في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب العدوانية الظالمة على شعبنا، وما يقوم به الاحتلال من إبادة جماعية ومن تطهير عرقي يمثل حقيقة الاحتلال وإرهابه المنظم بحق الفلسطيني الأعزل، لم نجد من الدول والبلدان من يخطو خطوات عملية وملموسة في الوقوف إلى جانب الفلسطينيين ووقف الحرب الإجرامية والدمويّة التي يتعرضون لها على مدار قرابة المئة يوم من هذه المجازر والمذابح الإرهابية والانتقامية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً، والتي تغذيه بها قوى الشر والطغيان والاستكبار الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وإدارتها العدوانية التي تقف داعماً أساسياً للحرب الإرهابيَّة، وتوفر الغطاء والحماية والضمان من الإفلات من العقاب لحكومة الفاشية والعنصرية والعدوان الإسرائيلية ومجلس حربها وجنرالاتها القتلة الذين لا بد من ملاحقتهم في المحاكم الدولية على ما ارتكبوه من جرائم بحق شعبنا وبحق الإنسانية.
لا بدَّ من دعم موقف جنوب أفريقيا الحر ومواصلة تعزيز الضغط الدولي على حكومة الفاشية والعنصرية في إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على وقف عدوانها وحربها البربرية المتواصلة على أبناء شعبنا في قطاع غزة، والتي تتزامن مع مذابح ومجازر يومية يرتكبها الاحتلال في مخيمات وقرى ومدن الضفة الغربية وفي القدس.
إقرأ أيضاً: أهمية إدانة أحد مرتكبي مجزرة عام 1988 في إيران
الموقف الشجاع والإنساني والعظيم الذي تعبر عنه جنوب أفريقيا هو رسالة إلى العالم من أجل الامتثال للشرعية الدولية والانتصار للكرامة والحقوق الإنسانية، وهي دعوة لضرورة التوقف أمام طبيعة النظام الدولي أحادي القطبية والمختل، والذي لا يصلح أن يستمر في قيادة العالم. فهناك حاجة موضوعية للتغيير وبناء نظام دولي جديد ومتعدد الأقطاب يعيد الاعتبار للمؤسسات الدولية وقراراتها وتشريعاتها والتي سقطت بسبب مجازر الاحتلال في غزة، حيث فشل مجلس الأمن في إجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار ووقف الحرب التدميرية الشاملة التي لا أهداف لها سوى الأهداف المدنية، إلى جانب فشلها في حماية السلم والاستقرار الدوليين.
الشعب الفلسطيني اليوم يقف باحترام أمام حكومة وشعب جنوب أفريقيا، وهم يعبرون عن أروع أشكال التضامن، ويخوضون معركة سياسية وقانونية وقضائية بامتياز، ونحن على ثقة كبيرة أنَّ العدالة ستنتصر، كون هذه القضية عادلة وتحملها دولة سبق أن تعرضت لذات الظلم والعدوان والاستبداد من قوى العدوان والعنصرية، وقد تحررت بالنضال وبالثورة المستمرة وبالمواقف الداعمة من أحرار العالم، ولا بدَّ من التحرك على كافة المستويات لحماية شعبنا من جريمة الإرهاب المتواصلة، ومن جريمة الاقتلاع والتهجير، ومن فصول النكبة المستمرة التي يصر الاحتلال على إعادة إنتاجها باستمرار، في محاولة بائسة لتكريس الهيمنة وفرض سياسة الأمر الواقع، وما يسمى بحسم الصراع لصالح المشروع الصهيوني المتطرف.
إقرأ أيضاً: برميل البارود الإيراني
مواصلة الاحتلال لعمليات الإعدام والجرائم الوحشية واستهداف المدنيين والتجمعات السكنية الآمنة يستدعي التحرك الفوري لتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية برفع صوتها في وجه تلك الانتهاكات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات، وفرض عقوبات رادعة على دولة الاحتلال لإجبارها على الانصياع للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
إقرأ أيضاً: محاكمة طال انتظارها
ما من شكّ في إننا أمام احتلال عنصري فاشي يدعم ويرعى إرهاب دولة منظم، وهذا كله يتم أمام المجتمع الدولي الذي انكشف على حقيقته بالكيل بمكيالين، والمطلوب منه ليس إدانة الاحتلال، بل معاقبته وفرض الحصار عليه وفتح تحقيق دولي بجرائمه ووضع حد لفصول الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
التعليقات