فضاء الرأي

عام من الإبادة الجماعية

آليات تابعة للجيش الإسرائيلي تجرف الطرق في طولكرم
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

دخلت حرب الإبادة الجماعية عامها الأول دون مؤشرات على تراجع حدة القصف والغارات الإسرائيلية القاتلة أو احتمال التوصل إلى هدنة سريعة والإفراج عن الرهائن، حيث تسببت الحرب في قطاع غزة بإحداث دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة. تتواصل الغارات الجوية التي حولت أغلب مباني قطاع غزة إلى أنقاض، بينما يستمر سقوط الشهداء، بينهم النساء والأطفال، في جباليا ومدينة غزة في الشمال، وكذلك في النصيرات والبريج في الوسط.

في القدس المحتلة، يقتحم مستوطنون إسرائيليون ساحات المسجد الأقصى تزامناً مع تصاعد عمليات العدوان وحرب الإبادة. وغالباً ما يقود اقتحام المستوطنين المتطرف إيتمار بن غفير. جاء ذلك وسط تحذيرات فلسطينية من إقدام جمعيات استيطانية إسرائيلية على إدخال "قرابين حيوانية" وذبحها في ساحات الأقصى. وصرح بن غفير وتوعد خلال الاقتحام بأن دولة الاحتلال لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية. يحرص بن غفير، منذ أن كان نائباً وبعد أن أصبح وزيراً، على قيادة مجموعات من المستوطنين لاقتحام الأقصى. ويتحدث البرنامج السياسي لحركة "القوة اليهودية"، التي يقودها بن غفير، صراحةً عن السماح لليهود بأداء الصلوات في الأقصى، حيث دعا إلى إقامة كنيس يهودي في باحات المسجد الأقصى.

إقدام الوزير الصهيوني الفاشي إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى هو عمل عدواني يصب الزيت على النار ولن يمنح الاحتلال شرعية على مقدساتنا التي ستبقى عربية إسلامية رغم أنف الاحتلال. وعلى الشعب الفلسطيني التصدي لحملة التهويد الممنهجة ضد المسجد الأقصى، وتكثيف الرباط فيه، وشد الرحال إليه، والوقوف سداً منيعاً أمام كل محاولات تدنيسه وتهويده، وضرورة التحرك بفاعلية ضد الخطر الصهيوني المحدق بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية كافة.

إقرأ أيضاً: لا حل دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة

تسببت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 41,870 شهيداً، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، بينما ارتفعت حصيلة الإصابات إلى 97,166 إصابة منذ بدء العدوان. لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، وحان الوقت ليتوقف هذا الدمار. لا أحد يستطيع تحمل هذا الأمر لفترة أطول، ويجب أن تنتصر الإنسانية ويتوقف إطلاق النار الآن.

التصعيد الخطير للاعتداءات والحصار الذي يجري في مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة يتكامل مع مواصلة الإبادة الجماعية في قطاع غزة. ويوجهها هدف واحد هو إرهاب شعبنا والتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة في استقلال دولته الفلسطينية وحقوقه المشروعة في العودة. بات من الضروري إجراء تحقيق دولي بعد الكشف عن مجازر ومقابر جماعية ارتكبها جيش الاحتلال. يجب التدخل الفوري من قبل المجتمع الدولي لوقف الانتهاكات وإجراء التحقيقات اللازمة للمساءلة ومحاسبة مرتكبيها.

إقرأ أيضاً: خطاب نتنياهو أمام الأمم المتحدة مثير للجدل وعنصري

يجب على الدول التي توفر الوسائل القتالية والحربية لإسرائيل أن تتحمل المسؤولية في تشجيعها على المضي بجرائمها وانتهاكاتها ضد الشعب الفلسطيني. لا بد من أن تتصرف الدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة بشكل حاسم لوضع حد لاستخدام إسرائيل للأسلحة والمعدات العسكرية لارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان ضد المدنيين الفلسطينيين، من خلال فرض حل شامل على الفور وحظر الأسلحة على إسرائيل، خاصةً وأن الدول الأطراف تعهدت بعدم الإذن بأي نقل للأسلحة التقليدية إذا كان لديها علم باستخدام تلك الأسلحة أو أصنافها في ارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لاتفاقيات جنيف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف