبت هذا المساء، فالملخصات ليست أدلة بل هي بهدف الاطلاع".
وتتابع المحكمة جلستها صباح غد الخميس، مستكملة استجواب فرايزر.
تعميم المحكمة
واليوم، عممت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن الادعاء بدأ عرض أدلته في قضية عياش وآخرين أمام غرفة الدرجة الأولى في المحكمة، "وهذا يأتي في أعقاب التصريحات التمهيدية التي أدلى بها الادعاء والممثلون القانونيون للمتضررين ومحامو الدفاع عن المتهمين بدر الدين وعنيسي".
وأسندت إلى المتهمين سليم جميل عياش، ومصطفى أمين بدر الدين، وحسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا تهم ارتكاب جرائم متنوعة، وذلك بموجب المادة الثانية من النظام الأساسي للمحكمة الخاصة بلبنان، وبموجب قانون العقوبات اللبناني لدورهم المزعوم كمشاركين في مؤامرة اعتداء 14 شباط (فبراير) 2005.
وقالت المحكمة إن الادعاء سيعرض قضية عياش وآخرين في ثلاثة أجزاء، يتناول في الجزء الأول الذي بدأ اليوم أحداث 14 شباط (فبراير) 2005، بينما يتعلق الجزءان الثاني والثالث بأدلة بيانات الاتصالات. وفي الأيام القليلة القادمة، يُدلي سبعة شهود بشهادتهم شخصيًا فيما سيدلي شاهد واحد بشهادته عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، وقد وافقت الغرفة حتى الآن على الإفادة الكتابية التي أدلى بها 23 شاهدًا.
لآخر المستجدات حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان:
http://elaph.com/news/special_tribunal_for_lebanon.htm