إسرائيل أمام القضاء الدولي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قد لا يؤمن البعض بالمؤسَّسات الدوليَّة، وقد يستخفون بمحكمة العدل ولا يرجون منها خيراً، ولا يتوقعون منها عدلاً، ويعتبرون اللجوء إليها مضيعةً للوقت واستنزافاً غير مجدٍ للجهد، وقد يكونون على حقٍ في رأيهم، فهي في نظرهم لا تختلف عن أيٍ من مؤسَّسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، التي تخضع كلها للنفوذ والهيمنة الأميركيَّة البريطانيَّة، التي تتدخل في قرارتها وتعيين قضاتها، وتفرض أجندتها، وتثبت فيها وتشطب منها ما تريد، وتمارس الضغوط على قضاتها، وتتحكم في مسارات القضايا قبولاً أو رفضاً للشكل والمضمون، وتبتزها بالمساهمات المالية لترغمها على الخضوع لها والالتزام بسياستها ومحدداتها.
لكن بالرغم من النماذج السيئة التي تظهرها المؤسَّسات الدولية بما فيها محكمة العدل، والقرارات الاستنسابيَّة التي تصدرها، والازدواجية الفاضحة في قراراتها وسير تحقيقاتها، وغياب المهنية والشفافية في الملفات المرفوعة إليها، وخضوعها للسياسة على حساب القانون، فإنَّ لمحكمة العدل الدولية التي يعترف بها الكيان الصهيوني سابقة قضائية مهمة ولافتة، إذ دانته في تموز (يوليو) من العام 2004، عندما نظرت في شرعية جدار العزل الذي بنته الحكومة الإسرائيليَّة وفصلت بين مناطق الضفة الغربية والقدس، واعتبرته شكلاً من أشكال العنصرية، وطالبت بإزالته، كما اعتبرت المستوطنات الإسرائيلية المشادة على أراضي الضفة الغربية مستوطناتٍ غير شرعيةٍ، ودعت إلى تفكيكها، والانسحاب من الضفة الغربية التي اعتبرتها أرضاً محتلة.
وانطلاقاً من قاعدة أنه ينبغي أن نقاوم العدو الإسرائيلي بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وألا نستخف بأي وسيلةٍ مهما كانت بسيطة أو شكلية، وألا ندخر أي شكلٍ من الأشكال التي من شأنها فضح العدو وكشف حقيقته، وتسليط الضوء على عدوانه وإبراز جرائمه، فإن من الكياسة والحكمة والعقل المضي في هذه المحاكمة ودعمها ومساندتها، وتأييد دولة جنوب أفريقيا في خطوتها الرائدة والشجاعة، فقد يصدر عن هيئة المحكمة سابقة قضائية قانونية جديدة، نستطيع أن نبني عليها، وأن نواصل محاكمة الكيان الصهيوني بموجبها، علماً أن الذي يمثل تحت قوس العدل الدولية، ليس فقط الكيان الصهيوني، وإنما يمثل معها حلفاؤها الكبار كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، الذين سيدانون بإدانة ربيتهم المدللة وصنيعتهم المضلة.
إقرأ أيضاً: العراق: أميركا تزرع وإيران تحصد!
بعيداً عن قرار المحكمة وأياً يكن، مؤيداً القضية الفلسطينية أو ضدها، ومنصفاً للشعب الفلسطيني أو ظالماً له، فإنَّ مجرد مثول الكيان الصهيوني بتهمة الإبادة الجماعية أمام المحكمة التي يفتخر بأنها أنصفت الشعب اليهودي وأيدته، وناصرته في قضيته، وحاكمت المتورطين في محرقته، ونظرت في نفس المسألة المرفوعة اليوم أمامها، وهي الإبادة الجماعية التي يدعي أن اليهود قد تعرضوا لمثلها وعانوا بسببها، فوقف المجتمع الدولي معهم وأيدهم، وما زال يدفع لكيانه تعويضاً لهم وتكفيراً عما ارتكبه بعض قادتهم ضدهم، إلا أنها اليوم تمثل أمام ذات المحكمة وبذات التهمة التي حاكمت بها المجتمع الدولي.
كما أنَّ جلسات المحكمة تبثّ على الهواء مباشرة لأكثر من ثلاثين ساعة متوالية بلغات العالم أجمع، وهي تستمع إلى مرافعة محامي دولة جنوب أفريقيا الذين أعدوا عدتهم، وحضروا ملفاتهم، واستعدوا لجلسات المحكمة بالصوت والصورة التي حاول قادة الكيان الصهيوني أن يخفوها ويطمسوها، وأن يغيروها ويزوِّروها، مما سيتيح للعالم كله أن يرى الجريمة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بالصورة الموثقة والصوت والدليل والبرهان، ليقف العالم الذي يدعي الإنسانية والحضارة على مسؤولياته القانونية والأخلاقية والإنسانية.
