ما يجري في قطاع غزة ولبنان هو توسيع لنطاق الحرب والعدوان، وإعلان إسرائيل المجرمة عن تنفيذ سلسلة واسعة من الغارات لاستهداف المدنيين وقصف المرافق العامة. لا يمكن في هذا السياق تجاهل تواطؤ البعض مع ما يطرحه الاحتلال، وهو ما يعكس عمق الأزمة ويغطي على جرائم الإبادة الجماعية ويتيح توسيع نطاق الحرب ودخولها مرحلة جديدة.
حرب لبنان وتنفيذ جرائم الإبادة تمت المصادقة عليها من قبل رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وليست صدفة أن يقوم بعد إلقاء خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنشر صورته، متفاخراً بإصداره قرار المصادقة على عمليات الاغتيال الواسعة في بيروت. وقد استعرض نتنياهو في خطابه المثير للجدل خريطتين لمنطقة الشرق الأوسط بألوان سوداء وخضراء تعكس مستقبل الدول. لوحظ خلال العرض غياب تام لأي إشارة إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، مما أثار تساؤلات حول الرسالة التي يسعى لتوصيلها.
في هذا الخطاب، حاول نتنياهو رسم خريطة مستقبلية جديدة للمنطقة، لكنه تجاهل قضايا جوهرية مثل غزة والضفة والحقوق الفلسطينية. هذا التجاهل يفتح الباب لتكهنات حول أهداف إسرائيل الحقيقية في الصراع المستمر. ما كان لافتًا في العرض هو خلو الخرائط من أي ذكر لقطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة، في ظل المعاناة التي يعيشها سكان غزة بسبب الحرب المدمرة، والتوترات المتزايدة في الضفة الغربية مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويؤكد هذا أن الاحتلال يسعى لفرض حكم عسكري على قطاع غزة وضم الضفة الغربية وتنفيذ مخططات تهويد القدس.
المجرم نتنياهو تفاخر باتخاذه قرار التصفية والهجوم الواسع على لبنان من منبر الأمم المتحدة، في تحدٍّ واضح للعالم بأسره. ونشر نتنياهو صورته وهو يعطي الأوامر من مقر الأمم المتحدة، للتغطية على جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين في لبنان وفلسطين.
إقرأ أيضاً: إرهاب المستوطنين امتداد لحرب الإبادة والتهجير
جرائم الحرب التي ترتكبها حكومة الاحتلال أمام أنظار العالم لا تقابل بأي رد فعل ملموس. الجميع يشاهد هذا الدمار دون التحرك لوقف الأعمال الإجرامية. يجب على لبنان ألا يتحول إلى غزة، وهناك حاجة ملحة لوقف الحرب. ويجب على مجلس الأمن الدولي أن يوقف أي نقاشات استعراضية ويركز جهوده على وقف إطلاق النار في غزة ولبنان وإنهاء كافة أشكال الإبادة التي تمارسها عصابات الإجرام الإسرائيلية.
ما تتعرض له بيروت يفوق ما حدث في حرب 2006، حيث ترتكب العصابات الإسرائيلية جريمة كبرى باستهداف حوالي 4000 شخص في المتاجر والمدارس. يجب على مجلس الأمن الدولي العمل الفوري على تنفيذ القرار 1701 والالتزام به من جميع الأطراف.
إقرأ أيضاً: الأمن والاستقرار لن يتحققا بحرب الإبادة الإسرائيلية
حكومة الاحتلال تجاوزت كل الخطوط الحمراء، ولا يمكن لهذا الجنون أن يستمر. يجب أن تتركز الجهود الدولية من الآن فصاعدًا على مواجهة التحديات التي تحول دون تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، بفعل سياسات نتنياهو وإجرامه، حيث تدخل الحرب عامها الأول دون أي تغيير أو وقف لسفك الدماء المستمر.
التعليقات