كتَّاب إيلاف

ليتهم خجلوا و تعلموا شيئا من الافغاني

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جمال الدين الافغاني"1838ـ1897"، ذلك المصلح الديني الکبير بکل شئ و الذي خطف القلوب و الافئدة قبل الانظار، يمکن القول بأنه قد سبق عصره بالافکار و المبادئ النيرة التي طرحها والتي کانت تؤسس لمجتمع مدني اسلامي حضاري منفتح يرفض کل القيم و الافکار المنغلقة و الضيقة.

"ملعون في دين الرحمن، من يسجن شعبا، من يخنق فکرا، من يرفع سوطا، من يسکت رأيا، من يبني سجنا، من يرفع رايات الطغيان، ملعون في کل الاديان، من يهدر حق الانسان، حتى لو صلى أو زکى و عاش العمر مع القرآن."، هکذا خاطب المصلح الافغاني قادة البلدان الاسلامية و فقهائها بعد أن تجول في مختلف بلدان العالم ولمس فيها معالم الجهل و التخلف و الانحطاط، ولاريب ان الافغاني ومن خلال تلك الجمل البليغة أراد أن يرشد قادة و فقهاء العالم الاسلامي الذي کان وقتئذ في حالة سبات، الى اسباب الرفعة و العزة و التقدم.

لو تمعنا فيما أکد عليه الافغاني في أقواله ساردة الذکر، و قمنا بمقارنتها بما فعلته دولة طالبان في أفغانستان و الجمهورية الاسلامية الايرانية و الحکم الاخواني البائد في مصر و الدولة الاسلامية(داعش) و تنظيم القاعدة و التنظيمات السائرة على نهجها و الميليشيات الشيعية، لوجدناها جميعها تسجن شعبا و تخنق فکرا و ترفع سوطا ووو الى نهاية ماقد ذکره الافغاني، فکلهم في"الهوى سوى"، ماعدا ان هناك ثمة إختلاف في الشکل فقط وإلا فإن النهج هو ذاته من دون أي تغيير، وليس هناك من بينهم من يجرؤ على أن يسلك نهجا إعتداليا يتسم بروح التسامح و الإيثار و يحطم جبال الحقد و أصنام الغضب و التعطش للدماء في داخله، فالکل في سباق على درب التطرف ولاشئ لديهم غير ذلك!

المثير للسخرية و الاستهزاء، ان هذه الدول الاستبدادية القمعية المعادية للأفکار و القيم و التطلعات الانسانية، تتسابق فيما بينها من أجل تکفير بعضهم البعض و الزعم بأنه النموذج الاصح، في حين ان کلهم على نفس النهج و الاسلوب وان کانت داعش او النصرة او طالبان تقتل و تفتك بالناس علانية فإن الجمهورية الاسلامية مثلا تقتل و تفتك بخصومها في هدوء و بعيدا عن الاضواء.

المجازر و الجرائم البشعة التي تم إرتکابها بحق ابناء الطائفة الايزدية و غيرها من جرائم التنظيم الوحشي الهمجي داعش و جرائم دولة طالبان المتخلفة و المستبدة بحق نساء أفغانستان و المجزرة التي إرتکبتها الجمهورية الاسلامية بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء او أنصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة والذين کانوا أساسا يقضون أحکاما صدرت بحقهم من محاکم الجمهورية الاسلامية، على أثر فتوى من الخميني ذات أثر رجعي، ناهيك عن قائمة طويلة

عريضة من الجرائم و الانتهاکات الواسعة في مجال حقوق الانسان حتى رفع ذلك من شأن"الجمهورية الاسلامية الايرانية" وجعلها تحظى ب61 قرار إدانة دولية في مجال حقوق الانسان.

قبل فترة قصيرة، بعث الشيخ جلال کنجهاي، رئيس لجنة المذاهب و حرية الديانات في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، برسالة الى شيخ الازهر أحمد الطيب بمناسبة صدور"بيان الازهر العالمي"، حيث أبدى ملاحظات بإسم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على بعض من فقراته، ومع ان معظم ملاحظاته تسير و تجري في سياق مشابه تماما لذلك الذي طالب به الداعية جمال الدين الافغاني، لکن ثمة ملاحظة لفتت نظري أکثر من غيرها واود أن تکون مسك ختام هذا المقال وهي(كما اننا نرحب بهذا الجانب من البيان الذي يؤكد &"إن تعدد الأديان والمذاهب ليس ظاهرة طارئة في تاريخنا المشترك؛ فقد كان هذا التعدد وسيبقى مصدر غنى لهم وللعالم، يشهد على ذلك التاريخ... فإن التعرض للمسيحيين ولأهل الأديان والعقائد الأخرى باصطناع أساب دينية هو خروج على صحيح الدين وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، وتنكر لحقوق الوطن والمواطن..&". هذه هي حقائق دامغة يتجاهلها كثيرون ومنهم الدول المدعية بالإسلام والشخصيات المتشدقة بالفقه والفتوى والدعوة ولهذا يعتبر ذلك اجحافا وظلما كبيرا بحق الدين الإسلامي الحنيف الذي لم يرض إطلاقا بهكذا مواقف لاإنسانية مجحفة ولا تتفق معها. واننا لسعداء وشاكرون الآن أن هذه الجامعية في الديانة الإسلامية الصحيحة قد تم تواصلها والمصادقة عليها. ومن المتوقع أن يشاطرنا فضيلة الإمام الأكبر وشيخ الأزهر رأيا بأن فرض أي صنف من الحكومة الطائفية مهما كانت تسميته دينيا أو مذهبيا أو قوميا أو عرقيا في عالمنا المعاصر وفي المكونات القومية والدينية المنتشرة في دول العالم من شأنه أن يشيع الاضطهاد وهتك الأعراض والاعتداء على أرواح وأعراض الأبرياء مما يستدعي اعلان البراءة قولا وفعلاعن هكذا ادعاءات ولاسيما من المنطلق الدين الإسلامي الحنيف والشريعة المحمدية السمحاء."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حنيف وسمحاء
خوليو -