إقرأ أيضاً: جنوب أفريقيا والمحكمة الجنائية الدولية
ولولا أنَّ العدو الصهيوني يدرك أهمية هذه المحكمة وخطورة قراراتها، ومدى تأثيرها على صورته ومصداقيته، وأنها قد تكشف للعالم كله ولمستوطنيه حقيقة جرائمه، وفداحة ما ارتكبه جيشه ضد الشعب الفلسطيني، وأنه فعلاً قد ارتكب مجازر جماعية ونفذ جرائم إبادة ضد البشرية بقصدٍ ونيةٍ مبيتة، وأنه تعمد تنفيذ جرائمه وفق مخططاته القديمة والجديدة، وأنه قد يدان ويفضح، ويقدم للمحاكمة ويعاقب، ولهذا قرر تكليف عددٍ من كبار محاميه ورجال القانون الإسرائيليين والدوليين للدفاع عنه، ورد الاتهامات الموجهة ضدَّه.
كما أنَّ حلفاءه الدوليين كالولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، بدأوا يتحسسون الخطر من قرارات المحكمة، ولهذا صبّوا جام غضبهم عليها، واتهموا قضاتها، وشككوا في اختصاصاتها، ونفوا التهمة ابتداءً عن الكيان الصهيوني، واعتبروا أنَّ هذه المحاكمة باطلة قانوناً وفاسدة حكماً، وأنَّه لا يجوز محاكمة الكيان الصهيوني بتهمة الإبادة، وهو الذي يدافع عن سلامته وأمن مستوطنيه ويتعرض من محيطه لها.
إقرأ أيضاً: مغادرة القوات الأميركية في الميزان
في الوقت الذي نشكر فيه جميعاً دولة جنوب أفريقيا، ونشيد بشجاعتها وجرأتها وأخلاقها وإنسانيتها، فإننا نهيب بكل الأنظمة العربية والإسلامية، والمؤسسات الدولية والأممية الحقوقية، أن تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه القضية، فهي لا تكلفهم دماً أو مالاً، ولا تضحيةً أو عناءً، وإنما تكلفهم دعماً ومساندة، وثقةً وإيماناً بعدالة القضية الفلسطينية ومظلومية شعبها.
إنَّ أيّ سلاحٍ يوجع العدو الإسرائيلي ويؤلمه هو سلاحٌ جادٌ وفاعلٌ، فلا نفرط فيه ولا نستهين به، فقد تكون آثاره المرجوة ونتائجه المأمولة نقطة تحولٍ في الضمير الدولي نحو وقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومحاكمة الكيان الصهيوني وقادته كمجرمي حربٍ، وإنصاف الشعب الفلسطيني وتعويضه عما أصابه ولحق به.
التعليقات
نظام مجرم يجب ان يفكك كما فكك نظام الفصل العنصري بجنوب افريقيا ،،
حدوقه -هذا النظام الذي تفوق على نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ، بقاء هذا النظام العنصري المجرم عار على البشرية ، وكل من يدافع عنه ولو بشطر كلمة يلحقه العار، ولا يمكن اعتباره إنسان بل هو كتلة من البلادة واللؤم..
الكيان الصهيونى هل هناك سقف للخسة ؟!
زياد -مناضل جنوب أفريقي أبيض ويهودي يفضح "الكيان" ويشرح ببلاغة دلالات محاكمته في "لاهاي". أكّد بعد سرد الحيثيات أن النظام العنصري الصهيوني أكثر بشاعة من نظيره في جنوب أفريقيا. قال إن والدته ناجية من "الهولوكست". الكيان بدوره اختار لتمثيله بـ"لاهاي" قاضيا بعمر 87، وناجٍ من "الهولوكست".
بسيطه جدا
قول على طول -اسرائيل وبكل بساطه سوف تثبت أنها فى حالة دفاع عن النفس ..اسرائيل لديها تسجيلات وبالصوت والصوره ما فعله أصحابك الحمساوية فى اليهود يوم 7 أكتوبر والذي اذيع على منصات حماس وأتباعها.. والعالم كله شاهد ورأى بأم عينيه الانتهاكات التى فعلتها حماس تجاه الأطفال والنساء وكبار السن بل حتى منهم من هو على كرسى متحرك وكلهم مدنيون.. والاغتصاب الذى مورس على النساء الرهائن.. واسرائيل لديها نسخه من دستوركم الذى تريدون فيه القضاء على اليهود بالكامل ولديها تسجيلات بأصواتكم جميعا تؤكد ذلك ..على فكره أنا لا أدافع عن اسرائيل فهى لا تحتاجني لكن فقط أنا أطرق على الرؤوس الخاويه لعلها تستيقظ من المحنات العقليه التي تعاني منها.
ودنك منين يا جحا؟
قول على طول -الأسهل من ذلك ومن المحكمه الدوليه والذي منه مخاطبة أشاوس حماس لمطالبتهم بالتحلي بالقدر الأدنى من الشجاعه والاعتراف بخطئهم الجسيم وفشلهم المريع وما جلبوه على غزه وناسها.. وأن يتخلوا عن الرهائن الاسرائيليين ويعلنوا وقف الحرب أو حتى الاستسلام غير المشروط كما فعل امبراطور اليابان فى الحرب العالميه الثانيه حفاظا على شعبه ونال احترام العالم كله.. أين اليابان الأن؟