فضاء الرأي

الثابت والمتغيّر لدى أقطاب السياسة في اقليم كردستان

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"عندما تتواجد وجهتي نظر متعاكستان فان الحقيقة لا تقع بالضرورة&في الوسط إنه من الممكن لإحدى وجهات النظر ان تكون خاطئة"

ريتشارد دوكينز

&

من البديهيات أن الحديث مع المختلف كل فترة من الزمن قد يكون من الحاجات الضرورية أو المتطلبات المرحلية للشخص، وذلك حتى لا يبقى الجمود سيد الموقف، فيظل التكلس عندها ماكثا في ديار الواحد منا، لذا فالاختلاف في الرأي كثيراً ما أشبههُ بحالة الفُرجة على مقطع ما من مقاطع أفلام البورنو، فكما يُعيد المقطع الفيلمي ذاك إلى بدن المتفرج المُسن أو الخاملِ بعض الحيوية والنشاط، كذلك جدال المختلف كثيراً ما يساهم في تحريك الراكد، وتفعيل آليات التفكير التي راكمها الجمود بسبب تراكم غيوم العقائد المزنرة بالتابوات في سماء المرءِ، أو ربما بسبب دوام موافقة آليات التفكير لدى الشخصِ لرياح وأمزجة المتفقين في الرؤى والأفكار والتصورات.

هذا فيما يتعلق بالثوابت والمتغيرات الحياتية والسلوكية لدى عموم الناس، ولكن مِن اللامحمود هو تداخل الثوابت المبدئية مع متغيراتها، فالحق والعدل والقيم الإنسانية العليا مثلاً هي من الثوابت، ولا يصح أن يتم التعامل معها كمتغيرات يُسهل بترها أو إزاحتها، ومن المفروض ألا تخضع الثوابت لأمزجة أي نفرٍ من الناس حتى يجعلها من المتغيرات العادية كلما اقتضت مصلحته الشخصية إلى ذلك، لأن المجتمعات حينئذٍ ستكون عرضة للانقلابات البنيوية فيكون مصيرها الفوضى العارمة، فقد تنتشر بسبب ذلك كل صنوف الجريمة بين الناس، فتضيع حينها المعايير ولن يبقى هنالك عنئذٍ أي تمييز بين القاتل والضحية أو بين الحق والباطل.

فالغاية الأساسية والثابتة لدى أية جهة أو حزب هو تحقيق الهدف الأسمى والمصلحة العليا للعامة للمجتمع، والثوابت عادة ما تكون في الأهداف بينما المتغيرات فموقعها في الوسائل، فالثوابت في الأصول والمتغيرات في الفروع، فمن الثوابت البحث الدائم والمستمر عن المصلحة العامة واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، لذا فبخصوص استقلال اقليم كردستان فلا نعتقد بأن هنالك أفضل من هذه المرحلة لإعلانه، أما فيما يتعلق بالثوابت والمتغيرات لدى الحركة الكردية هناك فمن الضروري جداً التفرقة بين الثابت والمتغير حتى لا يحدث اللبس بتحويل الثابت للمتغير أو المتغير إلى الثابت كما هو الحال لدى أحزاب كردية كبيرة منهم على سبيل الذكر: حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في العراق، حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، وحزب العمال الكردستاني في عموم كردستان، إذ من الصعب جداً أن يميز الفرد بين الثوابت والمتغيرات لدى الأحزاب المذكورة.

وبخصوص قضية استقلال اقليم كردستان وموقف الأطراف الكردية منه يظهر التناطح صارخاً بين الثابت والمتغيّر لدى أحد أطراف المعادلة في اقليم كردستان، فيبدو وكأن جملة الكاتب البريطاني ريتشارد دوكينز كُتبت خصيصاً لهم حتى تعبر عن حالهم، وحتى يميز المبصر المراقب بينهم وذلك بقوله: "عندما تتواجد وجهتي نظر متعاكستان فان الحقيقة لا تقع بالضرورة، في الوسط إنه من الممكن لإحدى وجهات النظر ان تكون خاطئة".

ولأن كل طرف منهم يُعبر في معظم مواقفه عن مكامنه وأفكاره وتصوراته المسبقة، لذا بدا ذلك جلياً في تصريح لـ: ملا بختيار مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني، القائل "بأن حلم اعلان الدولة الكوردية هو من حقنا ككورد، وفي جميع انحاء كوردستان، ولكن لا يوجد لحد الآن أية وثيقة أو بيان من قبل الولايات المتحدة الامريكية أو من روسيا أو من اي دولة اخرى، لإعلان إستقلال إقليم كوردستان"، مستطرداً "بأن جميع هذه الدول بما فيهم أمريكا وروسيا ومعهم 28 دولة غربية قد قدمت مذكرة الى الحزب الديمقراطي الكوردستاني والى الإتحاد الوطني الكوردستاني، مؤكدين عدم موافقتهم على إعلان إستقلال إقليم كوردستان"، بينما في المقابل وفي نفس الموضوع والموقف منه، فإن عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني كمال كركوكي ورداً على تصريح ملا بختيار نفى بأن تكون هنالك 28 دولة غربية ضد إعلان استقلال إقليم كوردستان، كما ونفى كركوكي وصول أية مذكرة من قبل هذه الدول إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني أو الى حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني، وأردف كركوكي قائلاً بأنه: لا توجد أية دولة قد اعلنت اعتراضها على إستقلال إقليم كوردستان، وحسب قول الكركوكي أن "هناك كثير من المواقف الإيجابية من كثير من دول العالم، تساند وتدعم هذا المطلب الشرعي لشعبنا وسنعلن عنه في الوقت المناسب".

إذاً فبخصوص الحقوق الأصلية والفرعية فلا شك بأن السيد بختيار كرجل حزبي له باع طويل في العمل السياسي، ولا هو بجاهلٍ بكل ما ورد في إعلان الأمم المتحدة المتعلق بحقوق الشعوب الأصلية، وما جاء في سياق قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص الحقوق القومية للشعوب وحقها في تقرير مصيرها، حيث ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صراحةً حق تقرير مصير الشعوب ومنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، وذلك الحق بالنسبة للمواثيق الدولية هو من الثوابت وليس المتغيرات.

ومن خلال قراءة ما وراء المُضمر لدى القطب المتهرّب من استحقاق الاستقلال، يبدو لنا أن مكامن ملا بختيار إما أنها تعاني من الاشتباك الضمني أو أن هنالك تناطح جوهري مترسخ بين الثوابت والمتغيرات لدية، وبناءً عليه فإن متغيره الشخصي أو الحزبي هو الذي عادةً ما يحضه على معارضة ذلك الحق الثابت في القوانين والشرائع الدولية، أو أنه يرفض حق الاستقلال ليس كرهاً بالاستقلال نفسه، إنما لأن مشروع الإعلان جاء أو سيلعن مِن قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحديداً من قبل رئيسها مسعود البارزاني، ولا شك بأن الاحتمال الأخير هو الأكثر ملائمة لمزاج ملا بختيار وللمناخ السياسي الذي تربى فيه الرجل عشرات السنين، عموماً فهذا الموقف المبطن لدى بختيار ومن يماثله في الموقف والرؤى والتصورات من رهطه السياسي هو ما يؤكد مصداقية ما جاء به السلف بقول أن: "كل إناءٍ بما فيه ينضح".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
استقلال سينغابور :
Rizgar -

استقلال سينغابور : سعت سنغافورة على الاعتراف الدولي لسيادتها ونجحت بالحصول علي عضوية الأمم المتحدة في 1965 لتصبح العضو رقم 117 .... سينغابور واجهت مشاكل الامن والسيادة و مشاكل البطالة والإسكان والتعليم ونقص الموارد الطبيعية والأراضي حيث كانت البطالة تصل الى نسب مخيفة. منع -كوان لي- احزاب المعارضة لمدة ٣٠ سنة وهرب احزاب المعارضة الى ماليزيا , عارضت احزاب المعارضة استقلال سينغابور لجملة من الا سباب : خطر الجوع والفقر , عدم شرعية كيان متكون من ٤ اديان و ٤اثنيات لتشكيل دولة , اتهام كوان لي بالدكتاتورية واستغلال الاستقلال كورقة سيا سية , وقوف بريطانيا ضد الاستقلال ......الخ .نجحت سينغابور في جذب شركات النفط الكبري مثل شل و أيسو وانشئت المصافي النفطية ومصانع التكرير وبحلول التسعينات أصبحت ثالث أكبر مركز لتكرير النفط في العالم بعد هيوستون ونوتردام وثالث أكبر مركز لتجارة النفط بعد نيويورك ولندن وأصبحت منتجاً رئيساً للبتروكيماويات علي مستوي العالم. لولا الاستقلال لمات مواطني سينغابور من الجوع .استقلال كوردستان اول حجر في الطريق الصحيح لبناء كوردستان الحرة المستقلة .اقوال السيد ملا بختيار جزء من الحرب النفسية الموجهة الى الشعب الكوردي , هناك الان حرب نفسية psychological war شرسة و دعاية مخططة لتزوير الاخبار والمعلومات وفبركة الحقائق و تخويف الشعب الكوردي وترهيب مو اطني كوردستان من مساوء الاستقلال والقبول بشروط العبودية .فهل النصر لاءستقلال كوردستان او للحرب السايكولوجية الشرسة من قبل جهات مختلفة ضد استقلال الشعب الكوردي؟ التاريخ كفيل بالجواب

التبعيه
زائر -

لقد وضع الاستاذ ماجد اصبعه على العله --وهنا اسال الملا بختيار هل الحريه تستجدى !!؟ ام ان الثورات تتراوح وتنتظر لحين موافقة الاخرين !!؟ ام ان لحق تقرير المصير تفسير اخر لا يعرفه سوى الملا بختيار !!؟ ام اننا بحاجة الى استحداث نظرية جديدة او (براسترويكا ) كورديه لكي يعرف الشعب الكوردي كيف يتحرر !! ؟ ام انه لم يطلع على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 1514 (د-15) المؤرخ في 14 كانون الأول/ديسمبر 1960---اننا من خلال اطلاعتا على ثورات الشعوب إن الحكومات والمعارضات ليست مسؤولة من التخلف وحدها وإن كانت تتحمل النصيب الأكبر منه، فالشعوب الراضخة والمستجيبة دومًا للخطاب السياسي العاطفي (الخطابة)، أو الديني الشكلاني أو العلماني (الشعاراتي)، وهو خطاب تخويفي وتخويني إقصائي يتوسل الوطنية والنضال تارة والدين والعادات والتقاليد والثقافة المحلية أخرى، من أجل الوصول إلى (السلطه)وتجييرها إلى مصالح مادية شخصية دون المصالح العليا للشعوب، ولان (الحكومات )و بالتواطؤ مع بعض المثقفين التابعين لها (مراكز الدرسات والبحوث والأكاديميا والإعلام) تنتج الخوف من التغيير إلى الأفضل، (ولا اتهم هنا الملا بختيار ) -- فإنها تتبنى نظرية ماسخة، قديمة تفسر على أساسها أوضاع التخلف وإعاقة التنمية، فقط إلى الهيمنة خلال توظيف خيرات وثروات الاقاليم لمصلحة المركز وهي بذلك ترفظ التحديث وتجسد مفهوم التبعيه--

حاذروا خطابكم السياسي
ولي -

اتمنى من الاستاذ الملا بختيار ان ترتقي خطاباته السياسية الى المستوى الحزبي الذي هو فيه والمسؤولية التوافقيه الواقعة على عاتقه اما شعبه بكل انتمائاتهم السياسية --غير منفردا عن الحراك --لكي لا تفسر خطاباته بالضد من الشعب الكوردي وعلى حساب القوى السياسيه الاخرى وجماهيرها ----

انا سامزق
انا -

انا سامزق جنسيتي العراقية لحظة الاعلان عن الدولة الكوردية

ملا باختيار واعوانه
ناصر -

اعلان الدولة الكورديه لا يتوقف فقط النضال المسلح والسياسي في داخل كوردستان ،وإنما العمل بنفس الوتيره في الدول الغريبه وأمريكا ووكوني أعيش منذو ٢٦ سنه في أوروبا لم ارى ولم اسمع في يوم من الأيام ان أنصار حزب ملا باختيار قد قام بمسيره او اجتماع تصب في خانة الدولة الكورديه أبدا !!!!!

الشعوب المستعمرة
صحفي في المهجر -

يقول الكاتب: ورد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان صراحةً حق تقرير مصير الشعوب ومنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. وهل حكومة بغداد الحالية مستعمرة لأكراد العراق.