الدين الحنيف يقول على لسان المؤسس لادينان في جزيرة العرب(مثبت وقد تم تنفيذه ) والسمحاء الشريعة تقول دين الدولة الإسلام والشرع هو المصدر الرئيسي للتشريع ولا ولاية لكافر على مؤمن ، ولا يُقبل غير ذلك (أي لاوطن ولا مواطن )متى نتجرأ ونضع أصابعنا على موضع الألم ؟ بل قل الآلام ، فصيحة شيخ من هنا وشيخ من هناك لاتسمى إصلاحاً بل هي فشة خلق وتنفيس لبالونات التخلف والبؤس . الوطن لايبنى بكلمة حق ضد سلطان جائر ، الوطن يؤسس على منظومة قوانين وحقوق إنسانية وواجبات مدنية تحفظ الحقوق وتصونها للجميع على قدم المساواة ، وثقافة حديثة تفهم الوجود والعلوم بأخلاق جديدة .

لا ادري
Avatar -

لا ادري لماذا يحاول بعض الكتاب تجميل ايديلوجية الاديان وعدالتها ........جميع الاديان عموما وبدون استثناء في فترات قوتها وسطوتها كانت تسجن الشعوب وتخنق الافكار وتقتل وتحرق بأسم الدين....الخ .......ارجو ان يدلني الكاتب على اية فترة تذكر من فترات التاريخ الانساني كان فيها حكم الاديان عادلا ومنصفا للشعوب ويؤمن بحرية الفكر والوجود.....ان اقوال الافغاني تبقى مجرد امنيات لم ولن تتحقق ابدا

نسيت ارهاب الاقليم
كريم الكعبي -

يحاول الجف الصاق التهم يمينا وشمالا ويتهم المليشيات الشيعيه التي تقاتل داعش اليوم وحكومة ايران ويوزع كلامه حسب ماتشتهي ماركسيته العمياء التي ماتت في عقر دارها ويتباكى عليها على ارض الاسلام وهي ترفض منطقه الالحادي ويحاول ان يساوي بين الضحيه الشيعه والجلاد داعش وحكام العرب الذين انشأؤوهم وممونهم بالعده والعتاد وخطأ الشيعه انهم لم يكونوا الاف المليشيات اذا الارض بما رحبت اعدائهم مثلما اخطأ التركمان الشيعه بالوقوف متفرجين معتمدين على تركيا لنجدتهم وهي من تآمرت عليهم وعلى بقية الطوائف في الموصل والنتيجه تهجيرهم من اراضيهم ،، ايها الكاتب المليشيات الشيعيه اليوم هي من حمت بغداد والعمليه السياسيه وحمت اليوم السنه من عصابات داعش وارجوان لاتنسى ان الاقليم لديه مليشيات قتلت الاقلام الحره والشخصيات التي تطالب بحرية الرأي وترفض سيطرة الاحزاب الكرديه على الحياة العامه في الاقليم واذا نسيت اذكرك

السوط و السيف
ahmad aziz -

لماذا تناسيت دولاً تعيش فيها و قُربها؟ الا يرفع سيسك السوط و السيف إلى يومنا هذا؟

متى نتحلى بالشجاعة ؟
فول على طول -

متى نتحلى بالشجاعة ونقول الصدق ؟ هذا السؤال موجة لمن يتصدرون المشهد ويمطروننا بالكتابة البعيدة كل البعد عن الحقيقة . الأفغانى ربما تكلم من منطلق انسانى أما الشريعة السمحاء والدين الحنيف فنحن وأنتم تعرفون مضمونة .ويقول الكاتب : فإن التعرض للمسيحيين ولأهل الأديان والعقائد الأخرى باصطناع أسباب دينية هو خروج على صحيح الدين وتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، وتنكر لحقوق الوطن والمواطن.. انتهى الاقتباس . ..سيدى الكاتب التعرض لغير المسلمين هو واجب شرعى وقتالهم وقتلهم حتى يصير الدين كلة للة أمر الهى حسب الدين الحنيف أو العيش أذلاء ويعطون الجزية وهم صاغرون ..واذا كانت الجزية سقطت بفعل اسماعيل باشا - حفيد محمد على حاكم مصر - ولكن الشرع لم يسقطها ولا يستطيع أحد الغاء شرع اللة ..أليس كذلك ؟ هذا قيض من فيض وتحية كبيرة للرائع خوليو ونطلب من الالهة - رع وأمون وتى واور - أن يحفظوة زخرا للموقع ولنا جميعا ...تحب تسمع أشياء أكثر عن الشريعة السمحاء والدين الحنيف أم هذا يكفى ؟

5 فول
محايده -

من أخذ منك الجزيه وانت صاغر يا فول... ومن ضربك وانت تسب رسول الاسلام وشريعة القرآن واستهزاءك في كل تعليق ..جمال الدين الأفغاني لم يأت بأفضل مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ..